سودانايل:
2025-03-16@06:17:12 GMT

قضايا النوع: قولن إنتن، شن عرفتن!

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

بقلم : محمد بدوي

(١)
خلال الإسبوع الأول من يوليو ٢٠٢٤ وخلال متابعتي للشأن السوداني، توقفت عند ثلاثة أحداث مرتبطة بأدوار ومشاركات النوع، في السياق المرتبط براهن الحرب المستمرة منذ عام يزحف نحو النصف التاني، ولعل تلك الأحداث دفعت بعدة أسئلة حول وضع النساء السودانيات في الحروب المختلفة منذ تاريخ الإستقلال، المشاركة السياسية والآخري المرتبطة بتحديد الأدوار ومناصرة القضايا والمداخل لذلك، مع الأخذ في الاعتبار بأن الصبيات والنساء الاكبر والكتلة الثابتة في سجل الإنتهاكات المرتبطة بالسياسات والصراعات السياسية المسلحة.


(٢)
الحدث الأول هو مؤتمر حوار المرأة السودانية، الذي سهله الاتحاد الافريقي لينعقد بمدينة كمبالا اليوغندية في الفترة من ٣- ٥ يوليو٢٠٢٤، شعار المؤتمر هو تسهيل الحوار بين النساء السودانيات،يساهم في الخروج بمعايير لاختيار النساء للتمثيل في عملية السلام، شهد المؤتمر إبعاد للاستاذة أميرة الفاضل الوزيرة السابقة والمنتدبة للالتحاق بأحد أجهزة الإتحاد الافريقي بإحتجاج من بعض المشاركات، وكذلك عراك محدود بين أحد المشاركات مريم حامد حسب المتاح من المعلومات بانها عضوة مستقيلة من حركة تحرير السودان المجلس الإنتقالي، فيما ذهب بعض المشاركات الي الإشارة لإرتباطها بالدعم السريع، لم يتمكن كاتب المقال من التحقق من ذلك، انتهت الحالة بالمفاضلة بين ابعادها أو انسحاب المشاركات الاخريات، بشكل مبدئي توقفت عند اللقب الذي أطلق عليها ( جنجويد) ملحقا بأسمها الأول، لا يستقيم لن يكون الجنجويد امرأة لانه اول من استهدفهن هن النساء والصبيات، فإن يكوم الجلاد من النساء فهي بداية تصدير الهزيمة على نسق (الوأد).
(٣)
الحدث الثاني * نشر منصة السياسات والشفافية لورقة بعنوان منظور نسوي للنزاع المسلح في السودان للباحثة السودانية زينب عباس البدوي، في تقديري أن الورقة تمثل إضافة وقراءة محترفة لتحولات أوضاع النساء السودانيات بخلفية لما قبل الحرب، ومعوقات المشاركة السياسية، والحلول التي تعزز من دورهن وعدم اقتصاره على دورهن بل بنظرة عكست مفهوم الرؤية التي تشمل كل الأطراف، واستفدت زينب على انهن الاكثر لعرضة لمسارات عدم الاستقرار بالسودان سواء النساء أو الصبيات.

