اعتقال صحفيين وناشطين يعيد الجدل حول قانون الجرائم الإلكترونية
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
#سواليف
أثارت قضية اعتقال الصحفي #أحمد_حسن_الزعبي وعدد من #الناشطين و #الصحفيين بسبب ارائهم الجدل مجددا حول بنود #قانون_الجرائم_الإلكترونية، مما أدى إلى تصاعد المطالبات بإعادة النظر في هذا القانون لضمان عدم استخدامه لتقييد حرية التعبير.
وبدأت هذه المطالبات، بعد اعتقال الزعبي، في الثاني من شهر تموز الحالي، استنادا إلى حكم قضائي صدر قبل عام يقضي بسجنه لمدة عام بسبب منشور على فيسبوك ينتقد فيه السلطات، تصاعدت المطالبات من قبل العديد من الجهات المدافعة عن #حقوق_الإنسان بالإفراج عن كافة #معتقلي_الرأي، من بينهم الصحفية #هبة_أبو_طه والناشطان #نعيم_جعابو و #أيمن_صندوقة وغيرهم.
وأدين الزعبي بموجب المادة 150 من قانون العقوبات والمادة 15 من قانون الجرائم الإلكترونية السابق، بتهمة “إثارة النعرات”، الأمر الذي دفع حقوقيون إلى التأكيد على أهمية تعديل التشريعات المقيدة لحرية التعبير، وعلى رأسها قانون العقوبات وقانون الجرائم الإلكترونية.
مقالات ذات صلة تنويه من موقع سواليف حول مقال “يا حبسَ النشامى” 2024/07/14يوضح القاضي المتقاعد والمحامي لؤي عبيدات أن المعتقلين بسبب مواقفهم السياسية هم أصحاب وجهات نظر واراء قد تختلف او تتفق معها، إلا انهم ينتمون الى الوطن، مشيرا إلى أن الدول الراسخة تؤسس تشريعات على قواعد راسخة اهمها حماية حق الاختلاف.
ويشير عبيدات إلى وجود نقاط ضعف في القرار القضائي بحق الزعبي، تتمثل بأن النيابة العامة كان ينبغي عليها تقديم تقدم دليل يثبت أن الزعبي عند كتابة منشوره العام كان يقصد الحض على نزاع بين مكونات الأمة، لم يتم تقديم أي دليل على هذا القصد الجرمي، واعتمدت المحكمة على تعليقات متابعي صفحة الزعبي وبعضها أساء إلى المؤسسات الأمنية، مما أدى إلى بناء المحكمة حكمها على هذه التعليقات.
موقف “الوطني لحقوق الإنسان”
وشهدت الفترة الأخيرة تحركات من قبل بعض الجهات الحقوقية والقانونية للضغط من أجل استبدال العقوبات السالبة للحرية بعقوبات مجتمعية، كجزء من جهود أوسع لإصلاح النظام القضائي وضمان تطبيق العدالة بشكل أكثر إنصافا.
في خطوة قانونية، أعلن مفوض حقوق الانسان في المركز الوطني لحقوق الإنسان، جمال الشمايلة، أن المركز خاطب المجلس القضائي لاستبدال عقوبة حبس الزعبي بعقوبة مجتمعية، مشيرا إلى وجود اتصالات لمتابعة هذا الملفّ مع كافة الجهات الرسمية والقضائية
ويضيف الشمايلة الى أن المركز طلب إعادة النظر بقانون الجرائم الالكترونية والقرارات التي تصدر بموجبه، مشيرا إلى أن المركز طالب بتخفيض الأحكام والغرامات التي نصّ عليها القانون إلى النصف.
قامت الحكومة بإدراج الخدمة المجتمعية كخيار عقوبة بديلة في تعديل قانون العقوبات رقم 27 لسنة 2017، هذه الخطوة تأتي بموجب الأصول الدستورية والتشريعية.
