الرؤية- بيان السيابية

الشكيلي: عدم الوعي بالتزامات الزواج سبب رئيسي في الانفصال

السعدي: المرأة المطلقة تصاب بأعراض نفسية كثيرة تدفعها نحو العزلة

البلوشية: الاختيار الصحيح يُقلل من نسب الطلاق في سن مبكرة

 

يؤكد عدد من المختصين أن زيادة نسب الطلاق خاصة بين النساء من سن 18 إلى 20 عاما، يرجع سببها إلى ضعف الوعي المجتمعي وعدم تثقيف المقبلين على الزواج بالواجبات والحقوق الزوجية، بالإضافة إلى تدخلات الأهالي في حياة الأزواج والتي تزيد من الخلافات الزوجية المؤدية إلى الطلاق، إلى جانب أسباب أخرى اجتماعية ومادية.

ويشير المختصون إلى أن طلاق المرأة في هذا السن المبكر يتسبب في تعرضها إلى ضغوطات مجتمعية قد تتسبب في إصابتها بأمراض نفسية تؤدي فيما بعد إلى رفض الدخول في أي تجربة أخرى خوفا من تكرار الفشل.

ويرى المحامي أحمد الشكيلي أنَّ من بين الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق المبكر عدم تأهيل الطرفين قبل الزواج، سواء من قبل العائلة التي يقع على عاتقها دور كبير في تعزيز الوعي بالطرق الصحيحة لبناء الأسرة والتعامل مع الطرف الآخر، مع توضيح التزامات ومسؤوليات كل طرف وحقوقه وواجباته، مؤكدا أنَّ الأسرة بمثابة الحاضنة التي تغذي الأبناء بالسلوكيات الاجتماعية الصحيحة التي تساعدهم على النجاح في حياتهم الزوجية.


 

ويضيف أن من بين أسباب الطلاق المبكر أيضا التسرع في اختيار شريك الحياة، أو الاختيار وفقاً لمعايير غير واقعة والتأثر بما يتم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب عدم السؤال عن الطرف الآخر لمعرفة صفاته وتفاصيل حياته والتأكد من أنها مواصفات تساعد في بناء أسرة مستقرة، مبينا: "أيضا قد يكون الوضع المادي سببا في الطلاق المبكر، خاصة لو كانت الزوجة لها متطلبات تفوق قدرة الزوج المادية، أو كانت لا تقدر ظروف زوجها، إذ إن الوقت الحالي تغيرت فيه متطلبات بعض الزوجات، كما أن فارق السن بين الزوج والزوجة قد يكون عقبة في طريق استمرار الزواج، بالإضافة إلى فارق المستوى التعليمي أيضا".

ويقول الشيكيلي: "من أسباب الطلاق المبكر أيضا إجبار بعض الأهالي بناتهم على الزواج من شخص بعينه دون أخذ رأيهن، وكذلك تدخلات العائلات في حياة الزوجين وتراكم الخلافات وعدم القدرة على إدارة هذه الخلافات بالطريقة الصحيحة، وقلة الخبرة وصغر السن والاندفاع وضعف الوازع الديني".

من جهته، يوضح الدكتور الخطيب السعدي، أن طلاق النساء الصغيرات في الفئة العمرية ما بين 18 و20 سنة يتسبب في تأثيرات نفسية كبيرة، ومنها الشعور بالحزن العميق وفقدان الأمل الذي يمكن أن يتطور إلى حالة الاكتئاب، بالإضافة إلى الشعور بالغضب تجاه النفس والشريك السابق بسبب انتهاء العلاقة وفشلها، مضيفا: "المرأة بعد الطلاق تكون قلقة بشأن مستقبلها لأنها لا تعرف مصيرها بعد الطلاق، لأن الطلاق يزرع في نفس المرأة الشعور بالفشل الشخصي والعاطفي، ويؤدي إلى انعدام الثقة بالنفس والإحساس بأنها غير جديرة بالحب أو أنها لن تنجح في أي علاقة مستقبلية، ولذلك فإنها تتجه نحو العزلة وعدم مواجهة المجتمع بسبب الخجل أو الخزي، وهذه الأعراض غالبا ما تكون مؤقتة وتحتاج إلى الوقت للتعافي".


 

ويتابع السعدي قائلا: "من الصعب تخفيف الآثار النفسية للطلاق، لكن هناك العديد من الطرق التي تساعد المطلقات لتخطي هذه الأزمة، وذلك من خلال دعم الأشخاص المقربين والنخراط في مجموعات دعم تضم أصحاب التجارب السابقة، والاهتمام بالنفس وممارسة الأنشطة الرياضية للتخلص من الطاقة السلبية وتحسين المزاج وتخفيف التوتر، والتغذية الجيدة والنوم الجيد، والتحدث مع متخصص نفسي لمعالجة المشاعر السلبية وتطوير المهارات الشخصية لإنجاح العلاقة المستقبلية".

