الجزيرة:
2025-01-26@06:26:02 GMT

لماذا لا يجب عليك شراء متابعي إنستغرام

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

لماذا لا يجب عليك شراء متابعي إنستغرام

شراء متابعي إنستغرام  يبدأ من 4 دولارات مقابل 500 متابع -متابعو إنستغرام حقيقيون 100%- شراء متابعي إنستغرام حقيقيين بسرعة، من المحتمل أنك رأيت هذه الأنواع من الإعلانات في مكان ما.

إذا كنت تمتلك نشاطا تجاريا يكافح من أجل اكتساب قوة جذب عبر الإنترنت أو كنت شخصا يريد أن يصبح مؤثرا بسرعة، فقد تبدو هذه الإعلانات مغرية للغاية.

ولكن لا تستعجل، فهناك أسباب وجيهة لعدم شراء متابعين على إنستغرام.

الأسباب التي تمنعك من شراء متابعين على إنستغرام

شراء متابعين على إنستغرام إستراتيجية محفوفة بالمخاطر لزيادة عدد متابعيك، ويمكن أن تؤتي بنتائج عكسية. عندما تختار هذا الخيار، فإنك لا تخاطر فقط بتلويث مصداقيتك على المنصة، بل قد يُحظر حسابك بشكل نهائي. فإذا كنت تفكر في شراء متابعين على إنستغرام فإليك أبرز الأسباب في عدم كون هذه فكرة جيدة.

انخفاض معدل التفاعل

معدل التفاعل هو مقياس مهم لتحديد مدى تفاعل جمهورك مع محتواك. حيث يسمح لك بتقييم عدد متابعيك الذين يتفاعلون بنشاط مع قصصك ومنشوراتك ومقاطع الفيديو وغيرها، مما يمكن أن يساعدك في ضبط إستراتيجية المحتوى الخاصة بك لتناسب تفضيلات جمهورك.

معظم المتابعين المزيفين الذين تشتريهم لن يتفاعلوا مع محتواك، لأنهم إما روبوتات أو مستخدمون غير نشطين. لهذا السبب، من المحتمل أن ترى نفس مستوى المشاركة الذي حصلت عليه قبل شرائك المتابعين. وعلى الرغم من وجود عدد أكبر من المتابعين، فإن عدم التفاعل سيؤدي إلى انخفاض كبير في معدل التفاعل لحسابك.

وهنا يمكن أن يؤدي انخفاض معدل التفاعل إلى إحباط المتابعين الحقيقيين لأنه يشير إلى تراجع الاهتمام بالمحتوى الخاص بك.

حظر حسابك على إنستغرام أو تقييده

أي نمو مصطنع في الحساب، مثل شراء المتابعين يتعارض مع إرشادات مجتمع إنستغرام. حيث يمكن لخوارزمية إنستغرام اكتشاف ذلك إذا زاد عدد متابعيك بشكل مفاجئ. وفي حالة وضع علامة عليه بواسطة الخوارزمية قد يواجه حسابك قيودا أو حظرا مؤقتا أو دائما.

لتجنب أي مشكلات محتملة مع إنستغرام، يجب عليك الامتناع عن شراء متابعين من أي مصدر. وفي أسوأ السيناريوهات، قد يواجه حسابك الحظر مما يخاطر بفقدان كل الجهد الذي بذلته لتنمية حضورك على إنستغرام مدى أشهر أو حتى سنوات.

المتابعون المزيفون لن يدوموا

تحارب إنستغرام التفاعلات المزيفة للحفاظ على نظافة المنصة، إذ تتخذ إجراءات ضد الحسابات المزيفة وتقيد نشاطها وتزيلها بشكل منهجي.

ووفقا لشركة فرود بلوكر (Fraud Blocker) وهي شركة رائدة في الحماية من الاحتيال عند النقر، فإن ميتا الشركة الأم لمنصة إنستغرام تزيل الملايين من الحسابات المزيفة من منصاتها بشكل دوري.

إذا كان لديك عدد لا بأس به من المتابعين المزيفين على حسابك وبدأت إنستغرام في إزالة تلك الحسابات، فسوف ينخفض عدد متابعيك بشكل حتمي مع مرور الوقت. قد يؤدي هذا النقصان إلى تقويض الثقة بين متابعيك الحقيقيين، الأمر الذي قد يؤدي إلى مزيد من الانخفاض في مستوى التفاعل.

