لفت نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الى أنه "بعد كل الانتصارات التي انتصرناها يقول بعض الناس: كيف تقولون أنكم هزمتم إسرائيل على الرغم من أنَّها دمرت الكثير من البيوت وقتلت الكثير من الناس".     وأضاف بكلمة في المجلس العاشورائي في الليلة السابعة في حسينية الأوزاعي في بيروت: "نريد أن نعرف ما معنى الهزيمة وما معنى النصر، نحن عندما نتكلم عن مقاومة مقابل جيش تدعمه الدول الكبرى بكل الإمكانات، لا يمكن أن يكون هناك تكافؤ بين إمكانات المقاومة وهذا الجيش، فعندما لا يوجد تكافؤ عسكري الجيش ماذا يفعل؟ هو يدمِّر، أما المقاومة ماذا تفعل؟ تختار نقاط الضعف عند الجيش لتوقع فيه الخسائر وتعطل مشروعه، إذاً نحن نعطل المشروع الذي يريدونه.

أخذوا قراراً يومها أي سنة 2006 بسحق المقاومة، لكن كانت النتيجة أن بقيت المقاومة وتوقفت الحرب بعد مجزرة الدبابات في وادي الحجير وسلَّم الإسرائيلي بأنه غير قادر على سحق المقاومة. إذاً من حقنا أن نقول أننا انتصرنا لأننا لم نمكِّنه من تحقيق أهدافه، ومن الطبيعي أن التضحية تحتاج خسائر، فالقيمة الكبرى هي بإرادة المقاومين، هذا المقاوم الذي يمتلك 5% أو 10% في مقابل إسرائيلي يمتلك 100% ولكن روحية المقاوم تجعل الـ 10% تصبح 100% والـ 100% التي عند العدو تصبح 10% لأنَّه لا يملك إرادة القتال ويخاف في الميدان ويهرب عند المواجهة".

وتابع: "لو بقيت الحرب أشهراً طويلة، بحسب معلوماتنا، فالمقاومة في غزة والشعب الفلسطيني سيصمدون مهما طالت الحرب ويملكون الإمكانات والإرادة، مما يجعلهم يصمدون حتى تحقيق النصر بعدم السماح لإسرائيل بتحقيق أهدافها، سواء بالإبادة أو الاستسلام. إذاً كل ما طال الوقت إسرائيل ستخسر أكثر، وبالتالي التضحيات التي قدَّمها الفلسطينيون ستكون سبباً لبناء مستقبلي لن يترك فلسطين بعد اليوم، بل سيؤدي إلى أن يولد الأطفال مقاومين، لأنهم رأوا بأمِّ العين كيف يقتل آباؤهم وأمهاتهم وإخوانهم، ومع وجود الإرادة والمقاومة فالنصر سيكون حليف هؤلاء حتماً".

ورأى أنه "توجد الآن فرصة مهمة للضغط على إسرائيل حتى تتوقف، بعد أن رأينا فشل الضغط الأميركي وعدم جديته وتصميم إسرائيل على الاستمرار، أصبح مطلوباً أن نبحث عن ضغط مبدع من أجل أن نضع حدَّاً لإسرائيل. الآن هناك فرصة أمام الدول العربية والإسلامية أن تقف بشجاعة لمرة واحدة ولا أقول لهم قاتلوا إسرائيل بل أقول لهم من له علاقات اقتصادية أو سياسة فليقطعها، ومن له وعود لإسرائيل فليوقفها، وإذا كانت تستطيع جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أن يجتمعوا ليقولوا موقفاً واحداً برفض ما يحصل في غزة من إبادة ويوجهوا هذا النداء عملياً بإجراءات رادعة لإسرائيل كما فعل محور المقاومة، ولكن ليس على المستوى العسكري، على الأقل السياسي والاقتصادي والتجاري والعملي حتى تشعر إسرائيل أنَّها محاصرة، وحتى تشعر أميركا بأنَّ كل الدول العربية ستقف صفاً واحداً وقد يتطور هذا الموقف أكثر إذا لم تحل المشكلة في غزة".

وفي الملف اللبناني، سأل قاسم "بعض الذين يتصدون ويطلقون تصريحات حول الحرب ونظرتهم إلى الحرب ومحاولة إبعاد لبنان عن الحرب، ما هي المصلحة الوطنية أن ينبري بعضهم فيطعن المقاومة في ظهرها ويبدأ بإثارة الأسئلة التي لا وقت لها الآن، أو يطالب بإلغاء قدرة لبنان تحت ذرائع مختلفة ونحن في الميدان، ويبرر لإسرائيل ما تصنعه ويروج لعدم مواجهتها ويطرح خيارات تعطل قدرة لبنان وقوة لبنان أثناء المواجهات والتضحيات، فنسألهم ما هي المصلحة الوطنية في ذلك؟! وأنتم تعلمون أنكم بذلك تزيدوننا تصميماً وعزيمة، وتدعوننا إلى المزيد من الاحتياط لننتبه لكم في ألا تطعنوا في ظهورنا".

