مرحلة جديدة وتوسع محتمل للعملية العسكرية التركية بكردستان العراق
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
سيطرت القوات التركية على عشرات من القرى في محافظة دهوك، التابعة لإقليم كردستان العراق، منذ مطلع يوليو/تموز الجاري، مع تصاعد العملية العسكرية التي تشنها في المنطقة لتضييق الخناق على عناصر حزب العمال الكردستاني.
وأحرزت القوات التركية المتوغلة تقدما في مناطق باليتي وكاني ماسي وجبل متين ومحيط جبل غارا، بالتوازي مع قصف جوي ومدفعي لقواعد عسكرية ومستودعات أسلحة لحزب العمال الكردستاني في قنديل وهاكورك وغارا.
وعلم موقع الجزيرة نت من مصادر أمنية عراقية أن العمليات التركية دخلت مرحلة جديدة بعد مرور قرابة 10 أيام على انطلاقها، تمثلت بإنشاء نقاط مراقبة داخل مناطق دهوك، والعمل على تأسيس قواعد عسكرية على سفح جبل متين وبالقرب جبل غارا. وتجاوز التوغل التركي عمق 40 كيلومترا داخل إقليم كردستان، حيث وصل إلى بلدة العمادية التي تبعد 20 كيلومترا فقط عن مركز محافظة دهوك.
ويعدّ جبل غارا بمنزلة قاعدة عمليات للعمال الكردستاني ضد القوات التركية، حيث تسعى أنقرة خلال العمليات الحالية وغير المسبوقة إلى الوصول إلى معاقل الحزب في هذه المنطقة.
وأفاد الصحفي التركي المتخصص بالشؤون الأمنية ليفنت كمال -للجزيرة نت- بأن القوات التركية تمكنت من قطع طريق حزب العمال الكردستاني إلى جبل غارا، واستطاعت إيقاف نشاط التنظيم في جبل متين، وانتشرت من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، فأدى ذلك إلى قطع طريق التنظيم باتجاه تركيا.
وبحسب الباحث السياسي الكردي كفاح سنجاري، فإن تركيا هذه المرة توغلت بالفعل إلى أبعد من 40 كيلومترا في إقليم كردستان، حيث كانت في السنوات السابقة تركز عملياتها على أطراف منطقة قنديل، وأطراف محافظة دهوك على مقربة من الحدود التركية، وتتوغل لمسافة قليلة بموجب اتفاقية قديمة وقعتها تركيا مع العراق في زمن حكم صدام حسين تتيح لها التوغل بين 5 و10 كيلومترات فقط.
ولفت سنجاري -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن تركيا تمتلك بالأصل عشرات من النقاط العسكرية ومراكز المراقبة في العمق العراقي بما يصل إلى 30 كيلومترا، كما في ناحية بعشيقة القريبة من الموصل وغيرها من المناطق الحدودية.
وأشار سنجاري إلى أن قرابة 500 قرية غادرها سكانها باتجاه عمق إقليم كردستان بسبب توسع العمليات العسكرية التركية الراهنة، وهو توسع حدث تدريجيا منذ عام 2023 إلى يومنا هذا، حيث بات الجيش التركي يستخدم مختلف أنواع القوات والأسلحة مثل القوات الجوية والخاصة، والمدفعية البعيدة المدى والطيران المسير، وكذلك المدرعات والدبابات.
وكانت العمليات التركية تستهدف بشكل أساسي في السابق قواعد حزب العمال الكردستاني التي أقامها بالتعاون مع الحشد الشعبي العراقي في مناطق قنديل وسنجار، أما الآن فقد وصلت إلى منطقة العمادية في عمق دهوك.
ضبط حدود العمليةعلى الرغم من أن تركيا مهدت لتوسيع عملياتها العسكرية في إقليم كردستان من خلال تفاهمات أمنية مع الحكومة العراقية المركزية، في الزيارة التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد في أبريل/نيسان 2024، فإن تجاوز العمليات الشريط الحدودي المتفق عليه بين البلدين والتحول باتجاه تأسيس قواعد ونقاط ثابتة أدى إلى تصاعد الأصوات العراقية التي تطالب تركيا بضبط توغلها البري.
ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها الجزيرة نت من مصادر عراقية، فإن الحكومة في بغداد كثفت من اتصالاتها مع الجانب التركي بدءا من 10 يوليو/تموز الجاري من أجل نقاش حدود العملية العسكرية التركية، نظرا لأنها تجاوزت الشريط الحدودي، ومن ثم أصبحت الحكومة المركزية محرجة أمام حكومة كردستان ومجبرة على اتخاذ خطوات تجاه التصعيد التركي الواسع، خاصة مع اتساع حركة نزوح السكان في دهوك.
وأمس السبت، أصدر قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق، إحدى قوى الإطار التنسيقي المنخرطة في الحكومة المركزية، بيانا أدان فيه دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية، وطالبها بالانسحاب، معبرا عن رفضه استخدام العراق من أجل مهاجمة دول الجوار، وأيضا عدم قبول الذرائع من أجل احتلال الأراضي العراقية.
وأكد الصحفي التركي ليفنت كمال أن تركيا تخطط فعلا للقضاء على خطر العمال الكردستاني لأن المسألة قضية متعلقة بالأمن القومي التركي، وإعادة الاستقرار للإقليم؛ فأنقرة تعمل على تأمين طريق التجارة مع إقليم كردستان، وتوفير الظروف المناسبة لتأسيس طريق التنمية الذي يعزز مكانة العراق أيضًا كعقدة في طرق التجارة العالمية ويسهل التدفق التجاري بين الشرق والغرب.
