حثت روسيا الإدارة الأميركية على التصدي لـ"سياسات التحريض على الكراهية ضد المعارضين السياسيين والدول والشعوب"، مستغلة محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للتنديد بالدعم الأميركي لأوكرانيا.

وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا عبر "تليغرام" صباح اليوم الأحد "تعرض ترامب لمحاولة اغتيال.

ومنذ شهرين  تحديدا، لفتّ الانتباه إلى حقيقة أنهم في الولايات المتحدة يشجعون حرفيا التحريض على الكراهية للمعارضين السياسيين، كما قدمتُ أمثلة على التقليد الأميركي المتمثل في اغتيالات الرؤساء والمرشحين الرئاسيين ومحاولات اغتيالهم".

واستشهدت الناطقة باسم الخارجية الروسية بتصريح سابق لها حذرت فيه من "حملة تحريض على ترامب شنّها خصومه الديمقراطيون".

وأشارت إلى نفاق "الغربيين المدافعين عن الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان الذين يعلن بعضهم في الولايات المتحدة صراحة عن حاجتهم إلى قتل المرشح الرئاسي دونالد ترامب".

وشددت على أن "مثل هذه التصريحات لا تأتي في شبكة اجتماعية ما، وإنما في وسائل الإعلام الرسمية على لسان سياسيين ديمقراطيين".

ونددت زاخاروفا بالدعم الأميركي لأوكرانيا التي تتهمها بالتحريض على شن "هجمات ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

ووجهت الدبلومسية الروسية حديثها إلى "الذين يصوتون في الولايات المتحدة لتزويد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالسلاح"، قائلة "قد يكون من الأفضل استخدام هذه الأموال لتمويل الشرطة الأميركية وغيرها من الأجهزة التي من المفترض أن تضمن القانون والنظام في الولايات المتحدة".

ونجا ترامب أمس السبت من محاولة اغتيال بإطلاق النار عليه خلال إلقائه كلمته أثناء تجمع انتخابي لأنصاره في ولاية بنسلفانيا. وأصيب ترامب في أذنه، وقتل شخص آخر كان بجواره كما أصيب اثنان آخران، بينما قتل رجال الخدمة السرية مطلق النار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الرد أم التهديد بالرد.. هل يجر خامنئي ونتانياهو المنطقة إلى الاشتعال؟

تهديدات كبيرة وأسئلة كثيرة، والمطلوب واحد: منع الحرب بين إسرائيل وإيران، وربما ردع "المتطرفين" في الدولتين من جر المنطقة إلى حرب.

توعدت إيران بالانتقام من إسرائيل، ولم تنفذ تهديدها إلى الآن، بينما تباينت التكهنات بشأن الأسباب، هل هي الحكمة؟ أم الخوف؟ أم انتظار اتفاق شامل مع واشنطن؟ كما يروج إعلام محور طهران.

باربارا سلايفن، كاتبة وزميلة في "مركز ستيمسون" في واشنطن وبهنام بن طالبلو، كبير الباحثين في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" في واشنطن، ومئير مصري، الأستاذ في "الجامعة العبرية في القدس"، ناقشوا هذا الملف في برنامج "عاصمة القرار" على قناة الحرة.

هل تتفادى المبادرة الثلاثية حرب واسعة بين إيران وإسرائيل؟

دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن،  كلّ الأطراف في المنطقة إلى "إدراك مخاطر الحسابات الخاطئة، واتخاذ قرارات لتهدئة التوترات وليس لتفاقمها. يجب ألا يُصعّد أحد هذا النزاع. نحن منخرطون في دبلوماسية مكثّفة مع حلفاء وشركاء، نقلنا هذه الرسالة مباشرة إلى إيران ونقلنا تلك الرسالة مباشرة إلى إسرائيل أيضاً".

ويستعين البيت الأبيض بمصر وقطر، لحث إسرائيل وحماس على التوصل إلى اتفاق لوقف النار، واطلاق سراح الرهائن، وبالتالي نزع فتيل التوتر بمنطقة أصبحت رهينةً لهذا الصراع.

ودعا قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر في بيان مشترك كل من إسرائيل وحماس إلى "استئناف المناقشات العاجلة يوم الخميس 15 أغسطس في الدوحة أو القاهرة،  لسد جميع الفجوات المتبقية والبدء في تنفيذ الاتفاق دون مزيد من التأخير. لم يعد هناك المزيد من الوقت لإضاعته، ولا أعذار لأي طرف لمزيد من التأخير. لقد حان الوقت لإطلاق سراح الرهائن وبدء وقف إطلاق النار وتنفيذ هذا الاتفاق"، حسب تعبير البيان الثلاثي.

طائرات F-22.. وصواريخ كروز

أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بنشر 3 حاملات طائرات، وأسراب من طائرات F-22 رابتورز المتطورة جداً، التي وصلت إلى المنطقة. وذلك في إطار "الجهود العديدة لردع العدوان، والدفاع عن إسرائيل، وحماية القوات الأميركية في المنطقة"، على حد تعبير أوستن.

