هل سيرفض المجتمع الإسرائيلي نتائج أي تحقيق؟
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على هجوم حماس المفاجئ في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي نتائج التحقيقات التي أعدها حول أحداث كيبوتس بئيري، والتي تم الإعلان عنها يوم الخميس الماضي (11 تموز/ يوليو 2024). ويعد هذا التحقيق الأول من نوعه والمتعلق بأحداث كيبوتس بئيري.
قاد التحقيق اللواء ميكي إدلشتين، حيث تم عرض نتائجه على أفراد كيبوتس بئيري وعائلات الأسرى من بئيري، بالإضافة إلى العائلات الناجين من الهجوم الذي أودى بحياة 101 مستوطن في أكبر كيبوتس في غلاف غزة.
لم تكن نتائج التحقيق والتي أشارت إلى فشل الذريع الذي لحق بالجيش الإسرائيلي وعدم قدرته على حماية الكيبوتس، مُرضية أو كافية لسكان الكيبوتس بشكل خاص وللمجتمع الإسرائيلي بشكل عام. إن تلك الأحداث قد أظهرت نقاط ضعف استراتيجية وأمنية لم يكن المجتمع مستعدا لتقبلها، مما أضاف طبقة جديدة من التعقيد إلى علاقة الإسرائيليين بمؤسساتهم الدفاعية والسياسية.
الأحداث قد أظهرت نقاط ضعف استراتيجية وأمنية لم يكن المجتمع مستعدا لتقبلها، مما أضاف طبقة جديدة من التعقيد إلى علاقة الإسرائيليين بمؤسساتهم الدفاعية والسياسية
الانتظار المتوتر
يعيش المجتمع الإسرائيلي حالة من الانتظار المتوتر، حيث يتطلع إلى تحقيق نجاح في غزة أو "النصر المطلق" الذي وعد به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ومع ذلك، الواقع على الأرض يظهر صورة مختلفة تماما، حيث غرقت إسرائيل في وحل غزة، عدا الخسائر الفادحة التي تجنيها يوما بعد يوم. تجسيدا لهذا التوتر، فإن المجتمع غير مستعد لاستيعاب أو قبول أي نتائج أخرى سلبية أو محبطة تشير إلى فشل عميق في السياسات الدفاعية والاستراتيجيات العسكرية.
صدمة الوعي الجمعي
إن المجتمع الإسرائيلي لن يقبل أو يكتفي بنتائج لجان التحقيق في أحداث 7 أكتوبر، مهما كانت الجهة المنفذة لهذه التحقيقات أو بغض النظر عن النتائج. السبب الرئيس يعود إلى أن هذه الأحداث شكلت ضربة قوية في الوعي الجمعي الإسرائيلي، مما سبب صدمة عميقة لا تزال تتجسد في تصرفاته على الأرض. الهجوم المفاجئ الذي تعرضت له إسرائيل تسبب في شعور واسع بالخيانة والضعف، مما أدى إلى شهوة انتقامية أصبحت متجذرة في السلوك العام.
انهيار النظريات الأمنية
تربى الإسرائيليون على النظريات الأمنية التي وضعها المؤسس ديفيد بن غوريون وآمنوا بها كمرجعية أساسية في العقيدة الدفاعية الإسرائيلية. كانت هذه النظريات تهدف إلى تعزيز أمن إسرائيل وجعلها تستطيع الدفاع عن نفسها بفعالية، ومع ذلك، فشلت هذه النظريات في الأداء عندما حدث الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر. كان من المتوقع أن تكون هذه النظريات درعا واقيا لإسرائيل، لكن الحدث أظهر ضعفا في القدرة على التصدي للتحديات الأمنية بشكل فعال.
بالإضافة إلى ذلك، تعرضت استراتيجية صهر الوعي المستندة إلى نظرية الجدار الحديدي لفلاديمير جابوتنسكي لضربة قوية. هذه الاستراتيجية تعتمد على إظهار القوة المستمرة لإسرائيل وقدرتها على الدفاع عن نفسها بصورة دائمة، ولكن الأحداث أظهرت عدم كفاية هذا النهج في ضوء التحديات الجديدة.
لذا، يمكن القول إن الانهيار الذي حدث لم يكن مجرد فشل عسكري، بل كان أيضا فشلا في الحفاظ على الروح المعنوية الوطنية وثقة المجتمع الإسرائيلي في قدراته الدفاعية وفي مؤسساته الأمنية.
تراجع ثقة المجتمع في الجيش والحكومة
انهيار النظريات الأمنية التقليدية، وفشل استراتيجية الجدار الحديدي، وتراجع الثقة في الجيش والحكومة، كلها عوامل تسهم في رفض المجتمع لهذه النتائج. هذا الرفض يعكس جروحا عميقة في الوعي الإسرائيلي، وتحديات كبيرة أمام المؤسسات الأمنية والسياسية
تراجعت ثقة المجتمع الإسرائيلي في الجيش والحكومة بشكل ملحوظ بعد أحداث 7 أكتوبر. الجيش الإسرائيلي، الذي كان يُنظر إليه تقليديا على أنه المؤسسة الأكثر ثقة واحتراما في البلاد، أصبح محل شك وانتقاد، والفشل في حماية المواطنين والهزيمة الاستراتيجية التي تعرض لها الجيش في تلك الأحداث أثرا سلبا على صورة الجيش وقدرته على الردع. بالإضافة إلى ذلك، الحكومة الإسرائيلية واجهت انتقادات حادة لفشلها في الاستجابة بفعالية للأزمة ولتداعياتها السياسية والاجتماعية.
