تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شخصية الشيخ الأكبر "محي الدين بن عربى" شخصية ثرية يكتنفها الغموض وهو بصدق يعتبر فيلسوف الأضداد وفى سيرته سترى معه الخيال والواقع، والترحال والاستقرار، والمعاناة والارتياح، والحب والابتعاد، والخوف والإقدامٌ، والقرب والبعد، شخصية متفردة، ولهذا كانت رواية "موت صغير" هى بحق إعجاز بكل المقاييس لتناولها جوانب مثيرة من حياة  هذا الفيلسوف الفَذّ الذى يعد من كبار المتصوفين وأبرزهم، وللحق 
استطاع  الروائي  المبدع "محمد حسن علوان"  أن يكتبها بهذا  التميز ويقنعك كقارئ بأن ما تقرأه  ليست أحداثا متخيلة بل هى واقعية لشخصية حقيقية ثقيلة الوزن ومثيرة للجدل بصورة لا مثيل لها.

رواية تسير مجرياتها بين حدث تاريخي واقعي،  وسرد تخييلي، كتبها بلغة شعرية، فيها  متعة الحكى ورشاقة اللفظ ورقى الكلمة مع جمال السرد وسحر القص.

إذا قرأت هذه الرواية، ستعيش  القلق فى سيرة الشيخ الأكبر "محي الدين  بن عربى" منذ ولادته حتى وفاته ومن خلالها يسيطر عليك توتر مشاعره  فى ترحاله من الأندلس غربًا وحتى آذربيجان شرقًا، مرورًا بالمغرب ومصر والحجاز والشام والعراق وتركيا، وتعيش معه تجربته الصوفية المتفردة والعميقة  في ظل دول وأحداث متخيّلة، مارًا بمدن عديدة وأشخاص من مختلف الطبقات  والأمزجة  وحروب لا تبقى ولا تذر.

هى بصدق من أجمل الروايات التاريخية، وستجد في سطورها ما  أكده كاتبها بقوله:

 «أنا لا أكتب رواية تستجيب لمزاج القارئ، بل تتحداه».

فى هذه الرواية تعيش مع الشيخ الأكبر وكأنك تراه  امامك، وبذكاء شديد وبمهارة فائقة ادخلك الروائى المتميز محمد حسن علوان فى بدايتها  إلى فلسفته  غموضه حيث كتب فى البداية على لسانه:

أعطانى الله برزخين:
برزخ قبل ولادتى وآخر بعد مماتى، فى الأول رأيت أمى وهى تلدنى، وفى الثانى رأيت ابنى وهو يدفنى،رأيت أبى يضحك مستبشرا بِبَكْرَه  الذكر، وزوجتى تبكى مفجوعةً  فى زوجها  الْمُسِنّ،رأيت فتيل دولة المرابطين يطفئه  الموحِّدون فى  ،"مرسيّة" قبل ولادتى، ورأيت التتر يدكّون  بغداد  دكًا دكًا.

بعد مماتى، رأيت الأولياء بستبشرون بمولد سلطان العارفين، والفقهاء
يكبرون لهلاك إمام المتزنقدين.. رأيت كل هذا بكشف الله الأعم ونوره الأسنى فى سنوات قليلة من برزخين.. فانكشفت لى سرعة عبورى، وضرورة فنائى فى هذا العمر الذى ليس سوى محض سطرٍٍ  فى رسالته الإلهية، لمعة شهابٍ  فى سمائه العلوية،أثر خفٍّ فى أرضه  الواسعة.. انتهى برزخي الأول في رمضان عندما شعرت أمي بآلام الوضع، اعتصرت يداها طرفي الفراش وابتهل فمها إلى الله أن يجعل مولودها ذكرًا  ومخاضه سهلًا.

مسحت "فاطمة" عن  جبينها عرق الولادة، وعن قلبها قوارض الخوف ولما  ولدتُ أَخيرًا  كان وجه هذه القابلة الطيبة أول وجهٍ أراه في بداية الحياة.. قارنته  بآلاف الوجوه التي رأيتها في برزخي، آلاف  الأولياء، آلاف  الأتقياء، آلاف الزهَّاد.. وكان وجهها أوسع رحمة وهو حقيقة ماثلة أمامي!

