خـرطوم صغيرة في العتبة.. ملايين السودانيين بمصريعيشون على حلو مر
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
منذ اندلاع الحرب في السوادن دخل مصر حوالي 311ألف سوداني هربا من الجحيم، معظمهم كان يود زيارة مصر في غير ظرف الحرب، فحلم زيارة القاهرة حلم كل سوداني، حيث مصر التي يحبونها وقد تتعجب إن عرفت بوجود خرطوم مصغرة في العتبة بكل ما تحمله الكلمة، مئات الآلاف من السودانيين يعيشون في محيط الحي العريق تجار كبار يقدمون السلع السودانية بالقسط لشباب سوادنيين، فتجد كل منتجات السوادن المحببة لهم هناك من أطعمة وملابس خصوصا الجلباب والعباية، تجد سجائر السودان الحامية والشاي الأسود الشهير المصنع في أم درمان وتجد الويكة والبخور والصندل والكركم وحتي السمن السوداني (مشروب حلو مر)، هنا تجد خمسة عشر فندقا يستضيف سوادنيين، مشاركات في الحجرة الواحدة بما يوازي 500 جنيه مصري للفرد الواحد، السعريكون مناسبا لمشاركة أربعة أفراد في الحجرة، يقول معتصم زين الدين طالب جاء بعد الحرب: العيش في مصرليس سيئا لكن الحرب صعب تركت أهلي من ثلاثة أشهر، هنا أبيع مشغولات فضية من تاجر في الحمزاوي مصري سوادني، الشعب المصري طيب، أنا اشجع الزمالك ومجنون شيكابالا، نجلس بعد انتهاء العمل بمقهي خلف مسرح عبد المنعم مدبولي بقهوة السوادن.
وفي مصر لا يستطيع أي شخص أو حتي جهة رسمية أن تحدد عدد ملايين السودانيين بمصر، فوفقا لبيانات منظمة الهجرة الدولية يمكن أن يكون الرقم في حدود ستة ملايين، بالإضافة لعلاقات المصاهرة بين المصريين والسودانيين والتشابه فى الكثير من العادات والتقاليد التى جعلت مصر الاختيار الأنسب لهم، في حي عابدين شارع محمد فريد تجد مطار الخرطوم الصغير سيارات كبري تنتقل يوميا من وإلى مدن مصر والسوادن، يقول سعدي فرح من ود مدني: حضرت من السوادن ومن حسن حظي لي عمة تعيش في عين شمس ساعدني زوجها المصري في العمل ديلفري وسط القاهرة، الناس في مصر حبوبين، وتنتشرالعائلات السوادنية بفنادق شارع 26 يوليو، وشارع شريف وشارع عبد العزيز التجاري وشارع الجمهورية، وغيرها من المناطق القريبة، وذلك حتى يسهل عليهم التحرك للإخوة السودانيين الذين يأتون للعلاج أو السياحة.
وقد انتشرت وسط القاهرة عدة مطاعم تقدم الطعام السوداني فقد اعتاد السودانيون في عيد الأضحى أكل اللحوم المشوية على الفحم، وهي عادة سودانية يصطحبونها أينما حلّوا، وأصبحت منطقة عابدين وعين شمس تمثل المزاج السوداني الذي يناسب حياتهم الاجتماعية، كما أن مصر بالنسبة لهم بلد أمان كاملة، حيث يتواجد فيها أعداد كبيرة منهم، والكثافة السكانية تعني حياة بلا خوف، حيث يجدون الرعاية من بعضهم البعض وحل مشاكلهم بالاتفاق، هناك مبادرات من قِبل عدد كبير من المصريين لمساعدة اللاجئين السودانيين بعد الحرب وتقديم يد العون لهم بشتى الطرق، كتقديم الطعام والشراب والسكن لهم بالمجان، ويتمركز نحو 56% منهم في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية ودمياط والدقهلية تقوم مصر بدورها الدولي في حماية اللاجئين، وتتعامل بطريقة مختلفة عن عدد كبير من الدول التي تقيم معسكرات لهم، يقول حسن إبراهيم معد في بي بي سي:مصر لا يوجد فيها أي لاجئ يعيش في خيمة، بل على العكس يتم تقديم كافة الخدمات إليهم، يقول محمود فضل، بائع سوداني في شارع الأزهر:أنا في هذا المكان من 15 سنة، ومكسبنا بيستر حالنا ومصاريف الولاد، وفي الأعياد نكسب أكثر نسبة لزيادة حركة الناس في شارع الأزهر، وهذا يدفعهم لشراء أشياء جديدة عليهم من المنتجات السودانية، مثل المحافظ الجلدية وبعض الأدوية البلدية أو الأعشاب أو عسل النحل أو السمن البلدي السوداني، والمصريين أصبحوا كالأهل.
