أنغولا في مركز الاهتمام الإماراتي.. استثمارات هائلة وعين أخرى على أفريقيا
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
تتزايد المشاركة الإماراتية مع أنغولا حيث تستثمر الشركات الوطنية - مثل "مصدر"، و"موانئ دبي العالمية"، و"مجموعة موانئ أبوظبي"، و"مجموعة إيدج"، و"مجموعة جي 42" - في قطاعات رئيسية من الاقتصاد الأنغولي، بما في ذلك الموانئ والدفاع.
وفي المقابل، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة استيراد الماس الأنغولي وتأمل في تحويل أنغولا إلى مورد غذائي موثوق به في السنوات القادمة.
الإمكانات الأفريقية المتنامية
في الفترة ما بين 2012 و2022، بلغ إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر الإماراتي في أفريقيا 59.4 مليار دولار، وهو ثالث أكبر مصدر للقارة بعد الصين والولايات المتحدة. وينبع الاهتمام الإماراتي بأفريقيا من آفاق النمو في الاقتصادات الناشئة مثل إثيوبيا وكينيا وتنزانيا وإمكاناتها المتنامية كموردين للغذاء ومستهلكين للطاقة.
وتسعى الإمارات العربية المتحدة إلى تحقيق ميزة المبادرة للاستفادة من التحول السريع في هذه البلدان وتأمل في وضع نفسها كحلقة وصل بين أفريقيا وآسيا، وتوجيه رأس المال والسلع مع تعزيز قدرتها على الوصول إلى الإمدادات الغذائية والمعادن الحيوية.
وقد تعمقت العلاقات الاقتصادية بين الإمارات العربية المتحدة وأنغولا منذ عام 2021، مما يعكس إمكانات الاستثمار الكبيرة في الأخيرة.
تتمتع أنغولا بنمو سكاني سريع، في حين يتعافى اقتصادها، وهو سادس أكبر اقتصاد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بعد معاناته من ركود خطير في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. كما تتمتع بإمكانات زراعية كبيرة، مع تربة خصبة ومناخ ملائم يمكن أن يساعد الإمارات العربية المتحدة في تنويع وارداتها الغذائية.
تعد أنغولا واحدة من أكبر الدول المصدرة للماس في العالم، حيث يتم بيع أكثر من ثلثي الماس حاليًا إلى الإمارات العربية المتحدة.
وبعيدًا عن الماس، يُعتقد أن أنغولا تتمتع بإمكانات معدنية كبيرة، حيث يُعتقد أن المناطق الكبيرة غير المستكشفة تحتوي على احتياطيات كبيرة من المعادن الحرجة والنادرة، مثل النحاس والكوبالت والمنغنيز والليثيوم، وكلها ضرورية لطموحات الإمارات العربية المتحدة في مجال التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمشاريع البنية التحتية الإقليمية التي تمر عبر أنغولا أن تعظم الفرص الاقتصادية للإمارات العربية المتحدة.
منذ عام 2022، سعت الشركات الإماراتية إلى الحصول على حصص في المناجم عبر زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، على الرغم من أنها لم تكن ناجحة دائمًا.
المناورات البحرية
في السنوات القليلة الماضية، ازدهرت العلاقات الثنائية مع أنغولا حيث استفادت الشركات الإماراتية من قوتها المالية وخبرتها، ووقعت صفقات ومذكرات تفاهم تشمل قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والزراعة والبنية التحتية العامة والطاقة المتجددة، فضلاً عن مشروع تطوير كبير متعدد الاستخدامات. وقد تم دعم هذه العلاقات من خلال العلاقات الشخصية الوثيقة على مستوى النخبة ومن خلال معاهدة الاستثمار الثنائية بين أنغولا والإمارات العربية المتحدة، والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 2021.
كما تتلقى الشركات الإماراتية الدعم المالي من وكالة ائتمان الصادرات الاتحادية في الإمارات العربية المتحدة وذراع تمويل الصادرات لصندوق أبوظبي للتنمية لإطلاق مشاريع جديدة في أنغولا.
كما يتزايد انخراط الإمارات العربية المتحدة مع أنغولا في المجال البحري. في شباط/ فبراير 2023، منحت أنغولا شركة أبوظبي لبناء السفن، وهي شركة تابعة لمجموعة "إيدج"، عقدًا بقيمة مليار دولار لبناء ثلاث سفن حربية من طراز "BR71 Mk II" بطول 71 مترًا للبحرية الأنغولية.
