صحيفة الاتحاد:
2025-02-02@15:11:48 GMT
«تريندز» يبدأ غداً جولته البحثية في جنوب أفريقيا بالشراكة الإعلامية مع مركز الاتحاد للأخبار
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
يبدأ مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بالشراكة الإعلامية مع مركز الاتحاد للأخبار، غداً «الاثنين» 15 يوليو 2024، جولته البحثية العلمية في جنوب أفريقيا وتستمر خمسة أيام.
وتتضمن الجولة الافتتاح الرسمي لمكتب تريندز الفعلي في كيب تاون، وتنظيم الفعالية الأولى ضمن «سلسلة تريندز للموائد المستديرة العالمية - الشرق الأوسط وأفريقيا»، بمشاركة وحضور ممثلي أهم مراكز البحث في الشرق الأوسط وأفريقيا، لعرض ومناقشة الشؤون والمواضيع التي تهم مراكز الفكر في المنطقتين.
وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، إن الجولة البحثية في جنوب أفريقيا ستكون متنوعة وثرية، حيث ستشمل تنظيم مائدة مستديرة عالمية تضم أهم مراكز الفكر في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، للبحث في آفاق العلاقة بين المنطقتين، وتعزيز الحوار البنّاء مع هذه المراكز، وتبادل أفضل الممارسات والتجارب في مجال تخطيط وإدارة السياسات العامة، والدور الذي تقوم به مراكز الفكر في هذا الصدد.
وأضاف الدكتور العلي: مكتب «تريندز» في كيب تاون، يسعى المركز من خلاله إلى تعزيز التعاون العلمي والبحثي مع دول أفريقيا جنوب الصحراء. ويكمل دور مكتبين آخرين في القاهرة والرباط، يعملان بأسلوب العمل الافتراضي، ضمن شبكة عالمية من المكاتب الحقيقية والافتراضية التي تغطي سبع دول في العالم حتى الآن.
وأشار الدكتور العلي إلى أن باحثي «تريندز» سيعملون خلال الجولة على استكشاف إمكانية التعاون بين «تريندز» ومراكز الفكر في جنوب أفريقيا، وقال: «إن أفريقيا قارة تحظى بفرص ضخمة للنمو، ولديها آفاق تنموية واعدة، لافتاً إلى أن «تريندز» يؤمن بأن تعزيز التعاون البحثي مع المؤسسات في هذه القارة أمر ضروري لفهم التحديات التي تواجهها، والفرص التي تتيحها.
إلى ذلك، كشفت سمية الحضرمي، نائب رئيس قطاع تريندز - جلوبال تفاصيل «سلسلة تريندز للموائد المستديرة العالمية - الشرق الأوسط وأفريقيا»، موضحة أن الفعالية الأولى ضمن هذه السلسلة ستكون تحت عنوان «تعزيز إمكانات مراكز البحوث: أفكار جديدة واستراتيجيات مبتكرة للتأثير الفعال»، بمشاركة ممثلي أهم مراكز البحث في الشرق الأوسط وأفريقيا لعرض ومناقشة الشؤون والمواضيع التي تهم مراكز الفكر في المنطقتين.
وأوضحت سمية الحضرمي أن «سلسلة تريندز للموائد المستديرة العالمية - الشرق الأوسط وأفريقيا» تهدف إلى تحليل تأثير مراكز البحوث على السياسات العامة والحوكمة وتقييم هذا التأثير وتحليله حول العالم، كما تهدف لبدء حوار مفيد وتبادل الخبرات وتوليد الأفكار والمساهمة في بناء المعرفة حول أبرز الاتجاهات والتحديات والفرص والآفاق المتعلقة ببناء القدرات وتعزيز فاعلية مراكز البحوث في الشرق الأوسط وبقية مناطق العالم.
وذكرت أنه سيتم غداً الاثنين، تنظيم حفل استقبال للإعلان عن الانطلاق الرسمي لمكتب كيب تاون بحضور ضيوف المائدة المستديرة، كما سيتم تسجيل حلقات بودكاست مع عدد مختار من المتحدثين المدعوين من مختلف دول القارة الأفريقية.
وأشارت سمية الحضرمي إلى أن جولة «تريندز» البحثية ستخصص يوماً كاملاً للاحتفاء بثقافة السلام والحرية وخدمة البشرية وتحسين المجتمعات، بالشراكة مع مركز الاتحاد للأخبار، وذلك عبر زيارة للسيد زوندوا مانديلا، رئيس مؤسسة مانديلا (حفيد نيلسون مانديلا) في اليوم الدولي لنيلسون مانديلا، والذي يوافق 18 يوليو 2024 ومرافقته وفريقه لزيارة مراكز التنمية المجتمعية التابعة لمؤسسة مانديلا.
أخبار ذات صلة تريندز و«جمعية الصحفيين» يبحثان تفعيل التعاون المشترك «تريندز» ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم يبحثان سبل التعاون
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مركز الاتحاد للأخبار أفريقيا تريندز الشرق الأوسط وأفریقیا فی جنوب أفریقیا مراکز الفکر فی
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط..تشكلٌ جديدٌ
التاريخ ليس صدفةً، وأحداثه ليست خبط عشواء، ولكنه بين رابح منتصر وخاسر مهزوم، وفي عام ونيفٍ تغير وجه منطقة الشرق الأوسط كلياً، فما بعد 2024 ليس كما قبلها على كل المستويات، خبت محاور إقليمية وصعدت محاور أخرى، سقط «اليسار الليبرالي» المتطرف في أمريكا والغرب، وصعد اليمين المحافظ، ورجع ترامب لقيادة أمريكا على الرغم من كل ما صنعه اليسار الليبرالي وآيديولوجيته العابرة للحدود.
