مايكل مورجان: محاولة اغتيال ترامب ستزيد من مؤيديه
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
قال مايكل مورجان، الباحث السياسي في مركز لندن للدراسات السياسية، إن محاولة اغتيال دونالد ترامب نوع من التصعيد لمحاولة منعه من خوض الانتخابات الأمريكية.
محاولة اغتيال ترامبوأشار مورجان، خلال اتصال هاتفي عبر فضائية "TeN"، مساء الأحد، إلى أن محاولة اغتيال ترامب يحمل عدة رسائل ومنها أنها محاولة حقيقية للتخلص منه، وقد يكون هناك نوع من التربص به، فضلا على أن هذه العملية نوع من الترهيب والتخويف لمؤيديه.
وأضاف الباحث السياسي في مركز لندن للدراسات السياسية، أن الجمهوريين كانوا منقسمين حول تأييد ترامب في الانتخابات الامريكية، وذلك نظرا لأن شخصية ترامب جدلية، ولكن هذا الحادث سيزيد من مؤيدي ترامب سواء داخل الحزب أو خارجه، متوقعا أن الانتخابات الأمريكية ستشهد نوع من العنف.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ترامب اغتيال ترامب محاولة اغتيال ترامب فضائية ten محاولة اغتیال ترامب نوع من
إقرأ أيضاً:
هل خطة ترامب لاحتلال غزة محاولة ابتزاز؟
فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب دول العالم بـ “خطة سيطرة” أميركية على غزة ،هي أشبه بقنبلة انشطارية، تطايرت شظايها في أرجاء المعمورة، وشمل ذلك دولا عربية وغربية، تربطها علاقة تحالف و” شراكة ” مع واشنطن ، كما فوجئت بها بعض القيادات الاسرائيلية.
مفاجأة ترامب، التي كشف تفاصيلها في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، في 4 يناير 2025 ، هي بكل المقاييس خطة احتلال لقطاع غزة ، وهدفها “ملكية طويلة الأمد” ورأى أنها ستسفر عن “آلاف الوظائف” ، وستؤدي إلى تحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” تحت السيطرة الأميركية.
الخطة تعني أنه يسعى إلى فرض احتلال أميركي ، وتشريد أهل غزة ، بالقوة ، وكأنه لم يشاهد المواكب البشرية الهادرة التي تدفقت نحو غزة بعدما تم وقف اطلاق النار في منتصف يناير الماضي.
المواكب تعني أن سكان غزة متمسكون بأرضهم رغم الدمار الهائل وغياب المأوى وسبل العيش الكريم ، وهي تعني ايضا أن خطة ترامب تتعارض مع أبسط حقوق الإنسان في الحرية والعدالة والعيش الكريم.
خطة ترامب ربما تكون في ضوء مؤشرات سياسة الضغوط الشديدة التي أعلنها ضد كندا والمكسيك بشأن فرض رسوم عالية على صادرات البلدين هي وسيلة ابتزاز جديدة للفلسطينيين ودول عربية، لأنه يعرف هشاشة أوضاع الفلسطينيين في ظل الانقسام وسط الفصائل الفلسطينية ، وهو مدرك ايضا لمكامن الضعف في الدول العربية.
أيا يكن الهدف فان خطة ترامب تنسف صورة جميلة رسمها في عقول كثيرة نوهت بدوره بانجاح توقيع صفقة وقف أطلاق النار بين اسرائيل وحماس، في الدوحة في 15 يناير 2025 ، وقد ادت لإطلاق سراح أسرى اسرائيليين وفلسطينيين في مرحلتها الأولى، لكن خطة ترامب ستخيم حتما على أجواء المرحلة الثانية الحالية للمفاوضات، والمؤكد أنها ستزيد تعقيداتها، وترفع سقف الشكوك الفلسطينية بشان المستقبل.
سعي رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم إلى ” السيطرة” على أرض فلسطينية يُشكل تحديا كبيرا، ومزلزلا في المنطقة العربية والعالم كله ويشمل ذلك حلفاء ترامب في دول غربية أعلنت مرارا وتكرارا دعمها لـ” حل الدولتين” ، أي دولة فلسطينية إلى جانب دولة اسرائيل.
خطة ترامب لا تنسجم مع قيم الحرية والعدالة،و تشكل اختبارا قاسيا لتحالفاته العربية والدولية، لكن اللافت انها قوبلت سريعا برفض شديد، علني، وخلف أبواب مغلقة، فلسطينيا وعربيا ودوليا ، وجاءت ردود الفعل الفلسطينية ومن بعض الدول العربية قوية ومتمسكة بحقوق انسانية مشروعة.
في هذا الأطار أعلنت القاهرة وعمان قبل أيام رفض تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وهما بلدان خصهما ترامب بتصريحات تضمنت طلبا من العاصمتين لتستقبلا أهل غزة ، ولوحظ أن ترامب أشار إلى دول أخرى قال أنها يمكن أن تستقبل سكان غزة، ما يعني اصراره على تهجيرهم إلى أي مكان يقبل قادته خطة ترامب طمعا في مساعداته وكسب وده .
ردت مصر والأردن على خطة ترحيل الفلسطينيين إلى الدولتين ردا ايجابيا ، ومهما ، فالبلدان تربطهما علاقات تحالف قوية مع أميركا ، وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال بتعبير دقيق إن تهجير الفلسطينيين ” ظلم ” وأن بلاده لن تشارك فيه ، كما تجلى موقف الأردن في تأكيده أن ” الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين”.
غداة تصريح أصدره ترامب بشأن طلبه من مصر والأردن استقبال سكان غزة ، وعشية اعلانه خطته بشأن التهجير والاحتلال عُقد اجتماع بدعوة مصرية وشارك فيه وزراء خارجية مصر والسعودية ، وقطر والأردن، والإمارات، ، بمشاركة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأمين العام لجامعة الدول العربية.
