عربي21:
2024-08-15@15:45:30 GMT

هل سيرفض المجتمع الإسرائيلي نتائج أي تحقيق؟

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على هجوم حماس المفاجئ في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي نتائج التحقيقات التي أعدها حول أحداث كيبوتس بئيري، والتي تم الإعلان عنها يوم الخميس الماضي (11 تموز/ يوليو 2024). ويعد هذا التحقيق الأول من نوعه والمتعلق بأحداث كيبوتس بئيري.

قاد التحقيق اللواء ميكي إدلشتين، حيث تم عرض نتائجه على أفراد كيبوتس بئيري وعائلات الأسرى من بئيري، بالإضافة إلى العائلات الناجين من الهجوم الذي أودى بحياة 101 مستوطن في أكبر كيبوتس في غلاف غزة.

في ذلك اليوم، تم اختطاف 32 مستوطنا من بئيري، بالإضافة إلى 31 عسكريا، بما في ذلك أعضاء من الفرقة الاحتياطية في الكيبوتس، الذين لا يزالون أسرى لدى حماس حتى الآن.

لم تكن نتائج التحقيق والتي أشارت إلى فشل الذريع الذي لحق بالجيش الإسرائيلي وعدم قدرته على حماية الكيبوتس، مُرضية أو كافية لسكان الكيبوتس بشكل خاص وللمجتمع الإسرائيلي بشكل عام. إن تلك الأحداث قد أظهرت نقاط ضعف استراتيجية وأمنية لم يكن المجتمع مستعدا لتقبلها، مما أضاف طبقة جديدة من التعقيد إلى علاقة الإسرائيليين بمؤسساتهم الدفاعية والسياسية.

الأحداث قد أظهرت نقاط ضعف استراتيجية وأمنية لم يكن المجتمع مستعدا لتقبلها، مما أضاف طبقة جديدة من التعقيد إلى علاقة الإسرائيليين بمؤسساتهم الدفاعية والسياسية
الانتظار المتوتر

يعيش المجتمع الإسرائيلي حالة من الانتظار المتوتر، حيث يتطلع إلى تحقيق نجاح في غزة أو "النصر المطلق" الذي وعد به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ومع ذلك، الواقع على الأرض يظهر صورة مختلفة تماما، حيث غرقت إسرائيل في وحل غزة، عدا الخسائر الفادحة التي تجنيها يوما بعد يوم. تجسيدا لهذا التوتر، فإن المجتمع غير مستعد لاستيعاب أو قبول أي نتائج أخرى سلبية أو محبطة تشير إلى فشل عميق في السياسات الدفاعية والاستراتيجيات العسكرية.

صدمة الوعي الجمعي

إن المجتمع الإسرائيلي لن يقبل أو يكتفي بنتائج لجان التحقيق في أحداث 7 أكتوبر، مهما كانت الجهة المنفذة لهذه التحقيقات أو بغض النظر عن النتائج. السبب الرئيس يعود إلى أن هذه الأحداث شكلت ضربة قوية في الوعي الجمعي الإسرائيلي، مما سبب صدمة عميقة لا تزال تتجسد في تصرفاته على الأرض. الهجوم المفاجئ الذي تعرضت له إسرائيل تسبب في شعور واسع بالخيانة والضعف، مما أدى إلى شهوة انتقامية أصبحت متجذرة في السلوك العام.

انهيار النظريات الأمنية

تربى الإسرائيليون على النظريات الأمنية التي وضعها المؤسس ديفيد بن غوريون وآمنوا بها كمرجعية أساسية في العقيدة الدفاعية الإسرائيلية. كانت هذه النظريات تهدف إلى تعزيز أمن إسرائيل وجعلها تستطيع الدفاع عن نفسها بفعالية، ومع ذلك، فشلت هذه النظريات في الأداء عندما حدث الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر. كان من المتوقع أن تكون هذه النظريات درعا واقيا لإسرائيل، لكن الحدث أظهر ضعفا في القدرة على التصدي للتحديات الأمنية بشكل فعال.

بالإضافة إلى ذلك، تعرضت استراتيجية صهر الوعي المستندة إلى نظرية الجدار الحديدي لفلاديمير جابوتنسكي لضربة قوية. هذه الاستراتيجية تعتمد على إظهار القوة المستمرة لإسرائيل وقدرتها على الدفاع عن نفسها بصورة دائمة، ولكن الأحداث أظهرت عدم كفاية هذا النهج في ضوء التحديات الجديدة.

لذا، يمكن القول إن الانهيار الذي حدث لم يكن مجرد فشل عسكري، بل كان أيضا فشلا في الحفاظ على الروح المعنوية الوطنية وثقة المجتمع الإسرائيلي في قدراته الدفاعية وفي مؤسساته الأمنية.