مطلع الثمانينات، دولياً، حدثت حرب أفغانستان والاتحاد السوفياتي، ووقفت السعودية بقوةٍ مع حق الشعب الأفغاني ومع أمريكا حتى انتصر الشعب الأفغاني، وإقليمياً حدثت ثورة الخميني و«تصدير الثورة»، لكنها انطفأت الآن وتراجعت.
مطلع التسعينات حدث انفجارٌ سياسيٌ وعسكريٌ إقليمياً ودولياً، قاده صدام حسين باحتلاله الكويت، وشكلت السعودية تحالفاً دولياً مع أمريكا ألحق به هزيمةً منكرةً، فاضطر راغماً إلى الخروج من الكويت... وتجرع العراق مرارات الهزيمة والإذلال بفعل عنجهيةٍ حمقاء تنتمي لتاريخ مضى من خطابات القومية والبعث في التاريخ العربي الحديث.
في مطلع الألفية الجديدة، وبعد عقدٍ من الزمان تحركت خلايا «تنظيم القاعدة» ونفذت جريمة 11 سبتمبر (أيلول) في عام 2001 بأمريكا، واختارت القاعدة بوعيٍ من قياداتها وبتوجيه من الدول الداعمة لها إقليمياً أن تجعل غالبية المشاركين في العملية من السعوديين لإحداث شرخٍ في العلاقة التاريخية، ولكن البلدين استطاعا تجاوز الأزمة بالعقلانية والواقعية السياسية، وفشلت «القاعدة» وفشل داعموها.
وفي مطلع العشرية الثانية من الألفية الجديدة جرت أحداث الربيع العربي الأسود، ووقفت السعودية وحلفاؤها في وجهه ورفضته وسعت لاستعادة الدولة المصرية من خاطفيها وعادت مصر لشعبها وجيشها، وتحرك اليمن وكان علي عبد الله صالح مشهوراً بالرقص مع الأفاعي، ولكن رقصته الأخيرة أودت به، لأنه رقص مع الحوثي ضد عمقه العربي في السعودية ودول الخليج، والحوثي باع نفسه ووطنه ودولته وشعبه للأجنبي.
كانت السعودية دائماً مع حق الشعب الفلسطيني، حتى في أحلك الظروف، ولكن الشأن الفلسطيني شأن الشعب الفلسطيني نفسه، وإذا لم تنته «حماس» من حكم غزة ولم ينته «حزب الله» نهائياً من السيطرة على لبنان، ولم تنته «الحوثية» من حكم اليمن، نهائياً ودون مثنوية، فإن اللعبة الغربية الطويلة في الشرق الأوسط ستستمر، وإن بعناوين جديدةٍ ووجوهٍ مختلفة.
في السياسة، لكل بائع مشتر، وإذا كان ترامب مستعداً للبيع فالسعودية مستعدة للشراء، ومصالح البلدين تحكم كلًّا من الطرفين، وصفقات كبيرة وكثيرة في التاريخ والواقع تتم على مبدأ (الفوز للطرفين)، وهذه الصفقة المليارية الضخمة هي لخدمة أجندة السعودية ومشاريعها وقوتها ومستقبلها بعيداً عن أي مغامراتٍ غير محسوبة العواقب تتم في المنطقة، وخطابات المزايدات الشعاراتية رأت الشعوب العربية كيف أودت بدولها واستقرارها وأورثتها استقرار الفوضى.
القيادة السعودية الشابة، قيادةٌ استثنائية ومتحفزةٌ للعمل والإنجاز والنجاح، وهي تنجح في جميع المجالات بشهادة العالم بأسره، وأكثر من هذا؛ أنها تحسن التعامل السريع مع المتغيرات، فالتغيير السريع في السياسية مهارةٌ وفنٌ لا يتقنه إلا الساسة المحترفون وهو أصلٌ تحكمه الجدة وسرعة التفاعل والحيوية المستمرة، وهو شأن السياسيين لا شأن الباحثين والكتاب.
لا تكاد الأجيال السعودية الجديدة تملك نفسها من الفرح العارم الذي يسيطر عليها كل يومٍ، مع كل إنجازٍ ونجاحٍ وتفوّقٍ، داخلياً وتنموياً وإقليمياً ودولياً، بحيث لم تعد دولتهم وحلفاؤها بحاجة للاستمرار في عقودٍ من ردود الفعل، بل هي تشارك في صنع الأحداث وتشكيل الحاضر والمستقبل، وكل هذا نتيجة الرؤية الثاقبة والعمل الدؤوب والمتقن.
محورٌ إقليميٌ معادٍ للعرب دولاً وشعوباً تهاوى، ومحورٌ إقليميٌ آخر يعمل بإمرة الدول الغربية ولخدمتها يعيد تشكيل نفسه وبناء أولوياته، ولكن الذي يجب أن يفكر فيه الباحث والمحلل هو أن غالب الأحداث تصب في مصلحة الدول العربية المتوثبة للمستقبل، وهي بعد لم تستخدم كل عناصر قوتها وما كان لهذا أن يحدث لولا وحدة القرار وشمولية الرؤية وسرعة التفاعل.
أخيراً، فإن التوازن واحدٌ من أهم مفاهيم السياسة، يستطيع المحلل من خلاله إدراك الكثير من المتغيرات وعدم الانجراف معها يميناً أو شمالاً، وهو عاصمٌ في الفكر والسياسة من الحماسة والتهور، ومن التراخي والدعة في الآن نفسه.