قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن كل شهر يمر على الأقصى وهو في قبضة الاحتلال الصهيوني، يُسمع له أنينٌ مختلفٌ، من تنوع الانتهاكات؛ إذ تتنوع الانتهاكات وتتشكل بحسب الظروف والمناسبات الصهيونية، والتي تتخذها جماعات الهيكل المزعوم ذريعةً لدعوة متطرفي المستوطنين لارتكاب المزيد من الاقتحامات والتجاوزات المتنوعة كَمًّا وكَيفًا.

مرصد الأزهر: منظمة أطباء بلا حدود تعلق أعمالها في شمال ولاية راخين في ميانمار مرصد الأزهر عن الأوضاع بوسط إفريقيا: الكونغو الديمقراطية تتصدّر المشهد بنسبة 85%

أضاف مرصد الأزهر، أنه لم تتوقف الانتهاكات في حق المسجد الأقصى المبارك، خلال شهر يونيو المنصرم، عند حد تنفيذ الجولات الاستفزازية، وتأدية الطقوس التلـ،مودية داخل باحاته المشرفة على يد قطعان المستوطنين (بشكل يومي) فحسب، بل تخطّى ذلك إلى حدّ رفع علم الكيان في ساحاته في ذكرى ما يعرف بــ"مسيرة الأعلام"، مطلع يونيو، وقد سبقتها دعوات حثيثة –شهر أبريل الماضي-  لذبح قرابين "عيد الفصح" اليهودي داخل ساحاته المشرفة؛ لتظل المناسبات الصهيونية تمثل خطرًا إضافيًا على أقصانا المبارك بجانب الاقتحامات اليومية.

من ضمن الأحداث التي لا يمكن فصلها بحال عما يجري داخل الأقصى المبارك، توافد آلاف المستوطنين على مدينة القدس المحتلة، يوم الأربعاء 5 يونيو، واقتحام البلدة القديمة، والسير عبر شوارعها وأزقتها، وصولًا إلى باب  العمود الموصل للمسجد الأقصى، ورفع الأعلام الصـ،هيـ،ونية، وبعض الأعلام التي تحرض على الكراهية، في ذكرى ما يعرف بــ"مسيرة الأعلام"، أو "توحيد القدس" (بحسب الثقافة العبرية). وهو عيد صهيوني يتم إحياؤه في يوم ذكرى ضم القدس الشرقية (بما في ذلك البلدة القديمة) وتوحيدها مع القدس الغربية في أعقاب حرب 1967م.

وتابع مرصد الأزهر: وبالتزامن مع إجبار شرطة الاحتلال فلسطينيّي "البلدة القديمة- القدس" على إغلاق متاجرهم، وقيام من 2000 إلى 3000 عنصر من الشرطة الصـ،هيـ،ونية بتأمين المسيرة، تمكَّن نشطاء من اليمين الصهيوني المتطرف من ممارسة أعمال عنف ضد فلسطينيين وصحفيين كانوا يقومون بتغطية الأحداث، هذا فضلًا عن الهتافات العنصرية التي زادت بشكل كبير؛ مقارنة بالأعوام السابقة، بالإضافة إلى رفع لافتات تحمل عبارات تحريضية ضد الفلسطينيين مثل "رصاصة في الرأس لكل مخرب".

وشارك في تلك الذكرى الصهيونية شخصيات سياسية بارزة، أهمهم: وزير الأمن القومي "إيتمار بن جفير"، ووزير المالية المتطرف "بتسلئيل سموتريتش"، وقد وثَّقت المشاهد قيام الأخير بالعزف والرقص مع المشاركين. في حين قام الأول بالتصريح لوسائل الإعلام العبرية قائلًا: "عُدت إلى هنا مجددًا لتوجيه رسالة للفلسطينيين، ولكل بيت في غزة، وكذلك في الشمال، مفادها: أننا هنا، القدس لنا، وباب العمود لنا، وجبل الهيكل لنا (أي: المسجد الأقصى) ... اليوم، وبسبب سياساتي دخل اليهود في البلدة القديمة بكل أريحية، وكذلك قاموا بأداء الصلوات (أي: الطقوس التلـ،مودية) في المسجد الأقصى دون عائق، هذا هو حقنا ... وهذه هي رسالتنا للفلسطينيين".

