تعيش المستشفيات الحكومية والوحدات الصحية بمحافظة الفيوم، العديد من المشكلات، وأصبح بعضها عاجزا عن تقديم الخدمات الطبية للمواطنين البسطاء الذين يعتبرونها ملاذا آمنا لهم، وتعاني الوحدات الصحية من إهمال شديد يشمل نقص الأطباء والأدوية وسوء الخدمة المقدمة للمترددين عليها، وهو ما يجعل المواطن مضطرا إلى الذهاب إلى العيادات الخاصة.

يأتي هذا في الوقت الذي تقوم فيه الدولة بتقديم كافة سبل الدعم للقطاع الصحي، من خلال إنشاء وتطوير المستشفيات والوحدات الصحية ضمن مبادرة حياة كريمة بمركزي إطسا ويوسف الصديق، بالإضافة إلى تنظيم المبادرات الطبية المجانية للكشف عن الأمراض المختلفة وتحديد طرق علاجها وتسيير قوافل طبية تجوب المراكز، وتصل الى القرى والنجوع وكافة المناطق النائية والتى تحظى بدعم واهتمام كبيرين من القيادة السياسية إيمانا منها بأهمية حصول المواطن على الرعاية الطبية الشاملة وحرصا على ضرورة حصول المواطن البسيط على حقه فى هذه الرعاية، ولكن مع كل هذا مازال الفساد يضرب بقوة فى المستشفيات الحكومية والوحدات الصحية بالفيوم فتارة ﻻيجد المريض أبسط أنواع الرعاية عند الذهاب إلى هذه المستشفيات وتارة أخرى تكون الوحدات الصحية بالقرى دون طبيب لفترات طويلة.

وتعتبر الوحدات الصحية الريفية هى قبلة المواطنين البسطاء هربا من الارتفاع الجنونى فى أسعار تذاكر الكشف الطبي فى العيادات الخاصة التى تخطت قيمتها مبلغ 500 جنيها للكشف الواحد، بالإضافة إلى أسعار التحاليل والأشعة، والتى تكلف المرضى مبالغ باهظة ليست في متناول المواطن البسيط، ولكن تلك الوحدات أصبحت تقتصر على تقديم الخدمات الإدارية واستخراج مستندات الميلاد والوفاة، ونقص شديد في الأدوية حال تواجد الطبيب مما يضطر المرضى إلى شراء الأدوية من الصيدليات الخارجية.

مستشفى الفيوم العام مقبرة المرضي 


وتعد مستشفى الفيوم العام هي الملجأ الوحيد لخدمة أربعة ملايين مواطن بالمحافظة، وبالرغم من توفير أحدث الأجهزة الطبية، وقيام الأجهزة التنفيذية بالعمل على توفير احتياجات المستشفيات من المستلزمات والأجهزة الطبية المتنوعة، وتذليل العقبات للارتقاء بمنظومة العمل والأداء وتحسين مستوى الخدمات المقدمة، إلا أن مسئولي مستشفى الفيوم العام يضربون بتوجيهات المسئولين عرض الحائط وسط تردي الخدمات وانتشار القمامة والنفايات الطبية ومياه الصرف الصحي وسط طرقات المستشفى التي تعد الأكثر نصيبا في عدد المترددين عليها.

القمامة والنفايات تغزو الطرقات 


في البداية قالت إحدى السيدت التي تتلقى علاج على نفقة الدولة أنها لم تتمكن من صرف العلاج منذ أربعة أشهر وكذلك عدد كبير من المرضى كبار السن والذين يقفون لساعات يوميا أمام الشباك الذي يعمل لمدة ساعتين فقط، موضحة أنها عندما ذهبت إلى مدير المستشفى تشكو إليه سوء معاملة الموظف لها بادرها قائلا "ده النظام عندنا لو مش عاجبك شوفي مستشفى تانية" وأضافت أنني قلت له سوف أقوم بتصوير ما يحدث للمرضى أمام الشباك المغلق قال لها "أعلى ما في خيلك اركبيه".

