عربي21:
2025-05-02@21:24:56 GMT

هل سيرفض المجتمع الإسرائيلي نتائج أي تحقيق؟

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على هجوم حماس المفاجئ في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي نتائج التحقيقات التي أعدها حول أحداث كيبوتس بئيري، والتي تم الإعلان عنها يوم الخميس الماضي (11 تموز/ يوليو 2024). ويعد هذا التحقيق الأول من نوعه والمتعلق بأحداث كيبوتس بئيري.

قاد التحقيق اللواء ميكي إدلشتين، حيث تم عرض نتائجه على أفراد كيبوتس بئيري وعائلات الأسرى من بئيري، بالإضافة إلى العائلات الناجين من الهجوم الذي أودى بحياة 101 مستوطن في أكبر كيبوتس في غلاف غزة.

في ذلك اليوم، تم اختطاف 32 مستوطنا من بئيري، بالإضافة إلى 31 عسكريا، بما في ذلك أعضاء من الفرقة الاحتياطية في الكيبوتس، الذين لا يزالون أسرى لدى حماس حتى الآن.

لم تكن نتائج التحقيق والتي أشارت إلى فشل الذريع الذي لحق بالجيش الإسرائيلي وعدم قدرته على حماية الكيبوتس، مُرضية أو كافية لسكان الكيبوتس بشكل خاص وللمجتمع الإسرائيلي بشكل عام. إن تلك الأحداث قد أظهرت نقاط ضعف استراتيجية وأمنية لم يكن المجتمع مستعدا لتقبلها، مما أضاف طبقة جديدة من التعقيد إلى علاقة الإسرائيليين بمؤسساتهم الدفاعية والسياسية.

الأحداث قد أظهرت نقاط ضعف استراتيجية وأمنية لم يكن المجتمع مستعدا لتقبلها، مما أضاف طبقة جديدة من التعقيد إلى علاقة الإسرائيليين بمؤسساتهم الدفاعية والسياسية
الانتظار المتوتر

يعيش المجتمع الإسرائيلي حالة من الانتظار المتوتر، حيث يتطلع إلى تحقيق نجاح في غزة أو "النصر المطلق" الذي وعد به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ومع ذلك، الواقع على الأرض يظهر صورة مختلفة تماما، حيث غرقت إسرائيل في وحل غزة، عدا الخسائر الفادحة التي تجنيها يوما بعد يوم. تجسيدا لهذا التوتر، فإن المجتمع غير مستعد لاستيعاب أو قبول أي نتائج أخرى سلبية أو محبطة تشير إلى فشل عميق في السياسات الدفاعية والاستراتيجيات العسكرية.

صدمة الوعي الجمعي

إن المجتمع الإسرائيلي لن يقبل أو يكتفي بنتائج لجان التحقيق في أحداث 7 أكتوبر، مهما كانت الجهة المنفذة لهذه التحقيقات أو بغض النظر عن النتائج. السبب الرئيس يعود إلى أن هذه الأحداث شكلت ضربة قوية في الوعي الجمعي الإسرائيلي، مما سبب صدمة عميقة لا تزال تتجسد في تصرفاته على الأرض. الهجوم المفاجئ الذي تعرضت له إسرائيل تسبب في شعور واسع بالخيانة والضعف، مما أدى إلى شهوة انتقامية أصبحت متجذرة في السلوك العام.

انهيار النظريات الأمنية

تربى الإسرائيليون على النظريات الأمنية التي وضعها المؤسس ديفيد بن غوريون وآمنوا بها كمرجعية أساسية في العقيدة الدفاعية الإسرائيلية. كانت هذه النظريات تهدف إلى تعزيز أمن إسرائيل وجعلها تستطيع الدفاع عن نفسها بفعالية، ومع ذلك، فشلت هذه النظريات في الأداء عندما حدث الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر. كان من المتوقع أن تكون هذه النظريات درعا واقيا لإسرائيل، لكن الحدث أظهر ضعفا في القدرة على التصدي للتحديات الأمنية بشكل فعال.

بالإضافة إلى ذلك، تعرضت استراتيجية صهر الوعي المستندة إلى نظرية الجدار الحديدي لفلاديمير جابوتنسكي لضربة قوية. هذه الاستراتيجية تعتمد على إظهار القوة المستمرة لإسرائيل وقدرتها على الدفاع عن نفسها بصورة دائمة، ولكن الأحداث أظهرت عدم كفاية هذا النهج في ضوء التحديات الجديدة.

لذا، يمكن القول إن الانهيار الذي حدث لم يكن مجرد فشل عسكري، بل كان أيضا فشلا في الحفاظ على الروح المعنوية الوطنية وثقة المجتمع الإسرائيلي في قدراته الدفاعية وفي مؤسساته الأمنية.

تراجع ثقة المجتمع في الجيش والحكومة
انهيار النظريات الأمنية التقليدية، وفشل استراتيجية الجدار الحديدي، وتراجع الثقة في الجيش والحكومة، كلها عوامل تسهم في رفض المجتمع لهذه النتائج. هذا الرفض يعكس جروحا عميقة في الوعي الإسرائيلي، وتحديات كبيرة أمام المؤسسات الأمنية والسياسية
تراجعت ثقة المجتمع الإسرائيلي في الجيش والحكومة بشكل ملحوظ بعد أحداث 7 أكتوبر. الجيش الإسرائيلي، الذي كان يُنظر إليه تقليديا على أنه المؤسسة الأكثر ثقة واحتراما في البلاد، أصبح محل شك وانتقاد، والفشل في حماية المواطنين والهزيمة الاستراتيجية التي تعرض لها الجيش في تلك الأحداث أثرا سلبا على صورة الجيش وقدرته على الردع. بالإضافة إلى ذلك، الحكومة الإسرائيلية واجهت انتقادات حادة لفشلها في الاستجابة بفعالية للأزمة ولتداعياتها السياسية والاجتماعية.