تراجع ثقة المجتمع في الجيش والحكومة
انهيار النظريات الأمنية التقليدية، وفشل استراتيجية الجدار الحديدي، وتراجع الثقة في الجيش والحكومة، كلها عوامل تسهم في رفض المجتمع لهذه النتائج. هذا الرفض يعكس جروحا عميقة في الوعي الإسرائيلي، وتحديات كبيرة أمام المؤسسات الأمنية والسياسية
تراجعت ثقة المجتمع الإسرائيلي في الجيش والحكومة بشكل ملحوظ بعد أحداث 7 أكتوبر. الجيش الإسرائيلي، الذي كان يُنظر إليه تقليديا على أنه المؤسسة الأكثر ثقة واحتراما في البلاد، أصبح محل شك وانتقاد، والفشل في حماية المواطنين والهزيمة الاستراتيجية التي تعرض لها الجيش في تلك الأحداث أثرا سلبا على صورة الجيش وقدرته على الردع. بالإضافة إلى ذلك، الحكومة الإسرائيلية واجهت انتقادات حادة لفشلها في الاستجابة بفعالية للأزمة ولتداعياتها السياسية والاجتماعية.

هذا التراجع في الثقة أدى إلى شعور واسع باليأس والإحباط بين الإسرائيليين، مما يعزز من رفضهم لأي نتائج تحقيق قد لا تكون بمستوى تطلعاتهم أو تعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها.

ختاما..

إن المجتمع الإسرائيلي، الذي تعرض لصدمة قوية في وعيه الجمعي نتيجة لأحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لن يقبل بأي نتائج تصدر عن لجان التحقيق مهما كانت طبيعتها أو الجهة التي أصدرتها. إن انهيار النظريات الأمنية التقليدية، وفشل استراتيجية الجدار الحديدي، وتراجع الثقة في الجيش والحكومة، كلها عوامل تسهم في رفض المجتمع لهذه النتائج. هذا الرفض يعكس جروحا عميقة في الوعي الإسرائيلي، وتحديات كبيرة أمام المؤسسات الأمنية والسياسية في استعادة الثقة وإعادة بناء الاستراتيجيات الأمنية من جديد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي التحقيقات الأمنية التحديات إسرائيل تحديات تحقيق الأمن 7 اكتوبر مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجتمع الإسرائیلی فی الجیش والحکومة بالإضافة إلى

إقرأ أيضاً:

