موقع النيلين:
2025-03-31@18:19:11 GMT

رشان اوشي: البرهان يسبح في بحر عاصف!

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

مَن يتابع اتجاهات الرأي العام على وسائل التواصل الاجتماعي يرى بوضوح أن بلادنا تتوجه إلى أزمة مستحكمة، توصل إلى طريق مسدود في الحكم والإدارة العامة، السبب أن الدولة وقادتها أصبحوا هدفاً للآلة الإعلامية المعادية، التي تحاول تجريد الدولة من شرعيتها، لينصرفوا عن إدارة الأزمة إلى سكة الاسترضاء الشعبوي المؤدي إلى الأزمة.

مَن يتابع وسائل التواصل، و بعضاً من الإعلام المحلي ، يلحظ ارتفاعاً في “الصراخ” ، و”حفلات الشتائم” والتخوين، و انحداراً غير مسبوق في لغة الحوار، فلماذا كل هذا؟.
القصة واضحة، لكن تحتاج إلى تركيز، وقراءة باردة للأحداث.

هناك مناخ على الواقع يجعل الابواب مشرعة للتخوين وتمرير الأجندة الهدامة ، ومنه الانسحابات والهزائم المتكررة على مسرح العمليات العسكرية، وهذه أسبابها غير التي تظهر في وسائل الإعلام ، ما يظهر هو ربع الحقيقة والتتمة من وحي خيال أصحاب الأجندة، وللاسف منهم إسلاميون لم يتجاوزوا للبرهان و جنرالاته محطة ١٣/ابريل/٢٠١٩.

كل الأحداث التي تجري الآن هي مرحلة مخاض حقيقية، و سيترتب عليها الكثير، من ناحية التبعات.
حسناً، نبدأ من الحصار الدولي المفروض على الجيش وقيادته، وبالتالي لم يجد السودان عوناً من صديق ، بينما إمداد المليشيا بالمال والذخيرة مفتوح وبلا حدود .

نفاذ الذخيرة كان سبباً مباشراً في كثير من الهزائم وسقوط المدن ، من يقاتلون في الميدان يعلمون الأوضاع الصعبة والامتحان العسير ؛ اضطر الجيش للانسحاب من عدة مواقع استعاد سيطرته عليها بسبب نقص الإمداد.

كل باب تطرقه الدولة للحصول على إمداد السلاح ، تواجه بكروت الابتزاز التي تدفعها المطامع في موارد البلاد ، حتى أصبحت إمكانية الحصول على السلاح يجب أن تسدد فاتورتها من سيادة السودان .

لتفسير ما سبق، لنأخذ موقفين واقعيين ، هما ان الحرب الحالية دمرت البنية التحتية للانتاج ، وأخرجت مناطق من دائرة الإيرادات، كانت تشكل مورداً مالياً للدولة واهمها العاصمة الخرطوم التي كانت تساهم بحوالي (٨٥٪) من الإيرادات ، السودان مفلس حالياً.

أغرقت الامارات خلال الفترة الماضية البلاد بكتلة نقدية خارج النظام المصرفي ، وهي عبارة عن مبلغ (٩٠٠) ترليون جنيه سوداني، كانت قد طبعتها إبان حكومة “حمدوك” للبنك المركزي السوداني ، ورفضت تسليمها لحكومة السودان بعد قرارات ٢٥/ اكتوبر ، مما تسبب في انهيار الجنيه السوداني .
يتجول القائد العام للجيش هذه الأيام في ولايات السودان ، لتنوير قادة المجتمع المحلي بحقيقة الموقف ليساهموا في إنقاذ بلادهم ، وبالفعل استجاب المئات من التجار ورجال الأعمال الوطنيين وقدموا تبرعات سخية لبلادهم وقائدهم البرهان .

الجيش وشعب السودان يقاتلون دفاعاً عن بلادهم في ظروف بالغة التعقيد ، الجنود والضباط يقاتلون وذويهم نازحين في دور الايواء بلا طعام ولا دواء ، قيادة البلاد تعمل على إدارة الأزمة ، وخطواتها تمضي وسط حقل ألغام .

وفي ذات السياق .. جرت محاولة لاخراج أن ما يحدث في “جنيف” هو تفاوض بين الجيش والدعم السريع ، وهو في حقيقة الأمر تفاوض غير مباشر بين مفوضية العون الإنساني بحكومة السودان المسؤولة عن إيصال المساعدات الإنسانية للنازحين والعالقين بمناطق العمليات النشطة ، ومليشيات الدعم السريع ، ولا يوجد ممثل للجيش في الوفد الحكومي .

هناك ” حفلة جنون” على الميديا ، تنتج عن توظيف مخابراتي معادي للأحداث ، عبر آلة إعلامية قوية ومؤثرة لا تتوانا عن الأكاذيب والتزوير والإرجاف، والسبب خساراتهم المتوالية لمشروع احتلال السودان وآخرها وأهمها مليشيا الدعم السريع التي شكّلت لهم مرتعاً بكافة الأشكال .