أي نمو مصطنع في الحساب، مثل شراء المتابعين يتعارض مع إرشادات مجتمع إنستغرام (شترستوك)

تباطؤ نمو حسابك

على غرار منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، يفضل إنستغرام الحسابات ذات معدلات التفاعل العالية. يؤدي معدل التفاعل الأعلى إلى دفع خوارزمية إنستغرام لترويج محتواك لجمهور أوسع. هذا يمكن أن يساعدك في الحصول على متابعين ومشاهدات حقيقية أكثر، مما يساهم في نمو حسابك بشكل طبيعي.

يشير الانخفاض في معدل التفاعل بأن محتواك قد يفتقر إلى الجودة. نتيجة لذلك يمكن أن يحد محتواك من الوصول إلى جمهور أوسع.

قد يتعرض حسابك للخطر

قد تطلب منك المواقع التي تعرض شراء متابعين إنستغرام ربط حسابك الخاص بمنصتهم. وإذا فعلت ذلك فأنت تمنحهم الوصول إلى حسابك بما في ذلك منشوراتك ومحادثاتك ومعلوماتك الشخصية. وبهذه الطريقة قد تعرض بياناتك لطرف ثالث وهو ما يمثل مخاطرة أمنية كبيرة.

إذا كنت تستخدم دون قصد خدمة غير جديرة بالثقة وتفتقر إلى سجل حافل أو سمعة معروفة، فقد يؤدي ذلك إلى تعريض حسابك لخطر الاختراق. ولمنع ذلك يجب أن تُعطي الأولوية لأمان حسابك على إنستغرام وبياناتك الشخصية وتجنب استخدام الخدمات التي تطلب الوصول إلى حسابك.

الإشراف على حسابك يصبح أكثر صعوبة

للحفاظ على معدل تفاعل متوازن، يقوم مطورو خدمات شراء متابعي إنستغرام ببرمجة روبوتات خاصة هدفها التفاعل مع منشوراتك بشكل آلي. ومع ذلك فإن تفاعلهم ليس حقيقيا قد يتركون تعليقات ليست ذات صلة بموضوعك أو يغرقون قسم التعليقات بالرموز التعبيرية، أو يكررون التعليق نفسه عدة مرات.

وهكذا ستحتاج إلى مراقبة مستمرة للتفاعلات غير الطبيعية من قبل الروبوتات الاحتيالية هذه وإزالة هذه التعليقات بانتظام، والتي قد تتحول إلى كابوس لإدارة الحساب.

قد تحصل على عروض إعلانية أقل من الشركات

أصبحت الشركات اليوم ذكية بما يكفي لتجنب الشراكة مع المؤثرين على أساس عدد المتابعين المرتفع وحده. وبدلا من ذلك أصبحوا يعطون الأولوية للمقياس الأكثر منطقية وهو معدل التفاعل.

إذا انخفض معدل التفاعل الخاص بك، فقد تختار الشركات ترويج أعمالها من خلال حسابات أخرى، حتى لو كان لديها عدد أقل من المتابعين ولكن بمعدل تفاعل مستخدمين حقيقيين أعلى. وهكذا يمكن أن يكلفك زيادة متابعيك من خلال الطرق المشبوهة خسارة عملائك المحتملين والحاليين.

يمكن أن تتأثر سمعتك

بالإضافة إلى تأثير خوارزمية إنستغرام على نمو حسابك بشكل طبيعي، فإن اكتساب عدد كبير من المتابعين بسرعة يمكن أن يجذب انتباه متابعيك وشركاء عملك ومنافسيك. ونتيجة ذلك، قد يفقد متابعوك الثقة بك وربما يستغل منافسوك الوضع لتشويه سمعتك، كما أنهم قد يقومون بالإبلاغ عن حسابك وحظرك.

