خطوة غير مسبوقة.. والهدف المفاعلات النووية

في خطوة غير مسبوقة تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لإرسال قوات بحرية إلى مضيق هرمز، خلال أيام، وأعلن مسئولون أمريكيون أن الهدف حماية السفن التجارية من الممارسات الإيرانية، فيما تشير تكهنات إلى أن هذه الخطوة قد تكون استعدادا أمريكيا لضرب المفاعلات النووية الإيرانية.

وتشير التكهنات نفسها إلى أن دلالة التوقيت ترتبط بانشغال روسيا (الحليف الاستراتيجى لإيران) بالحرب في أوكرانيا، لاسيما أن ذلك لم يحدث من قبل حتى خلال ما يعرف بـ"حرب الناقلات"، التي بلغت ذروتها عندما خاضت البحرية الأمريكية وإيران معركة بحرية استمرت يومًا واحدًا في عام 1988 والتي كانت الأكبر للقوات البحرية منذ الحرب العالمية الثانية.

ورغم القليل من التفاصيل، إلا أن التحركات العسكرية الأمريكية تأتي مع وجود الآلاف من مشاة البحرية والبحارة على كل من السفينة الهجومية البرمائية "يو إس إس باتان" وسفينة الإنزال "يو إس إس كارتر هول" اللتين في طريقهما إلى الخليج العربى.

ويمكن لهذه القوات حراسة السفن التجارية التى تمر عبر المضيق، (حيث يمر 20٪ من النفط الخام في العالم عبر مضيق هرمز) إذا لجأت طهران إلى السيطرة على الممر المائي العالمي لو تعرضت منشآتها النووية لضربة عسكرية سواء من قبل إسرائيل أو أمريكا، وهو ما هددت به إيران عندما كان يأتيها تهديد من قبل وزارة الدفاع الأمريكية وإسرائيل.

وفشلت إيران والغرب في التوصل لاتفاق يفضى إلى الرجوع إلى الاتفاق النووي بينها وبين الغرب بعد انسحاب واشنطن منه، حيث كانت طهران تريد ضمانات لعدم انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق نووي معها، كما حدث مع اتفاق 2015، إلا أن واشنطن لم توافق على هذه الضمانات ولذا لم يتم التوصل لاتفاق جديد.

وبالرغم من اعتراف مسئولون أمريكيون أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بهذه الخطوة وأن المناقشات مستمرة بين المسئولين العسكريين الأمريكيين وحلفاء أمريكا الخليجيين في المنطقة، إلا أنهم أشاروا إلى أنه تم نشر سفن وطائرات ومشاة بحرية إضافية في منطقة الخليج، ما يسهل الاستجابة بسرعة أكبر لأي استفزازات إيرانية، حسب قولهم.

وصف أحد المسئولين العملية بأنها معقدة، وأن نشر أى قوة على أى من السفن التجارية التى تمر عبر المضيق، يتطلب موافقة الدولة التي ترفع بموجبها علم السفينة والبلد الذي تم تسجيل المالك بموجبه. غير أن هذا لم يحدث حتى الآن.

تصريحات المسئولين الأمريكيين تثير بعض القلق بشأن ترتيب ما تقوم به واشنطن فى هذا الوقت، وأن إيران سترد على إجراء من الممكن أن يكون عسكريا سواء قامت به قوات البنتاجون أو قوات إسرائيلية، حيث قال الجنرال بات رايدر وهو أحد المسئولين العسكريين بالبنتاجون عن هذه الخطة إن هذا الجهد من قبل الولايات المتحدة وشركائها يهدف إلى ضمان "بقاء مضيق هرمز مفتوحًا، وحرية الملاحة، وأننا نردع أي نوع من الأنشطة الخبيثة".

وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، أهمية المضيق والمخاوف الأمريكية بشأن المضايقات الإيرانية للسفن هناك. وأضاف كيربي "مضيق هرمز ممر بحري حيوي له تأثير كبير على التجارة المنقولة بحرا في جميع أنحاء العالم. إنه ممر بالغ الأهمية في عالم البحار. وشهدنا تهديدات من إيران بالتأثير على تلك النقطة الضيقة".

تزامن الإعلان عن الخطة الأمريكية مع اجتماع نائب رئيس الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية في الشرق الأوسط الأدميرال براد كوبر، مع رئيس مجلس التعاون الخليجي، والذي يضم التكتل السداسي المكون من البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

في حين أن بيانًا من دول مجلس التعاون الخليجي حول الاجتماع لم يشر إلى الخطة، إلا أنه ذكر أن كوبر والمسئولين ناقشوا "تعزيز دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة. التعاون والعمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين".

وكان البنتاجون قد أرسل الشهر الماضي طائرات مقاتلة إضافية (من طراز إف -35 وإف -16) إلى جانب سفينة حربية إلى الشرق الأوسط معلنا أن الهدف من إرسال تلك الأصول الحربية هو مراقبة الممرات المائية الرئيسية في المنطقة.

وبعد مقاطعة غير معلنة للإدارة الأمريكية لحكومة بنيامين نتنياهو التى تسعى لإقرار تعديلات قضائية أثارت غضب الشعب الإسرائيلي واستياء واشنطن، تحدث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عبر الهاتف مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، ووفقًا لبيان صحفي من البنتاجون عن هذا الاتصال، "أوضح الوزير أوستن أن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل ثابت ومترسخ، وأكد أن وزارة الدفاع تركز على المبادرات التي تعمق التعاون العسكري".

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت التى كشفت عن تواصل وزيرى الدفاع الأمريكي ونظيره الإسرائيلي قالت "إن تعزيز القوات الجوية والبحرية والبرية الأمريكية في المنطقة، الذي أُعلن عنه في يونيو ويوليو بينما كان يهدف ظاهريًا إلى حماية الممر في مياه الخليج العربي وردع المزيد من الجهود الروسية للتدخل في مهام المراقبة الأمريكية فوق سوريا، هو بلا شك يهدف إلى ذلك ولكنه فى الأساس غرضه تأمين الممر المائي الدولي من أي رد فعل قد تقوم به إيران حال استهدافها عسكريًا".

وتأكيدا على ذلك، بدأت البحرية الإسرائيلية والأسطول الخامس الأمريكي في أواخر الشهر الماضي تدريباتهما البحرية المشتركة السنوية التي أطلق عليها اسم المدافع الأصلي.

يرى مراقبون أن انشغال روسيا فى الحرب بأوكرانيا ربما يشجع إسرائيل بإيعاز أمريكي لتوجيه ضربة عسكرية للمفاعلات الإيرانية فى هذا التوقيت، حتى يصعب على موسكو مساعدة حليفتها في الرد العسكري.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجيش الأمريكي إيران المفاعلات النووية مضيق هرمز الولایات المتحدة مضیق هرمز من قبل إلا أن

إقرأ أيضاً:

سوريا: اتفاق لحل جميع الفصائل العسكرية ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع

تابعنا أيضا عبر تليجرام t.me/alwatanvoice رام الله - دنيا الوطن
أعلنت إدراة العمليات العسكرية السورية عقب اجتماع قادة الفصائل العسكرية الثورية مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، عن اتفاق لحل جميع الفصائل ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع.

وأوضحت أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على توحيد الفصائل تحت إدارة العمليات العسكرية وضبط الأمن في المنطقة والبدء بسحب السلاح الثقيل من قبل الإدارة

كما تم الاتفاق على تجهيز أماكن مخصصة للبدء بعملية سحب السلاح الذي كان بحوزة النظام السابق.

مقالات مشابهة

  • قائد البحرية الإيرانية: الغواصة “فاتح” سيتم الكشف عنها خلال الشهرين المقبلين
  • إسرائيل تهدد بشن هجوم على اليمن و«الحوثيون» يتوعدون باستهداف المصالح الأمريكية
  • البحرية الأمريكية كادت أن تسقط مقاتلة أخرى فوق البحر الأحمر
  • إيران تندّد باعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن اغتيال هنية
  • حل الفصائل العسكرية في سوريا ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع
  • سوريا.. اتفاق لحل جميع «الفصائل العسكرية» ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع
  • سوريا: اتفاق لحل جميع الفصائل العسكرية ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع
  • «الدفاع» تختتم دورة السلامة العسكرية
  • البحرية الأمريكية تستعد لشن ضربات ضد أهداف يمنية
  • الحرس الثوري: دعم جبهة المقاومة اللبنانية ومواصلة تعزيز القوة العسكرية الإيرانية