تعرف العقوبات البديلة بأنها فرض عقوبة غير سالبة للحرية ضد المحكوم عليهم. وقد عرفها البعض بأنها مجموعة من البدائل التي يتخذها القاضي تتمثل في إبدال عقوبة السجن بخدمة يؤديها السجين لفئة من فئات المجتمع، أو لموقع خيري، أو الالتحاق بمرفق تعليمي يستفيد منه السجين بهدف إصلاحه وحمايته من الأذى وتقديم خدمة لمجتمعه.
القانون يتيح استبدال العقوبة
من جانبه يؤكد عبيدات أن هناك إمكانية استبدال العقوبة، مشيرا إلى أن شروط الاستبدال متوفرة، خاصة وأن الحكم القضائي الصادر ضد الزعبي مشكوك في صحته، ومع أن الحكم أصبح قطعيا، يمكن لوزير العدل عرض الأمر على محكمة التمييز في حالات استثنائية، لإعادة النظر في القضية، مما يسمح لرئيس محكمة التمييز بإيقاف التنفيذ والإفراج عن الزعبي.
يوضح عبيدات أنه يمكن للزعبي أن يعرض أمام محكمة التمييز ، وان تعيد محكمة الصلح النظر في طلب إبدال العقوبة المجتمعية .
من جهته، يشير مقرر لجنة الحريات وحقوق الإنسان في نقابة المحامين وعضو مجلس النقابة المحامي عبدالله العموش إلى أن النقابة تتابع أي ملف يتعلق بالاعتقال بسبب التعبير عن الرأي.
ويرى العموش أن قضية الزعبي أخذت بعدا اجتماعيا نظرا لشخصيته الوطنية، وأن النقابة ستتعامل مع الحكم القطعي بمخارج ومسارات قانونية بديلة، مثل استبدال عقوبة السجن بعقوبات بديلة، وهو ما يمكن العمل عليه بسهولة أكبر، وفي حال تعذر ذلك، يمكن مخاطبة الديوان الملكي لإصدار قرار العفو الخاص بإرادة ملكية.
وفيما يتعلق بمعالجة بعض البنود في قانون الجرائم الإلكترونية، يؤكد العموش أن النقابة تعمل باستمرار على دراسة القانون ومعالجة البنود التي تحد من حرية الرأي والتعبير، والضغط باتجاه تعديلها.
خلال عام 2023، وافق الملك على قانون الجرائم الإلكترونية المعدَّل، وفرض القانون عقوبات سجن أقسى لا تقل عن ثلاثة أشهر وغرامات تصل إلى 32,000 دينار أردني.
ومنذ تعديل قانون الجرائم الإلكترونية، وثّقت منظمة العفو الدولية تصاعد حملة القمع المكثفة ضد حرية التعبير، فمنذ 7 تشرين الأول، اتُهم عشرات المتظاهرين بموجب قانون الجرائم الإلكترونية بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي عبروا فيها فقط عن مشاعر مؤيدة للفلسطينيين، أو انتقدوا معاهدة السلام التي أبرمتها السلطات مع إسرائيل، أو دعوا إلى احتجاجات سلمية وإضرابات عامة.
ووجهت تهم للمعتقلين، تشمل “إثارة الفتنة أو النعرات” و”استهداف السلم المجتمعي”، وهي جرائم غير معترف بها بموجب القانون الدولي.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الناشطين الصحفيين حقوق الإنسان معتقلي الرأي هبة أبو طه أيمن صندوقة قانون الجرائم الإلکترونیة مشیرا إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
"المسؤولية الطبية" يُشعل الجدل بين الأطباء والحكومة.. النقابة ترفض الحبس الاحتياطي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ظل تصاعد الأزمات التي تواجه القطاع الطبي بمصر، يأتي مشروع قانون المسؤولية الطبية، الذي أحاله مجلس الوزراء إلى مجلس النواب، ليشعل جدلًا واسعًا بين الأطراف المعنية. فبينما تسعى الحكومة إلى وضع إطار قانوني يُنظم العلاقة بين المرضى والأطباء، يرفض الأطباء وبعض النقابات مشروع القانون بصورته الحالية، مؤكدين أنه يضعهم في مواجهة مباشرة مع مخاطر جنائية لا تتناسب مع طبيعة عملهم، مما أثار تساؤلات حول مدى توازن المشروع بين حماية حقوق المرضى وضمان سلامة الأطباء.