إزالة عدد كبير من المتابعين في وقت واحد قد يبدو مريبا لإنستغرام (رويترز) إزالة المتابعين المزيفين في إنستغرام

يُزال المتابعون المزيفون في إنستغرام بطريقتين شائعتين إما الإزالة اليدوية أو اللجوء إلى أدوات خارجية لحذف عدد كبير من المتابعين بسرعة. وقبل الانتقال إلى هذه العملية يجب الأخذ بعين الاعتبار أن إزالة عدد كبير من المتابعين في وقت واحد قد يبدو مريبا لإنستغرام، مما قد يؤدي إلى حظر محتمل، حيث يوصي المسوقون بالالتزام بـ100 متابع كحد أقصى في اليوم. وسنذكر أهم طريقتين في إزالة المتابعين المزيفين:

الإزالة اليدوية

نظرا لأنها الطريقة الأبطأ، لكنها مباشرة من إنستغرام، يمكن أن تكون هذه الطريقة هي الأسلم لإزالة المتابعين الوهميين من حسابك.

اذهب إلى ملفك الشخصي واضغط على قائمة المتابعين، سيتم وضع الحسابات التي قد تحتوي على محتوى غير مهم أو احتيالي في قائمة منفصلة بعلامة التبويب "المتابعون" الخاصة بك لمراجعة هذه الحسابات وإزالتها.

يمكنك أيضا اختيار حظر هذه الحسابات بالذهاب إلى ملفهم الشخصي والنقر على النقاط الثلاث في أعلى اليسار واختيار "حظر". سيمنع ذلك من تفاعلهم مع محتواك في المستقبل ويساعد في الحفاظ على مصداقية قاعدة متابعيك.

الأدوات الخارجية

تستخدم هذه الطريقة أدوات تعرف باسم "أدوات الطرف الثالث" والتي تعتمد خوارزميات ومقاييس مختلفة لتحليل نشاط المتابعين وأنماط التفاعل، مما يساعدك على تحديد المتابعين المزيفين وإزالتهم بشكل جماعي.

هناك العديد من الأدوات أشهرها "سبامجارد" (Spamguard) و"إيه آي جورث" (AiGrowth) والتي تساعد في تحديد المتابعين المزيفين وإزالتهم. لكن تبقى هذه الطريقة أقل أمانا من سابقتها بسبب ولوج طرف ثالث غير معروف إلى حسابك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذه الطریقة یمکن أن قد یؤدی

إقرأ أيضاً:

د. كهـلان الخروصـي: هجـر القـرآن لا يقتصـر علـى الإعـراض عـن تلاوتـه بـل يشمـل عـدم التفاعـل مـع معانيـه

الكتاب العزيز شفاء للقلوب وموعظة للناس جميعًا دون تقييد بأحوالهم أو خطاياهم -

بذل الجهد في تعليم القرآن وتوجيه الأبناء نحو تعاليمه من أسمى أنواع البر -

نظم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم محاضرة دينية لفضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان، بجامع السلطان قابوس بولاية قريات، وذلك في إطار سلسلة «اللطائف القرآنية»، وتطرق الشيخ إلى موضوع بالغ الأهمية بعنوان «مقدمات للتعامل مع القرآن الكريم»، مؤكدًا أن المحاضرة ستكون خفيفة في طرحها، لكنها غنية في معانيها تسهم في التهيئة الإيمانية والمعنوية التي يحتاجها المسلم في تلاوة وفهم القرآن الكريم. وأوضح الشيخ أن هذا الموضوع رغم اختلافه عن محاضرات سابقه في السلسلة، إلا أنه يشكل جزءًا لا يتجزأ منها، وأنه سيركز على ما ينبغي للمسلم أن يهتم به على الصعيد الشخصي لتحقيق استفادة حقيقية من كتاب الله، وبيّن أنه سيتجنب الدخول في الموضوعات العلمية المعقدة، مركّزًا على الأمور الشخصية التي يجب أن يوليها المسلم اهتمامًا حتى يستطيع الاستفادة القصوى من كتاب الله تعالى.

وأوضح الشيخ أن هذا الموضوع ضروري لأن العديد من الناس يتساءلون عن أفضل الكتب لتفسير آيات القرآن بعد سماع محاضرات أو دروس حول تلاوة القرآن أو تفسير معانيه، وأن البعض يشكو من أنهم لا يجدون ضالتهم في القرآن رغم قراءته، وقال: إن الكثير من الناس قد لا ينتبهون إلى المعاني العميقة الموجودة في القرآن، وعندما يتم إيقافهم على بعض هذه المعاني الواضحة، يكتشفون أنها سهلة ويسيرة الفهم، إلا أنهم لا يعرفون كيف وصلوا إليها، وأضاف الشيخ أنه من بين الدواعي لاختيار هذا الموضوع أيضًا هو التواصل مع بعض النساء اللواتي يتابعن شخصيات مؤثرة في الغرب، واللواتي أصبحن يكتشفن معاني عظيمة في القرآن الكريم، وهي معانٍ قد يغفل عنها بعض المسلمين أنفسهم.