(٤)
الحدث الثالث هو الحوار الذي أجرته قناة الجزيرة القطرية مع القيادية الاسلامية السودانية الاستاذة سناء حمد، وملخص الحوار كشف عن دعوة الاسلاميين السودانيين إلي الدعم السريع للحوار مع رفض لأي دور لكتلة تقدم المدنية، اي بشكل اخر محاولة للعودة الي ما قبل ١٠ ابريل٢٠١٩ أو العودة للسلطة الثنائية بين الاسلاميبن والدعم السريع، عطفا على ذلك فقد كشفت مصادر اخبارية في وقت سابق عن اتصال من الاسلاميين بدولة الإمارات بهدف التفاوض السياسي .
(٥)
بالعودة إلي مؤتمر كمبالا فالسؤال الذي يثور حول ضوابط الاتحاد الافريقي للتعامل مع القضايا المشاركة بحصافة، فالاستاذة أميرة الفاضل وزيرة سابقة بالسلطة التنفيذية لنظام الحركة الاسلامية، ثم انتدبت للعمل بالاتحاد الافريقي وهي وظيفة يتم اعتمادها بموافقة الحكومات، وفقا لحيثيات المشاركات اللائي رفضن مشاركتها فقد دفعن باعتبارها بنظام المؤتمر الوطني، بما يجعل مشاركتها معدومة الحساسية في ظل الوضع السياسي الراهن بالسودان، في السياق الطبيعي والحساسية موضوع الورشة فان مشاورات المشاركين حول القوائم ومراعاة المعايير للحضور بما فيها الخلفيات السياسية امر مهم لارتباط الأمر بجند مشاركة النظام السابق المحلول والذي ثار عليه الشارع السوداني، أضف إلي ذلك الخلل الذي ظل يتكرر في النهج الفوقي للتمثيل مع تغييب لمشاركة أو صوت القواعد.
(٦)
بالعودة لسناء حمد فقد مثل لقاءها التلفزيوني الظهور الثاني المؤثر سياسيا حيث دفعت قبل فترة بتصريحات ذهبت إلي مشاركتها في عمليات محاسبة لبعض جنرالات الجيش على خلفية سقوط نظام المؤتمر الوطني، كلا الحدثيين وجدت سناء ردود أفعال منتقدة، فتوظيف عامل الجندر في ظهورها ساهم في ذلك وهو تكتيك يشير إلي تخطيط من قيادة الحركة الاسلامية لعدم الكشف عن قيادتها الحالية واحداث اثر عبر سناء بناء على منصة الجندر التي تنتمي إليها ولا سيما أن النساء لعبن دورا كبيرا في ثورة ديسمبر٢٠١٨، و الاستفادة من ذلك الذخم للإشارة بأن الإسلاميين على وعي بأن النساء لا يمكن تجاوزهن، فضلا عن محاولات سناء للظهور بمظهر حداثي و تقديم النساء كقياديات وفي مجالات حساسة كالحديث عن الجيش.
(٧)
مساهمة زينب عباس تشكل ركيزة بين النظري والواقع الذي يمثله عدم تراجع القدرات القيادية والاجندة التي يمكن أن توحد النساء حول القضايا المرتبطة بالمشاركة والقضايا الأساسية التي تقف على منصة ان غالب ضحايا النازعات والتراجع الاقتصادي والحصانات القانونية والحرب الراهنة من النساء، مع الاخذ في الاعتبار أن ثورة ديسمبر ٢٠١٨ قدر فيها مشاركة النساء ب٦٠% بتعبير آخر هن الضحايا التاريخيات والفاعلات الراهنات والمؤثرات في سياق المشاركة.
(٨)
بالنظر الي ما اعتري مؤتمر كمبالا من حالات مغادرة قاعة المؤتمر، وظهور الأستاذة سناء حمد وفحوي خطابها الذي غابت عنه العدالة في تعزيز لاستغلال الجندر سياسيا من أجل عودة الاسلاميين للسلطة، فذلك يكشف اختلال العلاقة بين قضايا الجندر والحقوق باعتبارها أضعف في ترابطها من علاقة الجندر والانتماء السياسي، وهو ملخص للصورة الفوقية أو النمط الصفوي في التعامل مع قضايا النوع ومشاركتهن.
(٩)
يظل غياب المنهج الذي يخاطب قضايا الجندر والحقوق هو المؤثر، ولعل مرد ذلك في تقديري هو منهج المشاركة الفوقي كما أشرت ومن ناحية ثانية النظر للمشاركة بالنسب المئوية وليست المشاركة المتساوية، بالإضافة إلي ان الغياب الطويل للعدالة وعدم ترتيب الأجندة التي تعزز دستوريا للمشاركة المتساوية والانخراط نحو مناقشة نسب المشاركة في وثائق فرعية شكلت دافعا اخر استهدف مفهوم الاستحقاق لينزلق نحو مفهوم المنحة، كما ان مجرد التلويح بفكرة عودة النظام السابق بالتحالف مع الدعم السريع كما يسعي اليه الاسلاميين يعني مزيدا من القهر والانتهاكات تجاه النساء والصبيات بشكل غالب.

badawi0050@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

عصر جديد لهذا النوع من الكمبيوتر .. الذكاء الاصطناعي هيخلي اللابتوب أقوى بكتير

يشهد العالم تحولًا كبيرًا في طبيعة العمل مع التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي، ما يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الوظائف المكتبية التقليدية. 

يعتمد الصحفيون، المحاسبون، المبرمجون، وغيرهم على أجهزة الابتوب في أداء مهامهم اليومية، أصبحوا اليوم في مواجهة واقع جديد حيث يهدد الذكاء الاصطناعي بفرض تغييرات جذرية على سوق العمل.

صعود الذكاء الاصطناعي: تهديد للوظائف الرقمية؟

الوظائف التي تعتمد على الابتوب لطالما تميزت بالمرونة، سواء من حيث إمكانية العمل عن بُعد أو تجنب التنقل والالتزام بالزي الرسمي. ومع ذلك، فإن هذه الامتيازات قد تكون في خطر مع التطورات السريعة في نماذج الذكاء الاصطناعي التي بدأت تُظهر كفاءة عالية في أداء المهام التي كانت تتطلب في السابق تدخلًا بشريًا.

على سبيل المثال، النماذج الحديثة مثل "GPT-4" من شركة "OpenAI" وصلت لمستويات أداء تقارب أو حتى تتجاوز الأداء البشري في مهام البرمجة. 