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية بتهكم: "إن هذا هو بالضبط ما تحتاجه (إسرائيل) الآن: مهرجان للبلطجة اليهودية القبيحة، يسعى فيه مئات من الشباب اليهود الغاضبين، معظمهم من الحركة الصهيونية الدينية، إلى خلق استفزازات من خلال ترديد الشعارات العنصرية في قلب البلدة القديمة، مثل "الموت للعرب" و"لتحترق قريتهم". فيما وصفت الصحيفة وزير الأمن الصهيوني بالمهووس الذي يرغب في إشعال الحرائق عن طريق إثارة الاستفزازات.

الانتهاكات لم تتوقف

ولم تتوقف الانتهاكات –في ذلك اليوم- عند باب العمود، بل تجاوزتها وصولًا للأقصى المبارك؛ فبالتزامن مع "المسِيرَة"، سمحت شرطة الاحتلال لنحو 1500 مستوطن باقتحام الأقصى المبارك، ورفع الأعلام الصهيونية في قلب باحاته المشرفة. وفي يوم الأربعاء الموافق 12 يونيو، سمحت شرطة الاحتلال -كذلك- باقتحام ما يزيد عن 700 مستوطن لباحات الأقصى الشريف تزامنًا مع عيد الأسابيع (هشـﭬوعوت) اليهودي (وهو يوم الاحتفال بنزول التوراة).

ووقعت هذه الأحداث استجابة لدعوات جماعات الهيكل (المزعوم) التي دعت نشطاءها ومستوطنيها -عبر مواقعها- لتكثيف الاقتحامات في ذلك اليومين، وهي دعوات صهيونية متطرفة عادة ما تتزايد خلال الأعياد اليهودية. وجرت الاقتحامات عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، في صورة مجموعات وبحماية شرطة الاحتلال.

هذا ولم يسلم المسجد الأقصى في باقي الأيام (غير الاحتفالية) من اقتحامات المستوطنين والتي غالبا ما تكون بالعشرات، ليصل إجمالي عدد المقتحمين إلى (4414)، وسط حالات اعتقال في صفوف المرابطين والمرابطات، وكذلك تحذيرات واستغاثات من إدارة أوقاف وشؤون الأقصى المبارك، والتي أعلنت أنها وثقت 18 اقتحامًا للمسجد المبارك من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين خلال شهر يونيو، فيما تم منع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي 54 وقتًا.

هذا ولم تسلم مدن وبلدات الضفة الغربية من استغلال الوضع المأساوي في غزة وارتكاب المزيد من عمليات القتل والتنكيل وسلب الأراضي؛ حيث بلغ عدد شهداء الضفة نحو 560، بينهم 136 طفلًا. فيما يتوسع الاحتلال من بناء مستوطناته؛ حيث صادق مجلس الوزراء الأمني الصهيوني المصغر (الكابنيت) مؤخرًا على شرعنة 5 مستوطنات بالضفة، مصنفة غير قانونية، والمصادقة على بناء 5300 وحدة استيطانية جديدة، ليرتفع مجموع الوحدات الاستيطانية الجديدة المصادق عليها لأكثر من 24 ألف وحدة، خلال العام والنصف الماضية.

هذا بالإضافة إلى تسهيل هدم منازل الفلسطينيين في مناطق (ب) التي تخضع للسيطرة المدنية الفلسطينية.

من جانبه يجدد مرصد الأزهر دعوته بالمطالبة لإنفاذ القانون الدولي، وعدم المساس بالمقدسات القابعة تحت الاحتلال، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.