التفاعل مع القرآن

استمر الشيخ في محاضرته متحدثًا عن ضرورة التفاعل مع القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن القرآن هو لغتنا، ولكن رغم ذلك، لا نرى في كثير من الأحيان المعاني العميقة التي يحتوي عليها هذا الكتاب العظيم، وأوضح أنه سيحاول أن يسلط الضوء على بعض الإجابات المتعلقة بهذه القضية، خاصة في ظل التشكيك الذي يراه حول قدرة المسلمين، الذين نشأوا على القرآن الكريم، في الوصول إلى هذه المعاني.

ثم انتقل للحديث عن آية قرآنية تؤكد ضرورة التفاعل مع القرآن الكريم وفتح القلوب لاستقبال هداياته، مستعرضًا قول الله تعالى: «أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ»، وتساءل الشيخ، هل نرضى أن تقسو قلوبنا بسبب هجر القرآن الكريم، وهل نعرض عن معانيه وهداه بينما نحن محاطون بالفتن، وأكد على أن القرآن ليس مجرد كلام عابر، بل هو هداية ومرشد في زمن تتداخل فيه الحقائق وتتشابك فيه الأمور.

وأبرز الشيخ أن هذا النداء القرآني يوجهه الله لنا كأمة خُصت بهذا الكتاب العظيم، مؤكدًا على أن الدعوة للتفاعل مع القرآن ليست مجرد دعوة عابرة، بل هي دعوة لكل مسلم بأن يظل في صلة مستمرة مع كتاب ربه، حتى يحقق ما أنزل من الحق ويتجنب القسوة التي تصيب القلوب بسبب إعراضها عن التلاوة والتدبر.

ثم ذكر الشيخ حقيقة مهمة، وهي أن القرآن الكريم يتمتع بسلطان وهيبة وجمال لا مثيل له، مما يجعله ذا تأثير عميق على النفس البشرية، وأكد أن القرآن الكريم قادر على تغيير موازين الحياة وتوجيه الأنظار نحو الخير والهدى، وهذا ما أثبته القرآن في جيل الصحابة وفي تاريخ المسلمين، حينما أصبح القرآن هو الحاكم الذي ينظم حياتهم.

تأثير الكتاب العظيم

وأشار إلى أن الأدلة القرآنية على تأثير الكتاب العظيم كثيرة، مستشهدًا بآية كريمة تقول: «لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ»، وأوضح أن هذا التأثير على الجبال الصماء يجب أن يدفعنا للتساؤل عن تأثير القرآن في أنفسنا، وهل نشعر بتأثيره على حياتنا اليومية، وتساءل عن مدى تفاعل قلوبنا مع كلمات الله، وهل نشعر بالهيبة والسلطان الذي يوجه حياتنا بشكل صحيح.

وأضاف: هل نحن نتعامل مع القرآن الكريم بالشكل الذي يليق بعظمته، هل نسمح لكلماته أن تغيرنا وتوجهنا؟ مبينا كيفية الارتقاء بأنفسنا لنجعل القرآن الكريم مصدرًا للسلطان والهيمنة على حياتنا، وأوضح أن ذلك يتطلب فهم الأسباب التي تمنع القرآن من أن يكون له التأثير المطلوب في نفوسنا، فقد أشار إلى آية قرآنية تبين عظمة تأثير القرآن، وهي قوله تعالى: «لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ»، مستعرضًا سؤاله: ما الذي يمنعنا نحن من أن نكون في مثل هذا الوضع من التأثر بالقرآن الكريم؟

الموانع التي تقف في طريق

ثم تناول الشيخ مسألتين رئيسيتين: الأولى هي الموانع التي تقف في طريق التفاعل الحقيقي مع القرآن، والثانية هي المقدمات التي يجب توافرها من أجل أن يكون للقرآن هذا التأثير الكبير في حياتنا، وأكد أنه إذا تمكنا من التخلص من الموانع، فسنكون قد هيأنا قلوبنا لاستقبال النور والهدى من كتاب الله.

