سواء أكان تكراراً لأصوات الطبيعة مثل خرير الماء أو تساقط الأمطار، أو التسجيلات الرتيبة لصوت مروحة الهواء أو مجفف الشعر.. يسعى ملايين الأشخاص حول العالم إلى تنزيل تطبيقات "الضوضاء البيضاء" على أمل الحصول على نوم أفضل أثناء الليل. ومع ذلك، تشير العديد من الأبحاث إلى احتمالية تسببها بالكثير من المخاطر.

حقيقة "الضوضاء البيضاء"

الضوضاء البيضاء هي علمياً صوت الأزيز الصادر عن جميع الترددات التي يمكن للبشر سماعها، وتتردد بشكل عشوائي وبالشدة والوتيرة نفسها لمدة معينة من الوقت.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خمس خطوات لمساعدة طفلك على النومlist 2 of 2كيف تساعدين طفلك الرضيع على النوم ليلاً؟end of list

وخلال السنوات العشر الأخيرة، طُورت العديد من التطبيقات والأجهزة التي تستخدم مفهوم الضوضاء البيضاء أو غيرها من الأصوات "المريحة"، مثل طنين المروحة أو الأمواج المتلاطمة، لمساعدة الناس على النوم.

وترتكز إحدى النظريات وراء هذا النوع من الصناعة في أنها تساعد في إخفاء الأصوات المزعجة الأخرى مثل ضجيج الشوارع، والسبب الآخر هو أن الاستماع إلى الصوت نفسه كل ليلة قد يؤدي إلى نوع من الاستجابة التلقائية، حيث يربطها الناس بالنوم، وبالتالي تصبح العملية أكثر سلاسة وتلقائية، وفق تقرير نشرته صحيفة "ذي غارديان".

دراسة: العديد من آلات الضوضاء البيضاء المُباعة في الأسواق تجاوزت حدود الضوضاء الموصى بها (شترستوك) معايير السلامة ليست "آمنة" كلياً

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعتمد الاستماع الآمن للضوضاء البيضاء على شدة "ارتفاع الصوت" ومدته وتكرار التعرض للأصوات، إذ تتحد هذه العوامل الثلاثة جميعها مع مستوى الطاقة الصوتية الذي تتعرض له الأذنان، وهو ما يحدد مدى أمان أو خطورة التعرض لتلك الضوضاء.

وبالنسبة لصغار السن وحديثي الولادة خصوصاً، قد تُسبب الضوضاء البيضاء مشاكل عديدة، إذ يقول بعض الباحثين إنها يمكن أن تؤدي للإصابة باضطرابات المعالجة السمعية، وذلك لأن الدماغ يتكيف بسرعة مع الصوت ويتوقف عن الاعتراف به كشيء يستحق الاستماع إليه حتى وإن كان في مستوى الصوت الآمن.

وهذا يعني أن الطفل الذي يواصل الاستماع للضوضاء البيضاء لمدة طويلة، قد يبدأ في اعتبارها مثل الهدوء التام مع الوقت، ويمكن لمثل تلك الحالة أن تُسبب مشكلات طويلة المدى في التعلُّم والكلام واللغة والتطور، بحسب موقع "أشا".

مخاطر تصل لفقدان السمع للأطفال

إضافة لما سبق، يُعتقد أن التعرض لآلات الضوضاء البيضاء قد يعرض الأطفال لخطر الإصابة بفقدان السمع الناجم عن الضوضاء، أو تعطُّل نمو النظام السمعي، لأن تشريح آذانهم غير مهيأ بعد للتعامل مع مثل هذا النوع من المُدخلات.

وقد وجدت إحدى الدراسات الكندية التي أجراها باحثون في مستشفى تورنتو للأطفال عام 2014، أن العديد من آلات الضوضاء البيضاء التي اختبروها تجاوزت ما يمكن اعتباره نطاق ديسيبل الآمن للأطفال، والذي تحدد في ذلك الوقت بـ50 ديسيبلا فقط. واليوم، أصبح التصنيف الآمن يصل إلى 65 ديسيبلا، ولكن هذا لا يعني أنه آمن كلياً على الطفل بالضرورة، كما يبين موقع "سيف سليب سبيس"، وكذلك موقع "بوت شيرينغ كير".

