كيف أعادت الحرب بأوكرانيا إحياء المصانع القديمة في روسيا؟
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
في الوقت الذي تستعد فيه روسيا لحرب طويلة مع أوكرانيا فإن أوامر الدولة بتسليح الجيش ووقوده وإطعامه وكسوته تضخ مبالغ هائلة من المال إلى الاقتصاد، وفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز.
وأدى ذلك إلى طفرة، ففي وقت توقع كثيرون أن توجه العقوبات الغربية ضربة مؤلمة لروسيا ينتظر أن ينمو اقتصادها 3% هذا العام، وهو أعلى من الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية.
وقالت الصحيفة في تقرير للكاتبة بولينا إيفانوفا إن تأثير الحرب يظهر بصورة أوضح في المناطق الصناعية القديمة حيث تم إحياء المصانع السوفياتية التي باتت تعمل على مدار الساعة لتزويد الجيش الروسي بالإمدادات.
ونقلت الصحيفة عن عالمة السياسة إيكاترينا كوربانجاليفا قولها "بعض المناطق ذات الأداء الاقتصادي الضعيف بدأت في النمو فجأة، ولا سيما مناطق التصنيع التي توجد فيها الكثير من الصناعات الدفاعية والصناعات ذات الصلة".
وأضافت "المناطق الأكثر تخلفا والشرائح ذات الدخل المنخفض من السكان هي الرابحة، هذا هو المكان الذي تذهب إليه الأموال".
كما نقلت الصحيفة البريطانية عن محللين قولهم إن فهم تجربة مناطق مثل تشوفاشيا أمر بالغ الأهمية للتنبؤ بقدرة روسيا على المدى الطويل على مواصلة حرب الاستنزاف ضد أوكرانيا، اقتصاديا وسياسيا.
نقطة تحولوتقول لورا سولانكو من معهد الاقتصادات المارة بمراحل انتقالية التابع لبنك فنلندا -والتي درست تأثير الحرب على دخل الأسر- إن هذا التوقيت كان بمثابة نقطة تحول واضحة، إذ أدركت روسيا أن الحرب لن تكون قصيرة.
وبدأت المصانع في جميع أنحاء روسيا بتحويل الإنتاج إلى الاحتياجات العسكرية، ففي تشوفاشيا كانت 7 مصانع تلبي طلبات القوات المسلحة قبل الحرب، وبحلول أكتوبر/تشرين الأول 2022 ارتفع العدد إلى 36 مصنعا، وفق الحاكم المحلي.
وأظهرت البيانات المحلية أن تشوفاشيا سجلت ثاني أعلى معدل، حيث أنتجت مصانعها زيادة بنسبة 27% عن العام السابق.
تحسن سوق العملوتذكر الصحيفة في تقريرها أنه في جميع أنحاء روسيا سارع قطاع الدفاع إلى توظيف عاملين جدد في سوق العمل الذي يشهد قلة في المعروض من العمال.
وبحلول أغسطس/آب من العام الماضي انخفض معدل البطالة في تشوفاشيا إلى 2.2%، في حين رفعت الشركات الأجور للاحتفاظ بالموظفين.
ونقلت الصحيفة عن الخبيرة الاقتصادية ناتاليا زوباريفيتش قولها إنه لتلبية الطلب يعود البعض إلى وظائفهم التي كانوا يقومون بها آخر مرة في التسعينيات عندما انهار الاتحاد السوفياتي، مضيفة أنهم "في الستينيات من عمرهم لكنهم يعودون لأن الأمر مربح حقا".
ورجّح علماء أن يكون لتحسن سوق العمل تأثير على وجهات النظر السياسية لقطاعات كبيرة من السكان الروس، مما يعزز الدعم للحرب، في وقت كان صناع السياسة الغربيون يأملون أن يساعد تأثير العقوبات والتضخم في تأليب الرأي العام الروسي ضد الحرب.
وفي حين يعمل نحو 2.5 مليون شخص في روسيا بقطاع الدفاع فإن عددا أكبر منهم يعملون في صناعات أخرى تعززت بفعل الحرب، كالمنسوجات، بحسب الصحيفة.
كما تستفيد عائلات نحو مليون رجل تم إرسالهم إلى الخطوط الأمامية من رواتبهم المرتفعة وتعويضات القتلى والجرحى.
ومع ذلك، تدعو الخبيرة الاقتصادية زوباريفيتش إلى عدم المبالغة في تقدير تأثير الإنفاق الدفاعي في مناطق مثل تشوفاشيا، متوقعة أن يكون تأثير الحرب مؤقتا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
“سار” تعلن نجاح خطتها التشغيلية لموسم رمضان وتنقل 1.2 مليون مسافر عبر قطار الحرمين السريع
أعلنت الخطوط الحديدية السعودية “سار” عن نجاح خطتها التشغيلية لشهر رمضان لعام 1446 هـ، مؤكدة أن الجهود الحثيثة التي بُذلت أسفرت عن تحقيق إنجاز بارز بارتفاع يبلغ 21% عن العام الماضي، حيث تم نقل 1.2 مليون مسافر من خلال 3310 رحلات عبر قطار الحرمين السريع، الذي يربط مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورًا بثلاث محطات رئيسية في جدة، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، في الوقت الذي بلغ فيه متوسط عدد الركاب اليومي خلال الشهر الكريم 40 ألف راكب يوميًا. ويعكس هذا الإنجاز التزام الخطوط الحديدية السعودية بتوفير خدمات نقل نوعية تضمن لضيوف الرحمن تنقلًا سلسًا وآمنًا، مما يسهم في تعزيز تجربة السفر للمعتمرين والزوار خلال الشهر الفضيل.
وشهد شهر رمضان تحقيق قطار الحرمين السريع نتائج تشغيلية متميزة على مستوى الانضباطية والسلامة حيث بلغت نسبة الالتزام بمواعيد الرحلات 99.5%، ما أسهم في نقل أكبر عدد من الركاب في يوم واحد بتاريخ قطار الحرمين السريع، حيث بلغ عدد المسافرين يوم الجمعة 15 رمضان 1446هـ نحو 48 ألف راكب.
وأكد الرئيس التنفيذي لـ”سار الدكتور بشار بن خالد المالك، أن ما تحقق من نجاحات خلال موسم رمضان يأتي في ظل الاهتمام والدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصحاب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – وحرصهما على تسهيل تنقلات ضيوف الرحمن وتقديم أفضل الخدمات لهم.
كما قدّم المالك خالص الشكر والتقدير لسمو أمير منطقة مكة المكرمة، ولسمو نائبه، ولسمو أمير منطقة المدينة المنورة، ولمعالي وزير النقل والخدمات اللوجستية، رئيس مجلس إدارة الخطوط الحديدية السعودية “سار”، وذلك نظير ما حظيت به أعمال قطار الحرمين السريع من دعم ومتابعة مستمرة خلال شهر رمضان.
وأوضح المالك أن تنفيذ الخطة التشغيلية لهذا العام تم وفق آلية دقيقة، وبالتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة، لضمان تقديم خدمات ذات مستوى عالٍ من الكفاءة والانسيابية، بما يسهم في تسهيل تنقل ضيوف الرحمن بين الحرمين الشريفين وتعزيز كفاءة منظومة النقل العام في المملكة، مشيرًا إلى أن الأرقام الكبيرة التي تحققت خلال الموسم تؤكد قدرة “سار” على الاستجابة للطلب المتزايد وتقديم حلول تشغيلية فعّالة تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتلبي تطلعات القيادة في تطوير خدمات النقل العام.