كما استوقف المراقبين ملياً، إرسال الغواصة "يو إس إس جورجيا" المسلحة بصواريخ كروز الفائقة الدقة. وبالتالي فإن ما نشرته الولايات المتحدة في المنطقة يُشكّل قوة ردع كبيرة جداً.

تقول باريارا سلايفن إن واشنطن لا تريد حرباً إقليمية، لكنها "توجه رسالة لإيران عبر نشر هذه القوة العسكرية في المنطقة.  فإيران تخشى الوجود العسكري الأميركي، والولايات المتحدة تريد أن تردع الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا عن مهاجمة القواعد الأميركية".

ويعتقد بهنام بن طالبلو أن "إيران سترد حتماً على إسرائيل. وأن ادارة بايدن لا تريد حرباُ إقليمية ، لكنها تجرب حلاً عملانياً لمشكله سياسية، وإذا وقع هجوم إيراني وأدى إلى ضحايا كثر، فإن المواقف في الولايات المتحدة ستتحول من دفاعية إلى هجومية".

من جهته يقول الباحث الأميركي مايك دوران "إن فريق بايدن يريد تجنب تحول التصعيد إلى صراع إقليمي إذا هاجم الإيرانيون إسرائيل. ولذلك تطالب هذه الإدارة إسرائيل بعدم استباق إيران وعدم الرد عليها"

وتثير هذه السياسة، بحسب دوران، سؤالين: "أولاً.. لماذا يعتبر الهجوم الإيراني على إسرائيل حدثاً مقبولاً، بينما يعتبر الهجوم الإسرائيلي الوقائي أو الهجوم المضاد تصعيداً؟ وثانياً.. ألم تكن مئات الهجمات على إسرائيل من لبنان والعراق واليمن وإيران تصعيداً إقليمياً؟ فاليمن، على سبيل المثال، يبعد 1200 ميلاً عن إسرائيل".

أما الباحثة الأميركية أندريا سترايكر، فتعتقد أنه على الولايات المتحدة "توجيه تهديد حقيقي باستهداف أهداف عسكرية مُهمة تُقدرها إيران - بدلاً من الدبلوماسية، والمناشدات، والتفاهم مع النظام الإيراني- هو وحده القادر على إيقاف أي ضربة إيرانية كبيرة لإسرائيل".  

مزيج من "الردع والدبلوماسية"

من جهته يقول ديفيد إغناتيوس في واشنطن بوست، إن "بايدن يسعى جاهداً لنزع فتيل القنبلة الموقوتة بين إيران وإسرائيل".

ويُضيف أن الرئيس الأميركي "قرر اعتماد استراتيجية قائمة على مزيج من الردع والدبلوماسية، كأفضل طريقة لمنع وقوع الكارثة في الشرق الأوسط".

وينقل ديفيد إغناتيوس عن مسؤول أميركي رفيع قوله بأنه تم إيصال رسالةً واضحة لإيران عبر السفارة السويسرية في طهران، بأن "الولايات المتحدة لا تتزعزع في دفاعها عن مصالحنا وشركائنا وشعبنا. وقد نقلنا كمية كبيرة من الأصول العسكرية إلى المنطقة للتأكيد على هذا المبدأ. وأن خطر حدوث تصعيد كبير مرتفع للغاية، وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة على استقرار الحكومة الجديدة للرئيس مسعود بيزشكيان"

ويضيف إغناتيوس أن دبلوماسية بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو معقدة بنفس القدر، إذ أجرى الاثنان محادثة هاتفية حادة اشتكى فيها بايدن من أن نتانياهو يعيق الجهود الأميركية لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن في غزة. 

وقد ضغط بايدن على رئيس الوزراء الإسرائيلي ليكون "شريكا جيداً" لواشنطن، التي تعتبر أن التصعيد الإسرائيلي الأخير كان ناجحاً تكتيكياً لا استراتيجياً، ورغم ذلك فإن البلدين ليسا على خلاف، رغم الإحراج الذي تسببه لواشنطن حرية العمل العسكري الإسرائيلي.

مواجهة أميركية إيرانية مباشرة؟

في مقال له بصحيفة "وول ستريت جورنال"، يقول السناتور الجمهوري ليندسي غراهام إن "تكثيف إيران ووكلائها هجماتهم على إسرائيل وعلى المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، هو نتيجة سياسة إدارة بايدن التي سمحت للنظام الإيراني بجني المزيد من الأموال من بيع النفط واستثمارها في تصدير الإرهاب".  

ثم يشرح السناتور الجمهوري اقتراحه لثلاثة مشاريع قوانين لمواجهة إيران وهي: أولاً: فرض رسوم جمركية مرتفعة على الدول التي تنتهك العقوبات الأميركية عبر شراء النفط من إيران. 

وثانياً: اعتبار أي هجوم لحزب الله على إسرائيل بمثابة  هجوم إيراني على إسرائيل. ومحاسبة طهران على هجمات حزب الله. 

وثالثاً: وضع خطوط حمراء حقيقية ونهائية لبرنامج إيران النووي. إذا تجاوزت طهران هذه الخطوط، فستستخدم الولايات المتحدة القوة العسكرية ضدها.

