بعد محاولة اغتياله.. هل حسم ترامب فوزه حقًا؟
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
بعد دقائق، من إطلاق النار على تجمّع انتخابي، انتشرت على نطاق واسع بالإعلام الاجتماعي ـ فيسبوك وإكس وغيرهما ـ صورة ترامب الملطخ بالدماء وهو يلوح للحشود الملتفة حوله، بقبضته متحديًا الموت في مشهد أعاد خلط التوقعات بشأن فرص فوزه في انتخابات الرئاسة 2024.
حتى قبل المناظرة "الفضائحية" التي خسرها بايدن الشهر الماضي، كان ترامب قد استهلّ السباق من منصة القوة، حيث قدم نفسه كمرشح رئاسي قوي ضد منافسه الضعيف والمُسن والمترهل ذهنيًا.
ومن المنتظر أن يستقبل مؤتمر ترشيح الحزب الجمهوري غداً ترامب استقبال الأبطال وبحشود تليق بزعيم "سوبر" تحدى الموت بشجاعة، وتوقع مايك ميرفي، الخبير الإستراتيجي في الحزب الجمهوري، أن القبضة المرفوعة ستصبح الرمز الأيقوني للمؤتمر.
ومع ذلك فليس من الواضح كيف يمكن أن يؤثر هذا الحادث على حملته، ولكن بالعودة إلى دفاتر السوابق التاريخية المشابهة، فمن المرجح أن يستفيد وترتفع شعبيته.
يرجح محلّلون أميركيون احتمال تعزيز شعبية ترامب بعد تعرضه للاغتيال استنادًا إلى خبرات سابقة، إذ كان لمحاولات الاغتيال التي تستهدف القادة الشعبويين سجل حافل في الماضي في تعزيز جاذبيتهم العامة
فالبرغم من تشاؤم إيان بريمر، رئيس مجموعة "أوراسيا" لأبحاث المخاطر السياسية والاستشارات في تغريدة على "إكس" من مآلات الحادث مستندًا إلى أن الأحداث المماثلة التي وقعت في بلدان أخرى في الماضي، لم تنتهِ في كثير من الأحيان بشكل جيد، فإنه ـ في الوقت ذاته ـ يتوقع أن صورة ترامب، وهو يرفع قبضته في الهواء والدماء تسيل على وجهه – بينما يحمله عملاء الخدمة السرية إلى بر الأمان – ستتناقض بشكل كبير مع صورة الرئيس جو بايدن.
مؤكدًا أنَّ عملية الاغتيال الفاشلة "قد تزيد من احتمالية فوز ترامب"، فيما أعلن الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" إيلون ماسك، بعد دقائق من إطلاق النار أنه يؤيد ترامب، قائلًا: "آخر مرة كان لدى أميركا مرشّح بهذه القوة كان ثيودور روزفلت"! وقال موقع "بتكوين": إن حتمالات فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية ارتفعت في أسواق التنبؤ بعد محاولة الاغتيال إلى 68 %.
وكتب ديف بورتنوي ـ وهو رجل أعمال أميركي معروف مؤسّس مدوّنة الرياضة والثقافة الشعبية Barstool Sports: " انتهت الانتخابات. إنه الرئيس القادم. يجب على الديمقراطيين أن يستسلموا. لا يمكنهم التغلّب عليه الآن".
العنف السياسيوتتوقع أقلية أن تكون عملية الاغتيال ضارة بترامب، لأن الكثيرين ـ بحسب كوستاس باناجوبولوس رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن ـ يعتقدون أنه ـ أي ترامب ـ أجّج نيران العنف السياسي والانقسام من أجل مكاسب سياسية، مما أدّى إلى تفاقم الاستقطاب في أميركا بخطابه الحارق. غير أنه عاد قائلًا: إن الحادث يمكن أن "يولّد التعاطف مع ترامب، الذي من الواضح أنه عرضة للعنف السياسي والتطرف مثل أي شخص آخر".
ويرجح محلّلون أميركيون احتمال تعزيز شعبية ترامب بعد تعرضه للاغتيال استنادًا إلى خبرات سابقة، إذ كان لمحاولات الاغتيال التي تستهدف القادة الشعبويين سجل حافل في الماضي في تعزيز جاذبيتهم العامة ومن بينها: إصابة رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان برصاصة في ساقه في تجمع سياسي، ما أضاف إلى رصيده الشعبي، إذ بات ينظر إليه الجمهور بوصفه شخصية مناضلة تحارب مؤسسة فاسدة.
وكذلك عندما تعرض السياسي البرازيلي المثير للجدل جايير بولسونارو للطعن على يد أحد اليساريين أثناء تواجده في تجمع انتخابي بين مؤيديه، في يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 2018، تضخمت شعبيته، وفاز بالرئاسة البرازيلية بأكثر من 55% من الأصوات، متفوقًا على منافسه اليساري فرناندو حداد، على الرغم من أنه كان ـ شبيهًا بترامب ـ معروفًا بآرائه السياسية اليمينية المتطرفة والشعبوية، بما في ذلك تعليقاته المساندة للدكتاتورية العسكرية التي حكمت البرازيل في الفترة من 1964 إلى 1985.
اللحظة الأكثر أهميةوبالمثل، استفاد الرئيس رونالد ريغان من التعاطف والدعم الشعبي بعد محاولة اغتياله، أثناء مغادرته فندق "هيلتون" في واشنطن، في 30 مارس/آذار 1981.. وهو الدعم الذي ساعده على المضي قدمًا في مجموعة من السياسات الاقتصادية المثيرة للجدل التي كان من شأنها ـ آنذاك ـ أن تُحدد هوية البلاد لعقود قادمة.
بالتواتر؛ بات الاعتقاد بحسم ترامب نتائج الانتخابات مبكرًا، هو محصلة غالبية الآراء المتماسّة مع قياسات اتجاهات الرأي العام وتحولاتها حتى إن توني دايفر محرر الولايات المتحدة في " telegraph" لم يتردد في الإعلان عن النتيجة متخليًا عن أية مفردات فضفاضة وافتراض الاحتمالات الأخرى المغايرة وذلك بمانشيت كبير يقول: " محاولة اغتيال ترامب تغير كل شيء"، وبعنوان آخر فرعي :"إنها اللحظة الأكثر أهمية في السياسة الأميركية منذ عقود.. ويخبرنا التاريخ أن ترامب سيكون في طريق عودته إلى البيت الأبيض".
لقد بنى ترامب حملته الانتخابية على فكرة مفادها أنّ الجميع يسعون للنيل منه، وقد تمّ اتهام المدعين الفدراليين والقضاة ومسؤولي الانتخابات والسياسيين المنافسين والصحفيين، بمحاولة إسقاط حملته ومنع عودته إلى البيت الأبيض.
لقد تمّ الطعن في العديد من هذه الادعاءات، ولكن بعد الحادث الذي وقع في ولاية بنسلفانيا، لا يستطيع حتى أسوأ أعداء ترامب أن ينكروا أن هناك من يفضل رؤيته ميتًا على إعادة انتخابه.
إن محاولة اغتيال ترامب هي بمثابة تذكير صارخ بأن لحظة واحدة رائدة يمكن أن تقلب حملة عاصفة بالفعل، وأنَّ أي شكٍ متبقٍّ في فوز ترامب في انتخابات هذا العام ينحسر الآن، وباتت زلات بايدن في وقت سابق – رغم أنها مثيرة بلا شك – غير ذات صلة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
ديبالا يقود روما إلى ثمن النهائي.. وتأهل صعب لأياكس المنقوص
روما «أ.ف.ب»: قاد الأرجنتيني باولو ديبالا فريقه روما الإيطالي إلى بلوغ ثمن نهائي الدوري الأوروبي لكرة القدم (يوروبا ليج)، بعد تسجيله هدفين في الفوز على ضيفه بورتو البرتغالي المنقوص بنتيجة 3-2 على الملعب الأولمبي في إياب الملحق، بعدما تعادلا ذهابا 1-1. كما تأهل أياكس الهولندي المنقوص بصعوبة.
في المباراة الأولى، وبعد تقدم بورتو بهدف الإسباني سامو (27) عادل ديبالا (35) ثم سجل الثاني بعدها بأربع دقائق قبل أن يضيف البديل نيكولو بيسيلي الثالث (84) ويقلص البديل الآخر الهولندي ديفاين رينس بالخطأ في مرماه (90+6)، في حين أكمل بورتو المباراة بعشرة لاعبين إثر طرد الكندي ستيفان أوستاكيو (51).
وواصل روما الذي يلتقي في الدور المقبل أحد الفريقين أتلتيك بلباو الإسباني أو مواطنه وجاره اللدود لاتسيو، بقيادة المدرب المخضرم كلاوديو رانييري العائد لقيادة روما للمرة الثالثة كثالث مدرب للفريق هذا الموسم، نتائجه الإيجابية محققا انتصاره الثالث في آخر أربع مباريات، مقابل تعادله ذهابا مع بورتو 1-1.
وقال رانييري لشبكة سكاي سبورت: "امتلاك بطل مثل ديبالا يعني الكثير، إنه لاعب إستثنائي؛ لا يتحدث إلا قليلا، لكنه قائد ويقول دائما الأشياء الصحيحة". ولم يخيّب نادي العاصمة جماهيره وأكمل تسع مباريات متتالية على أرضه من دون خسارة ضمن مختلف المسابقات.