نتائج الاجتماع وجهت رسالة الى ترامب، إذ شدد وزراء الخارجية على”استمرار الدعم الكامل لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وتمسُّكه بحقوقه المشروعة، وفقاً للقانون الدولي، وتأكيد رفض المساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلائها من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأي صورة من الصور، أو تحت أي ظروف ومبررات”.
وهاهي السعودية تبادر وتجدد موقفها، وترد على كلام ترامب الذي يشكك في الموقف السعودي بشأن موقف الرياض من اقامة الدولة الفلسطينية باصدار وزارة الخارجية السعودية اليوم ( 5 فبراير 2025) بيانا أكد أن ” موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع، وأن هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات”.
وأشار البيان إلى موقف اعلنه في هذا الشأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى بتاريخ 18 سبتمبر 2024، وخلال القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة في الرياض بتاريخ 11 نوفمبر 2024.
المملكة شددت في بيانها على “رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”، وقالت “إن واجب المجتمع الدولي اليوم هو العمل على رفع المعاناة الإنسانية القاسية التي يرزح تحت وطأتها الشعب الفلسطيني الذي سيظل متمسكًا بأرضه ولن يتزحزح عنها”.
وخلص البيان السعودي إلى أن “المملكة تؤكد أن هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات، وأن السلام الدائم والعادل لا يمكن تحقيقه دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، وهذا ما سبق إيضاحه للإدارة الأمريكية السابقة والإدارة الحالية”.
هذا موقف حيوي ومهم، وأرى أن رفع معدلات تنسيق المواقف المصرية والسعودية والاردنية ضرورة ملحة ، كما أن تنسيق المواقف بين الدول العربية والاسلامية كافة ضروري ومطلوب، وهناك أيضا ضرورات ملحة للتنسيق مع دول كبرى تدعم حقوق الفلسطينيين كروسيا والصين ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا التي أعلنت غير مرة على لسان رئيس الحكومة كير ستارمر أنها تدعم “حل الدولتين”.
الآن، بعدما كشف ترامب عن خطته لاحتلال غزة، فان هناك خيارين أمام دول العالم، الخيار الأول يكمن في موقف انساني واخلاقي باعلان الدعم لحقوق الشعب الفلسطيني ورفض التهجير، أو الانصياع لضغوط ترامب، والخيار الثاني هو مجاراة ترامب ، لكن نتيجة ذلك ستكون وبالا على أية دولة في المنطقة ، لأنها ستواجه رفضا شعبيا لخطة تهجير الفلسطينيين من أرضهم ، وسيتسبب ترامب اذا اتخذ خطوات عملية لتطبيق خطته في هز الاستقرار في دول عدة في المنطقة والعالم.
أميركا ودول غربية وعربية لن تكون بمنأى عن تظاهرات الشوارع التي سترفض خطة السيطرة على غزة، وأية محاولة لاستغلال أوضاع سكانها المأساوية، التي لا يمكن علاجها باحتلال تنفذه أكبر دولة في العالم ، وبقرار يصدره رئيس منتخب ، في بلد للحريات والعدالة والقضاء المستقل.
القضية الفلسطينية تختبر صدقية ترمب، قال إنه يسعى إلى تحقيق العدالة والسلام في العالم، وأنه يسعى إلى تحقيق السلام بالقوة ، لكنه لم يوضح كيفيات تحقيق هذا الهدف بالقوة ، وربما كان يعني فرض خطته على الفلسطينيين ودول العالم التي تناصر حقوقا انسانية مشروعة.
إذا أراد ترامب أن يحترمه المظلومون والحقوقيون، في فلسطين ودول عدة، فهو في مسيس الحادة إلى مراجعة ما أعلنه بشأن سعيه لتهجيرسكان غزة واحتلالها ، لأن تهجير أي انسان من أرضه من دون موافقته هو اعتداء صارخ على حقوق الانسان.
قوله إن غزة ( مكان مليء بالحطام الآيل للسقوط) صحيح ولكنه لا يصلح تبريرا منطقيا لخطة السيطرة على أرض ليست أرضه، إذ لم يفوضه الشعب الفلسطيني للاستيلاء عليها، و كلامه سيكون مقبولا لو عزا ذلك الحطام إلى الجهة التي قامت بتدمير مساكن الفلسطينيين ومستشفياتهم ومخيماتهم، وهو يعلم أن صديقه نتانياهو هو سبب هذا الحطام الذي طال الانسان والحجر.
الاحتلال الاسرائيلي هو مصدر الأزمة الأول والأخير التي تضرب الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ولا سبيل للخروج من هذا النفق المظلم الا بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كي ينعم الفلسطينيون والاسرائيليون وشعوب ودول المنطقة والعالم بحياة آمنة ومستقرة ، تفتح أوسع فرص التفاهم والتعاون بين دول العالم كافة .
قلت في مقال بالانكليزية نشرته العام الماضي، وأكرر أن الأسرى الاسرائيليين والفلسطيين هم ضحايا مناخ ” اللاحل” للقضية الفلسطينة، وأن اطلاق سراحهم بصفقات هو عمل ايجابي لكنه لا يعالج جذور الأزمة.
الأزمة هي أزمة احتلال، وأن أي احتلال جديد تحت أي غطاء أو لافتة لن يحقق الاستقرار والسلام والطمأنينة ، لا للاسرائيليين، ولا للفلسطينيين ، ولا للأميركيين، ولا شعوب العالم التواقة للسلام والحرية والعدالة.
mohamedelmaki.com