شبكة انباء العراق:
2025-04-29@17:08:28 GMT

نحن الذين هزمنا أنفسنا

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

مرت علينا عقود من السنين كنا كل يوم نعتقد بأن غداً سيكون أجمل. ومازلنا نعتقد انه سوف يكون الأجمل والأفضل. لكنهم جعلونا ننسى المستقبل، ونتكلم كل يوم عن أسعار الرز والخبز، وعن جداول قطع التيار الكهربائي في توقيتات القطع المبرمج. جعلونا نتحدث عن فوائد البطيخ، وعن بائع الماء RO، وبائع قوالب الثلج، وبائع غاز المطابخ، ونسينا الذين باعونا.

الذين لا يتذكروننا إلا في الأيام التي تسبق الانتخابات. .
لن تتغير حياتنا النمطية بانتخابات نزيهة، ولا برئيس عادل، ولا بمسؤول أمين، ومعالج ناصح، وفلاح بريء، ومعلم فاضل، ورجل امن ودود، وعسكري غيور، وإداري خدوم. نحن بكل بساطة بحاجة إلى مواطن على قدر كافٍ من الوعي. . لقد سقطت هيبة الأب في البيت، وهيبة الشيخ في المسجد، والراهب في الكنيسة، والمعلم في المدرسة، والكبير في العائلة، وربما سقط المجتمع كله. . سألوا سقراط: ما هو المستحيل ؟. فقال: إقناع الجاهل بالحقيقة. . فالطيور التي تولد في الأقفاص تعتقد ان الطيران جريمة. علما ان اغلب صفات الإنسان وراثية، إلا النفاق والاستحمار والاستغباء فهي مجهودات ذاتية ومواقف فردية. .
تقول أحلام مستغانمي، وهي كاتبة وروائية جزائرية: (لا أعرف أمة غير العرب تكفلت بتحقيق أمنيات أعدائها، وخاضت الحروب نيابة عنهم، وأعادت أوطانها نصف قرن إلى الوراء، وما زالت تموّل خرابها، وتقتل وتذبح أبناءها بخناجرها، كي ينعم أعداؤها بالأمان). .
سبعة ملايين يهودي بلا نفط يحكمون العالم، ومليار ونصف مسلم يعيشون على بحار من النفط، يعانون الفقر والبطالة والمرض والتخلف. .
عندما دافعت أوكرانيا عن أرضها، هرع العرب لتأييدها والوقوف معها ودعمها، ووصفوا بطولات جيشها بالأسطورية. وعندما قررت غزة الدفاع عن أرضها، غضبت منها الحكومات العربية، ووصفها بعض الدعاة بالإرهاب، وسارع السيسي وملك الأردن لدعم الاحتلال لوجستيا بتفعيل سلاسل التوريد وتشغيل جسور النقل البري والبحري. وأبدعوا في حصارها وتضييق الخناق عليها. .
ختاماً: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله). قانون سماوي، وقاعدة ربانية لا تتبدل، فكل من مكر سيعود مكره عليه، وسينقلب عليه ويرتد ضده، لأن الله جل شأنه. أخبرنا وخبره الحق المبين: أن المكر السيء لا يحيق إلا بصاحبه، ولا ينقلب إلا على أهله. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

إنقاذ ترامب

يزور زعيم الإمبراطورية الكونية دونالد ترامب منطقتنا منتصف الشهر القادم، ومن المتوقع أن يستقبله القادة العرب بمنح اقتصادية وسياسية تخرجه من أزمة التراجع والهزيمة التي بدأت إدارته تعاني منها.

الرئيس الأمريكي الذي شن حربًا تجارية عالمية على كل دول العالم، وأظهر قدرًا غير مسبوق من الغرور والغطرسة، عاد ليتراجع عن كل رسومه الجمركية، وصرح مؤخرًا أنه سيصل إلى صفقة تجارية واقتصادية مع الصين، عدوه الاقتصادي الأول.

وعندما جاء الرجل ليطبق سياسة الضغوط القصوى على كل دول العالم، نجح المجتمع الدولي في التماسك والوقوف دون رعب في مواجهة تهديدات ترامب.

