ما زالت المصروفات المدرسية هي الأزمة الأبرز التي تواجه أولياء الأمور كل عام.. فرغم أنه يفصلنا عن بدء العام الدراسي الجديد ما يقرب من شهرين فإن الخلافات الحادة والصراعات لم تنته بعد بين أصحاب المدارس الخاصة و أولياء الأمور وكل منهم يرى أنه على حق.

ولى الأمر يرى نفسة فريسة لأصحاب المدارس الخاصة التى تطالبه بالمصروفات المدرسية للعام الدراسى الجديد منذ أكثر من شهرين حتى أن بعض المدارس أرسلت لأولياء الأمور إيميلات شديدة اللهجة طالبتهم بسرعة سداد القسط الأول هذه الأيام وإلا ستوضع عليه غرامة تأخير ومدارس أخرى رفضت تسديد المصروفات على أربعة أقساط.

هذا ما أكده عدد من أولياء الأمور حيث قالت رضوى عبد الفتاح (ولي أمر) إن مدرسة نجلها أرسلت ايميلات لأولياء الأمور تطالبهم بسداد القسط الأول من المصروفات فى بداية شهر يونية الماضى والقسط الثانى حتى نهاية أغسطس اما القسط الثالث فحددته المدرسة خلال شهر يناير المقبل وحينما تجاهلت رضوى الأيميل فما كان من المدرسة الا ان أرسلت ايميلا آخر لكل من لم يقم بسداد القسط الأول بسرعة سدادة مع القسط الثانى وإلا سيكون هناك غرامة تأخير.

فيما عبر خالد الريفى ولى أمر لثلاثة أطفال بالمراحل التعليم المختلفة بإحدى المدارس الخاصة بمنطقة بالهرم عن غضبه واصفا أصحاب المدارس الخاصة بأنهم تجار هدفهم الأساسى جمع الثروات بلا مقابل مضيفا أنه فوجئ منذ أيام قليلة بنشرة بالمصروفات التى سيتم دفعها هذا العام وجد فيها زيادة غير طبيعية تمثلت فى 7 آلاف جنيه زيادة على مصروفات العام الماضى فبعد أن كانت 27 الف جنيه العام العاضى زادت هذا العام إلى 34 ألف جنيه أى أنه سيدفع 21 ألف جنيها لأبنائه الثلاثة زيادة على مصروفات العام الماضى مناشدا وزير التربية والتعليم دكتور رضا حجازى سرعة التدخل لإنقاذ أولياء الأمور من الظلم الواقع عليهم من جانب أصحاب المدارس الخاصة.

وتصف لمياء السعيد المدارس الخاصة بالمافيا مضيفة أن المدرسة الخاصة التى بها أولادها تشترط عليهم فى العام الأول للطفل بالمدرسة دفع مبلغ 60 ألف جنيه تحت اسم سهم مشاركة يسترده ولى الأمر مع نهاية المرحلة الثانوية للطالب ولا يجوز قبول الطالب بالمدرسة قبل دفع قيمة السهم هذا بخلاف المصروفات الدراسية الخاصة بالعام الدراسى مشيرة إلى أنها حينما سألت عن السر وراء هذا السهم الذى لا يقبل الطالب فى المدرسة الا بعد دفعه أكد لها أولياء الأمور القدامى بأن المدرسة تقوم بإيداع أموال هذه الأسهم بالبنوك ومنها تدفع مرتبات المدرسين والموظفين بالمدرسة وكل المصروفات المطلوبة منها لتكون المصروفات المدرسية الخاصة بالطالب خالصة لأصحاب المدرسة وأن قصة هذا السهم بدأت بعد ثورة يناير وكانت البداية 5 آلاف جنيه حتى وصلت اليوم إلى 60 ألف جنيه.

ويقول أحمد طنطاوى أحد أولياء الأمور: إن مدرسة أولاده قامت برفع المصروفات هذا العام 2500 جنيه وحينما قدم طلبا للمدرسة بتقسيط المصروفات الى أربعة أقساط رفضت بحجة أن المدرسة لها سيستم يتمثل فى ثلاثة أقساط لا غير.