وقال: "من المهم أن ننتهي من الجدل، إذا أردتم أن يكون هناك رئيس في لبنان، فما الداعي إلى رفض فكرة الحوار؟ يجيبون بأننا لا نريد أن نقوم بالحوار حتى لا يصبح ذلك عرفاً! نحن ندعو إلى الحوار وناقشوا فترة قصيرة من الزمن لننتقل من الحوار إلى الانتخاب، أما التمترس خلال سنة ونصف وراء آراء جامدة لا تتحرك عند كل الأطراف، فهذا يعني أن الأمر سيتأخر كثيراً".     وختم قاسم: "من أراد أن ينجز الاستحقاق الرئاسي عليه أن يسرع بتقديم بعض التسهيلات والتنازلات والنقاشات حتى نتفاهم، وكل من يتذرع بحرب غزة فيقول إنَّ الحل لا يأتي إلا بعد انتهاء حرب غزة فهو لا يتكلم بدقة، لأَّنه لا علاقة لحرب غزة بالامتناع عن انتخاب رئيس للبنان، فعدم انتخاب رئيس للجمهورية سببه التمزق والتشرذم الداخلي والتصلب في المواقف، ولو حصلت الآن حلحلة فغداً يمكن أن يكون هناك رئيس للبنان حتى ولو كانت الحرب مشتعلة".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مصر.. الإفتاء ترد على فتوى وجوب الجهاد المسلح ضد إسرائيل: من يدعو لذلك عليه تقدم الصفوف بنفسه

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ردت دار الإفتاء المصرية، الاثنين، على الفتاوى التي تدعو إلى "وجوب الجهاد المسلح على كل مسلم ضد إسرائيل"، موضحة أن "من قواعد الشرع أن من يدعو إلى الجهاد يجب عليه أولًا أن يتقدم الصفوف بنفسه".

وقال المركز الإعلامي لدار الإفتاء المصرية في بيان عبر صفحة الدار الرسمية على فيسبوك: "اطلعت دار الإفتاء المصرية على ما صدر مؤخرًا من دعوات تدعو إلى وجوب الجهاد المسلح على كل مسلم ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتطالب الدول الإسلامية بتدخل عسكري فوري وفرض حصار مضاد".

وأضافت دار الإفتاء المصرية أنه "وفي إطار مسؤوليتنا الشرعية، وبناءً على قواعد الفقه وأصول الشريعة الإسلامية، تؤكد دار الإفتاء أن الجهاد مفهومٌ شرعيٌّ دقيق، له شروط وأركان ومقاصد واضحة ومحددة شرعًا، وليس من حق جهة أو جماعة بعينها أن تتصدر للإفتاء في هذه الأمور الدقيقة والحساسة بما يخالف قواعد الشريعة ومقاصدها العليا، ويعرِّض أمن المجتمعات واستقرار الدول الإسلامية للخطر".

وأكدت دار الإفتاء المصرية "أن دعم الشعب الفلسطيني في حقوقه المشروعة -واجب شرعي وإنساني وأخلاقي، لكن بشرط أن يكون الدعم في إطار ما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني، وليس لخدمة أجندات معينة أو مغامرات غير محسوبة العواقب، تجرُّ مزيدًا من الخراب والتهجير والكوارث على الفلسطينيين أنفسهم".

مقالات مشابهة

  • حنا: إسرائيل تحاول تدمير مخيمات الضفة لإنهاء فكرة المقاومة
  • في عام ونصف.. تقرير: الاحتلال دمر 25% فقط من أنفاق المقاومة في قطاع غزة
  • لماذا لا تُقاتل المقاومة؟
  • الحرب الخفية في غزة: الحسابات على الأرض والحسابات الإقليمية
  • التهديدات لم تعد كافية.. إسرائيل تنتقل للتنفيذ وترسم حربها
  • الذهب يسجل ارتفاعاً مع زيادة الإقبال عليه وسط توترات الحرب
  • هل باتت القدس أبعد؟
  • وفد من الوطني الحر زار السفير الجزائري مهنئا بتقديم اوراق اعتماده
  • مصر.. الإفتاء ترد على فتوى وجوب الجهاد المسلح ضد إسرائيل: من يدعو لذلك عليه تقدم الصفوف بنفسه
  • رشقة القسام.. صواريخ تتحدى الحرب وتُسقط أمن نتنياهو المزعوم