ما من شيء يفضى إلى الملل أكثر من الحديث المكرر حتى لو كان قائله من فطاحل الرجال، فالكلام فى ذاته لا يبنى أمما ولا يظهر أفكارا، باختصار الناس تبحث عن القدوة، وتعمل إن فعل مثله دون أن يَطلب هو منهم ذلك. فالحاكم لا يأتى بشعب جديد ولكنه يعمل فى صبر على تغيير الأسس التى تقوم عليها مقومات المجتمع. وهكذا فعل الإحتلال الإنجليزى لمصر بعد الثورة العرابية، فحاول "كرومر" المندوب السامى الإنجليزى أن يدخل الأفكار الأوروبية دون زعزعة كيان المجتمع ثوريًا، وكان كرومر يضع لنفسه هدف هو كيفية إيصال الأخلاق الأوروبية للشعب المصرى، لذلك أستخدم فى ذلك الصحف، وكانت صحيفة "الوطن" المؤيدة للأحتلال و«المقطم» أول من مهد لتلك السياسة بعد دخول الإنجليز مصر مباشرة، وبدأت توضح فائدة الإنجليز وأن المحتل هو الذى أنقذ البلاد من الفوضى وعدم الإستقرار، وأنهم هم الذين يقومون بالعمل على إصلاح حال المصرى، لذلك أنشأت الطرق والترع، وكل ذلك دون عنف ودون إتخاذ إجراءات قاسية إنما بهدوء وطول بال، ونسى أنه من الخطأ بل من الجهالة أن تكلف أمة بالسير فى طريق لا تعرفه، إنما الحكمة فى تحسين الأحوال والتقدم لا يأتى إلا بالتدرج حتى لا تتأثر بذلك معيشتنا ونظرتنا فى الحياة، لذلك يقول المصريين "عيشنى النهاردة وموتنى بكرة".
لم نقصد أحدًا!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الملل حسين حلمى الأفكار الأوروبية
إقرأ أيضاً:
ندوة بعنوان" إيد في إيد ..هننجح أكيد" بمركز إعلام دمنهور
نظم مركز إعلام دمنهور برئاسة أميرة الحناوي مديرة المركز ، التابع لقطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات، لقاء توعوى تحت عنوان(تنمية الولاءوالانتماء من مستهدفات المبادرات الرئاسية... بداية )،بالتعاون مع جامعة دمنهور، والذي أقيم بإحدى قاعات كلية الآداب.
بمشاركة عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس وطالبات الكلية، حاضر في اللقاء كلاً من الكاتب الصحفي الدكتور معتز الشناوى (مدير تحرير جريدة الجمهورية )، والدكتور أحمد قنديل( مدير مركز خدمة المجتمع بجامعة دمنهور )، والدكتورة شيماء حلمى( مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة دمنهور ) .
إفتتح فعاليات اللقاء حسام الكفراوى الإعلامى بمركز إعلام دمنهور ، موضحا أن هذا اللقاء يأتى ضمن فعاليات الحملة التوعوية التى أطلقها قطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للاستعلامات للتوعية بأهمية المشاركة في المبادرات الرئاسية تحت شعار( ايد فى ايد... هننجح أكيد ).
ومن جانبها اوضحت أميرة الحناوى مدير مركز إعلام دمنهور، أن هذه الحملة تهدف إلى توعية المواطنين بكيفية الاستفادة من المبادرات الرئاسية التى أطلقتها الدولة المصرية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية،و مؤخرا تم إطلاق مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان والتى تعد من أهم المبادرات الرئاسية لأنها شاملة وتهم كل مواطن مصرى وهى خطوة نوعية ضمن جهود الدولة المصرية من أجل تنمية الوعى المجتمعى ودعم بناء الإنسان المصرى .
ثم تناول الكلمة الدكتور أحمد قنديل ، مرحبا بضيوف اللقاء ومشيرا إلى دور الجامعات فى التوعية بالمبادرات الرئاسية وحث شباب الجامعات على المشاركة فيها والاستفادة منها بخاصة مبادرة بداية والتى تهدف إلى بناء الإنسان المصرى على أساس علمى وتربوى متكامل من أجل تعزيز قيم الولاء والانتماء الوطنى وتطوير قدرات الأفراد فى مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية من خلال تنمية مهاراتهم الفكرية والعملية.
وأوضحت الدكتورة شيماء حلمى ،أن مبادرة بداية تعد خطوة هامة لتعزيز التنمية الشاملة فى المجتمع وإحداث تغيير إيجابي ومستدام ومن أهم أهدافها تحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠ .
وإستهل الكاتب الصحفي الدكتور معتز الشناوي، كلمته بمطالبة الحضور بالوقوف دقيقة حداداً علي أرواح شهداء الوطن الأبرار، الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، مؤكدا أهمية هذه اللقاءات مع الطلاب لتوعيتهم بمختلف القضايا التي تمس أمن الوطن، خاصة أن مصر مستهدفة عبر العصور التاريخية المختلفة، فى التاريخ القديم والحديث، وأن أبناء مصر إستمروا في الدفاع عن أرضها ، بداية من الملك سقنن رع، الذي إستشهد اثناء دفاعه عن مصر ضد الهكسوس، مرورا بإبنه احمس الذي قام بطردهم من بعد إحتلال دام لقرابة 150 عام ، مرورا بالحروب المختلفة في العصر الحديث ( 1956 ، 1967، 1973 ) وحتى يومنا القريب، وأكد الشناوي ان الاطماع في مصر لم تنتهي ،
وإستعرض الشناوي ، بطولات شيوخ سيناء علي أرضها، الذين لم يبخلوا بأرواحهم ثمن لتحرير أرض سيناء، ومنهم الشيخ سالم الهرش، والشيخ حسن خلف، وإستمر دفاع شرفاء الوطن أبطال الجيش المصري الذين ضحوا بأرواحهم فداء الوطن للتصدي للتكفيريين ،وأضاف يجب علي كل مصري أن يفتخر بمصريته وهويته ويعمل علي بناء نفسه لتحقيق هدفه والنهوض بوطنه لأنه أغلي ما يملك.
وكشف الشناوى، ضرورة إدراك طلبة الجامعات لدور الانترنت فى إختراق العقول، وتأثير مواقع التواصل الإجتماعى على المجتمع ، وكيفية إعداد المنظمات الإرهابية لسيناريوهات وفيديوهات مفبركة للتأثير على المجتمع، والحروب السيبرانية وما تمثله من تهديد يعصف بالدول ويقود قوتها ،
وأوضح وبين الشناوى أن حرب المعلومات تسبق الحروب التقليدية، وتؤدى إلى إضعاف قدرات الدولة عن طريق التأثير على دورة المعلومات اللازمة لدعم واتخاذ القرارات، لذا تسعى الدول إلى تحقيق السيطرة المعلوماتية ومواجهة استخدامها فى التأثير على الروح المعنوية للمواطنين.
وإختتم حديثه بالتأكيد على أن مصر باقية أبد الدهر، رغم كل التحديات، فهى أرض خير الاجناد، وسيظل أهلها فى رباط الى يوم الدين.
جديرا بالذكر أن اللقاء من تنفيذ حسام الكفراوى الإعلامى بمركز إعلام دمنهور ،بحضور وإشراف أميرة الحناوي مدير مركز إعلام دمنهور.