الاحتلال يروّج للأكاذيب تبريرا لحرب الإبادة الجماعية

إسرائيل تحاول استمالة المجتمع الغربي الذي اكتشف جرائمها

"وول ستريت جورنال": الاحتلال يمارس التضليل على الجمهور الإسرائيلي

الرؤية- غرفة الأخبار

كعادتها، سارعت إسرائيل لتضليل الرأي العام الدولي لتبرير الجريمة التي ارتكبتها في مواصي خان يونس، السبت الماضي، والتي راح ضحيتها أكثر من 350 شهيدا ومصاباً معظمهم من الأطفال والنساء ورجال الدفاع المدني.

وفي هذه المذبحة المروّعة، استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي 8 قذائف صاروخية فتّاكة أمريكية الصنع، وهي صواريخ ارتجاجية تحدث دمارا هائلا، إذ تم إلقاء هذه الصواريخ على خيام النازحين في المنطقة التي زعم جيش الاحتلال أنها آمنة، وأجبر الفلسطينيين على النزوح إليها.

واستكمالا لنهج التزييف والكذب، أصدرت بيانات إسرائيلية تفيد بأنَّ الضربة كانت تستهدف القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وقائد لواء خان يونس رافع سلامة.

وخرج رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ليُعلن أنَّ الغارة التي استهدفت خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس جنوبي قطاع غزة، كان الهدف منها استهداف الضيف وعدد من قيادات حركة حماس.

بدورها، أكدت حركة حماس، أمس، أن قائد جناحها العسكري محمد الضيف بخير ولم يستشهد كما زعم جيش الاحتلال، لافتة إلى أنَّ إسرائيل تريد تضليل الرأي العام للتغطية على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.

وأوضح خليل الحية نائب رئيس الحركة: "أقول لنتنياهو إنَّ محمد الضيف يسمعك الآن ويستهزئ بأكاذيبك"، مؤكداً أنَّ نتنياهو يحاول من خلال هذه العمليات إفشال مفاوضات تبادل الأسرى ووقف الحرب وإحراج الوسطاء.

كما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بعدم ورود معلومات استخبارية تؤكد نجاح محاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف.

ومنذ بدء عملية طوفان الأقصى، روّج الاحتلال للعديد من الأكاذيب لخداع الرأي العام الدولي واستمالة المُجتمعات الغربيةـ مثل الادعاء بأنَّ مقاتلي الفصائل الفلسطينية قاموا بقطع رؤوس الأطفال خلال العملية، دون وجود أي دليل على هذا الادعاء.

كما ادعت إسرائيل أنَّ فصائل المُقاومة قصفوا حفلا غنائيا في الأراضي المحتلة وعددا من المنازل التي يتواجد بها المستوطنون، لتخرج نتائج التحقيقات التي أجرتها فرق التحقيقات الإسرائيلية مُكذبة لهذه المزاعم، وليتضح أنَّ جيش الاحتلال هو من قام بقصف سيارات المشاركين في الحفل الغنائية وقصف المنازل التي يتواجد بها المستوطنون وعدد من أفراد المقاومة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن دائرة المعارضين للجرائم الإسرائيلية في الدول الغربية وفي أمريكا تتسع بعد اكتشافهم زيف هذه الادعاءات، والوقوف  إلى جانب الإنسانية وحق الفلسطينيين في الحياة وتقرير مصيرهم.

وفي تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، سلط الضوء على التضليل الإعلامي الذي يمارسه الاحتلال على الجمهور الإسرائيلي، وأوضح أن الإسرائيليين يشاهدون كل مساء على نشرات الأخبار التليفزيونية، آخر المستجدات بشأن حرب غزة، بما يشمل محادثات وقف إطلاق النار واحتجاز المحتجزين والخسائر العسكرية الإسرائيلية، وتحليل ساحة المعركة، لكن هناك شيء واحد غالبا يكون مفقودا في النشرات الإخبارية وهو "شعب غزة".

وأوضح التقرير، أنه بداخل إسرائيل يمكن مشاهدة "حرب معينة"، بينما يرى معظم بقية العالم حربًا مختلفة، مع لقطات للدمار الذي سببته الغارات الجوية الإسرائيلية في القطاع المكتظ بالسكان، وأحيانًا صور مروعة للفلسطينيين الذين ارتقوا في القتال.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟

ابتهال أبو سعد مهندسة ومبرمجة مغربية وُلدت عام 1999، تخرجت في جامعة هارفارد الأميركية. تخصصت في الذكاء الاصطناعي، وعملت لدى شركة مايكروسوفت العالمية.

