تعرضت رحلة صاروخ الفضاء "فالكون 9" لحادثة مفاجئة أسفر عنها تلف مجموعة من الأقمار الاصطناعية التي كان ينقلها ضمن الرحلات الروتينية المعتادة لمشروع "ستارلينك" للإنترنت الفضائي مساء الخميس الماضي.

وقد وقع الخلل في المرحلة الثانية من الصاروخ، بينما كان موجودا في الفضاء الخارجي بعد مرور نحو ساعة تقريبا على الإطلاق، وهي المرّة الأولى التي يحدث فيها خطأ فادح مثل هذا منذ أكثر من 7 سنوات.

وانطلق الصاروخ من "قاعدة فاندنبرغ الجوّية" الواقعة بولاية كاليفورنيا، وبعد أن انتهت المرحلة الأولى المتمثّلة بالصاروخ المعزز، فشل محرّك الدفع المسؤول عن إطلاق المرحلة الثانية في العمل، مما أدى لوضع 20 قمرا صناعيا في مدار مخالف للمدار الصحيح، وهو ما سيعرضها للتلف عاجلا أو آجلا عند سقوطها واحتراقها بالغلاف الجوّي.

During tonight’s Falcon 9 launch of Starlink, the second stage engine did not complete its second burn. As a result, the Starlink satellites were deployed into a lower than intended orbit.

SpaceX has made contact with 5 of the satellites so far and is attempting to have them…

— SpaceX (@SpaceX) July 12, 2024

وعلّقت الشركة عبر صفحتها على منصة إكس بأنّ "خلال إطلاق صاروخ فالكون 9 الليلة الماضية محمّلا بأقمار ستارلينك، لم يكن محرّك المرحلة الثانية يعمل. ونتيجة لذلك، أُطلِقت الأقمار الصناعية في مدار منخفض أقرب مما يجب. وحتى الآن، تمكنت سبيس إكس من الاتصال بـ5 من الأقمار الصناعية وتحاول رفع مدارها باستخدام محركات الدفع الأيونية الخاصة بها".

Upper stage restart to raise perigee resulted in an engine RUD for reasons currently unknown. Team is reviewing data tonight to understand root cause.

Starlink satellites were deployed, but the perigee may be too low for them to raise orbit. Will know more in a few hours.

— Elon Musk (@elonmusk) July 12, 2024

كما قال الرئيس التنفيذي ومؤسس الشركة رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك "إنّ محاولة إعادة تشغيل المحرّك في الفضاء أسفر عنها انفجار المحرّك لأسباب غير معروفة حاليا، ويعمل الفريق على مراجعة البيانات الليلة لفهم الأسباب".

وعادةً ما يستخدم "ماسك" تعبير "تفكيك سريع غير مخطط له" واختصارها "آر يو دي" (RUD) لوصف انفجار المحرّك أو الصاروخ بطريقة ساخرة.

محرك واحد بالمرحلة الثانية من الصاروخ أصابه الخلل بالرحلة الأخيرة مما أدى لانفجاره في الفضاء الخارجي (ويكيبيديا)

 

تحقيق في الأمر

وعلى صعيد آخر، علّقت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية على الحادثة مباشرة بأنّها ستشارك في كلّ خطوة من عملية التحقيق في الحادثة، وسيتطلّب منها الموافقة على تقرير "سبيس إكس" النهائي، بما في ذلك الإجراءات التصحيحية لتفادي وقوع مثل هذه الحادثة.

كما جاء الإعلان عن أنّ رحلات "فالكون 9" ستتوقف الوقت الحالي لأجلٍ غير مسمى، حتى تقرر إدارة الطيران الفدرالي بأنّ ما من هناك أيّ مخاطر على السلامة العامة، وقد يتطلّب الأمر استخراج تراخيص جديدة بجميع الإجراءات التصحيحية لضمان تفادي مثل هذه الحوادث مستقبلا، لا سيما بأنّ وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" تعتمد بشكل كبير على صاروخ "فالكون 9" في الرحلات المأهولة منذ قرابة العامين.

يُذكر أنّ "فالكون 9" يحتفظ بسجل قياسي من الرحلات الآمنة، إذ إنّ من بين 350 رحلة فضائية له منذ أوّل انطلاق في يونيو/حزيران 2010، فشل مرتين فقط عامي 2015 و2016، ويومها دخل نطاق الخدمة من أوسع أبوابه مهيمنًا على سوق الرحلات الفضائية، جاعلا قيمة "سبيس إكس" اليوم تتجاوز حاجز 200 مليار دولار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المرحلة الثانیة فالکون 9

إقرأ أيضاً:

هل روسيا قادرة على إسقاط صاروخ دارك إيغل الأمريكي فائق السرعة؟

تناول تقرير نشرته صحيفة "غازيتا" الروسية، الاختبار الذي أجرته الولايات المتحدة، خلال الأيام الماضية، على الصاروخ فائق السرعة "دارك إيغل"، متسائلة عن ماهيته؟ وما سرعته؟ وهل تستطيع روسيا إسقاطه؟

وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي 21"، إنّ: "مسؤولين في البنتاغون، أعلنوا الخميس الماضي، أن الجيش الأمريكي أطلق بنجاح صاروخًا فائق السرعة من قاعدة كيب كانافيرال يُعرف باسم "دارك إيغل"، وكان أول اختبار له قد أُجري في فبراير/ شباط 2023".

وصرّح وزير البحرية الأميركية، كارلوس ديل تورو، بالقول: "يمثل هذا الاختبار علامة فارقة مهمة في تطوير أحد أنظمة أسلحتنا الأكثر تقدمًا. بينما نقترب من التسليم الأول لهذا السلاح إلى شركائنا في الجيش، سنواصل الضغط من أجل دمج القدرات التقليدية سريعة الاستجابة في سفننا البحرية السطحية والغواصات لضمان بقائنا قوة قتالية مهيمنة في العالم".