من ناحية أخرى يرى أصحاب المدارس الخاصة أنهم محملون بأعباء ومصروفات كثيرة تتمثل فى الاستعدادات للعام الدراسى المقبل وبناء عليه يتم تحصيل المصروفات مبكرا للقيام بتجهيز المدارس للطلاب قبل بداية العام حيث يقول دكتور خالد مختار رئيس مجلس إدارة مدارس " تالنت الخاصة بحدائق اكتوبر ": إن المدارس الخاصة لديها أعباء والتزامات كثيرة متعلقة بالعام الدراسى الجديد وبناء عليه يتم تحصيل مصروفات السنة الدراسية قبل بداية العام الدراسى حتى تتمكن كل مدرسة من الوفاء بالالتزامات المطلوبة منها والاستعداد للعام الدراسى الجديد سواء بتحضير شيتات اوبوكليت او تجهيز الفصول من السبورات والديسكات و احيانا تجهيز كتب لغة انجليزية يتم استيرادها من الخارج غير كتب الوزارة كنوع من تقوية اللغة عند الطلاب وهذا يحدث فى بعض المدارس مثل مدرسة " تالنت" التى لا تكتفى بكتب الوزارة فقط مناشدا وزارة التربية والتعليم السماح للمدارس الخاصة بتحصيل المصروفات الدراسية من الآن.

وأضاف مختار أن الكثير من المدارس الخاصة تكون متعاونة مع أولياء الأمور وقلة من المدارس هى التى ترفع الزيادة السنوية بشكل غير قانونى نظرللكثافة الطلابية لديها وبالتالى لا تبالى اذا قام ولى الأمر بسحب ملف ابنه او ابنته من المدرسة لكن مدرسته تقوم بتحصيل المصروفات على قسطين أو ثلاثة وربما أكثر حسب ظروف ولى الأمر مشيرا إلى أنه يوجد أولياء أمور لم يدفعوا أقساطا خاصة بالعامين الماضين كما يتم عمل خصومات وتسهيلات لولى الأمر منها أن من يقوم بدفع المصروفات مرة واحدة وليس على أقساط يحصل على خصم كما أن اولى الدفعات بالمدرسة وتسمى الدفعة الذهبية لها خصم.

ويقول الحاج مظهرصاحب مدارس العمران للغات الحديثة الخاصة: إن الكثير من المدارس الخاصة تراعى ولى الأمر لا سيما فى ظل هذه الظروف الصعبة وفى هذا العام تحديدا كان ولى الأمر محملا بالكثير من الأعباء حيث جاء شهر رمضان أثناء الدراسة أعقبة عيد الفطر بمتطلباته ثم عيد الأضحى وبالتالى الكثير من المدارس تلتمس العذر لولى الأمر فمن لم يستطع الدفع على قسطين يسمح له الدفع على ثلاث او اربع دفعات واصفا المدرسة الخاصة مثل بالسوبر ماركت اذا لم تقدم خدمة جيدة بمستوى اداء جيد للمشترى سيقوم بالبحث عن مكان آخر ولذلك يوجد العديد من المدارس لا ترفع المصروفات الدراسية ولا تطبق الزيادة السنوية حفاظا على تواجد واستمرار الطالب داخل المدرسة خاصة إذا كانت مدارس لا توجد بها كثافة طلابية عالية.

ويرى المستشار بدوى علام رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة أن ذلك يتوقف على لائحة كل مدرسة فالعقد شريعة المتعاقدين حيث يتم الاتفاق مع ولى الأمر على طريقة وميعاد دفع المصروفات مضيفا ان دفع القسط الأول من المصروفات يكون قبل موعد بداية العام الدراسى الجديد حتى تتمكن المدارس من انهاء الاستعدادات الخاصة بالسنة الدراسية الجديدة كما أن ارتفاع اسعار المصروفات يرجع الى ارتفاع اسعار الورق ومرتبات المدرسين والخامات التى تستخدمها المدارس لتجديد الديسكات والفصول مطالبا علام الأهالى بالتعاون مع المدارس الخاصة حتى تستمر فى تقديم خدمتها للطلاب مشيرا إلى أن الزيادة السنوية والتى تكون فى الغالب ما بين 5% الى 10% حسب مصروفات كل مدرسة لم تصدر حتى الآن من جانب وزارة التربية والتعليم مطالبا دكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم بسرعة إصدارها أيا كانت حتى تستقر كل مدرسة على المصروفات الدراسية الخاصة بها.