هذا ما بدأ به الروائي المبدع سرده وجعل  لهذه القابلة  "فاطمة" دورًا كبيرًا  فى حياة الشيخ الأكبر محي الدين بن عربى".

فى الأسبوع المقبل بإذن الله سنعرف ما هو   الدور الهام  الذي  لعبته هذه القابلة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: موت صغير الشیخ الأکبر

إقرأ أيضاً:

ما أصعب يوم في حياة النبي؟.. الشيخ رمضان عبد المعز يوضح

أكد الشيخ رمضان عبد المعز أن أحداث يوم أُحُد كانت من أصعب المحطات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، من حديث النبي مع السيدة عائشة أم المؤمنين، التي سألته عن أشد يوم مر عليه في حياته، فكان رده- صلى الله عليه وسلم- هو أن يوم أٌحد كان من أصعب الأيام التي عاشها، حيث فقد فيه عمه حمزة بن عبد المطلب، الذي استشهد في يوم أٌحد.

ولفت الشيخ رمضان عبد المعز، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأحد، أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتفِ فقط بالحزن على فقدان عمه، بل تجرع أوجاعًا جسدية أيضًا، بعد إصابته في وجهه وداخل جسده الشريف، ورغم هذه المعاناة، فإن النبي عليه الصلاة والسلام أظهر عظمة أخلاقه، حيث رفض أن ينتقم من أعدائه في مكة بعد تعرضه للعدوان في الطائف، مستعينًا بتلك الكلمات المشهورة التي ذكرها وهو يدعو الله قائلاً:

“اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك غضب علي؛ فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن يحل علي غضبك، أو ينزل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك”.

وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضعف أمام أقدار الله، ويعترف بعجزه، لكنه كان دائما في مقام الطاعة، يسأل ربه العفو والرحمة، في أعظم دروس الإيمان والصبر، لافتا إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام كان في أشد لحظات ضعفه يرفع يديه إلى السماء، ويبتهل إلى الله، يعترف أنه لا حول له ولا قوة إلا بالله.

وأكد أن هذه اللحظات تُعلمنا الكثير من الدروس في الصبر على المحن، والاعتماد على الله في الأوقات العصيبة، وأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان مثالاً حيًا لرفض الانتقام وطلب العفو، رغم معاناته الشديدة.

وأشار الشيخ رمضان، إلى أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان دائمًا يشكر الله، ويعترف بنعمه، قائلاً: "اللهم عافني في بدني، وعافني في ديني، وأوسع لي في رزقي".

مقالات مشابهة

  • 50 صورة ترصد المشهد.. آلاف المُحبين يحيون الليلة الختامية لمولد السيدة زينب
  • تعليم كفر الشيخ : إجراء مقابلات شخصية للمرشحين بالدفعة الثانية من مبادرة 1000 مدير
  • آل الشيخ: هناك شخصية مؤثرة تدير الأندية الكبرى وكأنها ألعاب بلايستيشن.. فيديو
  • القارئ المصري أحمد نعينع: برنامج ضيوف خادم الحرمين للعمرة عطاء كبير للمسلمين
  • شاهد.. وفاة قارئ أثناء تلاوة سورة الإسراء بمسجد إندونيسي
  • حفل توقيع رواية «27 يوم جواز» للزميلة آية الله الجافي بمعرض الكتاب
  • آيباد قابل للطي في 2028.. هل تنجح آبل أكثر من الآخرين؟
  • في ذكراه.. قصة إصابة فؤاد أحمد بالعمى بسبب شخصية هامان
  • ما أصعب يوم في حياة النبي؟.. الشيخ رمضان عبد المعز يوضح
  • محمد سمير ندا.. على الكاتب أن يمتلك الجرأة على إلقاء الحجارة في البحيرات الراكدة