واستطاعت الصين تحويل نقاط ضعفها إلى أوراق ضغط قوية أجبرت الرجل على التراجع، فأمريكا تصدر للصين أكثر بقليل من 100 مليار دولار، مقابل 500 مليار دولار منتجات صينية لأمريكا. وعندما رفعت إدارة ترامب الرسوم الجمركية على تلك المنتجات للضغط على بكين نجحت الأخيرة في قلب الطاولة رأسًا على عقب، وقدمت عروضًا لمنتجات صينية بنصف الأسعار أو بربعها، وهو ما هدد الصناعة الأمريكية بالدمار الشامل، فتراجع ترامب.

وبعد تهدد أمريكا بالعزلة الدولية، يأتي الرجل وسط زفة إعلامية عربية غير مسبوقة وكأنه سيأخذهم معه إلى القمر!.

واستبعد ترامب بشكل متعمد مصر من زياراته التي تشمل السعودية والإمارات وقطر.

صحيح أنه إن زار القاهرة لن يحصل على أموال أو صفقات أسلحة، ولكن مصر هي أكبر دولة عربية وهي الفاعل الأساسي في قضية الصراع العربي مع الكيان الإسرائيلي، وحتى من الناحية الاقتصادية فهي أكبر سوق في المنطقة بـ110 ملايين مواطن، ولم يكن استبعادها فقط بسبب اليقين بأن ترامب لم يحصل على أموال منها، ولكن هناك أسبابًا كثيرة أولها ضرب الثقة بين مصر وأشقائها العرب، وإحداث فتنة تغذيها إسرائيل منذ اغتصابها لفلسطين عام 1948، إضافة إلى محاولة إضعاف الدور المصري الذي ينطلق من ضرورة أن يتخذ العرب موقفًا موحدًا وجماعيًا لحماية أمن واستقرار ووحدة أوطاننا العربية.

وهو أيضًا ضرب للدور المصري المساند بشكل لا لبث فيه لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود ما قبل الخامس من يونيو 1967.

والغريب أن ترامب جاء ليزف إلينا البشرى بأنه سيعرض على السعودية صفقة أسلحة بـ100 مليار دولار، فهو من حدد حجم الصفقة، ونوع الأسلحة وتوقيتها، وهو من أعلنها، وهذا عكس كل الأعراف التجارية التي تقول أن المشتري، وليس البائع هو صاحب كل تلك الحقوق.

كما أن الأوساط الأمريكية بدأت الحديث حول صفقات سياسية تتضمن موافقة السعودية على التطبيع مع إسرائيل، إضافة إلى صفقات تجارية واقتصادية كبرى مع الإمارات وقطر، وكل هذا يتم التحضير له في شكل احتفالي عالمي، وكأن على العرب أن يدفعوا فقط ثمنًا لمباركة الرجل الأعظم ترامب لأراضيهم.

ولم يطرح حتى الآن أي مطالب عربية للرئيس الأمريكي مقابل كل هذه المليارات التي سيدفعها العرب راقصون فرحون بعدو أمتهم الأعظم.

مقالات مشابهة

  • الفريق مهندس محمد كمال ابوشوك وعبير الأمكنة
  • من هم الذين ستطالهم “العقوبات السعودية” في موسم الحج هذا العام 
  • أنا ساكن صالحة.. بعرف كثير من الشهداء الذين تم تصفيتهم بواسطة الجنجويد
  • أول تعليق من إنريكي قبل مواجهة باريس سان جيرمان وآرسنال بدوري الأبطال
  • الدكتور إسماعيل كمال يتفقد أعمال الصيانه بمحور وكوبرى بديل خزان أسوان
  • إنقاذ ترامب
  • ارتفاع حالات التسمم الغذائي في الصيف.. كيف نحمي أنفسنا؟
  • تعرف على الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا خلال الحرب
  • «بحضور نخبة من النجوم».. عمر كمال يُشعل حفل زفاف ابنة عصام إمام
  • يحيي حسن كمال يحصد فضية بطولة كأس رئيس الاتحاد الدولي للتايكوندو