وفي الذكرى الـ50 لتأسيس الشركة، وفي حفل بهذه المناسبة، احتجت ابتهال ونددت بما سمته "تواطؤ" مايكروسوفت مع الاحتلال الإسرائيلي بتسخير أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لخدمة جيش الاحتلال.

المولد والدراسة

وُلدت ابتهال أبو سعد عام 1999 في العاصمة المغربية الرباط، وفيها درست وحصلت على الثانوية العامة في تخصص العلوم الرياضية من ثانوية مولاي يوسف عام 2017، وبعدها حصلت على منحة للدراسة في جامعة هارفارد.

وقبل ذلك، في صيف 2016، شاركت في برنامج "تيك غيرلز" (TechGirls)، وهو برنامج تبادل صيفي أكاديمي يرعاه ويموله مكتب الشؤون التعليمية والثقافية التابع لوزارة الخارجية الأميركية.

ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز المواهب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ويستهدف الشابات بين سن 15 و17 سنة، وينتقي بعضهن للحصول على منح وإتمام دراساتهن الجامعية بالولايات المتحدة في المجالات المذكورة.

ويستهدف هذا البرنامج -الذي استفاد منه أكثر من 44 ألف شخص بين عامي 2012 و2024- الفتيات في أنحاء العالم. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعمل البرنامج في دول المغرب والجزائر وتونس ومصر والأردن ولبنان وفلسطين.

وقد حكت ابتهال عن هذه التجربة في فيديو على موقع يوتيوب حينما كانت طالبة في المرحلة الثانوية، وقالت إنها "تجربة غيرت حياتها ومكنتها من خبرات عبر زيارة شركات للتكنولوجيا ومختبرات للهندسة في الولايات المتحدة ولقاء بعض رواد التكنولوجيا في العالم".

وأضافت أنها استفادت "مهارات تعمل على توظيفها في تغيير واقع المعرفة التكنولوجية في بيئتها"، وأنها "استفادت من التبادل الثقافي مع فتيات من جنسيات أخرى".

ومما صرحت به أيضا بعد استفادتها من هذا البرنامج، أنها "ترغب في العمل بجد لسد الفجوة في التحصيل الدراسي بالمغرب وجعل التعليم الجيد في متناول الجميع، وتحسين المناهج الدراسية لتزويد الطلاب بمعارف ومهارات شخصية أوسع ليصبحوا فاعلين في التغيير".

تجارب عملية

شاركت ابتهال أبو سعد -وهي طالبة في المرحلة الثانوية- في تأسيس منتدى أسبوعي على الإنترنت سمي "آي تي ويكند"، ويهتم بتعليم علوم الكمبيوتر للفتيات ذوات الدخل المحدود في المدارس الابتدائية، كما عملت في منتدى آخر عبر الإنترنت سمي "تكنوفيشن تشالنج"، ويهتم بتدريب الفتيات على التكنولوجيا وإشراكهن في حل مشاكل مجتمعاتهن عبر تطبيقات الهاتف الذكي.

والتحقت أيضا ببرنامج لمحو الأمية الرقمية، وكانت تُدَرِّس أساسيات لغة البرمجة الحاسوبية لطلاب المراحل الابتدائية في ولاية بوسطن الأميركية، كما ساهمت في تأسيس منصة "ريسنتيبوس"، وهي منصة رقمية تعنى بحفظ وتوثيق السجلات الطبية الرقمية للاجئين حول العالم، وتقول عن نفسها إنها "منظمة غير ربحية".

العمل في مايكروسوفت

بعد تخرجها في جامعة هارفارد التي درست فيها علوم الحاسب الآلي والبرمجة، وتخصصت في الذكاء الاصطناعي، انضمت ابتهال عام 2022 إلى شركة مايكروسوفت.

وعملت في قسم الذكاء الاصطناعي، كما عُينت ضمن فريق طور تقنيات متقدمة ومنتجات للشركة، منها برنامج الخدمات السحابية "مايكروسوفت أزور" (Microsoft Azure).

عملت ابتهال أيضا ضمن الفريق الذي كلفته مايكروسوفت بتطوير تقنيات تُستخدم في مجالات مثل المراقبة والتحليل البياني.