الموافقات الأمنية مشكلة مع الحربلكن يعاني السوادنيون من تأخر صدور قرارات الموافقات الأمنية وهي عقبة كبيرة تمنع المئات من الدخول يوميا من ناحية أسوان رغم حصولهم علي تأشيرة من القنصلية المصرية فيؤكد منصور مضوي تاجر جمال: أنا ما عندي مشكلة غير في قصة التفتيش الشديد ونحن في بلادنا حرب، والزول السوادني جاي مصر عندك يعني ما في خطر خليه يعدي وبعدين تطمن أمنيا، فالوضع في السودان صعب جدا و متردٍ، والسفارة السودانية ساكتة وغرامات مبالغ فيها جدا واجراءات تعجيزية من أجل عرقلة عمل تجديد الاقامة، لكن الحمد لله الشعب المصري وليس الحكومة المصرية على وعي بأن السودانيين أهل كرامة وكرم واخلاق وامانة فلولا هذه الاشياء التي بدأت في التلاشي لكان مصيرنا نحن المقيمين بمصر أسفل السافلين.
يقول مصطفى فضل الله:أنا من الجالية السودانية بمصر، وأهلها يحبون السودانيين، ولسنا لاجئين أو نازحين فلو سمحت لازم تعرف أن الناس اللي جايين دول ضيوف مش لاجئين.. ومصر طول عمرها كانت قبلة للسودانيين والعرب للتعلم والسياحة والثقافة والفن والعلاج، فالشعب المصري فتح بيوته للفارين من الحرب، ورفضت مصر أنهم يكونوا في معسكرات لاجئين كما ما حصل في دول شقيقة تانية، بخلاف سودانيين شغالين في مصر.. دول معظمهم من أبناء الجالية القديمة اللي كانت موجودة في مصر من سنين وعندهم إعفاء من الإقامة والتسجيل وهم مثل المصريين تماما و مصر فيها 15 مدرسة سودانية، و ياريت يا صديقي العزيز تخلي بالك من كل حرف بتكتبه عشان الناس في السودان بتقرأ الكلام، ياريت يكون في تنسيق مع كافة منظمات المكونات السودانية في مصر ودول كتير (جمعيات ـ أسر طلابية ـ أحزاب) لمساعدة أهلينا الجايين من السودان، ولو بشكل مبادرات فردية هيكون ليها أثر كبير في نفوس الناس، وعشان نعكس الصورة الحقيقية.. المصريين شعب مضياف ومعادن الشعوب بتظهر في الأزمات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الموافقات الأمنية فی مصر
إقرأ أيضاً:
كشف رابط بين عضلة صغيرة وخطر الإصابة بالخرف
كشف علماء عن وجود رابط مثير للاهتمام بين حجم عضلة صغيرة في جسم الإنسان وتطور مرض الخرف.
فقد قاس أطباء من جامعة جونز هوبكنز الأميركية العضلة الصدغية، وهي عضلة رقيقة تمتد من جانب الجمجمة إلى مفصل الفك، لدى أكثر من 600 من البالغين الأصحاء.