ووجدت إحدى الدراسات كذلك أن العديد من آلات الضوضاء البيضاء المُباعة في الأسواق تجاوزت حدود الضوضاء الموصى بها، مما قد يكون خطيراً على حديثي السن بشكل خاص على المدى الطويل، وذلك وفق تقرير نشره موقع "إماس ديراي" البريطاني.

آلات الضوضاء البيضاء قد تعرض الطفل للإصابة بفقدان السمع أو تعطُّل نمو النظام السمعي (شترستوك) تأثيرات سلبية على البالغين أيضاً

ولا تتوقف التأثيرات السلبية عند الصغار وقدراتهم السمعية التي لا تزال في طور النمو والتطور، بل قد تمتد للبالغين أيضاً.

فوفقًا للباحثين، تعددت التأثيرات العصبية المحتملة على الجهاز السمعي المركزي عند الصغار والبالغين على حدٍ سواء، لتشمل انخفاضا في التثبيط العصبي، أو ما يُعرف بالقدرة على تصفية وتنقية المعلومات غير المهمة، وإطالة مقدار الوقت الذي يستغرقه الدماغ لمعالجة المعلومات، وحتى في كيفية تمثيل وتشكيل المعلومات في الدماغ، بحسب "ساينس إلرات".

الضوضاء البيضاء تضر حتى بجودة النوم

وفي الوقت نفسه يتضح أن الضوضاء التي لا توقظك، تؤثر بصورة لا واعية في النوم، ويحدث ذلك من خلال تغيير الوقت الذي نقضيه في مراحل النوم المختلفة.

ومراحل النوم تبدأ من المرحلتين الخفيفتين الأولى والثانية، وصولاً إلى النوم العميق (الموجة البطيئة) وحركة العين السريعة.

ويتبين أن الضوضاء البيضاء يمكنها أن تزيد من مراحل النوم الأولى، وتقلل من نوم الموجة البطيئة ونوم حركة العين السريعة، أي المراحل الأعمق للنوم الضروري للتعافي والراحة.

الضوضاء البيضاء تزيد مراحل النوم الأولى لكنها تزيد إنتاج الهرمونات بسبب التنبيه الذي يحدث للعقل والجهاز العصبي (غيتي) إضرار مباشر بصحة الجسم

قد تؤدي الضوضاء أيضًا إلى زيادة إنتاج الهرمونات في الجسم بسبب التنبيه الذي يحدث للعقل والجهاز العصبي خلال ساعات النوم، مثل الأدرينالين والكورتيزول، بالإضافة إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم واستمرار الشعور بالنعاس وضعف الصحة العقلية.

وبشكل عام، يرتبط النوم السيئ على مدى فترة طويلة من الزمن بسبب سوء استخدام الضوضاء البيضاء؛ بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وزيادة الوزن والسكري من النوع الثاني وأنواع معينة من السرطان والسكتة الدماغية وزيادة استخدام أدوية النوم وانخفاض الصحة العامة، وفق "سليب فاودتشين".

معايير ضرورية

ورغم ما سبق، توصي أبحاث الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال باستخدام الضوضاء البيضاء بشكل حريص وواع، مع ضرورة عدم الاعتماد عليها كلياً في نوم الطفل. على أن توضع مصادر الصوت على بُعد 7 أقدام (200 سم) على الأقل من سرير الطفل، مع إبقاء مستوى الصوت في المعدّل الموصى به عالمياً، وفقا لتقرير نشره موقع "هيلث لاين".