يكثر الصراخ، وتزداد حفلة الشتائم، هذه الأيام ، وذلك سعياً لإيجاد سردية تخوّل للتمرد وداعميه زعم انتصارات غير موجودة وواهمة ؛ للتضليل على مشهد الخراب الكبير الذي خلّفته المؤامرة .
“ساعة النصر آتية لا محال”
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش

قبل أن أطرح بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش- ربما ليست شاملة-، أود أن أضع استفساراً هنا في المقدمة -وضعته أيضاً كسؤال في هذه الحزمة للتأكيد عليه-، وذلك لأهميته في رأيي وحتى يكون مدخلاً إضافياً لتحفيز الذاكرة مع مرور ذكرى مجزرة فض اعتصام القيادة العامة في أواخر أيام شهر رمضان (وافق 3 يونيو 2019)، وذلك لطرح أسئلة والبحث عن إجابات مرتبطة به وهو:
اختلف قادة الجيش والدعم السريع على العديد من القضايا حتى وصلت البلاد للحرب، وخرجا وتبادلا الاتهامات بعد ذلك حتى أن حميدتي لم يتوان في خطاباته العامة عن إفشاء أسرار جلسات الندامى الخاصة وكرر الحديث عن ممارسات شخصية لقادة الجيش!
الحدث الوحيد الذي تفادى الجميع الخوض فيه هو مجزرة فض الاعتصام، حيث لم يجرؤ أحد منهم على الحديث علناً عن دقائق الاجتماعات التي سبقته ومواقف أصدقاء الأمس أعداء اليوم في تلك الاجتماعات، وأدوارهم ومن رفض ومن أيّد الفض، من جاء أرض الاعتصام ومن لم يكن على علم، ومن كذب على قادة القوى المدنية وأنكر معرفته بالمجزرة، أو اعترف وقال حدث ما حدث، في المنصات الإعلامية للعامة أو الاجتماعات المغلقة، وما هو دور وتأثير قيادة الإسلاميين وغيرهم في ذلك الحدث الذي غير وأثّر كثيراً في مستقبل مشروع الانتقال والاتفاق السياسي بل ومستقبل البلاد بعده!
هناك جهات صحفية تؤكد أن لديها شواهد بأن حميدتي مثلاً زار أرض المجزرة في صبيحة فض الاعتصام ووقف على ما جرى بنفسه، فهل لدى قادة الجيش أي شواهد أو أقوال مماثلة؟ وإن وجدت لماذا يصمتون عنها حتى اليوم وهو الذي فضح كل شيئ وسيفعل في كل سانحة؟ ما الذي لا يزال بينهم حتى يخفون أسرار هذا الأمر الجلل ويتفادون كشفه علناً حتى بعد وقوع الحرب؟!
- ⁠ لماذا تساهل قادة الجيش مع الد.عم السريع وأصروا على أنه جزء لا يتجزأ منهم ومن مشروعيتهم الدستورية التي نالوها منذ الاستقلال كممثل وحيد للقوة الضاربة في البلاد؟
- لماذا أصر قادة الجيش على أن تكون قوات الدعم الس.ريع جزءاً أصيلاً من دور الجيش في التغيير، فأتوا بقائدها في المجلس العسكري ونصبوه نائباً لرئيسه، وأدخلوه كمفاوض رئيسي، بل ووقع عنهم في الاتفاق السياسي مع القوى المدنية، رغم أن الثوار اعتصموا أمام القيادة العامة للجيش لا أي مكان سواها؟
- ⁠ لماذا أذعن قادة الجيش لقائد الد.عم الس.ريع وضربوا له التعظيم والتحية العسكرية (التي لا يستحقها وفق الأشراط العسكرية)؟
- ⁠ لماذا شاركه هؤلاء القادة في مؤامرة الانقلاب على الانتقال وهم يعلمون نواياه مسبقاً وكثيراً ما تحدثوا عنه وعن نواياه وأطماعه في السلطة في غرفهم المغلقة وفق إفادة العطا؟
- ⁠ لماذا تساهل قادة الجيش مع المليشيا حين بدأت تبحث عن دور جديد عبر الاتفاق الإطاري، حسب وصفهم لاحقاً، وحين بدأت إعلان الحرب بالكلام والخطاب التهديدي من مثل ( العمارات دي إلا يسكنوها الكدايس)؟
- ⁠ لماذا سمح قادة الجيش بوصول قوات الد.عم الس.ريع إلى تخوم قاعدة مروي العسكرية ومحاصرتها دون أن يعترضها أحد، مع أنها انطلقت من معسكر الزرق نحو مساحة مفتوحة يسهل استهدافها فيها، بل على العكس، خرج قائد الجيش في المدرعات معية مدير الاستخبارات يوم 13 أبريل 2023 وتحدث عن محاولات تهدئة رغم تصريحهم بأن هذه القوات خرجت عن السيطرة؟
