إيهود باراك: علينا إنشاء محور اعتدال لمواجهة محور المقاومة
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك إن إسرائيل في مأزق حقيقي، وإن الحل يكمن في إبعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والموافقة على المبادرة الأميركية لإنشاء ما يُسمى "محور الاعتدال" ضد "محور المقاومة" في المنطقة.
وأوضح في مقال له في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن القراء ربما يكون لديهم انطباع بأن إسرائيل تستطيع القضاء على "أعدائنا" جميعهم واحدا بعد آخر وبأسرع ما يمكن وبتكلفة يمكن تحملها، وكذلك ربما يكون لدى القراء أيضا انطباع بأن العالم كله "ضدنا" ولا يمكننا إلا "الاعتماد على الرب ومفاعل ديمونة".
وقال إنه على الرغم من مرور 9 أشهر على الحرب في قطاع غزة، فإن إسرائيل لم تحقق "أيا من أهدافها، والأنكى من ذلك أن الشلل الإستراتيجي" الذي أظهرته القيادة الإسرائيلية ينذر باندلاع صراع إقليمي شامل وطويل الأمد.
عزلة دوليةوأضاف أن ذلك كله يحدث في وقت يتفاقم فيه الخلاف مع الولايات المتحدة، وتغرق إسرائيل في لجج عزلة دولية.
وأوضح أن هذا "الوضع المعقد" أثار موجة من النقاشات في الأيام الأخيرة في الصحف والقنوات التلفزيونية، تمحورت حول توقعات أو مطالبات بأن تلوّح إسرائيل باستخدام قدراتها النووية المزعومة كوسيلة للخروج منتصرة من هذه الأزمة، بل إن هناك من يقترح النظر في الاستفادة من هذه القدرات فعليا.
ويعتقد باراك أن هذا النقاش "لا داعي له، وغير مفيد، وربما يكون ضارا"، كما أنه يعكس "مشاعر إحباط ويأس"، واصفا ما يتداول داخل إسرائيل من آراء بأنها لا تنطوي على نصائح "مستحبة" في ما يتعلق بالإستراتيجية وتدبير شؤون الدولة، والمطلوب -من وجهة نظره- هو الحس السليم وليس الأوهام.
ووفقا للمقال، فإن "الفشل" في تحقيق أهداف الحرب في غزة ليس ناشئا من استخدام إسرائيل للأسلحة التقليدية وحدها، بل كان بسبب التردد في تحديد الشكل الذي تريد أن يبدو عليه "اليوم التالي" للحرب، في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد يوم من هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل.
أهداف نتنياهو الشخصيةوينبع هذا التردد -برأي الكاتب- من اعتبارات تخصّ رئيس الوزراء الحالي بشأن بقائه السياسي و"ابتزاز" المتطرفين له في ائتلافه الحاكم.
ويكمن حل هذا المأزق -في نظر باراك- في أمرين: أولهما ضرورة إزالة "المعيق" الذي تسبب فيه، أي استبدال الرأس (يقصد هنا نتنياهو) وإزاحة الشخصيات "الطائشة" من الحكومة.
والأمر الثاني هو الموافقة "المشروطة" على المبادرة الأميركية لإنشاء ما يُسمى "محور الاعتدال" تحت قيادة الولايات المتحدة.
ويعد باراك محور الاعتدال الذي تقترحه الولايات المتحدة "الرادع الأكثر فعالية" ضد حرب إقليمية شاملة في أي مستقبل منظور، وهو "الإطار الصحيح" لضمان النصر عند نشوب حرب من هذا القبيل.
شعور بعدم الأمانالتهديد بخيار ديمونة، والحديث عنه لا يوحي بالعزيمة والقوة؛ بل يشي بعدم الأمان والضعف والارتباك واختلال التوازن وبعض الذعر، على حد تعبير باراك الذي يعزو السبب في ذلك إلى أن إيران تدرك "قدراتنا الإستراتيجية على نحوٍ أفضل بكثير من الجماهير الإسرائيلية". ومع أنه نعت الملالي في طهران بـ"المتعصبين المتطرفين"، إلا أنه مع ذلك يصفهم بأنهم "متروون" غير مندفعين، و"بالتأكيد ليسوا أغبياء".
ويشكل محور الاعتدال -بحسب المقال- الرد الصحيح على الوضع الراهن، حيث لا تزال إيران، رغم تقدمها السريع، مترددة في تطوير قدراتها النووية العسكرية. وحتى إذا قررت ذلك، فإن الأمر قد يستغرق منها عاما آخر أو نحوه للحصول على سلاح نووي "خام"، وعقدا من الزمن لبناء أولى ترساناتها.
وينظر باراك إلى الحديث عن مفاعل ديمونة النووي، في سياقه الحالي، بأنه لن يؤدي سوى إلى صرف انتباه الإسرائيليين عما هو مطلوب حقا ألا وهو تفادي غرق بلادهم، داعيا إلى الانضمام إلى محور الاعتدال.