وبشكل عام، يجب أن يبقى جهاز الضوضاء البيضاء عند أدنى مستوى صوت يساعد على النوم، على ألا يتجاوز 60 ديسيبلا أو أقل بالنسبة للأطفال، وأقل من 70 ديسيبلا للبالغين لتجنُّب أية أضرار محتملة، وفق موقع "أشا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات نفسي العدید من على النوم

إقرأ أيضاً:

مع دخول الشتاء.. مشروبات ساخنة تساعدك على الشعور بالدفء

مشروبات ساخنة تساعدك على الشعور بالدفء.. مع انخفاض درجات الحرارة في الشتاء يبحث الكثير من المواطنين عن المأكولات والمشروبات الساخنة التي تساعد على التأقلم مع التغيير في درجات الحرارة وانخفاضها.

وفيما يلي تستعرض «الأسبوع» لمتابعيها وزوراها مشروبات ساخنة تساعد على الشعور بالدفء، وذلك من خلال خدمة شاملة يقدمها الموقع من هنا.

مشروبات ساخنةأبرز المشروبات الساخنة التي تساعد على الشعور بالدفء.

سحلب بلبن.. أحد المشروبات الساخنة، يقدم بقوام كثيف مع المكسرات، يمنح الجسد طاقة كبيرة لاحتوائه على سعرات كبيرة بجانب مذاقه اللذيذ.

حمص الشام.. أحد المشروبات الساخنة، التي تساعد على الشعور بالدفء، وأهم المشروبات الشتوية التي تمنح الدفء والطاقة، كما أنه يحتوي العديد من الفوائد للجسم وغني بالبروتين.

القرفة.. أحد المشروبات الساخنة، التي تساعد على الشعور بالدفء، ويحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة والخصائص المضادة للالتهابات وتساعدك علي إنقاص الوزن، بالإضافة إلى أنه يمكن تناولها بالحليب.

مشروبات ساخنة

الزنجبيل.. أحد المشروبات الساخنة، التي تساعد على الشعور بالدفء، يقي من أمراض كثيرة، ويدعم حركة الجهاز الهضمي وجهاز المناعة، ويولد الحرارة في الجسم، التي تساعد على التدفئة.

عصير الليمون مع العسل.. أحد المشروبات الساخنة، التي تساعد على الشعور بالدفء، يمد الجسم بجرعة كبيرة من فيتامين سي، ويعمل على تقوية الجهاز المناعي، ويحفز الكبد على تنقية الدم من السموم والمواد الضارة، ويضاف إليه العسل حيث يعطي الجسم الطاقة والسكريات اللازمة للحصول على الدفء في الشتاء.

شوكولاتة ساخنة.. أحد المشروبات الساخنة، التي تساعد على الشعور بالدفء في فصل الشتاء، ويمكن تحضيره من خلال «قطعة شكولاتة داكنة، وحليب».

اقرأ أيضاًماء الشمر أبرزها.. 5 مشروبات ساخنة تساعد في إنقاص الوزن في الشتاء

تحميك من نزلات البرد.. مشروبات ساخنة لتقوية المناعة

طريقة عمل كيك البرتقال بوصفات بسيطة

مقالات مشابهة

  • تحذير مهم من جهاز حماية المستهلك بشأن عروض "الجمعة البيضاء"
  • كم تستطيع الوقوف على ساق واحدة؟.. اختبار يكشف أمورا خطيرة عن صحتك
  • شاهد بالفيديو.. الكابتن التاريخي لنادي الزمالك يتغزل في المنتخب السوداني بعد تأهله للنهائيات: (السودان التي كتب فيها شوقي وتغنت لها الست أم كلثوم في القلب دائماً وسعادتنا كبيرة بتأهله)
  • ميتا تضيف ميزة «مكالمات الفيديو عالية الدقة وخاصية إزالة الضوضاء» لـMessenger
  • 4 أطعمة تساعد في تحسين صحة البشرة
  • سر الفاكهة التي تجلب النوم العميق
  • روث بيلفيل… سيدة توقيت جرينتش التي باعت الزمن!
  • ‏بن غفير: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وغالانت فضيحة غير مسبوقة ولكنها ليست مفاجئة على الإطلاق
  • مع دخول الشتاء.. مشروبات ساخنة تساعدك على الشعور بالدفء
  • ما هي المشروبات التي تساعد في تخفيف آلام الدورة الشهرية؟