أطياف
صباح محمد الحسن
السر والعلن!!
طيف أول :
الهم ليس إلاَّ جسراً تقف على ناصيته كل الأحلام التي تقاوم الإنطفاء !!
ومارس وفد الجيش أمس لعبة المراوغة بجنيف وتغيّب للمرة الثانية عن جلسة المحادثات، وواصلت بعثة الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الخاص للسودان المنقاشات مع وفد قوات الدعم السريع
ويعلل وفد الجيش غيابه بثلاثة أسباب اولها: أنه قال إن الامم المتحدة لم تطلعه على اجندة المباحاث ولم تملكه معلومات عن المباحاثات
والسبب الثاني : انه اخبرها أنه لايتعترف بأي جهة تتبنى قضية العمل الإنساني إلاّ مفوضية العون الإنساني
والثالث : قال الوفد إنه اتفق مع الامم المتحدة على سرية الجلسات وأن لاتكون الجلسات معلنه للإعلام ولم تلتزم بذلك
ولهذا إمتنع عن حضور الجلسات لكنه لم يقل أنه يرفض التفاوض
فالجلوس مع وفد الدعم السريع على طاولة واحدة ليس شرطا في المفاوضات فالامم المتحدة اعلنت أن المباحاثات غير مباشرة اي انها يمكن أن تلتقي كل طرف بجنيف وتنقل وجهة نظره للآخر كما أن اجندة المباحثات معلومة اعلنت عنها الأمم المتحدة على انها نقاشات حول ملف المساعدات الإنسانية
امارغبة وفد الجيش ان تأتي المعونات عبر مفوضية العون الانساني في السودان فمعلوم أن المفوضية هي هيئة حكومية سودانية تدير وتنظم جميع الأعمال الإنسانية المنفذة في السودان تحت رعاية واشراف الحكومة السودانية وهذا الشرط يعني ان وفد الجيش يريد ان تكون حكومة بورتسودان هي المسيطرة على المساعدات غض النظر عن حاجة الموطن للمساعدات ومعاناته وموته جوعا كل مايهمه هو ان تواصل الحكومة ( الشفشفة) فالوضع الإنساني الكارثي يتطلب دخول المساعدات التي ترى الامم المتحدة انها ستقوم بإدخالها عبر منظماتها و المطلوب من الطرفين فقط فتح الممرات الآمنة لوصول هذه المساعدات
اما اعتراض وفد الجيش على إعلان المفاوضات فهذا يعني انه لايرفض التفاوض مع الدعم بدليل قبول الدعوة والإستجابة والسفر الي جنيف، لكنه يحبذ أن يكون ذلك سرا ً، ويعترض على الوفد على الإشهار لأنه لايريد ان يحرج قائد الجيش الذي أعلن أن لاتفاوض مع الدعم السريع
فالجيش في حقيقة الأمر لايرفض التفاوض بجنيف ولكن يريده ( كتامي)
وتمنّع الجيش من حضور الجلسات يأتي بقصد منه للضغط على الدعم السريع لتقديم المزيد من التنازل على الأرض
وان تطالبه الامم المتحدة بوقف عملية اجتياح المدن التي تحيط بها قواته
ولأن الجيش بحاجة لهذا التنازل خرج البرهان في البداية يطالب بإنسحاب الدعم السريع من الأحياء ونفذ الدعم السريع ولكن باغته الجيش بضرب ارتكازاته بالمسيرات في مدينة امدرمان، وبعدها طالبه بالخروج من الفاشر وزالنجي وكل هذه المطالب تقدم بها البرهان صراحة عبر الأجهزة الإعلامية بالتزامن مع وجود وفد الجيش بجنيف، وذلك يؤكد انه يمارس مايمكن أن يسمى بالإبتزاز التفاوضي
ولاهروب للوفد الذي اصبح يمارس عادة المرواغة في كل منبر تفاوضي ، فرسالة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، الي الفريق عبد الفتاح البرهان، كانت واضحة وهي ( إرسال وفد محدود رفيع المستوى إلى جنيف في العاشر من يوليو، لبدء مناقاشات مع الدعم السريع تحت رعاية الأمم المتحدة).