وختم بالقول إن مثل هذه الأحاديث حول ديمونة لا تسهم في استثارة فهم صحيح وحس سليم أو مسار عمل ذي صلة بالتحدي الذي تواجهه إسرائيل، وذلك يستوجب وقفها فورا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
كم يوما يفصلنا عن بداية الربيع؟| موعد نهاية الشتاء وبدء الاعتدال الربيعي.. تفاصيل
يترقب الكثير من الناس قدوم فصل الربيع بعد أشهر الشتاء الباردة، ويشغلهم معرفة الموعد الدقيق لنهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، ولذلك أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن الاعتدال الربيعي لعام 2025 سيحدث يوم الخميس 20 مارس، في تمام الساعة 9:03 صباحا بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة.
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور ياسر عبد الهادي، رئيس معمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد، أن فصل الربيع سيستمر لمدة 92 يومًا و17 ساعة و35 دقيقة.
وأشار عبد الهادي- خلال تصريحات له، إلى أن الاعتدال الربيعي يحدث عندما تكون أشعة الشمس متعامدة تماما على خط الاستواء، وهو ما يحدث عادة في يوم 21 مارس من كل عام.
الفترة المتبقية حتى بداية الربيعيفصلنا عن بداية فصل الربيع 18 يوما فقط، حيث يبدأ فصل الشتاء رسميا يوم السبت 21 ديسمبر 2024، ويستمر لمدة 88 يوما و23 ساعة، ولكن مع حلول يوم الخميس 20 مارس 2025، سينتهي فصل الشتاء ليبدأ فصل الربيع في تمام الساعة 9:03 صباحا بتوقيت القاهرة.
وسيستمر فصل الربيع لمدة 92 يوما و17 ساعة و35 دقيقة، ليمنحنا أجواءا أكثر دفئا وسماء صافية.
ظاهرة الانقلاب الشتوي وأثرهاويعد يوم الانقلاب الشتوي، الذي وقع في يوم السبت 21 ديسمبر 2024، نقطة فارقة في بداية فصل الشتاء.
وفي هذا اليوم، كان القطب الشمالي مائلا بعيدا عن الشمس، مما جعل الشمس تصل إلى أقصى نقطة جنوب السماء ظاهريا نتيجة لهذا الانقلاب، كان طول النهار في المناطق شمال خط الاستواء أقل من 12 ساعة، بينما كان النهار في المناطق جنوب خط الاستواء أطول من 12 ساعة.
فتعود هذه الظاهرة إلى ميلان محور الأرض بمقدار 23.5 درجة، مما يؤدي إلى تبادل استلام ضوء الشمس بين النصفين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية، وهو ما يسبب حدوث الفصول الأربعة على سطح الأرض.
والتغيرات في حركة الشمس من الانقلاب الشتوي إلى الاعتدال الربيعي بعد الانقلاب الشتوي، يبدأ مسار الشمس في التحرك تدريجيا نحو الشمال، مما يؤدي إلى زيادة طول النهار في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وتناقصه في النصف الجنوبي.
وهذا التغيير يستمر حتى 20 مارس، حينما يحدث الاعتدال الربيعي، حيث تتعامد أشعة الشمس تماما على خط الاستواء.
ومع بداية حركة الشمس نحو الشمال، تبدأ ساعات النهار في الزيادة تدريجيا في النصف الشمالي، ليصل الأمر إلى حالة التساوي التام بين طول الليل والنهار يوم الاعتدال الربيعي.
في يوم الاعتدال الربيعي، تتساوى ساعات الليل والنهار على سطح الكرة الأرضية، حيث يكون لكل منهما حوالي 12 ساعة تقريبا، وفي هذا اليوم، تشرق الشمس من نقطة الشرق تماما وتغيب في نقطة الغرب تماما، وهو ما يعني تساوي كمية الإشعاع الشمسي على نصفي الكرة الأرضية.
كما أن الاعتدال الربيعي يحدث في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، في حين أن النصف الجنوبي يشهد الاعتدال الخريفي، مما يؤدي إلى تساوي الفترات الزمنية بين الليل والنهار في مختلف الأماكن.
والجدير بالذكر، أن فصل الربيع يعد بداية فترة من التغيير في الطبيعة، حيث تنبض الحياة من جديد في الأجواء المعتدلة.
ومع اقتراب يوم الاعتدال الربيعي في 20 مارس 2025، نستعد لاستقبال هذا الفصل الجميل، الذي يأتينا بعد أشهر من البرد القارس، ومن خلال إدراكنا لهذه الظواهر الفلكية، يمكننا تقدير الطريقة التي يتحكم بها ميلان الأرض وحركتها حول الشمس في تحديد فصول السنة.