ما هو الصاروخ الأميركي الجديد؟
حسب الصحيفة؛ فإن "دارك إيغل" سلاح فائق السرعة متوسط المدى أرض-أرض، تم تطويره للاستخدام القتالي من القوات البرية الأمريكية، كما أن البحرية الأمريكية تعتزم الحصول على نسخة من الصاروخ، تُطلق من السفن والغواصات في إطار برنامج البحرية الأميركية لشن هجمات خاطفة ومتوسطة المدى.

وأشارت الصحيفة إلى أن "دارك إيغل، يتكوّن من صاروخ مُعزّز يحمل جسمًا انزلاقيًا فائق السرعة غير موجّه داخل غطاء المقدمة، وبمجرد أن يصل إلى ارتفاع وسرعة كبيرين، فإنه يطلق هذا الجسم الانزلاقي، الذي ينخفض بسرعة تفوق سرعة الصوت باتجاه الهدف".

وأضاف أنّ شركة "دايناميكس" تقوم بتصنيع الجسم القتالي الانزلاقي فائق السرعة، بينما تقوم شركة "لوكهيد مارتن" بتصنيع الصاروخ الحامل، بالإضافة إلى توفير معدات الإطلاق والتكنولوجيا اللازمة.

وأكدت الصحيفة أنّ: "الجسم القتالي فائق السرعة قد تم اختباره بنجاح في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، ثم في آذار/ مارس 2020، وأخيرًا في 28 حزيران/ يونيو 2024. وتعتزم البحرية الأمريكية نشر هذا السلاح على مدمراتها من طراز "زوموالت" بحلول عام 2025، ثم على الغواصات من طراز "بلوك في فرجينيا" في 2028".

وتابعت الصحيفة: "كان من المفترض أيضًا تركيب هذا السلاح على نسخ الصواريخ الموجّهة للغواصات من طراز "أوهايو" المزودة بصواريخ باليستية، لكن تم تأخير تمويل هذا المشروع حتى الآن".


خمسة أضعاف سرعة الصوت
وفقًا لتقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس، فإن "دارك إيغل" هو: "عبارة عن نظام مُثبّت على نصف مقطورة، يتم سحبها بواسطة شاحنة ذات عجلات متعددة المحاور".

وحسب تقرير الكونغرس، فإن سرعة هذا الصاروخ يمكن أن تتجاوز 3800 ميل في الساعة (حوالي 6000 كم في الساعة)، أي أكثر بخمسة أضعاف سرعة الصوت.

إلى ذلك، ذكرت الصحيفة: "الولايات المتحدة لا تزال بحاجة إلى اختبارات طيران مكثفة لحماية الأجهزة الإلكترونية الحساسة للصاروخ، وتوضيح أساليب التحكم في الصاروخ عند بلوغه السرعات القصوى، بالإضافة إلى درجات الحرارة على جسم الصاروخ التي تصل إلى حوالي 1648 درجة مئوية".

وأفاد تقرير الكونغرس ـالذي نُشر في أيلول/ سبتمبر الماضي أنّ: "ممثلي القوات البرية الأميركية يخططون لإجراء اختبار واسع النطاق، آخر، بحلول نهاية عام 2024، بغية تحديد إمكانية تسليم السلاح الواعد لأول وحدة تابعة للقوات المسلحة الأمريكية في عام 2025".


كيف يمكن إسقاطه؟
بيّنت الصحيفة أنّ: "اختبار -دارك إيغل- الخميس الماضي، جاء بعد أقل من شهر من إطلاق روسيا، صاروخها الباليستي فائق السرعة "أوريشنيك" على مصنع "يوزماش" في مدينة دنيبرو الأوكرانية".

واعتبر أنّ: "دخول الصاروخ الجديد للخدمة ضمن الترسانة المسلحة الأمريكية يشكّل بالتأكيد تهديدًا جديدًا للجيش الروسي، بريًّا وبحريًّا، ويفرض القيام بتعديلات على منظومة الإنذار بالهجمات الصاروخية وتعزيز الدفاع الصاروخي عن المنشآت الحيوية للدولة ومقرات القوات المسلحة الروسية".

واختتمت الصحيفة تقريرها، بالقول، إنّ: "هناك أسبابًا وجيهة للاعتقاد بأن منظومة الصواريخ المضادة للطائرات إس 500 المعروفة أيضا بـ"تريومفاتور-إم"، قادرة على التعامل مع الصاروخ الأمريكي الفائق السرعة".

مقالات مشابهة

  • «فالكون 3» إنجاز جديد ل «الابتكار التكنولوجي»
  • سلة الحشد الشعبي تتغلب على دجلة الجامعة في أولى مباريات المرحلة الثانية
  • إنجاز ثاني دراسة ضمن برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء
  • وزير الآثار: ندرس السماح لشركات الطيران الأجنبية بتشغيل رحلات سياحية داخل مصر
  • هل أغلقت إيران مجالها الجوي أمام رحلات الطيران؟ مسؤول يوضح
  • مصدر .. نادي الشرطة يفشل في التعاقد مع أبو زمع.. والمدرب البديل قيد المفاوضات
  • تدشين المرحلة الثانية من دورات “طوفان الأقصى” في مديرية معين
  • هل روسيا قادرة على إسقاط صاروخ دارك إيغل الأمريكي فائق السرعة؟
  • ”اليوم“ ترصد انطلاق المرحلة الثانية من مترو الرياض.. 5 مسارات تخدم العاصمة
  • ريتشارد غرينيل في إدارة ترامب الثانية.. مهام دبلوماسية معقدة في أصعب الأزمات الدولية