لم تسفر الجهود الدولية والعربية حتى الآن عن نتائج ملموسة لإنهاء الحرب الدائرة في السودان، منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وغرقت بلاد النيلين منذ ذلك الوقت في دوامة عنف واشتباكات مسلحة، جعلت الكثيرين يقبعون تحت مصاعب إنسانية شديدة.


وفي خضم هذه الأزمة المستمرة، كشف مجلس السيادة السوداني، الإثنين، ملامح خارطة طريق لإنهاء الأزمة، بهدف إعادة الجنود إلى ثكناتهم، واللجوء إلى طاولة الحوار والتوافق على حل سياسي يسكت دوي المدافع.


وقال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، إن الخارطة المقترحة لإنهاء الحرب في السودان، تبدأ بالفصل بين الجيش وقوات الدعم السريع ثم تنتهي بعملية سياسية بعيداً عن الاشتباكات العسكرية.
وأشار عقار إلى أن الخارطة تهدف لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب بسرعة، ثم الانخراط في عملية سياسية، تقوم على توحيد مؤسسات دولة.


وحذر مالك عقار من تعدد المبادرات لإنهاء الأزمة السودانية، مؤكداً أن ذلك يطيل أمد الحرب في البلاد.
وفي تعليقه على هذه الخطة، يقول الكاتب والصحافي السوداني، عثمان ميرغني، إن الخارطة "لا تبدو واضحة، فهي أقرب إلى أفكار عامة أو رؤوس أقلام لأطروحة لم تتبلور بعد".
وأضاف:"مالك عقار يتحدث عن ترتيبات تأسيس للدولة، وليس استعادة هياكل الدولة، ولكن هذا الأمر ليس واضحاً فهو مجرد عنوان عريض دون مضمون".

ويرى ميرغني أن غالبية تصريحات عقار "انحصرت في رفض المبادرات الأخرىـ ووصفها بالغرض تارة والعجز في تارة أخرى، لكن دون توضيح ما الذي تريده الحكومة السودانية".

اجتماع #تشاد يبحث إنهاء الحرب في #السودان

https://t.co/5boeIU97GC

— 24.ae (@20fourMedia) August 6, 2023


وتزامنت هذه الخطة، مع استضافة تشاد لأول اجتماع وزاري لقمة دول جوار السودان للبحث عن طريق سلمي ينهي الأزمة.
وأكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن الاجتماع ناقش الأفكار المطروحة من الدولة المضيفة، بالتنسيق مع الدول الأخرى، مشيراً إلى أن الرؤية المصرية تهدف للعمل لصالح الشعب السوداني والحفاظ على مؤسسات الدولة.
وشدد المحلل السياسي عثمان ميرغني، على ضرورة أن توفر هذه المبادرة، منبراً للمفاوضات بين القوى السياسية، لإيقاف الحرب واستعادة المسار الانتقالي.
ويرى ميرغني أن دول جوار السودان تمتلك فرصة للعب دور محوري في إيقاف الحرب. واستدرك "لكن ذلك يتوقف على سرعة الإجراءات التي يتم التوصل إليها، وعدم التقاطع مع المبادرات الأخرى".
كما حذر الكاتب الصحافي من أن فشل جهود إيقاف الأزمة سيقود الحرب للاتساع محلياً، ويؤدي إلى آثار سلبية تعاني منها دول الجوار.
وأسفرت الحرب عن مقتل 3900 شخص على الأقل، وأجبرت نحو 4 ملايين آخرين على مغادرة منازلهم سواء إلى ولايات أخرى أو إلى خارج البلاد.


ويعتبر السودان من أكثر دول العالم فقراً، حتى قبل اندلاع النزاع الحالي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة السودان أحداث السودان

إقرأ أيضاً:

المشيطي: الأزمة الاقتصادية وصلت نقطة اللاعودة.. وعودة الحرب غير مستبعدة

???? ليبيا | المشيطي: ضغوط الأزمة المالية دفعت الأطراف نحو التهدئة

???? المركزي كشف الجميع.. والانهيار وشيك ⚠️
ليبيا – رأى الناشط السياسي مختار المشيطي أن إحاطة المبعوثة الأممية هانا تيتيه، حملت تحولًا ذكيًا في خطة البعثة الأممية، من خلال التركيز على توظيف الأزمة المالية والاقتصادية كأداة ضغط على الأطراف الليبية، لدفعهم نحو القبول بتوحيد الإنفاق كمدخل لتوحيد السلطة التنفيذية.

???? خريطة طريق مالية لا سياسية ????
المشيطي أوضح، في تصريح لموقع “العربي الجديد” القطري، أن حديث تيتيه عن “مقاربة جامعة” للعملية السياسية جاء دون تفاصيل، بينما ركزت بشكل صريح على الجانب المالي من الأزمة، معلنة سعيها لتنظيم حوارات من أجل خريطة طريق مالية، دون أن تضع إطارًا واضحًا للجانب السياسي.

???? انفراج محتمل.. بضغط خارجي ????
وربط المشيطي بين إعلان مصرف ليبيا المركزي عن قبول رئيسي الحكومتين المتنافستين، أسامة حماد وعبد الحميد الدبيبة، لعقد لقاء من أجل إعداد ميزانية موحدة، وبين تحركات البعثة الأممية، مرجحًا أن هذه التطورات جاءت نتيجة “ضغوط خارجية قاسية” على الطرفين.

???? من تبادل الاتهامات إلى التوافق المرحلي ????
وأضاف المشيطي: “قبل أيام فقط كان الدبيبة يصف حماد بالكومبارس، كما اتهم رئيس البرلمان عقيلة صالح بالتسبب في الهدر المالي، والآن نراهم يتجهون نحو لقاء مشترك”، مشيرًا إلى أن بيان المصرف المركزي “كشف الجميع” وبات كل طرف مسؤولًا عن أي انهيار مالي وشيك حسب قوله.

???? تحذير من انفجار شعبي أو عودة للحرب ????
وختم المشيطي بأن الأزمة الاقتصادية بلغت “نقطة اللاعودة”، ما قد يؤدي إلى “تفجر احتجاجات شعبية وربما أيضًا عودة الحرب”، إذا لم تُعالج الأسباب الجذرية المتعلقة بتعدد الحكومات والانقسام السياسي والمؤسساتي الحاد.

مقالات مشابهة

  • رحلة في ذاكرة المسرح السوداني* 1909 ــ 2019
  • الإمارات.. «صوت العقل» لإنهاء الأزمة السودانية
  • أستاذ علاقات دولية: تضارب مصالح الغرب وراء عرقلة انتهاء الأزمة في السودان
  • الأمم المتحدة: تعهدات بإتاحة وصول إنساني كامل إلى الفاشر ومخيم زمزم وسط تفاقم الأزمة
  • يائير جولان: عدم إنهاء الحرب بغزة يصب في مصلحة نتنياهو فقط
  • عثمان ميرغني .. من يسيطر على الخارجية؟ !!!…..
  • المفارقات في المشهد السوداني!
  • المشيطي: الأزمة الاقتصادية وصلت نقطة اللاعودة.. وعودة الحرب غير مستبعدة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تقف على حدود غزة وتناشد ترامب إنهاء الحرب
  • جمود في مفاوضات إسرائيل وحماس بسبب عدم الاتفاق على شروط إنهاء الحرب