كما أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل "DALL·E" و"Sora" تنافس الفنانين البصريين والمصممين، مما أدى بالفعل إلى انخفاض الطلب على خدمات التصميم المستقل.

حتى في المجالات البحثية، بدأت خدمات مثل "Deep Research" من OpenAI في إظهار كفاءة عالية في إجراء الأبحاث عبر الإنترنت، بينما تُظهر النماذج "الوكيلة" مثل "Operator" قدرة متزايدة على تنسيق المهام المعقدة بطريقة تشبه أداء المديرين البشريين.

الكشف عن مولد الفيديو الجديد بالذكاء الاصطناعي في Gemini من جوجلجوجل تطلق نماذج ذكاء اصطناعي متطورة لتعزيز قدرات الروبوتاتعلي بابا تكشف عن ذكاء اصطناعي قادر على تعرف المشاعر البشريةتفاصيل أحدث برنامج ذكاء اصطناعي صيني.. هل ينافس شات جي بي تي؟سوني تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي مع ألعاب PS5 بطريقة مذهلةOpenAI تكشف عن أدوات جديدة لإنشاء وكلاء الذكاء الاصطناعيلماذا يتقدم الذكاء الاصطناعي أسرع من الروبوتات؟

على الرغم من التقدم الكبير في الذكاء الاصطناعي، لا تزال الروبوتات تعاني من صعوبات كبيرة في تنفيذ المهام الفيزيائية المعقدة. 

يعزى هذا التفاوت إلى ما يُعرف بـ"مفارقة مورافيك"، والتي تشير إلى أن المهام التي تبدو سهلة بالنسبة للبشر، مثل المشي أو التقاط الأشياء، تتطلب قدرًا هائلًا من التعقيد بالنسبة للآلات.

السبب الرئيسي وراء ذلك هو نقص البيانات الواقعية اللازمة لتعليم الروبوتات كيفية التفاعل مع العالم المادي. 

في المقابل، تُدرّب نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية على كميات هائلة من النصوص الرقمية، ما يتيح لها التعلم بشكل أسرع بكثير مقارنة بالروبوتات التي يجب أن تتعلم من خلال التجربة الحسية المباشرة.

 هل نحن على أعتاب تغيير جذري؟

وفقًا لدراسة أجرتها "Epoch AI"، يُمكن أن تحل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة محل حوالي 13% من الوظائف الحالية، خاصة تلك التي تعتمد بشكل أساسي على المهام الرقمية عن بُعد مثل البرمجة، والمحاسبة، والصحافة الرقمية.

ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن هذا التحول قد لا يؤدي بالضرورة إلى فقدان شامل للوظائف، بل ربما يعيد تشكيل سوق العمل، بحيث يتحول العاملون إلى وظائف يصعب أتمتتها، مثل التمريض، أو الحرف اليدوية، أو الأعمال التي تتطلب تفاعلًا إنسانيًا مباشرًا.

التكيف مع المستقبل

في ظل هذا الواقع الجديد، قد يكون الحل الأمثل هو تبني المرونة وتطوير المهارات التي يصعب على الذكاء الاصطناعي تقليدها، مثل الإبداع والمهارات الاجتماعية.

 وبينما يواصل الذكاء الاصطناعي تقدمه السريع في المجالات الرقمية، تظل الوظائف التي تتطلب تدخلًا بشريًا مباشرًا في مأمن نسبي، على الأقل في الوقت الحالي.

 ليس بالضرورة الذكاء الاصطناعي عدوًا للعمالة، بل قد يصبح أداة لتعزيز الإنتاجية، بشرط أن يتمكن البشر من التكيف مع التغيرات واستغلال هذه التقنيات لتحقيق أقصى فائدة ممكنة.

مقالات مشابهة

  • في الأمم المتحدة : الحكومة اليمنية تؤكد اهتمامها بتعزيز المشاركة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمرأة
  • هل إتقان المحادثات العامة والقصيرة مع الغرباء يكافح الوحدة؟
  • التغذية الصحية لمرضى السكر.. ندوة بمعهد تكنولوجيا الأغذية
  • عصر جديد لهذا النوع من الكمبيوتر .. الذكاء الاصطناعي هيخلي اللابتوب أقوى بكتير
  • مصر تتلقى دعوة المشاركة في دورة ألعاب التضامن الإسلامي بالرياض
  • عدد الناخبين ونسب المشاركة.. شفق نيوز تستعرض الانتخابات العراقية منذ 2005 (إنفوغراف)
  • زولجنسما: أغلى علاج في العالم لماذا يبلغ سعره 2.1 مليون دولار؟
  • لجنة تحقيق أممية: وثقنا انتهاكات إسرائيلية واسعة بحق الفلسطينيين
  • الإصابة تهدد نجم الأهلي بعدم المشاركة فى كأس العالم للأندية
  • أقدم ملامح بشرية في أوروبا.. العثور على عظام جمجمة نادرة