هذا التراجع في الثقة أدى إلى شعور واسع باليأس والإحباط بين الإسرائيليين، مما يعزز من رفضهم لأي نتائج تحقيق قد لا تكون بمستوى تطلعاتهم أو تعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها.

ختاما..

إن المجتمع الإسرائيلي، الذي تعرض لصدمة قوية في وعيه الجمعي نتيجة لأحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لن يقبل بأي نتائج تصدر عن لجان التحقيق مهما كانت طبيعتها أو الجهة التي أصدرتها. إن انهيار النظريات الأمنية التقليدية، وفشل استراتيجية الجدار الحديدي، وتراجع الثقة في الجيش والحكومة، كلها عوامل تسهم في رفض المجتمع لهذه النتائج. هذا الرفض يعكس جروحا عميقة في الوعي الإسرائيلي، وتحديات كبيرة أمام المؤسسات الأمنية والسياسية في استعادة الثقة وإعادة بناء الاستراتيجيات الأمنية من جديد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي التحقيقات الأمنية التحديات إسرائيل تحديات تحقيق الأمن 7 اكتوبر مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجتمع الإسرائیلی فی الجیش والحکومة بالإضافة إلى

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يقرر هدم أكثر من 100 منزل بالضفة الغربية

القدس المحتلة - الوكالات

أعلن الجيش الاسرائيلي عزمه هدم أكثر من 100 منزل في مخيمي طولكرم ونور شمس بالضفة الغربية موزعا خرائط توضح البيوت المستهدفة.

وقال الجيش في القرار، الموقع من قبل قائد قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية آفي بلوط، إن عملية الهدم "لأغراض عسكرية بحتة". ويبدو من طبيعة موقع البيوت المستهدفة أن الغرض من الإجراء هو شق طرق وسط المخيمين.

ونص القرار على أن عمليات هدم المنازل "سوف تتم خلال 24 ساعة من توقيع القرار" الصادر اليوم.

ووجهت اللجان الشعبية ومؤسسات وفعاليات مخيمات طولكرم ونور شمس مناشدات واستغاثات للمجتمع الدولي.

وقالت اللجان في بيان إنهم "فوجئوا اليوم بإصدار قرار احتلالي خارج عن القانون الإنساني بهدم 58 بيتا في مخيم طولكرم و48 بيتا في مخيم نور شمس".

وطالبت المؤسسات في بيانها "مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الأنسان الدولية أخذ دورها بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي ووقف العدوان فورا عن أبناء شعبنا في الضفة وغزة"، منددة "بما يتعرض له مخيم طولكرم ومخيم نور شمس حاليا من تدمير وتهجير ممنهج بطرد السكان وهدم وتدمير وتفجير وحرق البيوت السكنية".

ويواصل الجيش الاسرائيلي عملية عسكرية في شمال الضفة الغربية منذ ما يقارب ثلاثة أشهر تتركز في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس أدت إلى نزوح حوالي 50 ألفا من سكان هذه المخيمات والأحياء المجاورة لها.

وكتب عبد الله كميل محافظ طولكرم على صفحته على فيسبوك "الإعلان عن نية الاحتلال هدم 58 بناية في مخيم طولكرم و48 بيتا في مخيم نور شمس مع السماح لأصحابها بأخذ أثاث منازلهم.. للمرة المليون نوجه نداءنا للمجتمع الدولي للضغط على دولة الاحتلال من أجل وقف عمليات الهدم المتواصلة".

وقال مسؤولون فلسطينيون إن الجيش الإسرائيلي ألحق أضرارا كبيرة بالمنازل والبنية التحتية لمخيمات جنين وطولكرم وجنين خلال عمليته العسكرية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يغتال أحد قادة "شهداء الأقصى" في مخيم بلاطة
  • البرلمان العربي: ندين الغارة التي شنها كيان الاحتلال الإسرائيلي على محيط القصر الرئاسي في دمشق والتي تأتي امتدادًا للتعديات السافرة التي يقوم بها ضد سيادة وأمن وسلامة الأراضي السورية، ونطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتصدي لهذه الانتهاكات المتكررة
  • مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: إننا نحذر كل الأطراف التي تحاول المساس بالاتفاق الذي أكد على ضرورة ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، ومدينة السويداء على وجه الخصوص
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي: منظومة الدفاعات الجوية تعمل على اعتراض تهديد قادم من اليمن
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي: مقتل جندي وإصابة 3 في حادث سير خلال عملية عسكرية في الجولان
  • الجيش الإسرائيلي يقرر هدم أكثر من 100 منزل بالضفة الغربية
  • الخارجية الإيرانية: طهران ستواصل المشاركة بجدية في مفاوضات تستهدف تحقيق نتائج مع أمريكا
  • بعد الغارتين على ميس الجبل.. هذا ما نشره الجيش الإسرائيلي (فيديو)
  • الجيش الإسرائيلي يهدم منزلي عائلتين في قرية قبيا شمال الضفة الغربية المحتلة
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله