السومرية نيوز-دوليات

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي الامريكية، بسيل من المعلومات "غير الدقيقة" والتي لاتستند الى مصادر ادلة واضحة، على خلفية تعرض ترامب الى محاولة اغتيال، حيث جرى اعتقاد وادعاءات ان "بايدن هو من يقف وراء محاولة اغتيال ترامب". وقال موقع "بلومبرغ" إنه بعد لحظات من الحادث، انتشرت ادعاءات لا أساس لها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية، مشيرا الى ان المنشورات، بما في ذلك بعض ما كتبه سياسيون أمريكيون يشغلون مناصب منتخبة، زعمت دون دليل أن الرئيس جو بايدن أمر بإطلاق النار على التجمع.



وذكر آخرون دون أي أساس أن الحادث مفبرك، أو تم تداول منشورات تخطئ في التعرف على مطلق النار، وفق الموقع.

واعتبر موقع "بلومبرغ" أنه في أعقاب الأحداث الكبرى، لا تكون حقائق الحدث دائما واضحة على الفور، وقالت سلطات إنفاذ القانون، بما في ذلك الخدمة السرية ومكتب التحقيقات الفيدرالي وشرطة ولاية بنسلفانيا ووزارة العدل، إنها تواصل التحقيق في دوافع إطلاق النار، مؤكدة أنه محاولة اغتيال.

وفي موقع X، اتهم العديد من السياسيين بايدن أو حملته بالوقوف "مباشرة" وراء إطلاق النار الواضح، دون تقديم أدلة.

ونشر ممثل جورجيا مايك كولينز، "أصدر جو بايدن الأوامر"، في حين كتب السيناتور عن ولاية أوهايو جيه دي فانس، وهو أحد أبرز المنافسين لمنصب نائب الرئيس لترامب، على موقع X أن خطاب حملة بايدن "أدى مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترامب".

وأشار ممثل ولاية تكساس روني جاكسون إلى شخصيات يسارية لم يسمها اتهمها بـ "المسؤولية المباشرة" عن الأحداث التي وقعت في تجمع حملة ترامب.

وحصدت منشورات هؤلاء الـ3 على X أكثر من 7.3 مليون مشاهدة مساء السبت، وفقا لبيانات منصة التواصل الاجتماعي.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: محاولة اغتیال

إقرأ أيضاً:

شبكات التواصل تقود التغيير

 

 

مرفت بنت عبدالعزيز العريمية

غريزة البقاء من أهم الغرائز الإنسانية، ونراها جليّا عند الطفل الذي يستكشف ما حوله، فيتعلم الحذر وتجنّب المخاطر، لكن هذا لا ينطبق على كل شيء في حياتنا، فمنذ دخول التكنولوجيا في حياتنا،كانت ثقة بني البشر عمياء، يساقون إلى المخاطر مع إدراك تام أنهم وأحباءهم قد يعانون في مرحلة ما.

حقيقةٌ قد ينكرها البعض، لكن واقع الحال يقول إننا قد نخاف على أبنائنا من السفر أو الخروج ليلًا أو التحدث مع أصدقاء السوء، لكننا لا نخاف عليهم من شبكات التواصل الاجتماعي، والغرف الافتراضية المغلقة، ولا من أصدقائهم الافتراضيين، ولا من مصادر المعلومات المجهولة، التي تُقدِّم لهم إجابات عن أية أسئلة دون أن نعلم أهداف المصدر الذي يقدّم معلومات مجانية، بلا مقابل في عالم مادي قائم على المصالح المُتبادلة!

في هذا التوقيت، لا نستغرب من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي وجّه خطابًا شديد اللهجة لشركات التواصل الاجتماعي بشأن دورها في منع التحريض؛ وذلك أعقاب الاحتجاجات العنيفة التي طالت عدة مدن بريطانية، بسبب خبر مُضلِّل جرى تداوله في شبكات التواصل الاجتماعي. ولا من استياء رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم من حذف منشوراته بشأن غزة، ولا من قرار السلطات التركية حجب شبكات التواصل نتيجة حذفها منشورات تركية، ولا من تقرير يؤكد أنَّ الشركات التكنولوجية الكبرى تشارك في حرب غزة بخدمات الذكاء الاصطناعي الذي تقدمه للاحتلال!

أثبتت شركات شبكات التواصل الاجتماعي حقيقة تمتعها بـ"الحيادية"، ونشرها لـ"حرية التعبير والديمقراطية المشروطة"، فمع تكرار حوادث العنف والثورات والقلاقل في الدول التي سمحت لتلك الشركات أن تُقدِّم خدماتها التي عادة ما تطلق شبكات التواصل الشرارة الأولى لإذكاء الفتن. وما زلنا نشاهد جيوشًا من الذباب الإلكتروني النشط الذي يُوظِّف إمكانيات مالية ضخمة للنيل من دولة ما، وزعزعة أمنها أو رسم صورة مغايرة لحقيقة مجتمعها لأهداف سياسية واقتصادية.

شاهدنا كيف وظّفت شركات التكنولوجيا خدماتها للتجسس على أشخاص ومواقع في مناطق النزاعات والحروب. وشاهدنا كيف ساهمت شبكات التواصل والقنوات المُتلفَزة المدفوعة والمجانية على حد سواء وغيرها من وسائل التواصل التكنولوجي، في تغيير العادات والقيم، حتى فقدت الأُسرة القدرة على التحكم في بوصلتها الأخلاقية، وشاهدنا كيف أصبحت السلوكيات المنبوذة مجتمعيًا عادات طبيعية لمن يبحث عن التحضر، وشاهدنا التفاخر والتباهي بالثراء دون مراعاة لمشاعر الفقراء، وشاهدنا بعضًا من محبي التصوير يخسرون حياتهم من أجل لقطة تجلب لهم متابعات لكنها سلبت حياتهم.