استنكار للتواطؤ مع إسرائيل

وفي احتفال بالذكرى الـ50 لتأسيس شركة مايكروسوفت، وبعد العمل فيها 3 سنوات ونصف السنة، قاطعت ابتهال أبو سعد كلمة المدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في الشركة مصطفى سليمان (بريطاني من أصل سوري) واحتجت على علاقات الشركة مع إسرائيل.

وقاطعت ابتهال كلمة مديرها في الاحتفال متهمة إياه بأنه يُسَخّر الذكاء الاصطناعي لمايكروسوفت لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وقالت "أنت تزعم أنك تهتم باستخدام الذكاء الاصطناعي للخير، لكن مايكروسوفت تبيع أسلحة الذكاء الاصطناعي إلى الجيش الإسرائيلي. 50 ألف شخص ماتوا، ومايكروسوفت تدعم هذه الإبادة الجماعية في منطقتنا".

ولاحقا نشر موقع "ذا فيرج" ما قال إنها رسالة من ابتهال تقول فيها إنها "لم تعد قادرة على الصمت بعدما اكتشفت أن تقنيات شركة مايكروسوفت تُستخدم في دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي".

وذكرت أبو سعد أنها قررت الخروج عن صمتها والحديث بعدما اكتشفت أن شركة مايكروسوفت كانت تشارك في تطوير تقنيات تُستخدم في دعم جيش الاحتلال، مشيرة إلى أن الشركة أبرمت عقدا مع وزارة الدفاع الإسرائيلية بقيمة 133 مليون دولار لتخزين بيانات ضخمة عبر خدمة "مايكروسوفت أزور"، الأمر الذي يُعتبر مساهمة في مراقبة الفلسطينيين.

واتهمت الرسالة شركة مايكروسوفت بـ"قمع أي معارضة" من زملاء ابتهال "الذين حاولوا إثارة هذه القضية"، وقالت إن الشركة "فصلت موظفَين لمجرد تنظيمهما وقفة احتجاجية".

وتابعت "لقد حطمتني صور الأطفال الأبرياء المغطاة بالرماد والدماء، وبكاء الآباء المفجوعين، وتدمير عائلات وتجمعات بأكملها (…) وفي الوقت نفسه، يُمكّن عملنا في مجال الذكاء الاصطناعي من هذه المراقبة والقتل".

وأضافت "عندما انتقلتُ إلى منصة الذكاء الاصطناعي، كنتُ متحمسة للمساهمة في تطوير تقنياته وتطبيقاته لما فيه خير البشرية، ولم أُبَلّغ بأن مايكروسوفت ستبيع أعمالي للجيش والحكومة الإسرائيليين للتجسس على الصحفيين والأطباء وعمال الإغاثة وقتل عائلات مدنية بأكملها".

وكشفت الرسالة أن استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنيات الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت و"أوبن إيه آي" في مارس/آذار 2025 تضاعف نحو 200 مرة مقارنة بما قبل هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 (عملية طوفان الأقصى).

وأكدت أن الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت "يُشغل أكثر المشاريع حساسية وسرية للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك بنك الأهداف وسجل السكان الفلسطيني".

مقالات مشابهة

  • تحالف حقوقي: كيف يستخدم الحوثيون التضليل الإعلامي لتبرير قمعهم الممنهج؟ (ترجمة خاصة)
  • وقفة لطلاب جامعة حلب تعبيراً عن تضامنهم مع أهالي غزة ورفضاً لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي
  • من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟
  • صحيفة عبرية: إسرائيل تقترح تقسيم النفوذ في سوريا لوقف أردوغان
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: الضيف والسنوار تلقيا تمويل إيراني قبل هجوم 7 أكتوبر
  • عضو حقوق الإنسان: الاحتلال ارتكب مجموعة كبيرة من الجرائم والانتهاكات
  • تمارس ضدهم كل أنواع الجرائم.. أكثر من 350 طفلاً فلسطينيًا يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي
  • منظمة عالمية: الاحتلال الإسرائيلي قتل 200 طفل في الضفة منذ بدء العدوان
  • أبرز الانتهاكات الإسرائيلية في القدس خلال الربع الأول من العام 2025
  • الاورومتوسطي”: وحشية “إسرائيل” في غزة تفوق وصف الإرهاب