موقف النقابة العامة للأطباء
أكد الدكتور أبو بكر القاضي، أمين صندوق النقابة العامة للأطباء، أن النقابة ترفض تمامًا حبس الطبيب طالما أنه لم يتجاوز القانون، والتزم بالبروتوكولات العلمية والمهنية المتعارف عليها. وفي تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، قال القاضي: "العقوبات التي تنص على الحبس يجب أن تُطبق فقط في حالات محددة، مثل ممارسة الطبيب لمهنته في مكان غير مرخص، أو العمل في غير تخصصه، أو مخالفته للبروتوكولات العلمية المعتمدة".
وأشار القاضي إلى أن النقابة تسعى لإقرار قانون يفصل بين الخطأ الطبي والمخالفات الجنائية، مؤكدًا أن التعامل مع الأخطاء الطبية يجب أن يكون من منظور مهني بحت، مع توفير آلية تعويض عادلة للمتضررين. كما اقترح إنشاء صندوق تعويضات لضحايا الأخطاء الطبية، يتم تمويله من اشتراكات الأطباء والمستشفيات، لتغطية الأضرار الناجمة عن الأخطاء غير المتعمدة.
رفض الحبس الاحتياطي
من جانبه، شدد الدكتور سامي سعد، النقيب العام للعلاج الطبيعي، على رفضه التام لفكرة الحبس الاحتياطي لأعضاء الفريق الطبي. وقال في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز": "فرضية وجود حبس احتياطي أمر مرفوض تمامًا، لأنها غير مطبقة في أي دولة حول العالم. نطالب بتطبيق القوانين بما يحفظ حقوق الأطباء والمرضى دون المساس بكرامة الطبيب".
انتقادات مشروع القانون الحالي
أكد الدكتور إبراهيم الزيات، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، أن النقابة مستاءة من النسخة الحالية لمشروع القانون، قائلاً: “مشروع قانون المسؤولية الطبية بصورته الحالية يفتقر إلى أي بند يحقق مطالب النقابة.. هذا القانون يعرض الأطباء لمخاطر جنائية لا تتناسب مع طبيعة عملهم، ويجعلهم مهددين بالحبس في أي لحظة".
وطالب الزيات بتعديل بنود القانون لتوفير حماية واضحة للأطباء من المساءلة الجنائية غير المبررة، طالما أنهم ملتزمون بالبروتوكولات الطبية المعتمدة.
رؤية النقابة للحل
تُطالب النقابة العامة للأطباء بوضع تشريعات تحقق التوازن بين محاسبة الأطباء على الأخطاء الجسيمة وحمايتهم من المساءلة الجنائية في الأخطاء المهنية غير المتعمدة. وتؤكد النقابة أهمية إشراكها في المناقشات البرلمانية حول القانون، لضمان تمثيل صوت الأطباء وحقوقهم في النصوص النهائية.
ومشروع قانون المسؤولية الطبية يُعد خطوة نحو تنظيم العلاقة بين المرضى والأطباء، لكنه يحتاج إلى مراجعات جوهرية لضمان تحقيق العدالة لكافة الأطراف المعنية. وبينما ينتظر الجميع مخرجات لجنة الصحة بمجلس النواب، يبقى التساؤل الأهم: هل سيُحقق القانون الجديد التوازن المأمول بين حماية الأطباء وضمان حقوق المرضى؟