من جانبه، رجح الباحث السياسي الكردي كفاح سنجاري عدم توسع العمليات التركية بشكل كبير، لوجود ضوابط لحركة القوات التركية سواء في ما يتعلق بموقف الحكومة العراقية الاتحادية أو الموقف الأميركي.
وأشار سنجاري إلى أن حكومة إقليم كردستان غير جاهزة للدخول في أي اشتباك سواء مع القوات التركية أو عناصر العمال الكردستاني، ولذا وضعت الكرة في ملعب الحكومة العراقية الاتحادية لأن الدفاع عن الحدود من مسؤولية القوات المسلحة العراقية التي تمتلك 3 ألوية منتشرة على الحدود مع تركيا.
وفي 11 يوليو/تموز الجاري، أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر عزمهم إقامة منطقة آمنة بعمق يراوح بين 30 و40 كيلومترا على طول حدودهم مع كل من سوريا والعراق، وتطهير المنطقة من الإرهاب. وذلك يشير إلى أن العمليات التركية لن تتوقف قريبا، وقد تمتد في المستقبل إلى الحدود مع سوريا إن توفرت التفاهمات السياسية مع الأطراف الدولية الفاعلة بالملف السوري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العمال الکردستانی العملیات الترکیة القوات الترکیة إقلیم کردستان إلى أن
إقرأ أيضاً:
بدر بن حمد: العلاقات العُمانية العراقية تاريخية ومتجذرة على أوتاد راسخة
◄ عُمان تؤكد التزامها بمتابعة تنفيذ خطط التعاون المشترك مع العراق
◄ اللجنة العُمانية العراقية المشتركة تنعقد في بغداد
◄ بدر بن حمد يشيد بدور العراق الفاعل في القضية الفلسطينية
◄ توقيع مذكرتي تفاهم تهدفان إلى تعزيز التعاون السياسي والدبلوماسي
بغداد- العُمانية
التقى معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية أمس مع محمود المشهداني رئيس مجلس النواب العراقي؛ وذلك في إطار زيارته الرسمية إلى جمهورية العراق.
وتناول اللقاء عمق العلاقات الأخوية بين سلطنة عُمان وجمهورية العراق، وسبل تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين الشقيقين. وأشاد الجانبان بالدور المهم للتواصل المستمر بين المؤسسات التشريعية في دعم القضايا المشتركة؛ بما يسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطق. وأكد اللقاء الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين، والتزام الطرفين بالعمل المشترك لتعزيز المصالح الثنائية؛ بما يخدم تطلعات البلدين.
وأكّدت سلطنة عُمان وجمهورية العراق على عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك أمس بين معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، ومعالي الدكتور فؤاد حسين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية العراقي في ختام أعمال الدورة التاسعة للجنة العُمانية العراقية المشتركة التي عُقِدت ببغداد.
وأكّد الوزيران الأهمية التي يوليها الجانبان لعلاقات التعاون والشراكة، ومستوى التشاور والتنسيق إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية بما يخدم مساعي تحقيق الأمن والاستقرار.
وعبّر الجانبان عن تطلعهما إلى مزيد من التعاون المثمر في مختلف المجالات؛ بما يُعزز العلاقات الثنائية ويدعم تطلعات قيادتي وشعبي البلدين نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.
وعقدت أمس في العاصمة العراقية بغداد، أعمال اللجنة العُمانية العراقية المشتركة التاسعة برئاسة معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية، ومعالي الدكتور فؤاد حسين نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية العراقي. وأكد معالي السيد وزير الخارجية في كلمته خلال الاجتماع، أن العلاقات العُمانية العراقية تاريخية ومتجذرة على أوتاد راسخة، وتستند إلى رؤى وتوجهات مشتركة تهدف إلى تحقيق الخير والازدهار للشعبين الشقيقين وللمنطقة بأسرها. وأعرب معاليه عن التزام سلطنة عُمان بمتابعة تنفيذ خطط التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياحية والعلمية؛ بما يحقق المنافع المتبادلة ويخدم مصالح البلدين. كما أشاد بالدور العراقي الفاعل تجاه القضايا العربية والإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكدًا على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال التعاون المشترك والحوار البنّاء.
من جانبه، أكد معالي الدكتور فؤاد حسين بالدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عُمان في دعم القضايا العربية والإقليمية، وجهودها الدؤوبة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى حرص جمهورية العراق على تعزيز أواصر التعاون مع سلطنة عُمان، معبّراً عن تطلعه إلى تعزيز التنسيق والعمل المشترك بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين ويدعم استقرار وازدهار المنطقة.
وفي ختام الاجتماع، وقّع الجانبان مذكرتي تفاهم تهدفان إلى تعزيز التعاون السياسي والدبلوماسي، شملت مذكرة تفاهم بين وزارتي الخارجية في سلطنة عُمان وجمهورية العراق في مجال المشاورات السياسية، ومذكرة تفاهم أخرى بين الأكاديمية الدبلوماسية في سلطنة عُمان ومعهد الخدمة الخارجية في جمهورية العراق، لتعزيز التعاون في مجالات الدراسات الدبلوماسية والتدريب.
وأعرب الجانبان عن تطلعهما إلى تنفيذ بنود مذكرات التفاهم الموقّعة والعمل على تعزيز التنسيق بين المؤسسات في البلدين، بما يحقق التنمية المستدامة ويعزز أواصر الأخوة والشراكة.
واختتم الاجتماع بالتأكيد على أهمية البناء على هذه الخطوات لتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين. حضر الاجتماع عدد من المسؤولين من كلا الجانبين.