وأضافت إحدى المترددات على المستشفى أنها وصلت إلى المستشفى لقطع تذكرة دخول ولكنه تم رفض طلبها بحجة أنه يتم غلق باب التذاكر في تمام الساعة العاشرة صباحا، بالرغم من أن هناك مناطق نائية تحتاج إلى عدة ساعات للوصول إلى المستشفى، موضحة أنها توسلت إليه للحصول على تذكرة دخول لتوقيع الكشف الطبي عليها إلا أن توسلاتها لم تلقى قبولا لدى الموظف قائلا لها: "أنا بقول آخري الساعة عشرة" فما كان من السيدة إلا تعود إلى قريتها دون تلقى العلاج.

ويتساءل المرضى أين تذهب الأدوية؟، وهل يعقل أن نظل طوال هذه الفترة دون أن نقوم بصرف العلاج؟ لقد أصبح الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة ووقوف المرضى وسط تجمعات مياه الصرف الصحي وأكوام القمامة للبحث عن حقهم في العلاج، إلا أن مسئولي المستشفى لم تحرك صرخات السيدات لهم ساكنا، غير مبالين بحالتهم الصحية التي جعلتهم ينتظرون الموت على أبواب المستشفى بدلا من انتظار العلاج.


وهنا نطالب الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، والدكتور محمد التوني نائب المحافظ، وهما أطباء ومن أبناء المنظومة الصحية، بالتدخل العاجل لتصحيح الأوضاع في مستشفى الفيوم العام، الملجأ الوحيد للبسطاء من أبناء المحافظة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفيوم المستشفيات الحكومية الوحدات الصحية الفساد الصيدليات مستشفى الفیوم العام الوحدات الصحیة

إقرأ أيضاً:

علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق

كوريا ج – بلغ الإجهاد وضغوط الحياة العصرية الشديدة ببعض الأمم درجة محاولة معالجة الاكتئاب الشديد بطريقة متطرفة وصادمة بواسطة الدفن وتذوق طعم الموت لاستعادة الشهية للحياة.

الخبراء يتحدثون عن زيادة كبيرة في أعداد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية في جميع أنحاء العالم وخاصة في الدول الصناعية الكبرى صاحبة التقاليد القاسية في مجال العمل. الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن أكثر من 264 مليون شخص يعاني من الاكتئاب والشعور المستمر بعدم الرضا، في حين يعتقد المختصون أن الأرقام الحقيقية أكثر بكثير.

الوصفات المعتادة والكلاسيكية للتعامل مع مشكلة الاكتئاب هي زيارة طبيب نفساني وتعاطي أدوية خاصة مهدئة، واتباع نظام غذائي صحي مع أقساط من الراحة المنتظمة.

تلقي العلاج النفسي المتخصص يساعد على التخفيف من الاكتئاب والضيق النفسي واستعادة الشعور بمذاق الحياة مجددا. بالتوازي ظهر توجه آخر، يرى أن الأشخاص الذين تصل بهم حدة الكآبة درجة قريبة من الانفصال عن الحياة، يمكن أن يساعدهم “الاقتراب من الموت” في إلقاء نظرة جديدة على حياتهم ومصادر قلقهم واكتئابهم وربما الإحساس بالتجديد. أعداد متزايدة في دول مختلفة من العالم يحاولون استعادة شهية الحرية من خلال المرور بتجربة الجنازة.

العلاج بـ”الجنازة الوهمية” في كوريا الجنوبية:

انتشر بشكل واسع هذا الأسلوب الصادم في كوريا الجنوبية، حيث يعاني معظم السكان في سن العمل من الإجهاد الشديد والتعب، ما أدى إلى ازدياد كبير في حالات الانتحار، أوصل البلد إلى المرتبة العشرة على مستوى العالم. اللافت ان عدد من الشركات الكورية الجنوبية بدأت منذ أواخر عام 2000 في اقتراح العلاج “الجنائزي” لمنتسبيها. ممارسة العلاج الجنائزي تتم بصورتين فردية وجماعية.

تبدأ “التجربة الجنائزية” بالتقاط صور للمشاركين في هذا النوع من “العلاج”، والاستماع بعدها إلى إحاطة قصيرة عن الانتحار. بعد ذلك، يقودهم رجل في زي ملاك الموت عبر ممر مظلم إلى قاعة الجنازة. هناك يرتدون ملابس الجنازة التقليدية في كوريا الجنوبية، ويكتبون رسال وداع وما يشبه الوصايا ويقرؤونها بصوت عال. بعد الانتهاء من هذه الطقوس، يستلقي المشاركون في التوابيت ويغلق “ملاك الموت” أغطيتها ثم يطفئ الأضواء.