ويحمل المرصد الكيان الصهيوني الغاشم مغبة ما آلت إليه الأوضاع داخل قطاع غزة، وباقي الأراضي المحتلة؛ إذ من غير المنطقي فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مرصد الأزهر مكافحة التطرف التطرف الأقصى الاحتلال الصهيونى الهيكل المزعوم الأقصى المبارک البلدة القدیمة المسجد الأقصى شرطة الاحتلال مرصد الأزهر

إقرأ أيضاً:

القدس في فبراير.. الاحتلال يستهدف الأقصى وإبعادات بالجملة

شهد فبراير/شباط الماضي أخطر الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في المدينة الفلسطينية المقدسة، تلك المتعلقة بإبعاد العشرات منهم إما خارج فلسطين ممن حُرروا بصفقة التبادل ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال، أو عن المسجد الأقصى في إجراءات احترازية تتخذها سلطات الاحتلال سنويا قُبيل حلول شهر رمضان.

ففي المسجد الأقصى نفذ أنصار جماعات الهيكل المتطرفة انتهاكات عدّة، كما كل شهر، واقتحمه على مدار الشهر 4518 مستوطنا، وأدّوا الصلوات والطقوس التوراتية، كما رقصوا وغنّوا في الساحات الشرقية الملاصقة لمصلى باب الرحمة.

ومن أبرز الانتهاكات التي نفذها هؤلاء، اقتحام العشرات منهم لتأبين جندي قُتل قبل عام في معارك قطاع غزة، كما اقتحم المسجد الحاخام الثمانيني "دانييل شيلو" وخلال اقتحامه أدى الصلوات برفقة أتباعه، وحرص على الجلوس على إحدى مصاطب المسجد الأقصى في المنطقة الشرقية.

ونشر أحد نشطاء جماعات الهيكل المتطرفة "أرنون سيغال" صورة تضم متطرفين يؤدون طقس السجود الملحمي في الأقصى المبارك، وكتب في منشور له على فيسبوك "وعبدوا الله في جبل القدس الشريف". كما حشدت جماعات الهيكل أنصارها لاقتحام الأقصى في "عيد الشجرة" الذي وافق يوم 13 فبراير/شباط، ولبى دعوات الاقتحام 300 مستوطن ومستوطنة.

إعلان

تطور قضائي

وفي تطور قضائي خطير، أصدرت قاضية بمحكمة الصلح الإسرائيلية في القدس قرارا لصالح مستوطن أبعدته شرطة الاحتلال عن الأقصى بسبب ارتدائه لفائف الصلاة التوراتية "التفلين" داخله.

وقبيل انتهاء إبعاده أصدرت الشرطة قرارا بتجديده لمدة 4 أشهر، إلا أن القاضية ألغت القرار بادعاء أن الشرطة لا تملك صلاحية إبعاد اليهود الذين يمارسون شعائر دينية في الأقصى الشريف إلا في حال ارتكابهم جريمة جنائية.

وتزامنت كل هذه التجاوزات للمستوطنين مع استمرار إحكام قبضة شرطة الاحتلال على الأبواب، ومنعها المصلين بشكل عشوائي ومزاجي من دخوله، كما أعاقت إدخال كتب المنهاج الفلسطيني للمدارس الواقعة داخل المسجد الأقصى.

وليس بعيدا عن استهداف المساجد، يهدد أرييه كينغ نائب رئيس بلدية الاحتلال بالقدس والملقب بعرّاب الاستيطان، باقتحام مساجد المدينة بادعاء أن صوت الأذان يُحدث ضوضاء، وبالتالي ضرورة إجراء اختبارات لقياس ذبذبات الصوت الصادرة عنه، ويأتي ذلك ضمن هجمة جديدة قديمة شنّها هذا المتطرف وغيره على صوت الأذان في المدينة المقدسة.