ويعتبر غراهام أن إقرار هذه القوانين معاُ يوجه رسالة لا لبس فيها إلى النظام الإيراني.

وفي المقابل، يعتقد النائب الديمقراطي سيث مولتون، أن "لدى إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن هذا ملف قد يجر الولايات المتحدة إلى التدخل. لا نريد أن يتم جرنا إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط. لذلك، نحن مهتمون بما تقوم به إسرائيل للدفاع عن نفسها. ونريد أن تكون إسرائيل والإسرائيليون بأمان . لكننا أيضاً، لا نريد حرباً واسعة في الشرق الأوسط".

"نجاحات تكتيكية وأخطاء استراتيجية"

يجادل الكاتب الأميركي جوناثان سترام، بأن عمليتي قتل إسرائيل لإسماعيل هنية وفؤاد شكر كانتا ناجحتين استخباراتياً وتكتيكياً، لكنهما كانتا في النهاية أخطاءً فادحة استراتيجياً. 

ويقول إن إسرائيل قتلتهما في وقت متزامن، وهذا ما سيجبر إيران وأذرعها على الرد، مما سيشعل المنطقة، وقد يورط واشنطن في حرب كان يُمكن تفاديها ويقتل أي أملٍ باتمام صفقة الرهائن، وعودة النازحين إلى بيوتهم في شمال إسرائيل. 

ويختم الكاتب أن هذه الاغتيالات لا تخدم سوى نتانياهو ويحيى السنوار اللذين سيستفيدان سياسيا من اندلاع حريق أوسع نطاقاً في المنطقة.

ويعتقد الأستاذ الجامعي الأميركي شبلي تلحمي أن " نتانياهو يريد جر الولايات المتحدة إلى حرب مع حزب الله وإيران. يجب الا يُصدق أحد ما يروج له نتانياهو".

سيناريو الضربة الإيرانية

يعتقد "معهد دراسة الحرب" في واشنطن، أنه يُمكن أن تُعدِّل إيران نموذج هجوم أبريل 2024 على إسرائيل، بأربع طرق على الأقل لزيادة احتمال إلحاق أضرار جسيم.

أولاً: يُمكن لإيران زيادة حجم الصواريخ التي تطلقها على إسرائيل. وثانياً: يُمكن لإيران أن تغيّر عدد المواقع التي تستهدفها في إسرائيل. وثالثاً: يُمكن لإيران أن تأمر بشن هجمات متزامنة على القوات الأميركية، خاصة في شرق سوريا. ورابعاً: يُمكن لإيران وحلفائها تنفيذ سلسلة من الهجمات بالطائرات من دون طيار والصواريخ على مدار عدة أيام.

ويًلاحظ الباحث الأميركي سينا طوسي أنه، كما نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين، فإن روسيا بدأت في تسليم إيران رادارات متقدمة ومعدات دفاع جوّي. ويتماشى هذا الخبر مع شائعات في وسائل الإعلام الإيرانية، بأن إيران تلقت أنظمة مورمانسك للحرب الإلكترونية لمساعدة دفاعاتها الجوية.

ويستبعد آرتا مويني اندلاع حرب مباشرة بين إيران وإسرائيل ويرى أن "السيناريو الأرجح فتح جبهة جديدة في شمال إسرائيل مع حزب الله". ويضيف مدير الأبحاث في معهد السلام والدبلوماسية، أن إيران لم تشر إلى طبيعة وتوقيت الهجوم الذي ستشنه "لجعل نتانياهو يدفع كلفة أكبر مقارنة بالهجوم في أبريل الماضي".

ويقول الباحث الإسرائيلي مئير مصري، إن "التهديد بالرد على إسرائيل أهم من الرد نفسه بالنسبة لإيران التي لن تضحي بمصالحها عبر الدخول في مواجهة غير محسوبة مع إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • الرئيس عباس يُشيد بمواقف روسيا تجاه فلسطين ويُهاجم الولايات المتحدة
  • التكلفة والنوع والتسليم.. عرض لتفاصيل صفقة السلاح الأميركية الإسرائيلية
  • الرد أم التهديد بالرد.. هل يجر خامنئي ونتانياهو المنطقة إلى الاشتعال؟
  • ترامب: 5 نوفمبر سيكون أهم يوم في تاريخ الولايات المتحدة
  • ترامب يهاجم بايدن وهاريس في لقاء مع إيلون ماسك.. ماذا قال عنهما؟
  • ترامب: الوضع في الشرق الأوسط يمكن أن يقود إلى حرب عالمية ثالثة!
  • هل يجر خامنئي ونتانياهو المنطقة إلى حرب شاملة؟
  • ترامب في حديثه ماسك: أحداث الشرق الأوسط قد تقودنا إلى حرب عالمية ثالثة
  • الجيش الأميركي ينشر غواصة صواريخ موجهة بالشرق الأوسط
  • خلال ولايته الرئاسية.. بايدن: وقف إطلاق النار في غزة ما يزال ممكنا