لن أستطيع في هذه المساحة تسطير كل الأمثلة التي تقودنا إلى حقيقة أننا كمجتمعات عربية لم نتعامل مع شبكات التواصل بإيجابية مطلوبة؛ بل تركناها تقود حياتنا إلى حيث تريد، لم نفعل كما فعلت بعض الدول التي فرضت قيودًا ومراقبة على المحتوى وبث رسائل تحذيرية توعوية للمتصل قبل إرسال أي محتوى حساس وفق معايير وضعتها الدولة، كي لا تقع في فخ الفوضى. وتمكنت من توظيف الشبكات وإبتكار شبكات أخرى لخدمة مجتمعها وصون مكتسباتها، كما قننت تداول شبكات التواصل حتى تصبح بمنأى عن مرمى التدخل الخارجي إلى حد ما.

وتعدّ الصين من الدول التي تتمتع بتنوع ثقافي وخصوصية استطاعت إلى حد كبير الحفاظ عليها من الوارد الخارجي؛ فالسلطات الصينية اتخذت من التدابير التي تحمي ثقافة المجتمع في نفس الوقت الذي تواكب التطور الحضاري والتقني. ومنذ تسعة أعوام تقريبا نظّمت الدولة حملة لتنقية البيئة الثقافية على شبكة الإنترنت من خلال حذف ومنع المحتويات التي تتعارض مع القيم المجتمعية، من أجل خلق بيئة مجتمعية صحية، ومتحضرة تشجع على نشر المحتوى الاجتماعي الهادف والإيجابي الصادق والمتزن، ونبذ كل ما يروج للتفاخر والثروة ومستفز لمشاعر الغير، في إطار مساعي الدولة لمعالجة الهوة في مستويات الدخل.

نحن نمر بمرحلة استثنائية، وحسّاسة في تاريخ الحضارة، يعيش العالم فيها إضرابات سياسية واقتصادية واجتماعية، مع تفشي العنصرية والعنف والغضب واتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء؛ مما يتطلب الحذر ورفع مستوى الوعي المجتمعي والمؤسسي كحالة استثنائية.

ويستوجب اليوم وقبل أي وقت مضى، أن نتعلم مما حدث في المجتمعات الأخرى، والتي اتخذت تدابير أكثر صرامة لتقنين شبكات التواصل والإنترنت وتبني فكرة إنشاء شبكات محلية بديلة عن الشركات الأجنبية؛ فشبكات التواصل ليست بريئة؛ فهي شركات تهدف إلى الربح دون معايير أخلاقية، ولا يمكننا أن نتعامل معها كوسيلة تواصل بدون محاذير وضوابط مقننة وإيجاد بدائل محلية وشبكات مغلقة لا تفصلنا عن الأحداث المُهمة بالعالم، لكنها تحمينا من موجات التفاهة والتحريض والتدجين والانسلاخ الخلقي.

روّجت شركات التكنولوجيا الكبرى مسمى التواصل الاجتماعي للترويج لشبكاتها استغلالًا لغريزة أساسية في الإنسان وهي التواصل والاتصال مع الغير. في حين أن شبكاتها تسببت في انعزال المستهلكين وانفصالهم عن واقعهم وحياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية وإلى تبنِّي ممارسات أكثر أنانية وحبًا للذات وتقليد الآخرين حتى باتت المجتمعات التي تستهلك منتجاتهم متشابهة في كل شيء.

حان الوقت الذي نفقد به الثقة في شركات التكنولوجيا الأجنبية، ونحن نملك من العقول والموارد أن نصنع إنجازًا في العالم التقني.. إننا في هذه المرحلة الفاصلة من الحضارة نحتاج إلى توظيف إمكانياتنا المحلية والعقول المبدعة للنهوض باستراتيجية ثقافية توعوية تستنهض التواصل الإنساني الطبيعي، وأن يصبح التواصل الاجتماعي التقني وسيلة لا يفصلنا عن العالم لكنه يُساعدنا على بناء الداخل للخروج إلى العالم بقيم وثقافة صادقة خالية من القيم المادية الجوفاء. نحن على بُعد خطوة من التغيير، قد نقود التغيير أو أن التغيير يقودنا إلى حيث لا ندري!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تصاعد التوتر في صنعاء: محاولة اغتيال رمزية لعبدالملك الحوثي وسط حشود السبعين!
  • البنتاغون يرسل غواصة جديدة لحماية إسرائيل
  • ترامب في حديثه ماسك: أحداث الشرق الأوسط قد تقودنا إلى حرب عالمية ثالثة
  • أمين الفتوى: نشر فيديوهات رقص الأطفال بمواقع التواصل تحريض على التحرش (فيديو)
  • شبكات التواصل تقود التغيير
  • توجهات الإدارة الامريكية ما بعد الانتخابات الرئاسية: رؤية تحليلية
  • خلال ولايته الرئاسية.. بايدن: وقف إطلاق النار في غزة ما يزال ممكنا
  • تأييد الحكم على خلية تنظيم القاعدة المتهمين بمحاولة اغتيال الإعلامي أحمد موسى
  • منصات التواصل الاجتماعي ... الاصطفاف والانحياز
  • بايدن: يمكن وقف إطلاق النار في غزة قبل مغادرة منصبي