- ⁠ لماذا لم يرعو قادة الجيش وسمحوا بتفريخ مليشيات جديدة وتكبير كومها وتوفير الدعم العسكري لها خارج مظلة القوات المسلحة الرسمية، والإفساح لها في الإعلام الرسمي لتزويق وتزيين نفسها وتلميع قادتها وتحضيرهم لأدوار غير عسكرية عبر القيام بأدوار عسكرية؟ ولماذا حدث ذلك رغم التجربة المريرة التي دخلت فيها البلاد بسبب حدوث ذات الأمر مع مليشيات أخرى(الد.عم الس.ريع)
- ⁠ لماذا وافق قادة الجيش على الاتفاق الإطاري أول أمره ودافعوا عنه، ثم نكثوا بعهدهم في آخره؟
- كانت هناك حالة قطيعة أو شبهة كراهية متبادلة ومنذ وقت مبكر بين بعض قادة الجيش وقادة الد.عم الس.ريع، كيف تصرف قادة الجيش مع هذا الفتيل الذي كان قابلاً للاشتعال حينها؟ وهل لذلك صلة أو علاقة باشتعال الحرب؟
- ⁠ حين قدم رئيس الوزراء الانتقالي مبادرة الطريق إلى الأمام في منتصف العام 2021، لماذا امتنع القادة العسكريين عن دعمها رغم أنها كانت مبادرة- أهم أهدافها- من أجل نزع فتيل الصراع بينهم وبين الد.عم الس.ريع؟ وهل لرفضهم علاقة بغضب حميدتي من مشروع المبادرة التي تحدثت عن مستقبل الد.عم الس.ريع ورفضه لها على هذا الأساس؟
- ⁠ رغم الصراع الذي ظهرت بوادره منذ وقت باكر ذهب قادة الجيش نحو الانقلاب بالشراكة مع قادة الد.عم الس.ريع وتحالف الكتلة الديمقراطية. كيف كان الانقلاب نقطة تلاقي بين قادة الجيش وقادة الد.عم الس.ريع رغم اختلافهم وتزعزع الثقة بينهم والذي كان مشهوداً خلال الشهور التي سبقت الانقلاب؟ ما هي المغريات التي دفعت بهم للانقلاب- خلاف إزاحة المدنيين- وهل كانت هناك أيادٍ خارجية أو أي دواعٍ أخرى جعلتهم يختلفون في كل شيئ ويتفقون فقط على تنفيذ الانقلاب؟
- ⁠ اختلف قادة الجيش وقادة الد.عم الس.ريع على أشياء كثيرة حتى وصلوا للحرب، لكنهم وحتى يوم الناس هذا لم يخرجوا ببيان ومعلومات واضحة حول فض الاعتصام، دورهم فيه، دور الد.عم الس.ريع، فلول النظام البائد، أخرى؟
- ⁠ ما هي الإجراءات التي اتخذها قادة الجيش ضد من أعطوا الأوامر بإغلاق بوابات القيادة العامة في الخرطوم عندما لجأ إليها الفارون من قتلة المعتصمين؟! هل كانت هذه أوامر عليا، وممن، ولماذا صمت ويصمت الآخرون؟
في الفيديو المرفق جزء من المؤتمر الصحفي الذي تلى فض الاعتصام حيث كان كباشي يقدم إفادات عن ما جرى، ثم جاءته ورقة مطوية من العطا. أترك هذه الملاحظة العابرة هنا لفطنة القارئ!
#السودان_ماقد_كان_وسوف_يكون
#تفكيك_النص
#ذكرى_فض_اعتصام_القيادة

/  

مقالات مشابهة

  • المتحدث باسم الحكومة السودانية يرسل أخطر تحذير لمناصري الدعم السريع.. الجيش في طريقه إليكم والعاقل من اتعظ بغيره 
  • البرهان: لا مصالحة مع "الدعم السريع".. وحميدتي: الحرب لم تنته بعد
  • بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش
  • البرهان للدعم السريع: لن نغفر ولن نساوم ولن نفاوض
  • البرهان: السلام ممكن إذا وضعت قوات الدعم السريع سلاحها
  • البرهان: الجيش السوداني لن يتراجع عن هزيمة وسحق الدعم السريع
  • البرهان: فرحة النصر لن تكتمل إلا بالقضاء على آخر متمرد في أرض السودان
  • رئيس مجلس السيادة السوداني: لا تفاوض مع الدعم السريع
  • استعادة الجيش للخرطوم هل تكشف حالة «الإنهاك» في صفوف الدعم السريع؟
  • البرهان يصل جدة وسط تكهنات بعودة الجيش والدعم السريع للتفاوض