ومن جانبها أكدت وزارة التربية والتعليم أنه لا يجوز للمدارس الخاصة مطالبة ولى الأمر بأى مصروفات قبل شهر سبتمبر وهذا يعد مخالفة للقانون وعلى أولياء الأمور تقديم شكاوى للوزارة للتحقيق فى الأمر كما أكدت الوزارة أن النشرة الخاصة بزيادة مصروفات المدارس الخاصة لم تصدر بعد.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التربية والتعليم مصروفات المدارس الخاصة المصروفات الدراسیة التربیة والتعلیم الدراسى الجدید العام الدراسى أولیاء الأمور من المدارس هذا العام ألف جنیه

إقرأ أيضاً:

رؤية نقدية لمؤتمر لندن للقضايا الإنسانية حول السودان

د. محمد عبد الحميد أستاذ مادة الحد من مخاطر الكوارث بالجامعات السودانية

لا ينطلقُ كاتب هذا المقال من أي موقف عدائي أو حتى متوجس نحو بريطانيا صاحبة الدعوة لمؤتمر لندن حول القضايا الإنسانية في السودان الذي عُقد في منتصف أبريل 2025م ... فالكاتب عمل ومايزال منذ العام 2013م ضمن فريق المدربين المشاركين بمنظمة RedR UK البريطانية وهي منظمة تعمل في تدريب الكوادر والأطر العاملة في الحقل الإنساني. كما أن الكاتب لا يشعر بالإنتماء النفسي أو الوجداني لمنظومة الحكم القائم الآن في السودان. وإنما يسعى لتسليط الضؤ من ناحية تخصصية لأوجه القصور التي شابت المؤتمر والدعوة له.
إن أهم ما نُركزُ عليه عادةً في تدريب الكوادر والطواقم الإنسانية في حالة أي تدخل إنساني هو عملية "تحليل السياق الكلي" للواقع الذي يُراد التدخل فيه. وذلك للتعرف على أصحاب المصلحة Stakeholders بإستخدام شكل فين Venn Diagram وهي الأداة التي تُحدد القوى أو الفاعِليّات المؤثرة والمتأثرة بعملية التدخل الإنساني إن كان مشروعاً إنسانياً أو برنامجاً تنموياً أو حتى دراسة مسحية... وتضمن هذه العملية عنصرين مهمين الأول: عدم ترك أي فاعل او صاحب مصلحة خلف المتدخلين. الثاني: مد جذور الثقة بين المتدخلين إنسانياً وأصحاب المصلحة لتحقيق أكبر فائدة مرجوة من عملية التدخل الإنساني.
إضافة لعملية تحليل السياق يتم التأكيد على الصبغة الإنسانية الخالصة لعملية التدخل والتي تحتكم في مجملها على مجموعة مبادئ وقيم يجب أن تُوضع في لُب عملية التدخل وهي الإلتزام بالمعايير الأخلاقية الأساسية لعملية التدخل الإنساني بعيداً عن المواقف السياسية أو التحيزات الفكرية أو العقائدية أو الإثنية أو ما إلى ذلك... وذلك بالتمسك الصارم بجملة قيم أهمها ما ورد في المبادئ الحاكمة للحركة الدولية لجمعيات الهلال والصليب الأحمر وهي مبادئ (الإنسانية، الحياد، عدم التحيز، الخدمة التطوعية والإستقلالية) فإذا كانت الإنسانية بشكل عام مفهومة وتقضِي أو تهدف لحماية الإنسان وحفظ كرامته، فمن الضروري التوقف سريعاً عند مبدئي الحياد وعدم التحيز... وهما المبدآن اللذان يصنعا الثقة في الفاعل الإنساني ويمهدا له ضمن إشتراطات أخرى ما يُعرف في أدبيات الإتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر بالوصول الآمن Safe Access... إن التَقيّدَ بجملة هذه المبادئ والإجراءات تُبعِد الفاعل الإنساني من "غُواية الموقف السياسي" وتجعله محلاً للثقة وتضمن بالتالي سلاسة التدخل وأمن المتدخلين وبلوغ عملية التدخل غاياتها وهي تقديم الخدمات الإنسانية اللازمة للمستفيدين.
يمكن القول إجمالا أن بريطانيا في دعوتها للمؤتمر لم تلتزم بكونها فاعل إنساني. فقد أهملت أصحاب المصلحة في النزاع لا سيما الحكومة السودانية بإعتبار أنها صاحبة مصلحة في عملية التدخل، وقد كان يقتضي التقيّد بمبدئي الحياد وعدم التحيز. كما كان جدير بها ألاَّ تتصرف مع حكومة السودان بموقف سياسي مُسبق حتى لو كانت الأخيرة متهمة بعرقلة عمليات الإستجابة الإنسانية... وما يُثير الدهشة أن بيان المؤتمر قد أوصى بضرورة فتح الممرات الإنسانية الآمنة لعمليات الإغاثة في المعابر وهذه توصية لا يمكن تحقيقها إلا عبر التفاهم مع أصحاب المصلحة في هذه الحالة هما الحكومة وقوات الدعم السريع. وهو الأمر الذي يفقد في المحصلة النهائية بريطانيا المصداقية في التدخل الإنساني ويؤكد طغيان الموقف السياسي على الدوافع الإنسانية.
