الأسبوع:
2024-10-08@14:58:13 GMT

كيف تعيشين حياة بلا (توكسيك)؟

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

كيف تتخلصين من علاقات (التوكسيك) أو العلاقات السامة في حياتكِ؟ سؤال يرغب كل أفراد الأسرة في الإجابة عليه، لذلك التقتِ «الأسبوع» مع د.صفاء أبوالعزم (استشاري الصحة النفسية)، التي أجابت على جميع التساؤلات المتعلقة بالتوكسيك حيث قالت: تُعَد العلاقات التوكسيك من أكثر العلاقات المرهقة التي تستنفد طاقة الإنسان، فهي التي تجعلنا أكثر توترًا وتحفظًا وميلًا إلى الكآبة، وهذا يرجع إلى كم الضغط النفسي والعصبي والنقد والاستفزاز الذي يحدث كأثر مباشر للعلاقات التوكسيك أو العلاقات السامة.

وتتنوع وتختلف العلاقات التوكسيك، فهي ليست مقتصرة فقط على العلاقات العاطفية، ولكنها تتوسع أحيانًا لتشمل العلاقات الأسرية والعائلية وعلاقات زملاء العمل، حيث يشعر الشخص المتعرض للشخصيات التوكسيك بالإحباط والاكتئاب والتوتر الدائم، وقد يصل الأمر إلى فقد الثقة بالنفس والميل للعزلة للتخلص من التعامل مع هذه الشخصيات المؤذية للنفس والعقل. وأوضحت أبوالعزم أننا نستطيع أن نميز هذه العلاقات السامة أو التوكسيك من خلال عدة أنماط أساسية ورئيسية تتمثل في:

1- النقد الدائم وغير المبرّر من قِبل الشخص التوكسيك.

2- الشك الدائم في العلاقات مثل الارتباط العاطفي أو العلاقات الزوجية.

3- في مجال العمل يحاول الشخص التوكسيك التشكيك في قدرتِكِ على إدارة العمل والبحث عن ثغرات بسيطة ويُظهرها لإثبات وجهة نظره في عدم كفاءتِكِ العملية.

4- على الصعيد العائلي قد تتعرض الأم لانتقاد أسلوب تربية أولادها، فيحاول الأشخاص التوكسيك أن يُشعروها بعدم قدرتها على تربية أبنائها وأنها لديها إخفاق في تربيتهم والاستمرار في النقد الدائم لها، مما يؤثر على ثقتها بنفسها كأم.

5- الشخص التوكسيك مرهق في علاقتِكِ به، فهو صعب الإرضاء، مما يجعلكِ دائمًا في موضع ضغط عصبي.

6- الشعور بالقلق والاكتئاب أثناء وجودِكِ مع الأشخاص التوكسيك.

7- يزعزع الشخص التوكسيك قدرتِكِ على النجاح وثقتكِ بنفسكِ.

وتتعدد الأنماط والأساليب التي تميز وجودكِ مع شخص توكسيك، مما يجعلكِ تتساءلين: لماذا أنا في هذه العلاقة؟ ولا بد هنا من وقفة هامة مع النفس وترتيب الأفكار ومحاولة السيطرة على التفاعل مع المشاعر السلبية التي يُصدِّرها لنا الشخص التوكسيك ونقوم بالتصدي لها.

وأكدت أبوالعزم أن الشخص التوكسيك يختار ضحيته من خلال مواصفات متعددة.. .فالشخص التوكسيك يختار الأشخاص الذين يميلون إلى الحساسية المفرطة في المشاعر، والأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس ومذبذبي الثقة بالنفس، ويختار ضحيته بعناية من خلال أيضًا الأشخاص الأكثر مراعاة وتعاطفًا مع مشاعر الآخرين، فهو لا يستطيع أن يجاري الشخصيات العنيدة أو الشخصيات المستقلة، لأنه سيتعرض إلى النبذ منهم والسيطرة على أساليبه التي يقوم بفرضها على الآخر، فهو يهرب من أن يواجهه أحد بأفعاله أو برفض أسلوبه وعدم التأثر بالخدع النفسية التي يقوم بها. ومن خلال الأبحاث النفسية والعلمية استطاع العلماء تحديد أسباب قيام الشخص التوكسيك بمثل هذه الأساليب في التعامل، فوجدوا من خلال البحث والتجارب مع عديد من الأشخاص أن معظمهم يعانون من اضطرابات نفسية كاضطراب الشخصية الحدية وثنائي القطب ومَن لديهم ميول ودوافع عدوانية نحو الذات والغير أو مَن يتخذون هذا الأسلوب والتصرف كنمط للحياة من خلال تقليد للغير.

وأشارت د.صفاء إلى أهمية اتباع الإرشادات التالية للحد من تأثير أساليب الأشخاص والتعامل معها:

- رفض سلوكهم والتحدث معهم عن أهمية تغيير هذا النمط غير المقبول في التعامل.

- عدم التأثر بما يقومون به، وهذا يتم من خلال تعزيز الثقة بالنفس وعدم التفاعل مع النقد والاستفزاز الذي يصدر منهم.

- لا بد أن تقتنعي بأنكِ لست مخطئة وعدم الانصياع وراء أسلوبهم في (قلب الترابيزه) وإظهاركِ بمظهر الشريرة والمخطئة دائمًا وإظهار أنفسهم بأنهم الضحية دائمًا برغم افتعالهم للمشكلات واستفزازكِ لتخطئي.

- لا بد أن تضعي حدودًا في التعامل معهم لتتجنبي تدخلهم في حياتِكِ أو في أسلوب شغلكِ والحد من التعامل معهم وتجنّبهم على قدر الإمكان.

- حافظي على سلامِكِ الداخلي وهدوء أعصابِكِ وعدم التوتر من الانصياع وراء الاستفزاز الصادر منهم، فأنتِ وحدك فقط مَن سيتأثر من هذا الانفعال وتتأثر صحتكِ وأعصابكِ، ولذلك فإن هدوءَكِ هو لمصلحتكِ وتنبيه لهم أنكِ لا تتأثرين بما يقومون به.

وفي النهاية ابتعدي عن كل ما يؤذيكِ نفسيًا وتجنَّبيه، وتعلَّمي الحفاظ على سلامِكِ النفسي وسلامة صحتكِ النفسية من خلال التعامل مع أشخاص أسوياء تتوافقين وتنسجمين معهم، ويزودونكِ بالطاقة الإيجابية والمشاعر الإيجابية، مما يجعلكِ أكثر إنتاجًا ونجاحًا في حياتكِ الأسرية والعائلية والعملية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الصحة النفسية التعامل مع من خلال

إقرأ أيضاً:

الريشة التي حركت ضمائر العالم

بقلم : مرفت محمد عبدالله ..

ناجي العلي، يا عبقري الفن وأيقونة المقاومة كيف استطعت أن تخلق من خطوط بسيطة شخصية تهزّ الضمائر وتنير الوجدان؟ كيف جمعت في “حنظلة” كل أوجاع وآمال الشعب الفلسطيني، كل دمعة طفل وكل صرخة أم كل حجر مقاوم وكل غصن زيتون؟ لقد أضأت بعبقريتك معاني الصمود والكرامة في قلوب الملايين.
(حنظلة) بظهره المدبّر ويديه المشبوكتين خلف ظهره، يقف شاهداً على الظلم والتخاذل يحمّلنا مسؤولية الاستيقاظ والعمل من أجل العدالة. عيناه المغيبتان عن العالم ترى ما لا نراه تشهد على كل خيانة وصمت عربي إنه صوت الضمير الذي يأبى أن يموت وهو النداء الذي لا يزال يتردد في أذاننا: متى نستيقظ من غفلتنا؟ متى نعيد الكرامة لأصحاب الأرض؟

ظهرت شخصية حنظلة لأول مرة عام 1969، وسط أجواء مليئة بالاضطراب والمعاناة للشعب الفلسطيني. كان ناجي العلي فنانا بارعا في التعبير عن مشاعر شعبه وآلامهم واستطاع من خلال خطوطه البسيطة أن ينقل رسالة قوية ومؤثرة.
حنظلة بوجهه المغيب عن العالم، يرمز إلى البراءة المسلوبة والقوة الكامنة في النفوس والتي تستمد جذورها من الأرض والوطن.
إن حنظلة لم يكن مجرد رسم، بل كان صوت الضمير الذي يأبى أن يموت. في كل لوحة، كان ناجي العلي ينقل بمهارة وبراعة معاناة شعبه، ويوصل رسائل مليئة بالأمل والتحدي. لقد أضفى على حنظلة صفة الخلود، وجعل منه رمزاً عالميا للنضال من أجل العدالة والحرية.
حنظلة ليس مجرد شخصية كاريكاتورية، بل هو انعكاس للوجدان الجمعي للشعب الفلسطيني. إنه الطفل الذي يحمل في طياته قصص الأمل والألم، والصمود والمقاومة. بظهوره الدائم في رسومات ناجي العلي، كان يذكرنا بأن النضال لا ينتهي، وأن الحق لا يموت مهما طال الزمان. كان ناجي العلي يبدع في نقل تلك الرسائل القوية من خلال حنظلة بأسلوبه الفريد والبسيط، ولكنه عميق ومؤثر.

رحم الله ناجي العلي، الفنان الذي استطاع أن يجسد معاناة وآمال شعبه من خلال حنظلة، وجعل من هذه الشخصية رمزا خالدا للصمود والتحدي. بفضل عبقريته، سيظل حنظلة يقف شامخاً في ذاكرة الأجيال، يذكرنا دائماً بأن الفن يمكن أن يكون سلاحاً قوياً في مواجهة الظلم وأن الأمل لا يزال حياً في نفوس من يناضلون من أجل الحق والعدالة.

user

مقالات مشابهة

  • تحریر 169 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة
  • هل يحق للورثة بيع الميراث أثناء حياة المورث؟
  • إيران.. ارتفاع جنوني في سعر الأفيون يفجر مخاطر إدمان المخدرات “المخلة بالنفس”
  • على خطى مسلسل برغم القانون.. هل الاعتذار مفتاح لإصلاح العلاقات أم مجرد كلمات؟
  • «التضامن» تكشف تفاصيل الدعم النقدي لذوي الإعاقة
  • كيف مكَّنت «التضامن» ذوي الهمم في التعليم؟.. منح دراسية وسداد مصروفات
  • «بعض الأشخاص سخنوا الأجواء».. المالك الجديد يخرج عن صمته ويرد على صبحي كابر
  • “المعاشات” تطرح دورة جديدة على منصة “جاهز” حول الديون ومواجهة الصعوبات المالية
  • الهاتف القاتل.. عامل يحاول إنهاء حياة آخر لرفضه دفع ثمن «تليفون محمول» بالدقي
  • الريشة التي حركت ضمائر العالم