وأشار إلى أنه من بين الموانع التي تحول دون تأثير القرآن في حياتنا هو هجر القرآن، فقد بيّن أن هجر القرآن لا يقتصر على الإعراض عن تلاوته، بل يشمل أيضًا عدم التفاعل مع معانيه وعدم جعل القرآن رفيقًا يوميًا في حياتنا، ولفت إلى أن هذا الهجر يتفاوت بين الناس، حيث يعاني البعض من هذا الهجر رغم أن هناك إقبالًا متزايدًا على القرآن في بعض الأماكن، وخاصة في السلطنة التي تشهد اهتمامًا متناميًا بكتاب الله، إلا أنه أكد أن وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي أصبحت تشغل أوقات الناس بشكل كبير، مما أدى إلى تراجع مكانة القرآن في حياة البعض، وذكر أنه على الرغم من هذا التراجع في الاهتمام، فإننا نعيش في نعمة، إذ توجد فرص كثيرة للاهتمام بالقرآن الكريم، داعيًا إلى ضرورة استثمار هذه الفرص وتوجيه الجهود لتوثيق صلتنا بالقرآن.

كما أشار إلى أن ثاني الموانع التي تعوق استجابة النفوس لسلطان القرآن تتمثل في التصورات والأوهام التي لا أساس لها من الصحة، من أبرز هذه الأوهام هو الاعتقاد بأن القرآن الكريم هو كتاب خاص بأهل العلم والمشايخ فقط، وأن العوام ليس عليهم سوى تلاوته للحصول على الأجر دون فهمه أو تدبره أو تطبيقه، مؤكدا على أن هذا الفهم خاطئ تمامًا، وأن القرآن هو كتاب الله الموجه إلى جميع المسلمين دون استثناء، وأضاف أن القرآن الكريم ليس حكرا على فئة معينة، بل هو كتاب هداية لجميع المؤمنين، وهو الموجه إليهم من الله عز وجل ليأخذوا منه العِبر والهداية ويعملوا به في حياتهم اليومية، وشدد على أن هذا الوهم هو سبب في تقليص اهتمام العديد من المسلمين بكتاب الله، حيث يقتصر البعض على قراءته في رمضان أو في المناسبات، بينما يتجاهلون تدبره والعمل به بشكل مستمر في حياتهم.

قراءات تعرقل فهم القرآن

ثم تطرق إلى نوعين من القراءات التي تعرقل فهم القرآن وتطبيقه بشكل صحيح: الأولى هي «القراءة الحداثية»، التي تدعو إلى نزع القداسة عن القرآن ومحاولة تفسيره بأساليب تاريخية أو تفكيكية، مما يحرف معانيه، الثانية هي «القراءات المبنية على الإسرائيليات»، حيث يستعين البعض بقصص غير صحيحة موجودة في بعض كتب التفسير، وهي لا تمت إلى القرآن الكريم أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم بصلة، هذا النوع من القراءة يسهم في تشويه صورة القرآن في أذهان بعض الأجيال، ويؤدي إلى تبني أفكار مغلوطة عن كتاب الله.

وأشار الشيخ إلى أن القرآن الكريم هو رسالة خالدة، أنزلها الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه كتاب هداية للإنسانية جمعاء، لا يقتصر فهمه على فئة معينة، وأكد أن القرآن يجب أن يقرأ كما هو، بقداسته التي لا يمكن نزعها، وأنه لا يقتصر على التفسير التاريخي أو الفلسفي، بل هو رسالة من الله تهدف إلى الهداية والرشاد لكل البشر، محذرا من هذه الأوهام والقراءات المشوهة، ودعا إلى العودة إلى القرآن الكريم بصدق وإخلاص، وتدبره كما أنزل، ليكون له تأثيره العظيم في حياتنا وتوجيهنا نحو الصلاح والهداية.