المؤتمر الوطني ينجح في منع الجيش من المشاركة في محادثات جنيف

صلاح شعيب

وأخيراً نجحت خطة المؤتمر الوطني المنحل، ومؤيدي الحرب، في منع الجيش من حضور محادثات جنيف. بدأت الخطة بدفع البرهان أولاً للاستهتار بالمبادرة الأميركية في محاولة لنسفها عبر خلط الأوراق بمعاونة حلفائه من الحركات المسلحة. فما قاله سابقاً مبعوثه أبي نمو بعدم حصول الجيش على ما أراد في جدة كان جزءً من مسرحية تعلل مخرجها بأن هناك من الأسباب الجوهرية التي تمنع المضي قدماً نحو تسوية الحرب.
لقد كانت واضحة للعيان محاولة الاحتيال المكشوف على الأميركيين عبر اختيار البرهان وزير المعادن بدلاً عن وزير الخارجية، أو وكيلها، للاضطلاع بأمر هو في المقام الأول دبلوماسي الشأن. ذلك أن جدية التفاكر في جدة كانت تقتضي بألا يتلاعب البرهان بوفده لتفجير فكرة لقاء الدعم السريع والجيش المقرر لها الانعقاد في الرابع عشر من أغسطس. ولكن لم تكن نية البرهان من هذا الاختيار إلا النزول لرغبة المؤتمر الوطني لمقاومة المبادرة الأميركية، واحتقارها لكون أن رئيس الوفد "الحكومي" لا يملك من التأثير شروى نقير، لا على مستوى الجيش، أو سلطة بورتسودان.
كذلك أتى بيان الخارجية اللاحق ليتماشى مع تغريدة أبي نمو في إكمال مسعى بورتسودان التي فضلت ألا تنهي معاناة السودانية في الخروج من جنيف، على الأقل، باتفاق يساعد في إغاثة الملايين المهددين بالمجاعة، ذلك بخلاف معاناتهم في الحصول على الأمن، والرزق، والعلاج، وتعليم فلذات أكبادهم، والتطبع مع متطلبات الحياة الأولية، ناهيك عن مواجهة عجز الدولة في إغاثة النازحين، واللاجئين، والمنكوبين بسبب السيول، والأمطار الغزيرة.
وهكذا تبعثرت آمال معظم السودانيين أمام رغبات المؤتمر الوطني، وجهات إسلاموية، ومؤيدين للحرب، أولئك الذين أرادوا عرقلة السعي الأميركي لوقف إطلاق النار حتى يحققوا نصراً عسكرياً على الدعم السريع ربما بعد مئة عام لا يهم.
إن ما يتضح جلياً الآن لذوي العقل السليم أن المؤتمر الوطني، ومؤيدي الحرب، سيطروا على قرار الجيش تماماً. وفي هذا الوضع لم يتبق للبرهان حتى هامش المناورة لإرضاء حلفائه الإقليميين الحريصين على نجاح المبادرة. ولعله هو البرهان الذي تابع رغبة مشعلي الحرب الذين ظلوا يهددون كرسيه لو أن سافر بذاته، أو أوفد أفراداً له لتمثيل الجيش في اللقاء المرتقب بين الطرفين المتحاربين.
لقد وقفنا عند الأسابيع التي تلت طرح المبادرة على دخول قيادات المؤتمر الوطني على خط الحديث الناقد إزاء المبادرة الأميركية، حيث ركزوا على نسفها لما تشكله من مخاطر على استراتيجيتهم لاستعادة حكمهم. وفي هذه الأثناء نشطت هذه القيادات لتفسير مغزى المبادرة الأميركية سلبياً، وربطوها بمحاولة المجتمع الإقليمي والدولي - كما يظنون - للتآمر على الجيش، وهو يخوض ما يسمونها معركة الكرامة، وهي في الحقيقة معركة الكيزان، وليس للشعب السوداني أي علاقة بها. وضف أنه في ثنايا أحاديث قادة الموتمر الوطني كانوا يستبطنون تهديداً للبرهان لو أن خالف رؤيتهم، وتزامن هذا مع تمجيد من يرونه بديلا له: ياسر عطا.
هذا النهج السياسي الفاشل في التعاطي مع راهن الشأن السوداني مردود بالطبع إلى طريقة الإسلاميين في مواجهة التحديات التي ظلوا يتعاملون معها في الماضي، وهم ينشطون حاضراً في المشهد الإعلامي للحرب لإعماء الرأي العام من إدراك لب حقائقها. ولو أن هذا الأسلوب في التعامل مع المجتمع الدولي قد جربه الإسلاميون من قبل - ولم يفض بهم إلا إلى خيبة مساعيهم في الحفاظ على ملكهم الزائل - فإن استخدامه هذه المرة سيكون وبالاً عليهم. إذ يحاول المجتمع الدولي تفعيل إمكانياته اللوجستية لإيقاف الحرب تحت دواعي إنقاذ السودانيين من الكارثة الإنسانية التي تطبق على نهارهم، وليلهم، وأحلامهم. وفي هذا فإن العالم سيعمل كما قال توم برييليو على الالتفات إلى الخطة "ب" في حال عدم اتفاق الطرفين على وضع حد للحرب الدامية.
مع إعلان البرهان في خطابه بمناسبة عيد الجيش التغيب عن مداولات جنيف، فإنه لم يتبق أمام المجتمع الدولي إلا تصعيد قضية الحرب على المستوى الأممي. ونرى أن الخطوة الأهم بعد رفض الجيش المشاركة في محادثات جنيف تتمثل في حظر طيرانه في البلاد كافة. وكذلك العمل على تمهيد المجال لقوات دولية تضطلع بفتح ممرات إنسانية لإغاثة ملايين السودانيين في كل البقاع، واتخاذ غيرها من الإجراءات التي تكفل تخليصهم من مؤامرة الإسلاميين ضد الثورة التي اقتلعتهم. وهذا هو السبب الأساس لقيام الحرب، أما ما عدا ذلك فهو ردود أفعال لما أدخلنا فيه المؤتمر الوطني من جدل حول يوميات الحرب.
نعتقد أن الحل الوحيد المتاح الآن أمام المجتمع الدولي هو الإسراع في إنقاذ شعب السودان من الكارثة الإنسانية بكل ما يكفل من إجراء، وذلك لإيقاف الموت، والدمار، والانتهاكات، وتدمير البنيات الخدمية بسبب الحرب التي أشعلها المؤتمر الوطني لاستعادة سلطته.
Tarig Algazoli

   

مقالات مشابهة

  • مبعوث أميركا للسودان: واشنطن تريد "نتائج ملموسة" خلال محادثات وقف إطلاق النار في السودان  
  • تحقيق لهآرتس يتحدث عن استخدام الجيش الإسرائيلي فلسطينيين كدروع بشرية
  • المؤتمر الوطني ينجح في منع الجيش من المشاركة في محادثات جنيف
  • “بعلم كبار قادتهم”.. تحقيق عبري صادم عن ممارسات الجنود الإسرائيليين في غزة
  • تحقيق لهآرتس يكشف تفاصيل استخدام الجيش فلسطينيين دروع بشرية في غزة
  • عاجل | تحقيق لصحيفة هآرتس: الجيش الإسرائيلي يستخدم فلسطينيين دروعا بشرية لتمشيط الأنفاق والمباني في غزة
  • تحرك مجتمعي للحد من ظاهرة إطلاق الرصاص في المناسبات بالمخا
  • في يومهم العالمي … شباب يناشدون المجتمع الدولي لوقف الحرب ومساعدتهم في تحقيق السلام في السودان
  • العويس: حققنا نتائج متميزة فـي التبــرع وزراعــة الأعضـاء
  • مسؤول إسرائيلي: غالانت يقدر أن نتنياهو لن يستطيع إقالته