العراق.. «الخشم الأحمر» الغازي يفتح «منخريه» لشركة عربية
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
في منطقة نائية تقع على بعد 87 كلم شمالي ديالى، وضمن منحدرات متعرجة يصعب الوصول إليها، تقع أربع مقاطعات يسميها بعض الأهالي مغارة “علي بابا”، في تعبير مجازي عن كنز مدفون في باطن الأرض منذ آلاف السنين، ويأملون أن يغير حال الفقر في مناطقهم، ويمنح الأجيال المقبلة أملا بمستقبل أفضل.
“الخشم الأحمر” حقل غازي، وعلى الرغم من غرابة الاسم وعدم انسجامه مع طبيعة ثروته، إلا أنه يمثل “متنفسا اقتصاديا” تبني عليه ديالى وأهلها آمالا كبيرة كمورد اقتصادي إضافي إلى جانب الحقول النفطية والغازية المنتشرة في المحافظة.
ويقول النائب عن محافظة ديالى، مضر الكروي، إن “تطوير الخشم الأحمر جرى ضمن الرخصة الخامسة لوزارة النفط وأحيل إلى شركة عربية متخصصة، في أول تجربة لشركة عربية تدخل مضمار تطوير حقول الغاز في تاريخ ديالى”.
ويضيف الكروي، أن “الخشم الأحمر هو جزء من آبار عملاقة تقع في مناطق شرق وشمال ديالى، وذات احتياطيات كبيرة لكنها لم تستغل منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن على اكتشافها، وسط توقعات بأنها ستغير وجه هذه المناطق من خلال إمكانية إقامة مدن صناعية في ظل وجود مصادر كبيرة للطاقة”.
وكانت شركة نفط الوسط قد كشفت آذار مارس الماضي، عن المباشرة بتهيئة وتأمين البنى التحتية لأكبر بئرين غازيين هما الخشم الأحمر والگمر وفي حقل المنصورية الممتد إلى ناحية العظيم شمال شرقي محافظة ديالى.
بدوره يوضح مستشار شركة الهلال في ديالى، المستثمرة للحقل الغازي، محمد السعدي، أن “الشركة مقرها في دولة الإمارات، وهي معروفة باستثمارات في مجالات الطاقة ومنها تطوير واستخراج الغاز وهي مهتمة جدا بحقل الخشم الأحمر في ديالى”.
ويبين السعدي، أن “الشركة وضعت خطة عمل من ثلاث مراحل من أجل البدء بتطوير الحقل بعد إكمال الأجهزة الأمنية مضامين التشميط وتأمين الموقع استعدادا لوصول الفرق الفنية والهندسية وبقية المعدات، ومن المتوقع البدء بالإنتاج في العام 2025”.
ويعتبر بئر الخشم الأحمر، وهو أشهر وأهم بئرا غازيا قادر على تشغيل محطة المنصورية الكهربائية الغازية لإنتاج 700 ميغاواط لمدة 100 سنة وأكثر ما يحتوي من احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي وبجودة عالية.
وكانت شركة “GEO – JADE” قد فازت في العام 2023، بعقد استكشاف وتطوير وإنتاج رقعة “نفط خانة” الغازية في محافظة ديالى، بالإضافة إلى تطوير وإنتاج حقل الحويزة في محافظة ميسان، فيما أحيل حقل السندباد في محافظة البصرة إلى شركة “UEG” للتطوير والإنتاج، أما حقل “كلابات فجر” في محافظة ديالى فأحيل تطويره وإنتاجه إلى شركة “الهلال” الإماراتية، بالإضافة إلى حقل “الخشم الأحمر”.
من جانبه، يؤكد مصدر أمني، أن “هناك خطة لمسك الأرض في حقل الخشم الأحمر بدأت فعليا قبل ستة أشهر، وشهدت خلال الأسابيع العشرة الأخيرة أكبر عملية تمشيط من خلال فرق مكافحة المتفجرات بإسناد من شرطة الطاقة وبقية التشكيلات الساندة من أجل تأمين المناطق والمنحدرات وبمسافات بعيدة جدا”.