وبين أن المانع الثالث الذي يحول بين المسلم واهتدائه بكتاب الله، هو توهم أن اعترافنا بنور القرآن الكريم واستفادتنا منه لا يكون إلا بعد تطهرنا من المعاصي والذنوب، والتوبة والرجوع إلى الله، يظن البعض أن عليهم أن يكونوا في أتم صلاح واستقامة قبل أن يفتحوا القرآن الكريم أو يقتربوا منه، ويعتقدون أن القرآن لا يستحق أن يُقرأ أو يُتدبر إلا من قبل الأشخاص الذين هم في حالة طهارة تامة، هذه الفكرة خاطئة، حيث بيّن الشيخ أن القرآن هو شفاء للقلوب وموعظة للناس جميعًا، دون تقييد بأحوالهم أو خطاياهم، موضحا أنه المصدر الذي سيعيننا على تصحيح أحوالنا مع الله ومع الناس، كلما اقتربنا من القرآن، كلما تم تصحيح أوضاعنا وأحوالنا في الحياة، وأصبح القرآن مصدر الهداية والراحة، يشرح الصدور ويبين الحق من الباطل، فالقرآن، حسب قول الله تعالى، هو الكتاب الذي ينزل بالحق ويقذف به على الباطل فيدمغه، فإقبالنا عليه يجعلنا نرى الحياة بوضوح ونتجاوز أي ظلم أو إثم قد نعيشه.

التأمل في نعمة الله

ثم انتقل إلى الحديث عن كيفية بناء علاقة قوية مع القرآن الكريم، وقال: إن أول خطوة هي إدراك فضل الله ورحمته التي يحيطنا بها، فدون هذا الإدراك لن نتمكن من بناء علاقة صحيحة مع كتاب الله، يجب أن نفهم أن القرآن خير مما يجمعه الناس من مال أو جاه، وأن ما يجمعه الناس من أشياء مادية لا يعادل القيمة الروحية والهدى الذي نحصل عليه من القرآن، مؤكدا على أن أول ما يجب أن نفعله لتصحيح صلتنا بالقرآن هو أن نبدأ بالتأمل في نعمة الله علينا وفضله، ونشعر بقيمة هذا الكتاب الكريم الذي أكرمنا الله به، لنبني بذلك بداية صحيحة لاستفادة أعمق من القرآن في حياتنا.

واستمر فضيلته في توجيه التأملات التي تسهم في بناء علاقة قوية ومستمرة مع القرآن الكريم، في هذه الأجزاء، شدد على أن من أعظم نعم الله على الإنسان أن جعله من أمة القرآن، أي أمة محمد صلى الله عليه وسلم، هذا الفضل العظيم يجعل المسلم في مكانة خاصة أمام الله عز وجل، وتلك نعمة لا تقدر بثمن، لذا، عندما يتوجه المسلم إلى القرآن، فإنما هو يطلب الهداية ويشكر الله على هذه النعمة التي تميز بها عن غيره من الأمم، موضحا أن تخصيص وقت لقراءة القرآن ليس منّة من المسلم على الآخرين، بل هو نعمة من الله، يجب أن يشعر بها المسلم ويشكر الله عليها، ما دام المسلم يخصص وقتًا للقرآن، فإنه لا يجب أن يتفاخر بذلك بل يكون دائمًا في حالة شكر واعتراف بفضل الله عز وجل، كما أن التفكر في فضل الله ورحمته وتقديره لهذه النعمة هو ما يجب أن يستشعره المسلم في قلبه ليتجدد العهد مع القرآن.

وأشار أيضًا إلى ضرورة تجديد العهد مع القرآن، والتمسك به بغض النظر عن العوائق كالفقر أو السن أو المرض، بل يجب على المسلم أن يسعى جاهدًا لتقوية صلته بالقرآن، وأن يظل مستشعرًا للنعمة التي منحها الله له، وتابع موضحًا أن هذه العلاقة بالقرآن لا تحتاج إلى طقوس أو شعائر معقدة كما يعتقد البعض، بل هي مجرد رجوع إلى كتاب الله وتدبره، مؤكدا على أن القرآن هو الملاذ الوحيد في وقت الفتن، وعندما يشعر المسلم بضيق أو شدة، فإن القرآن هو الذي سيرشد قلبه ويعطيه السكينة، لذلك، يجب أن يكون المسلم دائمًا في حالة استعداد لقبول هداية القرآن، وأن يطلب من الله فهمه والعمل به.

