أثر أسلوب الرئيس مع المرؤوس على أداء المؤسسة (1)
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
سعيد البادي
أسلوب الرئيس أو المسؤول في التعامل مع موظفيه في بيئة العمل من العوامل المهمة التي تؤثر في ارتفاع نسبة مؤشر الإنتاج المستهدف للمؤسسة، وهو أيضاً من العوامل التي تُساعد في حركة وحيوية المؤسسة واستمراريتها في نشاطها العملي والإنتاجي.
إنَّ الأسلوب الذي يستخدمه الرئيس المسؤول مع موظفيه ما هو إلا ثمرة ونتاج التربية التي نشأ عليها وانعكاس لشخصيته الحقيقية وشخصية من تربى على يديه وأداة من أدوات الكشف عن خلقه وثقته بنفسه وقدراته على اتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات المناسبة دون تردد أو قلق، ويحدد شخصيته التي تعطي الانطباع عنه وتحدد صفاته التي تجعل منه الرئيس المُربي المحفز أو الرئيس المتسلط المحبِط.
فأسلوب الرئيس في التعامل مع الموظفين إما أن يعطيهم الدافع والحماس لبذل الجهود ومضاعفتها للنهوض بالمؤسسة وإنتاجها، وإما يدفعهم إلى التكاسل والإهمال والعمل بطريقة استهلاك وقت وقضاء ساعات عمل مقررة بعيداً عن مراعاة إنتاج أو عمل من رغبة ودافع ذاتي معزز بالولاء والتطلع إلى الإرتقاء بالذات والمؤسسة.
فمعاملة الرئيس المربي يحيطها الطيب والاحترام المتبادل تظللها دماثة الأخلاق والتقدير للصغير والكبير والتواضع للجميع؛ سواء في بيئة العمل أو خارجها وتثمر السمعة الطيبة للمتواضع.
تعليماته وتوجيهاته تصدر بأسلوب هادئ بعيداً عن الصريخ والتنطع والفوقية أسلوب يحفظ للموظف كرامته وكيانه الإنساني عكس الرئيس المتسلط الذي يملي تعليماته بالضجيج والصريخ والتحذير والوعيد.
الرئيس الحريص على تقدم وتطور أبنائه الموظفين يسعى لتحقيق طموحاتهم وتسهيل سبل الوصول إليها، يوفر لهم البيئة المناسبة التي من خلالها يستطيعون الوصول إلى طموحاتهم فكل ذلك يعكس التربية الحسنة والأخلاق الحميدة التي ترعرع عليها الرئيس في بيئة البيت الذي نشأ فيه ويتمتع بها أثناء تعامله مع الآخرين.
وأذكر نموذجاً للرئيس أو المسؤول المربي ذي الأخلاق العالية في تعامله مع الموظفين وغيرهم، وهو أحد رؤسائي الذين عملت تحت إمرتهم قبل تقاعدي، فقد كنت وبكل أمانة لا أخاف من أن أخطئ في العمل أمام هذا الرئيس ولا يشغل بالي ماذا سيحصل أو يصدر منه من سلوك تجاهي لو بدر مني أي تصرف أو إجراء غير المتوقع، وكانت النتيجة المحصلة عندي عادية كانت صائبة أو خاطئة لكي أتعلم منه ردة الفعل والتعامل مع الموقف وأشخاصه؛ فقد كان في غاية الرقي في الحديث والسلوك والتوجيه والتعامل، فقد ذكر لي أحد الموظفين عنه أنَّ هذا الموظف كان في أحد الأيام يمارس العمل المكلف به وكان في غاية الإرهاق وقد اقترب وقت انتهاء العمل في حدود الساعة الحادية عشرة ظهراً، وفجأة مرَّ بجانبه هذا الرئيس ورفع يده له مبتسماً فقط، ثم ذهب ولم يتكلم، وكانت رفعة اليد تشير إلى الموظف بالتقدير والتحفيز لما يقوم به من عمل والامتنان له بالجهود المبذولة، فيقول الموظف: "والله إن ما كان بي من إرهاق وتعب ذهب، ولم انتبه إلى الوقت إلا بعد ساعة من انتهاء الوقت الذي يجب أن أنهي فيه العمل".
وهكذا يجب أن يكون طبع الرئيس أو المسؤول محفزاً للموظف في كل الأوقات لا محبطاً له. وهكذا يجب أن يكون الرئيس أو المسؤول الواثق من نفسه العارف لمهامه المُخلص لعمله ومؤسسته فيصنع بتعامله وسلوكه وتحفيزه حب الموظفين ومن يحيطون به له فيعكس حبهم له وولائهم لمؤسستهم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بايرن ميونخ يودع فريتز شيرير.. الرئيس الأسبق الذي رسم طريق المجد
أعلن نادي بايرن ميونخ الألماني، اليوم الأحد، وفاة فريتز شيرير، الرئيس الأسبق للنادي، عن عمر يناهز 85 عامًا، ليودع النادي أحد أبرز الشخصيات التي ساهمت في تشكيل مسيرته الناجحة عبر العقود الماضية.
انضم شيرير إلى صفوف بايرن ميونخ كعضو في عام 1971، وتدرج في المناصب الإدارية داخل النادي، حيث تولى أمانة الصندوق بين عامي 1979 و1985، قبل أن يتولى منصب الرئيس من 1985 حتى 1994، ليستمر بعدها في موقع نائب الرئيس حتى عام 2012، كما كان عضوًا لفترة طويلة في المجلس الإشرافي للنادي البافاري.
وفي بيان رسمي، أشاد هيربرت هاينر، الرئيس الحالي لبايرن، بالدور المحوري الذي لعبه شيرير في تاريخ النادي، قائلاً: "فريتز شيرير كان أحد الأشخاص الذين ساهموا في تشكيل وتطوير بايرن ميونخ. تعازينا لعائلته وأصدقائه. سيظل النادي يكرم ذكراه بأعلى درجات الاحترام، فقد كان مرتبطًا بالنادي بإخلاص لعدة عقود، ولعب دورًا حاسمًا في اتخاذ قرارات مهمة ساهمت في وصول بايرن لما هو عليه اليوم".
من جانبه، قال أولي هونيس، الرئيس السابق للنادي: "بفضل قيادته كرئيس، دخل نادينا في مجالات جديدة، وكان دائمًا رفيقًا مخلصًا لبايرن ميونخ في جميع مراحل حياته".
أما كارل هاينز رومينيجه، الرئيس التنفيذي السابق لبايرن، فقد أكد على أهمية بصمة شيرير في تاريخ النادي، قائلاً: "العديد من المحطات المهمة في تاريخ بايرن ميونخ مرتبطة ارتباطًا وثيقًا باسمه. إنه يستحق أقصى درجات الاحترام والتقدير".
رحيل شيرير يمثل خسارة كبيرة لبايرن ميونخ، لكنه يظل جزءًا لا يتجزأ من إرث النادي العريق، حيث ترك بصمة لا تُنسى في مسيرة الفريق البافاري، الذي بات واحدًا من أعظم الأندية في العالم بفضل إدارته الحكيمة وقراراته الاستراتيجية.