وتضمن العقد حزمة تمويل ائتمان الصادرات لمساعدة أنغولا في تمويل عملية الاستحواذ، وهو الدعم الذي لا تستطيع سوى قِلة من البلدان تقديمه. وبالإضافة إلى المشتريات الدفاعية، فتحت الدولة أيضًا الباب أمام الاستثمار الإماراتي في موانئها. ويدير مشغلو الموانئ الإماراتيون الآن محطتين في ميناء لواندا، البوابة البحرية الرئيسية لأنغولا ومركز إقليمي مهم.
وفي عام 2021، وقعت موانئ دبي العالمية امتيازًا بقيمة 190 مليون دولار لمدة 20 عامًا لتحديث وتشغيل محطة متعددة الأغراض، بينما وقعت مجموعة موانئ أبوظبي اتفاقية أخرى في عام 2024 لتشغيل محطة متعددة الأغراض ثانية لمدة 20 عامًا، ووعدت بمبلغ 251 مليون دولار في خطة تحديث مدتها ثلاث سنوات يمكن أن ترتفع في النهاية إلى 379 مليون دولار.
وعلاوة على ذلك، ستدير مجموعة موانئ أبوظبي أيضًا حركة الحاويات داخل سوق الخدمات اللوجستية الأنغولية الأوسع من خلال شركة ناتوم لوجيستكس التابعة لها، بالشراكة مع شركة يونيكارجاس الأنغولية. وفي الوقت نفسه، وقعت مجموعة موانئ أبوظبي اتفاقية مع وزارة النقل في أنغولا في عام 2023 لتطوير الخدمات والبنية الأساسية البحرية في البلاد، بهدف توسيع الاتصال البحري على طول الساحل الغربي لأفريقيا. وتشمل التطورات المشتركة المستقبلية المحتملة إنشاء أكاديمية بحرية ومنصات لوجستية ومحطات ركاب وخدمات العبارات والملاحة الساحلية، فضلاً عن خطط لتطوير محطة المياه العميقة كايو في ميناء كابيندا في منطقة كابيندا الغنية بالنفط في شمال غرب أنجولا.
السعودية
وتشير التكاملية بين أنغولا ــ ودول أفريقية أخرى ــ والإمارات العربية المتحدة إلى أن المشاركة من المرجح أن تستمر في التزايد. وقد تدفع ديون أنغولا للصين أيضا إلى الترحيب بالاستثمار الإماراتي. وفي الوقت نفسه، تحاول المملكة العربية السعودية أيضا تعزيز حضورها في أفريقيا، وهو ما قد يقلل بشكل أكبر من اعتماد أنغولا ودول أفريقية أخرى على الصين. وقد ترحب بعض العواصم الغربية بهذا حتى مع مراقبتها للمصالح المتنامية لأبوظبي والرياض في القارة.
ولكن هذه المشاركة المتزايدة ليست خالية من التحديات. ومن غير الواضح ما إذا كانت جميع تعهدات الاستثمار ستتحقق في نهاية المطاف؛ على سبيل المثال، في عام 2018، وقع معهد التنمية الزراعية في أنغولا مذكرة تفاهم بقيمة 200 مليون دولار مع المكتب الشخصي للشيخ أحمد دلموك آل مكتوم لتطوير 18 مركزا للتكنولوجيا الزراعية، ولكن لم يحرز سوى القليل من التقدم حتى حزيران/ يونيو 2024. وربما تعمل أنغولا على الحد من اعتمادها المفرط على الصين، ولكن الاعتماد المفرط على الإمارات العربية المتحدة يأتي بمخاطره الخاصة. ومع ارتباط مستقبل قواتها البحرية وبعض أهم بنيتها التحتية بكيانات إماراتية، فقد تصبح أنغولا حذرة من النفوذ الإماراتي المتزايد.
وعلى الرغم من كل إمكاناتها، تظل أنغولا بيئة عمل صعبة للمستثمرين الإماراتيين، مع تعرضها الشديد لصدمات أسعار النفط العالمية واقتصادها المثقل بالديون للصين. وهذا، إلى جانب انتشار الفقر والعديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية الأخرى في أنغولا، يعني أن العائدات على الاستثمار ليست مضمونة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإماراتية أنغولا أفريقيا أفريقيا الإمارات استثمارات أنغولا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإمارات العربیة المتحدة مجموعة موانئ أبوظبی ملیون دولار فی أفریقیا فی أنغولا أنغولا فی فی عام
إقرأ أيضاً:
«مدبولي» يلتقي وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي لبحث التعاون بين البلدين
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم؛ الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، وذلك لبحث سبل تعزيز أوجه ومجالات التعاون المُشتركة بين جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في مُختلف القطاعات.