إن قصور بريطانيا في كيفية الدعوة للمؤتمر لم تقتصر فقط على الناحية الفنية وما يرتبط بها من فقدان للمصداقية، وإنما أتبعته بقصور دبلوماسي كذلك، وهو الأمر الذي ما كان ينبغي أن يفوت على دولة عُظمى كبريطانيا صاحبة الخبرة الجمّة في المجال الدبلوماسي.
مهما يكن من شئ، فالمعروف أن عقد المؤتمرات من هذه الشاكلة يُعتبر محفلاً دبلوماسياً لا سيما وأن بريطانيا قد قصدت بأن يكون متعدد المسارات Mluti track، فقد وجهت الدعوة لِطيفٍ واسعٍ من دول جوار السودان والفاعلين الإقليميين والدوليين دولاً ومنظمات وحتى دولة الإمارات المتهمة بدعم أحد طرفي الحرب. فقد كان من المفترض أن تسعى بريطانيا لتنفيذ غايات المؤتمر عبر التفاوض والتقارب المباشر مع "الأطراف المعنية الحكومة والدعم السريع" بممارسة النفوذ عليهما إما بطرح الحوافز والمغريات، أو التلويح بالعقوبات والجزاءات كل ذلك في إطار دبلوماسي هادئ ورزين يُبيّنُ للطرفين المتنازعين ويشرحُ لهما عواقب ما قد يترتب على عدم السماح بتمرير المساعدات الإنسانية من المواقع التي يسيطران عليها في الميدان.. فقد كان جدير بالمحفل الدبلوماسي أن يكفل في نهاية الأمر وسيلة ناجعة للتواصل والتفاهم ويأخذ على طرفي الحرب ميثاقا غليظاً لمراعاة جوانب المعاناة التي تحيق بالمدنيين جراء نقص الحاجات الإنسانية. وهذا ما كاد يقوله وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عند تأكيده بأن الحالة السودانية تتطلب (دبلوماسية صبورة)، فبرغم وجاهة هذا الطرح إلا أنه قد أُفرغ من محتواه تماماً بتغييب أطراف النزاع.. فلم تعد الدبلوماسية التي أنجزها المؤتمر سوى تظاهرة علاقات عامة جُمِعت فيها تبرعات وتعهدات والتزامات تماماً كما حدث في مؤتمر باريس في مايو من العام 2024م حيث أصبح مؤتمر لندن وكأنه deja vu لمؤتمر باريس.
ربما كان هذا القصور الدبلوماسي البريطاني ومن قبله الفرنسي مؤشران على أن الدبلوماسية الأوربية ليست في أحسن حالاتها. وأن إغفالها هذا الجانب المهم بهذه الطريقة وفي هذا الظرف الحرج الذي يموج بالتغيرات السياسية على الصعيد الدولي قد يقصي بها عن كونها فاعل قوي على الساحة السياسية السودانية ليفتح الأفق للاعبين آخرين لديهم أطماعهم ومصالحهم في منطقة القرن الأفريقي، كالصين وروسيا.
إن فشل بريطانيا ومن قبلها فرنسا الذريع في أحداث اختراق في الحالة الإنسانية في السودان عبر الدبلوماسية يؤكد صدقية رؤية ومقولة السياسي والدبلوماسي والمفكر السينغافوري كشور محبوباني بأن القرن الحادي والعشرين لم يعد غربياً وإنما آسيوياً.
د. محمد عبد الحميد

wadrajab222@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • ولي أمر الطفلة المعتدى عليها بإحدى المدارس يروي تفاصيل الواقعة.. فيديو
  • توجيه للجان أمن الخرطوم وجبل أولياء بممارسة أعمالها من داخل المحليات
  • ندوة المدارس العلمية والفكرية بمحافظة شمال الشرقية في معرض مسقط الدولي للكتاب
  • 20 مدرسة في ختام مسابقة المدارس للسلة الثلاثية
  • رؤية نقدية لمؤتمر لندن للقضايا الإنسانية حول السودان
  • أنصار الله في اليمن وأولياء الله في غزة.. الرجولة والمجد والشموخ
  • القضاء يفتح فضيحة منح جوازات السفر وبطاقات التعريف البيومتيرية لسوريين بالجزائر بتواطؤ موظفين ببلدية الجلفة
  • خبيرة أسرية: اللغة العربية تتعرض للإهمال وأولياء الأمور يعتبرونه موضع تفاخر
  • التعليم تعلن ضوابط امتحانات نهاية العام لصفوف النقل
  • التعليم: مراجعات مكثفة ودعم للطلاب المتعثرين قبل الامتحانات