نية الخير في قلبه

وأضاف أن المسلم يجب أن يتحلى بنية الخير في قلبه، حيث قال: «اجعل قلبك قلب خير»، إذ إن الله سبحانه وتعالى إذا علم من العبد خيرًا في قلبه، فإن القرآن يفتح له ويجد فيه الهداية والأنوار، وهذه هي الرسالة الجوهرية التي يتعين على المسلم أن يتحلى بها عندما يفتح القرآن الكريم، داعيا إلى ضرورة إشراك الأجيال القادمة في هذه النعمة، فبذل الجهد في تعليم القرآن وتوجيه الأبناء نحو تعاليمه هو من أسمى أنواع البر.

كما تناول ضرورة الاقتراب من القرآن الكريم بتجرد كامل، بعيدًا عن التأثر بالأفكار أو الفلسفات الأرضية والتعقيدات التي قد تفرضها ثقافات أخرى، هذا التجرد يعني أن يتعامل المسلم مع القرآن دون أن يحمل عليه أفكارًا مسبقة أو تفسيرات متأثرة بالمفاهيم البشرية التي قد تشوه المعاني، موضحا أن هذا التجرد هو أحد الأسباب التي جعلت بعض غير المسلمين يكتشفون في القرآن الكريم معاني عظيمة، مثل الرحمة والعطف، عندما قرأوه بترجمة مباشرة دون التأثر بالثقافات الأخرى، لذلك، يجب على المسلم أن يتجرد من أي تأثير خارجي عند قراءته للقرآن ويقبل عليه بنية الاستفادة والإيمان.

ثم يلفت الشيخ إلى أهمية تحديد ما يريده المسلم من القرآن، من خلال تحديد الأسئلة أو المشكلات التي تشغل باله، يمكنه أن يجد الإجابات التي يبحث عنها في القرآن الكريم، وأكد على أن القرآن ليس مجرد كتاب تقرأه مرّة واحدة أو لبضعة أيام، بل هو مصدر دائم للبحث والتوجيه في مختلف شؤون الحياة، مشجعا على استمرار البحث في القرآن، وأن تكون العلاقة معه مستمرة ومتجددة، من خلال هذه المعايشة المستمرة، سيشعر المسلم دومًا بالاحتياج إليه، وسيكتشف جمال معانيه في كل مرة يقرأه فيها، القرآن يصبح حينها مصدرًا دائمًا للإجابة على الأسئلة والمشاكل اليومية التي يواجهها المسلم.

بالإضافة إلى ضرورة الاستعانة بأهل العلم وكتب التفسير لفهم أعمق للقرآن، خاصةً عندما يتعلق الأمر بمسائل معقدة أو متشابهة، هذه العلاقة مع القرآن لا تقتصر على القراءة فقط، بل تشمل أيضًا الفهم والتدبر المستمر، وفي النهاية، حث الشيخ الحضور على تحديد ما يودون الحصول عليه من القرآن، سواء كان علاجًا لمشاكل نفسية أو اجتماعية أو إيمانية، وفتح القرآن بشكل متجدد لتحقيق هذا الهدف.

مقالات مشابهة

  • هل يستميل حسام موافي عواطف المتابعين من أجل السبوبة؟
  • لتشجيع المستخدمين على التفاعل.. ميزات جديدة في «واتسآب»
  • مواليد 3 أبراج فلكية يجيدون تقديم النصائح للآخرين.. «قلبهم دايما عليك»
  • تهديدات غريبة تطال مي الغيطي لفسخ خطوبتها
  • زيادة قياسية في عدد متابعي صفحة مانشستر سيتي بعد صفقة مرموش
  • د. كهـلان الخروصـي: هجـر القـرآن لا يقتصـر علـى الإعـراض عـن تلاوتـه بـل يشمـل عـدم التفاعـل مـع معانيـه
  • شاهد بالفيديو.. ضابط سوداني ينتزع اعجاب واحترام المتابعين بعد اجتهاده الكبير في إعادة طفل تاه عن أسرته ويعلن عن تبنيه حتى يظهر أهله (من الليلة هو أخوي الصغير)
  • هل كان هتلر شيوعيا؟ حرب كلامية بين زعيمتي حزبين بألمانيا
  • خلاف حاد بين زعيمتين ألمانيتين حول هتلر.. ما القصة؟
  • احتفال البليهي بفوز الفتح يثير التفاعل على وسائل التواصل