حزب العمال أصبح مشكلة عراقية وبغداد تخطط لاستنساخ تجربة طهران مع أنقرة
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
بغداد اليوم-بغداد
أكدت لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، اليوم الأحد (14 تموز 2024)، سعي الحكومة العراقية الى إيجاد حلول حقيقية ونهائية لتواجد حزب العمال الكردستاني، مشيرة الى ان العراق يرغب باستنساخ الاتفاقية الامنية مع ايران وتكرارها مع الجانب التركي.
وقال عضو اللجنة عامر الفايز في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "العراق يسعى منذ فترة طويلة الى إيجاد حلول حقيقية ونهاية لتواجد حزب العمال الكردستاني، وهناك مشاورات وحوارات مستمرة مع الجانب التركي بهذا الخصوص، فالعراق يريد حفظ سيادته من أي اعتداءات تركية، كما يرفض ان تكون أراضيه منطلق للاعتداء على تركيا او أي من دول الجوار والعالم".
وبين الفايز ان "العراق له رغبة بان يكرر الاتفاقية الأمنية مع ايران مع الجانب التركي، من خلال ابعاد حزب العمال الكردستاني عن الحدود وتجريده من الأسلحة، وهناك عمل عراقي بهذا الخصوص، فالعراق يريد ضمان استقرار امنه ومنع تهديد امنه القومي من أي جهة خارجية او داخلية، ولهذا هو اعطى وصف الحزب المحظور على حزب العمال الكردستاني".
وفي وقت سابق، وصف وزير الخارجية فؤاد حسين مشكلة حزب العمال أصبحت مشكلة عراقية، بعد ان كانت مشكلة تركية فقط، وبالتالي يجب التعامل معها بالطريقة العراقية، والعراق لا يؤمن بحل المشاكل عبر العنف.
واشار الى انه توصلنا مع الجانب الإيراني لمجموعة من الاتفاقات فيما يتعلق بالأحزاب المسلحة المعارضة الموجودة في الإقليم، وممكن استخدام نفس النموذج مع تركيا وحزب العمال.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: حزب العمال الکردستانی مع الجانب
إقرأ أيضاً:
عيد العمال في العراق وعود حكومية وآمال مؤجلة.
بقلم: الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
في كل عام، وتحديداً في الأول من أيار، يقف العالم إجلالاً لليد العاملة التي تبني وتنتج وتنهض بالمجتمعات. وفي العراق، يحتفل العمال بهذا اليوم وسط مزيج من الأمل والخذلان، في ظل بيئة عمل تزداد فيها التحديات، وتتباعد فيها المسافة بين الوعود الرسمية والواقع اليومي.
و رغم ما تنص عليه القوانين العراقية من ضمانات وحماية للطبقة العاملة، وعلى رأسها قانون العمل رقم ٣٧ لسنة ٢٠١٥، لا تزال هذه التشريعات حبيسة الأدراج في كثير من الأحيان، تعيقها بيروقراطية ثقيلة، وفساد مستشرٍ، وافتقار حقيقي للإرادة التنفيذية. وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تؤكد سعيها إلى تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي وتوفير فرص تدريب وتأهيل، لكن الأثر على الأرض لا يرقى إلى حجم التحديات التي تواجه شريحة كبيرة من العمال، لا سيما في القطاع غير الرسمي. الأجور المتدنية، وساعات العمل الطويلة، وغياب الضمان الصحي والتأمين التقاعدي، هي ملامح يومية لحياة آلاف العمال العراقيين، الذين يرون أن التكريم الحقيقي لا يكون بالتصريحات الموسمية، بل بتحسين واقعهم المعيشي وضمان حقوقهم المسلوبة. وإن كان البعض محظوظاً بالعمل في القطاع العام، فإن الغالبية العظمى في القطاع الخاص تعاني من انعدام الاستقرار وتقلّب الظروف.
أما على الصعيد المجتمعي، فلا تزال ثقافة احترام العامل محدودة، ويُنظر إلى بعض المهن اليدوية بنظرة دونية، ما يزيد من الإحباط ويعمّق الإحساس بالتهميش. وفي المقابل، تبذل النقابات العمالية جهوداً متفرقة للدفاع عن حقوق من تمثّلهم، إلا أنها تعاني بدورها من قلة الدعم، وضعف التمثيل الفعّال في مراكز القرار.
ومع هذا الواقع، يبقى السؤال المشروع مطروحاً: هل العمال راضون عن ما تقدمه الحكومة والمجتمع لهم؟ الإجابة تأتي صريحة من أفواههم: “نريد أفعالاً لا أقوالاً”، فهم يتطلعون إلى دولة ترعى مصالحهم، وتضمن حقوقهم، وتمنحهم الشعور بأنهم ليسوا مجرد أدوات إنتاج، بل شركاء حقيقيون في بناء الوطن.
ختاما في عيدهم العالمي، لا يحتاج عمال العراق إلى خطب ولا شعارات، بل إلى قرارات شجاعة، وتشريعات مفعّلة، ومجتمع يُعلي من قيمة العمل والعامل. فهل تُترجم الوعود إلى واقع؟ أم تبقى أحلام العمال مؤجلة حتى إشعار آخر؟