تساعد العضلة الصدغية على تحريك الفك، وهي مفيدة بشكل خاص في المضغ.
وقد راقب الباحثون أولئك الأشخاص على مدى خمس سنوات لرصد علامات الخرف، ووجدوا أن الذين لديهم عضلات صدغية أصغر كانوا أكثر عرضة بنسبة 60% للإصابة بالخرف، وفقا لما جاء في موقع "ديلي ميل" البريطاني.
مع التقدم في السن، يفقد الأشخاص، بشكل طبيعي، قدرًا من حجم عضلاتهم، لكن الأشخاص المصابين بالخرف يميلون إلى فقدان كتلة العضلات بشكل أسرع من الأشخاص الذين لا يعانون من المرض الذي يسرق الذاكرة.
لذلك، بدأ الباحثون مثل مجموعة جونز هوبكنز في التحقيق فيما إذا كان بإمكانهم استخدام فقدان العضلات كمؤشر للتنبؤ بالخرف.
عادة، تشخص الإصابة بالمرض في مرحلة متقدمة جدًا بحيث لا يستطيع الطبيب فعل الكثير. لذلك، يبحث العلماء عن طريقة سهلة وغير مكلفة لتشخيص المرض قبل ظهور الأعراض على المريض.
وقد أشارت دراسات منفصلة إلى أن العضلة الصدغية يمكن أن تكون مؤشرا جيدا لكيفية عمل العضلات في جميع أنحاء الجسم. لذلك، اتجه الباحثون في جامعة جونز هوبكنز إلى هذا الأمر في دراستهم، التي قدمت في الاجتماع السنوي للجمعية الإشعاعية لأميركا الشمالية، ولم تنشر بعد في أي مجلة.
درس الباحثون 621 شخصا في سن السبعين تقريبا وكانوا يتمتعون بصحة جيدة عندما بدأت الدراسة.
على مدار خمس سنوات في المتوسط، راقبوا البنية العضلية للمشاركين عن طريق جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، الذي يعطي صورًا تفصيلية للعظام والعضلات والدم. واستنادا إلى الصور التي التقطوها، صنّف الباحثون الأشخاص إلى مجموعتين. كان 131 مشاركًا في المجموعة ذات العضلات الكبيرة و488 مشاركًا في المجموعة ذات العضلات الصغيرة. ثم راقبوا تطور الخرف، من خلال مراقبة كمية الأنسجة المفقودة من الدماغ وأخضعوا الأشخاص لاختبارات معرفية منتظمة.
وجد الأطباء أن أولئك الذين لديهم عضلة صدغية أصغر كانوا أكثر عرضة بنسبة 60% للإصابة بالخرف، حتى بعد تعديل عوامل مثل العمر.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور كاميار مرادي، الذي يدرس الأشعة في جامعة جونز هوبكنز: "هذه هي أول دراسة طولية تثبت أن فقدان العضلات الهيكلية قد يساهم في تطور الخرف".
رغم ذلك، قال الدكتور ماكس وينترمارك، اختصاصي الأشعة العصبية في جامعة تكساس، والذي لم يشارك في البحث، إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل استنتاج أن العضلة الصدغية هي مؤشر جيد لخطر الإصابة بالخرف.
وأوضح الدكتور وينترمارك: "في هذه الحالة بالذات، من الصعب معرفة ما إذا كان فقدان العضلات هو بالفعل عامل خطر للإصابة بالخرف أو نتيجة للعمليات التي تؤدي إلى الخرف".
ومع ذلك، فقد اتفق مع مؤلفي الدراسة على أن العمل على الحفاظ على كتلة العضلات وصحة القلب والأوعية الدموية في سن أكبر قد يكون مفيدًا على الأرجح في تجنب الإصابة بالخرف.