«قصور العسابلة» بالنماص.. وجهة سياحية تجمع التراث وفنون العمران
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
تحولت القصور التراثية المشهورة، بمنطقة عسير، إلى مواقع سياحية جاذبة تجمع بين الثراء المعرفي في مجال التاريخ والتراث والنشاط الاقتصادي الذي يوفر فرص عمل في مجالات عديدة خلال موسم الصيف.
وفي محافظة النماص 150 كيلومترا شمال أبها- تبرز "قصور العسابلة التراثية" التي تقع وسط المنطقة المركزية لمحافظة النماص حيث أصبحت مقصدًا سياحيًّا لمئات الزوار يوميًّا من السياح وأهالي المنطقة، بعد أن دشن فعالياتها رئيس هيئة تطوير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز.
ويبدأ الزائر جولته في القصور بالتسوق في الأركان المخصصة لبيع الأزياء التراثية والتحف والهدايا التي تمثل تراث وفنون منطقة عسير ، ثم يستمتع بقضاء بعض الوقت في تناول القهوة والمشروبات الساخنة في ساحة القصور قبل جولة داخل قصر "عابس" الذي أعيد تأهيله لاستقبال الزوار.
وبحسب المؤرخ الدكتور عمر بن غرامة العمروي فإن "النماص"، بُنيت في سنة 765 من الهجرة ، لكنها لم تأخذ اسم "النماص" إلا قبل 150 عامًا حيث كانت تسمى قديمًا
قرية "الوَعد" وبسبب وجود شجر "النمص" في مساحات واسعة حول القرية وفي الوادي المجاور لها، إضافة إلى بئر تسمى (النَّمَصَة)، سُمى المكان "بالنماص".
ويحتوي الموقع التراثي على عدة قصور منها عابس" و" مِشرِف" و"ثربان" و " خارف" وتتراوح ارتفاعاتها بين دورين وثلاثة أدوار تمثل الطابع التقليدي في البناء بمنطقة عسير، وتحتوي على 60 غرفة مساحتها الإجمالية قرابة 5 آلاف متر مربع، وزينت المباني من الخارج بمادة الكلس الأبيض الجيري، التي يستخرجها السكان من حجر (المرو) الأبيض، وسُقفت بخشب، وجريد، ولحاء العرعر ، وتتكون مادة الطلاء من الداخل بالجص المخلوط بالخلب الطيني.
وتضم "النماص" الكثير من المواقع الأثرية التي تعود إلى فترات زمنية متفاوتة من أشهرها "قرية الجهوة" الذي أورد ذكرها الرحالة الهمداني، وتقع شرق محافظة النماص حاليا، ويشير المؤرخ "العمروي" إلى احتواء المحافظة على نقوش إسلامية في جبال تسمى "السجين" و"الغرامة" و"ذي العين" و"عجمة" و"قرن الغالة".
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: أخبار السعودية النماص أخر أخبار السعودية قصور العسابلة قصور عسير
إقرأ أيضاً:
العرياني.. شغف الحرف التراثية
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
شغفه بالحرف اليدوية جعله يتعلم ويتقن العديد منها، ويعمل على نقلها لأقرانه عبر الورش التعليمية التي يقدمها في المدارس وفي بيت والديه، دأب على المشاركة في بعض المعارض والفعاليات كمتحدث وملهم في مجال حرف الأجداد والحرص على استدامتها، واستعراض قصته الملهمة مع الزراعة وكيف طور حديقة بيته ليحقق الاكتفاء الذاتي من بعض الخضراوات.
مزرعة صغيرة
الطفل الإماراتي مصلح سعيد العرياني (9 أعوام)، موهوب في تطويع الأرض وحرثها، ويمتلك اليوم مزرعة صغيرة تنتج الكثير من الخضراوات والورقيات وتحقق الاكتفاء الذاتي لأسرته الصغيرة، يتوق إلى تعلم الحرف التراثية الإماراتية للحفاظ عليها وصونها للأجيال، كما يحرص على زيارة المهرجانات التراثية لمجالسة الحرفيين والتدرب على أيديهم لاكتساب مهارات جديدة في ممارسة هذه الحرف التقليدية، ومعرفة أسرارها والصور المجتمعية التي رافقتها.
نموذج وقدوة
ومصلح العرياني عضو «مبادرة إعلاميي المستقبل» التابع لمؤسسة التنمية الأسرية، يعشق كل ما هو تراثي، انغمس في الزراعة وممارسة الحرف اليدوية، مما جعله يتعلم ويتقن العديد من الحرف وينقلها لأقرانه عبر الورش التعليمية التي يقدمها في المدارس وبعض المعارض، فهو يميل إلى صناعة الفخار والسدو وسف الخوص وغيرها من الحرف، ويشكل نموذجاً جيداً وقدوة لأقرانه في مدرسته ومحيطه، حيث يقضي وقتاً طويلاً في الزراعة وتعلّم الحرف ويشارك بقصصه الملهمة في المجتمع، مما يجعله نموذجاً يحتذي به أقرانه.
صقل الموهبة
على الرغم من صغر سنه فإنه استطاع أن يقنع الجميع بمواهبه وبقدراته وشغفه بالزراعة والحرف، ليخصص له والداه مساحة صغيرة بفناء البيت الخارجي، لينغمس في عالم الزراعة، وشجعاه على صقل موهبته بالتوجيه والتأطير وتوفير كل ما يحتاجه من أدوات، سواء في مجال الزراعة أو الحرف اليدوية، وبات يشارك في مختلف الفعاليات ويستعرض مواهبه في هذه المجالات كمتحدث، مع حرصه على التوازن بين الدراسة وممارسة مهاراته المتعددة.
فرصة ثمينة
وقال العرياني إن زيارته للمهرجانات فرصة كبيرة وثمينة لتعلم الحرف التراثية ومعرفة أسرارها وأهم العادات والتقاليد والصور المجتمعية التي ترافقها، مؤكداً أن العديد من الحرفيين يشعرون بسعادة كبيرة وهم يرون طفلاً في مقتبل العمر يسعى لتعلم حرف الأجداد، مشيراً إلى أن ممارسة الأنشطة المتنوعة أسهمت في تنمية مهاراته الفكرية والحسية والنفسية والجسدية والسلوكية وحتى الصحية، موضحاً أن انغماسه في الزراعة وممارسة الحرف اليدوية أكسبته المهارات والثقة في النفس، وصقل شخصيته، وجعلته أكثر نضجاً وإيجابية.
شغف الموروث
أورد مصلح العرياني أنه يعشق الحرف اليدوية خاصة الفخار، ويحب مجالسة كبار المواطنين للحديث عن أسرار هذه المهنة، وكيف أبدعوا فيها وطوعوا الطبيعة لابتكار أدوات ساعدتهم على الحياة، كما يشارك زملاءه في المحافظة على الموروث والاعتناء به ونقله للأجيال، مشيراً إلى أن شغفه بالموروث يزيد يوماً بعد يوم، لا سيما عندما يحضر المهرجانات ويقدم قصته الملهمة أمام الجمهور في مختلف الفعاليات، ساعياً لتعلم المزيد وامتلاك مهارات إضافية لاستعراض تجربته الفريدة.