ولم يرفض البرهان المشاركة ولا التفاوض وارسل وفده دون تردد لأن رسالة لعمامرة تأتي إستناداً إلى تكليفه من مجلس الأمن، وفقاً للقرار 2740، باستعمال مساعيه الحميدة لوقف القتال في السودان
لذلك اخبر لعمامرة البرهان في رسالته أن هذه المناقشات هي لتحديد سبل التقدم في التدابير الإنسانية المحددة وحماية المدنيين من خلال وقف إطلاق النار المحتمل)
وهذه هي الأجندة التي يتحدث وفد الجيش عن انه لاعلم له بها ومعلوم ان اي مباحاثات او نقاشات تطلع الوفود على اهدافها ومراميها قبل المشاركة فيها ولعمامرة لم يقف على كشفه للدعوة عن النقاش في الملف الإنساني ولكنه قال : ( من خلال وقف نار محتمل) اذن الجيش يعلم كل الهدف من المشاركة وما ترمي اليه الامم المتحدة بعد فتح الممرات وهو نيتها في وقف اطلاق النار
و لكن يحتاج الجيش الي جهود الامم المتحدة للضغط على الدعم السريع حتى يكف عن كبح جماح رغبته في اجتياح المزيد من المدن والمواقع العسكرية فربما تثمر المباحثات بين الطرفين حتى إن لم تجمعهما طاولة واحدة
سيما أن الامم المتحدة تقف وسيطا بينهما لتنقل لكل طرف وجهة نظر الآخر لطالما أن المباحثات في الأساس ليست مباشرة.
طيف أخير :
#لا_للحرب
إنقسام صوت الإعلام الكيزاني يعكس حالة الإنقسام بين الاسلاميين والجيش ليصبح كل واحد يتحدث من موقع مصالحه لا مصلحة الوطن
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الامم المتحدة الدعم السریع وفد الجیش
إقرأ أيضاً:
البرهان يصل جدة وسط تكهنات بعودة الجيش والدعم السريع للتفاوض
قالت وكالة الأنباء السعودية إن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وصل الجمعة، إلى مدينة جدة السعودية، وسط تقارير أشارت إلى عودة محتملة لطرفي القتال في السودان إلى طاولة التفاوض.
وتأتي الزيارة بعد يوم واحد من زيارة أجراها وفد سعودي لمدينة بورتسودان وهي المقر المؤقت للحكومة، بعد انسحاب "منظم" نفذته قوات الدعم السريع خلال اليومين الماضيين من عدد من مواقعها في العاصمة الخرطوم، مما عزز الاعتقاد بوجود ترتيبات مسبقة.
وتسارعت خلال الساعات الماضية تطورات الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع.
والتقى البرهان قبل يوم واحد من مغادرته إلى جدة بوفد سعودي بحث كيفية مساهمة المملكة العربية السعودية في إعادة الإعمار بحسب ما أورده الموقع الرسمي للحكومة، كما استقبل المبعوث الألماني الخاص للقرن الإفريقي هيكو نتشكا.
وفي سياق متصل أكد وزير الشئون الإفريقية في الحكومة البريطانية أمام البرلمان البريطاني يوم الخميس أن الحكومة البريطانية تجري مشاورات مع تنسيقية القوى المدنية "صمود" حول المؤتمر الوزاري الذي ستستضيفه لندن منتصف أبريل.
ويرتقب أن يشارك في المؤتمر 20 وزير خارجية ومسؤول من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية والنرويج والسعودية ودولة الإمارات ومصر، إضافة إلى الإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي وممثلين للأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية والاقليمية.
ويخصص المؤتمر لبحث الوصول إلى وقف الحرب ومعالجة الأوضاع الإنسانية في السودان.