ويوضح المصدر، أن “قوة قوامها فوجا قتاليا بدأت بالمسك الميداني وبشكل ثابت حول حقل الخشم الأحمر استعدادا لتسليمه لكوادر الشركة العربية التي ستتولى الاستثمار فيه، كما تم تأمين جميع محاور الحقل”.
ويردف أن “هناك غرفة عمليات خاصة لإدارة ملف أمن حقل الخشم الأحمر تم تشكيها وهي باتصال مباشر مع بعقوبة وبغداد من أجل تعزيز الأمن في محيط الحقل الذي يمثل أولوية، مع تقديم كل التسهيلات لقدوم الشركة المطورة”.
وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، وزير النفط، حيان عبد الغني، قد أكد على أهمية تفعيل ثلاثة عقود مع شركة الهلال الإماراتية ضمن جولة التراخيص الخامسة لاستثمار الغاز بكمية تبلغ 400 مليون قدم مكعب قياسي من حقول “خشم الأحمر، وكلابات، وخضر الماي”، مبينا أن ذلك جاء خلال التوقيع على تفعيل العقود للحقول والمواقع المذكورة.
إلى ذلك، يرى عضو مجلس محافظة ديالى، تركي العتبي، أن “ديالى تضم حقولا نفطية وغازية عدة لكن 90 بالمئة منها غير مستغلة بالشكل الصحيح، وحقل المنصورية هو أكبر حقول الغاز في العراق ولم يبدأ الإنتاج على الرغم من حاجة البلاد إلى الغاز لتشغيل العشرات من محطات توليد الطاقة الكهربائية بدلا من إنفاق مليارات الدولارات على استيراد الغاز”.
ويشير العتبي، إلى أن “استقطاب شركات أجنبية وعربية للاستثمار والتطوير في حقول ديالى الغازية والنفطية، بداية إيحابية نأمل أن تغير من واقع اقتصاد المحافظة”.
ويواجه العراق مشكلة مزدوجة منذ ما يزيد على عقدين من الزمن، ففيما يستورد الغاز بمليارات الدولارات سنويا لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، فهو في المقابل يحرق يوميا ما يمكنه من تأمين احتياجاته وتجنب إنفاق هذه المليارات وحماية البيئة من التلوث، وفيما أكد مختصون على ضرورة استثمار هذه الثروة المهدورة، عزوا من جانب آخر، التلكؤ في هذا الملف إلى سياسة الحكومات، والفساد.
إلى ذلك، يشرح المهندس النفطي المتقاعد عبد الله هادي، أن “ديالى تضم من سبعة إلى تسعة مواقع نفطية وغازية أشهرها نفط خانة في أقصى شرق المحافظة قرب الشريط الحدودي مع إيران”.
ويراهن هادي، على أن “الخشم الأحمر وفي ظل التكنولوجيا الحديثة ستتوفر أرقاما للإنتاج أكثر دقة، لكن في المحصلة النهائية سيغير الإنتاج الغازي من بئر الخشم الأحمر بوصلة ملف الغاز في العراق، إذ سيسهم بتحقيق الاكتفاء الذاتي وحتى التصدير، وهذا الأمر ليس بحلم بل يمكن خلال سنوات إذا ما توفرت الإرادة واكتملت خطوات تطوير الحقول الحالية سيتحقق”.
وكانت الهيئة الوطنية للاستثمار، أعلنت في 5 آذار مارس الجاري، عن توقيع إجازة مع شركة عراقية لاستثمار الغاز المصاحب، مبينة أن كلفة المشروع بلغت 2.6 مليار دولار بتنفيذ 36 شهرا، فيما بينت أن استثمار الحقل سيكون على 300 مقمق عبر مرحلتين بواقع 150 مقمق لكل مرحلة، وهذا يعادل ثلث ما يتم استيراد من الغاز.