إبعادات واعتقالات وحرية

وخلال فبراير/شباط، انتهك الاحتلال حرية الحركة لـ72 مقدسيا: 18 منهم أُبعدوا قسرا خارج فلسطين ممن تحرروا في صفقة التبادل، بالإضافة إلى 30 من المصلين أبعدوا عن المسجد الأقصى المبارك لفترات متفاوتة. ويضاف لهؤلاء الكثيرون ممن يتسلمون أوامر إبعاد عن الأماكن المقدسة لكنهم يرفضون الإعلان عن ذلك، وبالتالي يتعثر توثيق حالاتهم.

وأُبعِد آخرون عن مكان السكن أو العمل أو البلدة القديمة أو الضفة الغربية التي جُدد الإبعاد عنها خلال فبراير/شباط لمحافظ القدس عدنان غيث.

وسُلبت على مدار الشهر حرية أكثر من 50 مقدسيا بينهم 9 قاصرين، وحُوّل 17 أسيرا من محافظة القدس للاعتقال الإداري منهم من تم تجديد هذه العقوبة له. كما أصدرت محاكم الاحتلال حكما بالسجن 18 عاما بحق المقدسي محمد الزلباني، و22 أمرا بالحبس المنزلي لمقدسيين.

إعلان

وعلى صعيد صفقة التبادل التي أُبرمت بين حماس والاحتلال، فقد تحرر بموجبها وعلى 4 دفعات 33 أسيرا من محافظة القدس، 18 منهم أُبعدوا خارج فلسطين ووصلوا إلى العاصمة المصرية، ومن بين هؤلاء 6 أسرى تحرروا سابقا في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011.

هدم وأوامر إخلاء

لم ينطوِ فبراير/شباط قبل أن تُسجل 24 جريمة هدم جديدة في محافظة القدس، واضطر 6 مقدسيين لهدم منازلهم ومنشآتهم التجارية بأيديهم قسراً، بأمر من قوات الاحتلال.

وعلى صعيد الاستيطان رفضت المحكمة المركزية في القدس الاستئناف الذي قدمته عائلة ذياب على القرار القضائي القاضي بإخلائها من منازلها في "كرم الجاعوني" بالشيخ جرّاح، ويواجه 22 فردا من أبناء هذه العائلة خطر الإجلاء بعد إمهال المحكمة لهم بتنفيذ ذلك طوعا حتى 20 مايو/أيار المقبل.

وأخطرت سلطات الاحتلال أصحاب أراض في حي الصوّانة القريب من المسجد الأقصى بمصادرة أراضيهم "مؤقتا" بادعاء تشجيرها، وذلك بعد أيام من إخطار أصحاب أراضي حي وادي الربابة في بلدة سلوان بالإجراء ذاته.

كما وضعت سلطات الاحتلال اليد على مقبرة الأطفال في بلدة سلوان مدّعية أنها تقع ضمن حدود "الحديقة الوطنية" المحيطة بسور القدس التاريخي.

ولم تسلم البطريركية الأرمنية من الملاحقة ومحاولة وضع اليد على أملاكها بعد إبلاغها من قبل بلدية الاحتلال بإجراء الحجز على ممتلكاتها، وذلك بادعاء وجود ديون طائلة مستحقة عليها لضريبة الأملاك "الأرنونا".

مقالات مشابهة

  • 80 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى رغم إجراءات الاحتلال
  • 80 ألف مصل بالمسجد الأقصى في صلاتي العشاء والتراويح
  • 80 ألف مصل يؤدون صلاتي العشاء والتراويح بالمسجد الأقصى
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
  • عشرات الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح بالمسجد الأقصى المبارك
  • 75 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك.. صور
  • 70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى المبارك
  • 70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى المبارك.. صور
  • الاحتلال يشدد القيود في القدس والمسجد الأقصى خلال رمضان
  • القدس في فبراير.. الاحتلال يستهدف الأقصى وإبعادات بالجملة