هذا التراجع في الثقة أدى إلى شعور واسع باليأس والإحباط بين الإسرائيليين، مما يعزز من رفضهم لأي نتائج تحقيق قد لا تكون بمستوى تطلعاتهم أو تعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها.
ختاما..
إن المجتمع الإسرائيلي، الذي تعرض لصدمة قوية في وعيه الجمعي نتيجة لأحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لن يقبل بأي نتائج تصدر عن لجان التحقيق مهما كانت طبيعتها أو الجهة التي أصدرتها. إن انهيار النظريات الأمنية التقليدية، وفشل استراتيجية الجدار الحديدي، وتراجع الثقة في الجيش والحكومة، كلها عوامل تسهم في رفض المجتمع لهذه النتائج. هذا الرفض يعكس جروحا عميقة في الوعي الإسرائيلي، وتحديات كبيرة أمام المؤسسات الأمنية والسياسية في استعادة الثقة وإعادة بناء الاستراتيجيات الأمنية من جديد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي التحقيقات الأمنية التحديات إسرائيل تحديات تحقيق الأمن 7 اكتوبر مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجتمع الإسرائیلی فی الجیش والحکومة بالإضافة إلى
إقرأ أيضاً:
الأجهزة الأمنية تكشف عن تفاصيل إحباط أنشطة استخباراتية لوكالة المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي
الثورة نت|
كشفت الأجهزة الأمنية عن إحباط أنشطة استخباراتية لوكالة المخابرات الأمريكيةCIA) ) وجهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد).
وأوضحت الأجهزة الأمنية لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أنها تمكنت بعون من الله وبمساندة الشرفاء من أبناء الوطن، خلال الأيام الماضية من إلقاء القبض على عدد من الجواسيس، الذين تم استقطابهم وتجنيدهم عبر المطلوب للعدالة الجاسوس حميد حسين فايد مجلي، والذين أُسندت إليهم بعد تجنيدهم أنشطة استخباراتية، كان أبرزها: رصد وتحديد المواقع التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسير، والقوات البحرية، والمواقع العسكرية الأخرى، بالإضافة إلى رصد وتحديد أماكن القيادات الثورية والسياسية والعسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية المناهضة للعدو الإسرائيلي والأمريكي في أراضي الجمهورية اليمنية، لصالح وكالة المخابرات الأمريكية وجهاز المخابرات الإسرائيلي.
وأشارت إلى أن الأنشطة التجسسية والاستخباراتية التي أسندت لمن تم تجنيدهم من قبل الجاسوس حميد مجلي ممن تم القبض عليهم تتمثل أبرزها في رصد وجمع معلومات عن خبراء ومعامل ومنصات وعربات إطلاق الصواريخ والطيران المسير المستهدفة للعدو الصهيوني، وأماكن ومواقع القوات البحرية والمعسكرات ومخازن الأسلحة التابعة للقوات المسلحة اليمنية، بالإضافة إلى محاولة رصد وجمع معلومات عن أماكن تواجد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله، وبعض القيادات السياسية والعسكرية والأمنية للدولة، والشخصيات الاجتماعية المناهضة للعدو الإسرائيلي والأمريكي.
ولفتت إلى أن من ضمن الأنشطة التجسسية التي أسندت لمن تم تجنيدهم رفع إحداثياتها للجاسوس حميد مجلي ليقوم بدوره برفعها لجهاز الموساد بغرض استهدافها من قبل طيران العدو الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني، وكذلك العمل على محاولة اختراق وتجنيد وزرع عملاء وجواسيس في صفوف القوات المسلحة والأمن.
وأضافت الأجهزة الأمنية “أنها وفي إطار المتابعة لأنشطة الجاسوس حميد مجلي، والذي تم تجنيده في العام 2008م من قبل الاستخبارات السعودية التي بدورها قامت بربطه بأجهزة مخابرات دول معادية منها وكالة المخابرات الأمريكية وجهاز المخابرات الإسرائيلي، حيث أوكلوا إليه – مع بدء معركة طوفان الأقصى- القيام بعمليات استقطاب وتجنيد جواسيس من ضعفاء النفوس للقيام بأنشطة تجسسية واستخباراتية لإعاقة موقف الشعب اليمني المساند لغزة باستهداف قواته العسكرية وقيادته”.
وجددت الأجهزة الأمنية التأكيد على أنها لن تألوا جهداً في القيام بمسؤوليتها في تأمين الجبهة الداخلية، وتحصينها من محاولات اختراق العدو الأمريكي والإسرائيلي.. محذرة من خطورة العمل لصالح أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والتي تصل عقوبة ذلك إلى حد الإعدام.
وطالبت كل من تورط وتعامل مع استخبارات العدو إلى المبادرة بتسليم نفسه إلى أجهزة العدالة.. محذرة المتورطين في الخيانة من أن الأجهزة الأمنية قادرة على الوصول إليهم أينما كانوا.
وعبرت الأجهزة الأمنية عن الشكر للمواطنين الشرفاء على تعاونهم معها.. داعية الجميع لليقظة والإبلاغ عن أي تحركات أو أنشطة مشبوهة من خلال التواصل على الرقم المجاني (100).
وأكدت الأجهزة الأمنية أنها ستكشف وسترفع السرية عن بعض المعلومات والتفاصيل للرأي العام حين استكمال إجراءاتها.