جاء ذلك بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والمهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، و وليد جمال الدين، رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، والعقيد دكتور بهاء الغنام، المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، ومن الجانب الإماراتي: السفيرة مريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية مصر العربية، وسعادة عمر السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، وعدد من المسئولين من الجانبين.
أولويات الدولة المصريةوفي مُستهل اللقاء، رحب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء بمعالي الدكتور سلطان الجابر والوفد المرافق له.
وقال رئيس الوزراء: اليوم يحمل أخباراً جيدة، حيث شهدنا توقيع عدد من الاتفاقيات ومُذكرات التفاهم التي سبق التشاور بشأنها، وكل هذه المشروعات تأتي في إطار أولويات الدولة المصرية، فى قطا الصناعة والطاقة، والتي تعد أولوية قصوى لنا، حيث من المقرر دخول جزء من الطاقة الكهربائية المُنتجة الصيف المقبل.
وجدد الدكتور مصطفى مدبولي، خلال الاجتماع، التأكيد على عمق العلاقات والروابط بين البلدين، وكذا قيادتي وحكومتي البلدين.
ومن جانبه، استهل الدكتور سلطان الجابر، حديثه قائلاً: أنقل تحيات الشيخ محمد بن زايد، رئيس الدولة، لرئيس الوزراء، وللوزراء والمسئولين، الذين أولوا اهتماماً خاصاً بهذه المشروعات المشتركة، حيث لمست حرصاً شديداً واهتماماً ومُتابعة عن قرب لكل التفاصيل بشأن المشروعات المشتركة.
إحراز تقدم ملموس وعمليوأضاف: «وهذا يدل على الاهتمام، والعمل على إحراز تقدم ملموس وعملي على الأرض لتنفيذ توجيهات قيادتي البلدين، ونشكركم على الجهد المبذول، ونحن مُتحمسون للبدء في تنفيذ هذه المشروعات».
وأشار وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، إلى أن هناك توجيهات بالإسراع في تنفيذ هذه المشروعات، وهذا هو الفصل الأول من عدة مشروعات سيتم تنفيذها بين البلدين.
وأضاف وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، أنه ستكون هناك مُتابعة شهرية لمُعدلات انجاز هذه المشروعات، وسيكون هناك تقييم حقيقي للعمل بهذه المشروعات.
ومن جانبه، قدم الفريق مهندس كامل الوزير، الشكر لرئيس الوزراء على دعمه ورعايته للمشروعات المقرر تنفيذها في مجالي الصناعة والطاقة، مُشيراً إلى أنه تم تقديم مختلف المعلومات والتيسيرات للجانب الاماراتي، مؤكداً التزام الجانب المصري بمتابعة تنفيذ هذه المشروعات، ومُستعرضاَ في هذا الصدد عدداً من المشروعات التي تم توقيع اتفاقيات بشأنها.
كما استعرض المهندس محمود عصمت، خلال الاجتماع، عدداً من المشروعات المشتركة التي سيتم تنفيذها مع الجانب الاماراتي، والتي من بينها شراء طاقة من مشروعي طاقة شمسية بقدرة إجمالية 1.2 جيجاوات، وأنظمة لتخزين الطاقة بواسطة تكنولوجيا البطاريات بقدرة إجمالية 720 ميجاوات.
وأعرب وليد جمال الدين، عن تطلعه للعمل في ظل الاتفاقية الجديدة، مؤكداً الاستعداد التام للتعاون بما يسهم في تحقيق مُستهدفات وتطلعات البلدين الشقيقين.
وخلال الاجتماع، لفت العقيد دكتور بهاء الغنام، إلى توجيهات القيادة السياسية المستمرة بأهمية استمرار التنسيق والتعاون مع الجانب الاماراتي، مُؤكداً على التواصل المستمر والدائم بين فريقي العمل بالبلدين بما يسهم في تنفيذ المشروعات، مُشيراً إلى ما يتم حالياً من تنسيق يتعلق بعدد آخر من المشروعات.