يستمر “تذوق الموت” حوالي 10 دقائق. تختلف ردود فعل المشاركين. البعض يصاب بحالة فزع شديد ويرفض الدخول إلى التابوت والاستلقاء فيه، والبعض الآخر يمر بالتجربة حتى النهاية، ويستلقي في تابوته ويسترخي داخله. يقال إن أغلبية من جرّب علاج “الجنازة الوهمية” يصرحون بأن التجربة جعلتهم أكثر نشاطا وحيوية واقل اكتئابا.

يمر بتجربة القبر في كل عام عدة آلاف من الأشخاص في كوريا الجنوبية. المدهش أن التجربة يمر بها ليس فقط أولئك الذين يعانون من التوتر والاكتئاب حد التفكير في الانتحار، بل وموظفو الشركات الكبرى الذي ترسلهم مؤسساتهم خصيصا إلى هذه “التوابيت” من أجل “الرقع من معنويات الشركة”.

تجارب قبور مشابهة توجد في هولندا وفي الصين. هذا النوع من علاج الاكتئاب المزمن في الصين يمارس في مقبرة “باباوشان” في بكين عن طريق محاكاة تجربة الموت في الواقع الافتراضي.

الطبيبة النفسية ناتاليا شيمشوك ترى أن علاج الاكتئاب بـ”الدفن” لا فائدة منه، مضيفة في شرح موقفها قائلة: “نعم، سيشعر بالفرح عندما يخرج. والآن هل يتوجب أن نوصي هذا الشخص في كل مرة بمثل هذه الرحلة؟ سيخرج الرجل من القبر الوهمي وسوف يشعر بالسعادة. ولكن كم من الوقت سيستمر ذلك؟ غدا سوف يذهب إلى العمل، وسوف يخبرونه مثلا أنه سيطرد من العمل. ماذا سيفعل؟ يهرب ويمضي لدفن نفسه مرة أخرى؟

الروائي والمفكر الروسي العالمي ليو تولستوي كان أشار إلى علاج أسهل بكثير وكتب يقول: “يجب أن يكون الشخص سعيدا. إذا لم يكن سعيدا، فهو المسؤول. وهو ملزم بالاعتناء بنفسه حتى يزيل هذا الإزعاج أو سوء الفهم”.

المصدر: RT

Previous “دير نوفوديفيتشي” للراهبات.. أجمل وأقدم دير في روسيا (صور) Related Posts فوائد ثمار غوجي للصحة صحة 13 مارس، 2025 إضافة بسيطة إلى قهوتك قد تعزز صحتك بشكل كبير صحة 13 مارس، 2025 أحدث المقالات علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق “دير نوفوديفيتشي” للراهبات.. أجمل وأقدم دير في روسيا (صور) بعد الـ”هاتريك “.. رسالة “مستفزة” تشعل الصراع بين حمد الله والسومة مدافع ليفربول السابق يشيد بأداء محمد صلاح ويطالبه بالبقاء مع “الريدز” بعد غياب 6 أشهر.. كيليان مبابي يعود لقائمة منتخب فرنسا

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • تسليم شحنة من الأدوية العامة من قبل جهاز الإمداد الطبي لعدد من المستشفيات والمراكز الصحية
  • مبادرة جيل جديد توزع الهدايا على الأطفال مرضى السرطان في مستشفى شفاء الأورام بالأقصر
  • تعميم بهيئة مستشفى الجمهورية بعدن يمنع مساعدة المرضى
  • محافظ الجيزة: دعم المستشفيات والوحدات الصحية بـ ٢٨٧ جهازًا طبيًا وعلاجيًا
  • محافظ الجيزة: دعم المستشفيات والوحدات الصحية بـ287 جهازًا طبيًا وعلاجيًا
  • أخبار قنا| خروج 20 مصابا بحادث أتوبيس دشنا.. المستشفى العام يوزع فوانيس للأطفال
  • لمتابعة الخدمات الطبية.. مدير إدارة المستشفيات يتفقد مستشفى سفاجا المركزي
  • روح التفاؤل .. مستشفى قنا العام يوزع فوانيس رمضان على أطفال الغسيل الكلوى
  • «نائب رئيس المراكز الطبية» يتفقد مستشفى القاهرة الجديدة لمتابعة سير العمل| صور
  • علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق