ليبيا – أكد عضو مجلس الدولة الاستشاري بالقاسم قزيط أن أدوات الأمن في ليبيا أصبحت أدوات قمع، وحرية الرأي صودرت منذ مدة.

قزيط قال في تصريح لشبكة “الرائد” الاخبارية المقربة من حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الاخوان إن الجميع أصبح يعاني، وأي كلام ضد النافدين ستكون عواقبه وخيمه.

وأشار إلى أن الناس أصبحت تخاف، وكثير ممن كان لهم رأي سياسي صودرت حقوقهم وأوقفت مرتباتهم واعتقلوا.

ولفت إلى أن ليبيا تعود إلى حقبة مظلمة في إطار الحريات، والعشرات من الإعلاميين اعتقلوا لأنهم قالوا كلمة لم تعجب أصحاب السلطة والنفوذ، وهذا واقع مؤسف للغاية.

وشدد على أن كل هذا يحدث وسط صمت دولي مريب عمّن كمم الأفواه وصادر جمعيات حقوق الإنسان والمجتمع المدني.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

فخ الاحتيال الرقمي

 

بلقيس الشريقية

في مدينة متألقة تعج بالحركة والحيوية، حيث تتداخل التكنولوجيا مع نسيج الحياة اليومية وتتحول اللحظات إلى إيقاع متسارع بفضل شاشات مضيئة وزرائر ذكية، كان كل شيء يبدو وكأنه يسير بسلاسة متناهية.

الموظفون يديرون مبيعاتهم عبر الإنترنت بكل كفاءة، يسجلون أهدافهم ويحققون نجاحات يومية بلمسة زر. الطلاب، بدورهم، كانوا يتقنون فنون التعلم عن بُعد، ينجزون مشاريعهم الدراسية ويرفعون أبحاثهم بيسر، وكأنهم يعيشون في عالم بلا حدود. أما أصحاب الأعمال، فقد كانت حياتهم تبدو أقرب إلى الخيال؛ حيث كانوا يديرون حساباتهم المالية، ويخططون لتوسيع أعمالهم من مكاتب افتراضية داخل منازلهم. كل شيء كان ينبض بالحياة والسهولة، حتى جاء ذلك اليوم الذي لم يكن في الحسبان.

في صباح هادئ كبقية الصباحات، بدأت رسائل إلكترونية تتدفق إلى صناديق البريد الإلكتروني لسكان المدينة. هذه الرسائل، التي بدت في ظاهرها بريئة ورسمية، كانت تحمل أسماء بنوك موثوقة وشركات معروفة. طلبت من المستلمين تحديث بياناتهم الشخصية أو النقر على روابط للحصول على مكافآت وعروض مغرية. لم يكن هناك ما يثير الشك في تلك الرسائل؛ كل شيء كان يبدو طبيعيًا للغاية، وكان من السهل أن ينخدع بها أي شخص.

لكن خلف هذا الهدوء، كانت تكمن مؤامرة خبيثة. لم تكن هذه الرسائل سوى جزء من خطة محكمة لتنفيذ هجمات تصيد احتيالي (Phishing) واسعة النطاق. عندما نقر الأشخاص على الروابط المرفقة، وجدوا أنفسهم أمام مواقع وهمية صُممت بعناية لجمع بياناتهم الشخصية والحساسة. في لحظات، تحولت حياتهم الرقمية من واحة أمان إلى كابوس مرعب.

بدأت المشاكل تتفاقم بسرعة مذهلة. الحسابات المصرفية تعرضت للاختراق، المعلومات الشخصية سُرقت، والأموال اختفت من الحسابات دون أي تفسير واضح. شبح الخوف سيطر على المدينة، وأصبح كل شخص يتساءل: "هل سأكون أنا الهدف القادم؟".

أمام هذا التهديد المتزايد، تحركت الشركات والبنوك بسرعة فائقة للحد من الأضرار واستعادة السيطرة على الوضع. كان من الضروري سد الثغرات الأمنية التي استغلها المهاجمون، وإعادة بناء الثقة بين العملاء والمؤسسات. لكن في خضم هذه الأزمة، برزت حاجة مُلحة للكشف عن نقاط الضعف في البنية التحتية الرقمية للمدينة، والتي كانت تُعتبر سابقًا من بين الأكثر تطورًا وأمانًا.

ومع مرور الوقت، بدأ سكان المدينة يدركون أن هذه الأزمة لم تكن مجرد اختبار لقوة نظامهم الرقمي، بل كانت درسًا قاسيًا في أهمية الوعي الرقمي. أقيمت ورش عمل وحملات توعوية على نطاق واسع، حيث تم تعليم الناس كيفية التعرف على الهجمات الإلكترونية وسبل الوقاية منها. أصبح التحقق من هوية المرسل قبل النقر على أي رابط أو فتح أي مرفق أمرًا ضروريًا. وبات واضحًا أن الرسائل التي تحتوي على طلبات غير معتادة قد تكون في الواقع محاولات تصيد احتيالي يجب الحذر منها.

إلى جانب ذلك، كشفت أزمة البرمجيات الضارة (Malware) عن أهمية الحفاظ على تحديث برامج مكافحة الفيروسات بانتظام. أدرك السكان أن استخدام كلمات مرور قوية ومعقدة لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة لا غنى عنها لحماية حساباتهم. كذلك، أضافت المصادقة الثنائية طبقة أمان إضافية، مما جعل من الصعب على المهاجمين الوصول إلى الحسابات حتى لو تمكنوا من الحصول على كلمات المرور.

ومع مرور الأيام، أصبح الوعي بالأمان الرقمي جزءًا أساسيًا من حياة سكان المدينة. لم يعد الأمن الرقمي مجرد مسؤولية تقع على عاتق الشركات والبنوك، بل أصبح مسؤولية جماعية. تشكلت فرق مختصة بمراقبة الشبكات بشكل دوري، تبحث عن أي نشاط غير طبيعي يمكن أن يتحول إلى تهديد. وتم تدريب الموظفين على كيفية التعامل مع محاولات الاحتيال، وكيفية التصرف بسرعة وحكمة في حال تعرضوا لهجوم إلكتروني.

وبفضل الجهود المشتركة، استطاعت المدينة استعادة استقرارها الرقمي. عادت الحياة إلى طبيعتها، لكن بطعم مختلف. أصبحت المدينة أكثر حذرًا وأكثر فهمًا للتحديات الرقمية التي تحيط بها. تحت شعار "أمان رقمي، قوة لا تقهر"، أصبحت المدينة نموذجًا يحتذى به في مجال الأمان الرقمي. وبدلاً من أن تكون الأزمة مجرد تجربة سيئة، تحولت إلى فرصة للتعلم والنمو.

اليوم.. أصبحت المدينة بيئة أكثر أمانًا ووعيًا في مواجهة التهديدات الإلكترونية. سعت إلى تعزيز الأمن الرقمي بشكل مستمر، وحرصت على أن تكون دائمًا على أهبة الاستعداد لأي تهديدات جديدة. وما بدأ كأزمة، تحول إلى إنجاز جماعي يُحتفى به، ليس فقط على مستوى المدينة، بل على مستوى العالم الرقمي بأسره. أصبحت المدينة رمزًا للتكيف والمرونة في مواجهة المخاطر، وقدمت درسًا حقيقيًا في كيفية تحويل التحديات إلى فرص للتطوير والتحسين.

وختامًا.. لم تكن تجربة المدينة مجرد اختبار لقوة أنظمتها الأمنية، بل كانت انعكاسًا لقوة إرادة سكانها ورغبتهم في مواجهة التحديات بكل عزم وثبات. تعلم الجميع أن الأمن الرقمي ليس مجرد أدوات وبرامج، بل هو ثقافة ووعي جماعي. ومع هذه المعرفة الجديدة، أصبحت المدينة أكثر استعدادًا للمستقبل، قادرة على حماية نفسها من أي تهديدات قادمة، وضمان أن تكون دائمًا في المقدمة في عالم رقمي يتطور باستمرار.

 

مقالات مشابهة

  • «الشحومي» لـ «عين ليبيا»: 60% من القطاع الخاص هو اقتصاد ظل والرواتب ضعيفة إلى حد كبير!
  • أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم والتدريب
  • السوبر الأوروبي يدشن حقبة مبابي في ريال مدريد
  • «سلمان للإغاثة» يسلّم أدوات المهنة لـ 100 متدرب من الأيتام ومعيلات الأسر بمحافظة حضرموت
  • فخ الاحتيال الرقمي
  • السوبر الأوروبي: حقبة مبابي تبدأ في ريال مدريد
  • شراء المستلزمات الدراسية
  • روابط برّاقة: أدوات استخباراتية وتسويقية وكعكة “الهاكرز”
  • العرفي: إعلان بعض الأطراف حالة النفير بعد تحرك الجيش ما هو إلا محاولة لحماية أباطرة التهريب
  • «حماة الوطن»: منتدى الشباب وحقوق الإنسان 2024 يرسخ لمبادئ الحريات العامة