بوابة الوفد:
2025-04-17@21:51:05 GMT

هدم التراث المعمارى

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

تحكى المبانى التاريخية تاريخ مصر عبر العصور بما تتميز من جمال ومن تنسيق معمارى فريد يريح العين ويمنح الشوارع جمالا ينبغى أن نحافظ عليه؛ لكن هنالك من يسعى إلى هدم القصور التاريخية والمبانى ذات الطراز المعمارى الفريد ولأن العائد المادى منها يعدُّ قروشا بينما لو بيعت أرضا بموقعها المتميز فسيجنى مُلاكها الملايين لذا يقومون بتسليط مواتير المياه ليلا عليها وهم يعرفون أنها مبنية «بالقصرمل» وهى مادة تتكوّن من خليط الرمل والحُمرة والجير ولذلك تتأثر بالماء أيما تأثير، وكم من المبانى التاريخية هُدمت تحت مرأى ومسمع كافة المؤسسات ليحل محلها القبح والشُّقق الإسمنتية التى تخلو من الجمال والاتساع، وقد اعتادت مجموعات ذوى المليار أن يطرقوا الأبواب ليشتروا المبانى التاريخية بأى ثمن، ولا أدرى من سلّمهم مبنى «ملَك حفنى ناصف» من التربية والتعليم؟ ومن سلمهم مبنى مكرم عبيد بقنا؟، وما يحدث فى أسيوط مشابه لما يحدث فى جميع محافظات مصر ولاسيما ما حدث فى وسط القاهرة؛ وهذا يتطلب سَنّ تشريعات تحول دون الهدم وتعوِّض أصحاب هذه المبانى التاريخية تعويضا ماليا مقنعا حتى لا يفكروا فى هدمها هربا من الإيجارات القديمة الهزيلة، ولا بد من الاهتمام بترميمها حتى لا تتساقط وتتحول ركاما تحل محله أبراج مشوهة؛

لقد أقمتُ بفندق جوته فى مدينة بامبرج الألمانية وهم محافظون عليه على الرغم من أن الشاعر الألمانى لم يقم فيه سوى ليلة واحدة فى طريقه لميونيخ وتفتخر المدينة كلها بأن جوته بات بها ليلة وحافظوا على المبنى رغم وفاة جوته فى 1832 أما نحن فقصر باحثة البادية ضاع وكم من قصور مُحيَتْ، لقد أوقفَ أثرياء الحقب القديمة قصورا للمنافع العامة فكيف هدمناها وهى وقْف وكيف أضعنا هذه الثروة التاريخية؟ كيف نعيد توظيف هذه الكنوز المعمارية بما يحقق ربحا لمالكيها مع الإبقاء عليها وترميمها؟ فهل نجد عقولا أمينة تحافظ على ذاكرة وطن وجمال ماض يصارع قبح الغابات الإسمنتية المعاصرة؟

مختتم الكلام

قال عبدالله الشبراوي:

إنّ وجْدى كلّ يوم فى ازديادْ

والهوى يأتى على غير المرادْ

يا خليلى لا تلُمنى فى الهوى

ليس لى ممَّا قضاهُ اللهُ رادْ

[email protected]

 

.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المبانى التاريخية تاريخ مصر عبر العصور

إقرأ أيضاً:

دعماً لصقور الجبال.. 10 آلاف علم ودريس قبيل المواجهة التاريخية (صور)

دعماً لصقور الجبال.. 10 آلاف علم ودريس قبيل المواجهة التاريخية (صور)

مقالات مشابهة

  • شاب يطعن آخر في مشاجرة بسبب خلافات مالية بـ مصر القديمة
  • بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
  • أسواق الأغراض القديمة.. حينما يتحول الفقر إلى ترند
  • السر وراء تدجين القطط… اكتشاف مذهل من مصر القديمة
  • وزارة الثقافة ستقترح قريبا تسجيل مجموعة من القصبات التاريخية ضمن قوائم التراث الإنساني
  • مدينة مصر تعلن عن تطوير مشروع «بيوت الخليفة» لإحياء التراث العمراني بالقاهرة التاريخية
  • القبض على سايس لاتهامه بفرض الإتاوة على المواطنين في مصر القديمة
  • ضبط «سايس» بتهمة فرض رسوم على المواطنين بمصر القديمة
  • دعماً لصقور الجبال.. 10 آلاف علم ودريس قبيل المواجهة التاريخية (صور)
  • ضمن حملة إزالة مخلفات النظام البائد: إزالة نصب ساحة الساعة القديمة في حمص