وتبيّن الأخصائية الاجتماعية أميمة البلوشية، أن الأضرار الناتجة عن الطلاق بالنسبة للنساء تعتمد بشكل كبير على سبب الطلاق والعمر، إذ إن المرأة تشعر بصدمة بعد الطلاق وتصاب بأعراض القلق والخوف والشعور بالوحدة وبعض الاضطرابات الأخرى مثل الرهاب الاجتماعي وتغير نظرتها نحو الزواج.


 

وتذكر: "قد تواجه المرأة بعد الطلاق ضغوطات من الأهل لخوض تجرب زواج أخرى، وذلك لاعتقاد الأهل بأنها يجب أن تستقر وتكوّن أسرة حتى لا يعايرها أحد، خاصة لو كانت المرأة غير متعلمة وليس لها دخل مادي ولديها أطفال، حينها تكون عبئا على عائلتها".

وتنصح البلوشية كل امرأة تمر بهذه التجربة أن تركز على بناء علاقات صحية واختيار الشخص المناسب لها وتحسين علاقتها بأسرتها وتجنب الجلوس مع الأشخاص السلبيين وتطوير مهاراتها الشخصية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تضمن حق المرأة في رفض الزواج عليها..المغرب يقترح تعديلات على قانون الأسرة

أعلن وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية اليوم الثلاثاء، أن المغرب يعمل على منح المرأة المزيد من الحقوق في حضانة الأطفال، والوصاية، وحقها في رفض تعدد الزوجات، وذلك في أول مراجعة لقانون الأسرة منذ 20 عاماً.

وقال وزير العدل عبد اللطيف وهبي للصحافيين إن المقترح يتضمن أكثر من مائة تعديل، منها "إجبارية استطلاع رأي الزوجة أثناء توثيق عقد الزواج، حول اشتراطها عدم التزوج عليها، والتنصيص على ذلك في عقد الزواج".
وأضاف الوزير حسب نص كلمته "في حال غياب هذا الاشتراط، فإن المبرر الموضوعي الاستثنائي للتعدد، سيُصبح محصوراً في إصابة الزوجة الأولى بالعقم، أو بمرض مانع من المعاشرة الزوجية، أو حالات أخرى يقدرها القاضي وفق معايير قانونية محددة".
وأوضح وهبي أن التعديلات تهدف إلى وضع حد أقصى للبت في دعاوى الطلاق وتسهيل إجراءاته، كما تعتبر حضانة الأطفال حقاً مشتركاً بين الزوجين مع النص على "حق الزوج أو الزوجة في الاحتفاظ ببيت الزوجية في حالة وفاة الزوج الآخر".
وتطرقت التعديلات أيضاً إلى منع سقوط حضانة الأم المطلقة على أبنائها عند زواجها مجدداً، كما حدد سن الزواج القانوني للذكور والإناث بـ 18 عاماً "مع وضع استثناء للقاعدة المذكورة، يُحدد فيها سن القاصر في 17عاماً، مع تأطيره بعدة شروط تضمن بقاءه، عند التطبيق، في دائرة ‘الاستثناء’".
وقال وهبي إن التعديلات لا تلغي أحكام المواريث في الشريعة الإسلامية، والتي تنص على أن يرث الرجل مثلي ما ترثه المرأة، إلا أنها تسمح "بأن يهب المرء في  حياته ما يشاء من أمواله للوارثات". وذلك إضافة إلى إتاحة "إمكانية الوصية والهبة أمام الزوجين، في حال اختلاف الدين".
ولم يتسن الوصول إلى ناشطات مغربيات مدافعات عن حقوق المرأة، ويدفعن بشكل خاص للمساواة في الميراث، للتعليق على التعديلات.
وقال الملك محمد السادس، ملك المغرب وأعلى سلطة دينية في البلاد، الإثنين عن مراجعة قانون الأسرة إن التعديلات التي ستُقدم إلى البرلمان يجب أن تستند إلى "مبادئ العدل والمساواة والتضامن والانسجام، النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف، وكذا القيم الكونية المنبثقة من الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب".

مقالات مشابهة

  • ينتظرها نقاش في البرلمان.. مدونة الأسرة بالمغرب تدخل مرحلة الحسم
  • عزيز رباح يكتب..مدونة الأسرة تحفظ الوطن من الشيخوخة والتفكك والانحراف أولا
  • "انتقام جنوني".. جيمس سيكستون يكشف أسرار الزواج والطلاق
  • تضمن حق المرأة في رفض الزواج عليها..المغرب يقترح تعديلات على قانون الأسرة
  • وزير العدل يستعرض أهم مستجدات مدونة الأسرة بعد جلسة العمل التي ترأسها جلالة الملك
  • وهبي يكشف عن أهم التعديلات التي جاءت بها مراجعة قانون الأسرة
  • تفاصيل التعديلات ال16 في مدونة الأسرة تضمنت تقييد الاعتراف بزواج الفاتحة
  • 25 قرش مقدم صداق.. كارثة يرتكبها الزوج تصب فى صالح الزوجات عند طلب الطلاق خلعا
  • ‏الكرملين يصف التقارير التي تتحدث عن طلب زوجة بشار الأسد الطلاق بأنها "كاذبة"
  • «جميلة» تطلب الطلاق للضرر بعد 15 يوما فقط من الزواج.. حلم تحول لـ«كابوس»