وكانت وزارة النفط، نجحت في العام 2010 بتشكيل شركة غاز البصرة بالتعاون مع شركتي شل ومسيوبيشي، ووضعت خطة لاستثمار الغاز المصاحب من أربعة حقول نفطية في البصرة، وتمكن هذا التحالف من إنجاز 50 بالمئة.
وكان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، رعا في تشرين الأول أكتوبر من العام الماضي، توقيع مذكرة تفاهم لاستيراد الغاز من تركمانستان.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار محافظة دیالى فی محافظة
إقرأ أيضاً:
مسؤولون: قطاع النفط العراقي يحقق طفرة في الإنتاج والاكتفاء الذاتي
مقالات مشابهة تحسينات جديدة مدعومة من Gemini على تطبيق خرائط جوجل
19 دقيقة مضت
موعد اجازة اليوم الوطني في عُمان 2024 وأبرز الفعاليات للاحتفال باليوم25 دقيقة مضت
من هنا.. شروط وخطوات الاستعلام عن اسماء المقبولين في الرعاية الاجتماعية الوجبة الأخيرة 202429 دقيقة مضت
محمد صلاح يقود تشكيلة ليفربول ضد برايتون المتوقع في منافسات الدوري الإنجليزي32 دقيقة مضت
متــاح رابط تسجيلات مسابقة الشبه الطبي formation.sante.gov.dz في كافة ولاية الجزائر عبـر موقع وزارة الصحة.. فرصتك اليوم قدم36 دقيقة مضت
سعر ومواصفات سيارة تويوتا فورتشنر 2024 toyota fortuner في الأسواق وأهم مميزاتها وعيوبها39 دقيقة مضت
شهد قطاع النفط العراقي، على مدى العامين الماضيين، العديد من الخطوات التي تؤكد تحقيق تقدم مهم، من شأنه زيادة موارد البلاد ورفع معدلات النمو ودعم الاقتصاد الوطني.
وتُخطط بغداد لزيادة احتياطياتها من النفط إلى 160 مليار برميل، ورفع إنتاج الخام لـ8 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027، بالتزامن مع تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز.
وتضمّنت إنجازات قطاع النفط العراقي رفع قدرات التكرير، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الديزل والنفط الأبيض، وخفض واردات البنزين إلى 50% في نهاية العام الماضي 2023.
ووفقًا لتحديثات قطاع النفط والغاز في العراق لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُتوقع ارتفاع إنتاج النفط في العراق إلى 5.5 مليون برميل يوميًا، وتضاعُف إنتاجه من الغاز الطبيعي، ليصل إلى 4.4 مليار قدم مكعبة يوميًا، بحلول عام 2030.
وتتواصل جهود تطوير قطاع النفط العراقي من خلال مشروعات وتعاقدات جديدة، بالإضافة إلى تطوير بعض المنشآت القائمة وتحديثها، لتحقيق مستهدفات تحقيق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية والبنزين، بالإضافة إلى الغاز الطبيعي الذي يُستعمل في محطات توليد الكهرباء.
تقدم في قطاع النفط العراقيقال وكيل وزارة النفط العراقية لشؤون التصفية حامد الزوبعي، إنه جرى خلال العامين الماضيين، رفع الطاقات التكريرية في العراق بإضافة 360 ألف برميل يوميًا إلى مشروعات متعددة.
وأضاف الزوبعي، أن العراق تمكّن من الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الديزل والتحول إلى تصدير الفائض، مشيرًا إلى أنه قبل نحو عامين كانت بغداد تستورد الديزل.
مصفاة كربلاء – الصورة من وزارة النفط العراقيةوأشار وكيل وزارة النفط لشؤون التصفية، إلى أن الوزارة نجحت في تحقيق فائض بإنتاج النفط الأبيض، بالإضافة إلى وقود الطائرات الذي يجري حاليًا تصديره.