وهذا الفوز الأول لروما على بورتو حامل لقب دوري أبطال أوروبا 2004، بعد خمس مواجهات سابقة فاز الفريق البرتغالي في ثلاث منها، وبدا الفريقان حذران منذ الدقيقة الأولى مع أفضلية نسبية لأصحاب الأرض من دون خطورة فعلية، حتى الدقيقة 27 حين وصلت كرة إلى منطقة جزاء روما لكن الحارس الصربي ميلي سفيلار تصدى لتسديدة أولى، ثم الدفاع لتسديدة ثانية، قبل أن تصل الكرة إلى سامو الذي لعبها أكروباتية رائعة نحو المرمى (27). لكن ديبالا الذي غاب الأحد الماضي عن مباراة الفوز على بارما 1- صفر في الدوري بسبب الإصابة، عادل بعدما لعب تمريرة إلى الأوزبكي إلدور شومورودوف، ردّها إلى الأرجنتيني الذي دخل منطقة الجزاء ومرّ بين المدافعين وسدد في المرمى (35).
وعاد ابن الـ31 عاما لتسجيل الثاني عندما استلم كرة من الفرنسي مانو كوني وسددها ببراعة زاحفة نحو المرمى (39). ومنذ انضمامه إلى نادي العاصمة الإيطالية في 2022-2023، سجل ديبالا 42 هدفا في مختلف المسابقات، ضعف عدد الأهداف التي سجلها أي لاعب آخر في فريقه خلال هذه الفترة، وفقا لشبكة "أوبتا" للإحصاءات.
وبدا أن روما في طريقه إلى التأهل حين أكمل بورتو المباراة بعشرة لاعبين إثر طرد أوستاكيو بعد عودة الحكم الرئيسي إلى حكم الفيديو المساعد "في اي آر" للتأكد من ضرب لاعب الوسط الكندي للأرجنتيني لياندرو باريديس من دون كرة (51).
مع ذلك، لم يتفوّق روما كثيرا، بل كاد يتكبد هدف التعادل عبر سامو الذي سدد وأرتطمت كرته بالعارضة (70). وأكد البديل الشاب بيسيلي (20 عاما) الفوز بهدف ثالث بعد مجموعة تمريرات وصلت إلى الإسباني أنخيلينو الذي لعب كرة عرضية إلى وسط منطقة الجزاء سددها الإيطالي في الشباك (84)، قبل أن يقلص البديل الشاب الآخر رينس النتيجة حين حاول إبعاد عرضية وحولها بالخطأ إلى مرمى فريقه (90+6) بعد تسع دقائق من دخوله.
وحجز أياكس مقعده في ثمن النهائي بعد خسارته امام ضيفه أونيون سان-جيلواز البلجيكي 1-2 بعد التمديد، مستفيدا من فوزه ذهابا خارج أرضه 2- صفر.
وبعد نهاية الوقت الأصلي بتقدم الفريق البلجيكي، تعين على أياكس الذي أكمل اللقاء من الدقيقة 25 بعشرة لاعبين بعد طرد ديفي كلاسن، أن يسجل هدف التأهل في الشوط الإضافي الاول عبر كينيث تايلور من ركلة جزاء (94). وسجل الأرجنتيني كيفن ماكاليستر (15) والكندي بروميز ديفيد (28) هدفي سان جيلواز.
ويلتقي أياكس في الدور المقبل مع إينتراخت فرانكفورت الألماني أو ليون الفرنسي، وبلغ فرنبختشه التركي بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو ثمن النهائي بعد تعادله أمام مضيفه أندرلخت البلجيكي 2-2، مستفيدا من فوزه ذهابا بثلاثية نظيفة. وحقق مورينيو في مسيرته دوري أبطال أوروبا وكأس الإتحاد الأوروبي مع بورتو، ثم لقب آخر في دوري الأبطال مع إنتر الإيطالي. وقاد مانشستر يونايتد الإنجليزي لاحقا إلى الفوز بلقب يوروبا ليج عام 2017، ثم فاز بكونفرنس ليج مع روما الإيطالي في 2022.
وجدد ريال سوسييداد الإسباني فوزه على ضيفه ميدتيلاند الدنماركي 5-2 ليضمن تأهله الى ثمن النهائي بتقدمه في مجموع المباراتين (7-3).
كما تأهل أف سي أس بي الروماني إلى ثمن النهائي بعدما جدد فوزه على ضيفه باوك اليوناني 2- صفر، في حين تغلب عليه 2-1 ذهابا، كما تأهل ألكمار الهولندي بعد تعادله مع مضيفه غلطة سراي التركي 2-2 مستفيدا من فوزه 4-1 ذهابا. وانضم فيكتوريا بلزن التشيكي إلى ركب المتأهلين بفوزه 3- صفر على فيرينتسفاروش المجري، بعدما كان الأخير فاز ذهابا 1- صفر. وتأهل بودو جليمت النرويجي بفوزه على تفينتي الهولندي 5-2 بعد التمديد إثر إنتهاء الوقت الأصلي بتقدم الأول 3-2، ليحتكم الفريقان إلى التمديد بعدما كان تفينتي فاز ذهابا 2-1.