وأوضح الزوبعي، أن وزارة النفط نجحت في خفض الكميات المستوردة من البنزين، مشيرًا إلى أنه من المقرر إيقاف الاستيراد خلال النصف الأول من العام المقبل 2025.
حرق الغازفي إطار مساعي خفض انبعاثات الكربون الضارّة وتأمين احتياجات محطات الكهرباء من الوقود الذي توفره الدولة حاليًا من خلال الاستيراد من إيران وقطر وتركمانستان، تعمل بغداد على تنفيذ مشروعات ضخمة تستهدف وقف حرق الغاز.
وقال وكيل وزارة النفط لشؤون الاستخراج باسم محمد، إن نسبة الغاز المحروق المُستثمر ستصل إلى 70% بنهاية العام الجاري (2024)، مضيفًا أنه لدى الوزارة مشروعات متكاملة تستهدف الوصول إلى نسبة “صفر” للغاز المحترق وغلق ملف الغاز المحروق في عام 2028.
وخلال العام الماضي (2023)، تمكّن العراق من خفض كمية حرق الغاز، بمقدار 200 مليون متر مكعب، إذ تراجعت عمليات الحرق إلى 17.7 مليار متر مكعب خلال 2023، مقابل 17.9 مليار متر مكعب في عام 2022، لكنّه ظل بالمركز الثالث ضمن قائمة أكثر 10 دول حرقًا للغاز في العالم.
تصاعد الأدخنة من عمليات حرق الغاز بحقول النفط في العراق – أرشيفيةيُشار إلى أن العراق كان ثاني أسوأ دولة في العالم من حيث حرق الغاز بعد روسيا، في عام 2020؛ إذ حرق نحو 17.37 مليار متر مكعب، وتبلغ خسائر العراق جراء عدم التوقف عن حرق الغاز واستيراده من الخارج نحو 12 مليار دولار سنويًا، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
تطوير حقل أرطاويأشار وكيل وزارة النفط لشؤون الاستخراج إلى النجاح المُحرَز بمشروع شركة توتال إنرجي في حقل أرطاوي، الذي يتضمن 4 مشروعات مهمة، منها تطوير الحقل، وزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 210 آلاف برميل يوميًا، واستثمار الغاز من 5 حقول مهمة، منها مشروع تنمية الغاز المتكامل في حقل أرطاوي على مرحلتين.
وتُمثّل صفقة توتال إنرجي لتطوير حقل أرطاوي التي يُتوقع أن تصل استثماراتها إلى 27 مليار دولار، بالنسبة إلى العراق؛ محورًا رئيسًا في إستراتيجية بغداد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في غضون ما بين 3 و5 سنوات.
وتتضمّن الصفقة، بالإضافة إلى عقد تطوير حقل أرطاوي وزيادة إنتاجه إلى 210 آلاف برميل يوميًا، واستثمار الغاز المصاحب؛ عقد استثمار الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء بقدرة 1000 ميغاواط.
من مراسم توقيع عقد الشراكة مع توتال – الصورة من وزارة النفط العراقيةويتضمّن مشروع تنمية الغاز المتكامل في حقل أرطاوي في المرحلتين استثمار 600 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز، تشتمل المرحلة الأولى على استثمار 300 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز.
السيطرة على التهريبأكد وكيل وزارة النفط لشؤون التوزيع علي مهارج البهادلي، أن الوزارة تمكنت من السيطرة على عمليات التهريب من خلال منظومة المراقبة على المركبات، ضمن إنجازات قطاع النفط العراقي.
وأضاف البهادلي أن شركة خطوط الأنابيب النفطية أجرت عمليات صيانة لشبكات الأنابيب، بما في ذلك شبكة أنابيب الغاز، وشبكة أنابيب النفط، وشبكة أنابيب المشتقات النفطية.
وأشار وكيل وزارة النفط لشؤون التوزيع إلى أن شركة ناقلات النفط العراقية اشترت ناقلتين جديدتين، أُضيفتا إلى أسطول الشركة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.Source link ذات صلة