شهدت خدمة الكهرباء بالعاصمة عدن تحسناً ملموساً خلال الساعات الماضية مع دخول محطة الطاقة الشمسية الممولة من الإمارات إلى الخدمة، وسط دعوات للحكومة بالتوجه بشكل جاد الى الطاقة المتجددة لمعالجة أزمة الكهرباء التي تعاني منها المناطق المحررة.

وتُعد محطة الطاقة الشمسية في عدن البالغة قوتها 120ميجاوات أكبر مشروع للطاقة المتجددة يُنفذ باليمن، وجرى تنفيذها خلال عام ونصف في منطقة بئر أحمد بمديرية البريقة غربي عدن على مساحة مليون و600 ألف متر مربع، تضم أكثر من 211 ألف لوح شمسي، بتمويل كامل من دولة الإمارات العربية.

وعقب الانتهاء من أعمال ربط النقل والتصريف دخلت المحطة إلى الخدمة أمس السبت بقوة توليد 90 ميجاوات ومن المتوقع أن تدخل بكامل قوتها الـ120 خلال الساعات القادمة، لتشهد الخدمة تحسناً ملموساً بالمدينة.

حيث ارتفعت ساعات التشغيل نهاراً مع دخول المحطة إلى نحو 3 ساعات إلى 3 ساعات ونصف مقابل 3 ساعات انطفاء، في حين كانت الخدمة قبل دخول المحطة استقرت خلال الأسابيع الماضية على ساعتي تشغيل فقط مقابل 5 ساعات أطفاء.

هذا التحسن الملموس في خدمة الكهرباء في المدينة ومع ما تشهده حالياً من ارتفاع في درجات الحرارة بفصل الصيف، جدد الدعوات الموجهة الى الحكومة بالتوجه نحو مشاريع الطاقة المتجددة والتخلص من أعباء الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء.

وهو ما عبر عنه الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي في تعليق له على دخول محطة الطاقة الشمسية في عدن للخدمة، أشار فيه الى ان المحطة ستساهم في توفير عشرات ملايين الدولارات سنويا كان يتم انفاقها على محطات الديزل.

وعبر العولقي عن أمله في أن يكون مشروع المحطة محفزاً للجانب الحكومي، في التوجه نحو حلول مستدامة لقطاع الكهرباء، بعيداً عن الاعتماد على مادة الديزل وغيرها التي قال بأنها تكلف سنويا نحو تريليون ريال يمني، من الموازنة العامة، مقابل ساعات تشغيل محدودة في جميع المحافظات.

ناطق الانتقالي أكد بأنه من غير المقبول الاستمرار في عملية مكلفة وغير اقتصادية في توليد الكهرباء، "لم يستفد منها سوى لوبيات الفساد المتعاقبة"، حسب قوله.

وكشف رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك في حوار مع القناة "اليمن" الرسمية في شهر مايو الماضي بان الحكومة أنفقت على الكهرباء العام الماضي أكثر من تريليون ريال منها نحو 770مليار قيمة لوقود الديزل والمازوت أي نحو 600مليون دولار امريكي.

رقم مهول لتكلفة وقود الكهرباء على الرغم من العجز الكبير الذي تعاني منه المناطق المحررة في خدمة الكهرباء حيث لا تصل ساعات التشغيل في فصل الصيف أكثر من 10 ساعات باليوم في أحسن أحوالها ومع توفير الوقود.

ويؤكد خبراء ومختصون في مجال الطاقة على أهمية مشروع محطة الطاقة الشمسية في عدن، وحرص الإمارات على أن تكون محطة استراتيجية قابلة للتوسع والإضافة إلى 600ميجاوات، حيث تضم المحطة 12 محطة تحويل فرعية و9 كيلو مترات من خطوط الضغط العالي ومحطة تحويل رئيسية.

ومؤخراً كشف الصحفي أحمد سعيد كرامة في منشور له على صفحته في "الفيس بوك" عن تمويل الإمارات لمشروع توسعة المحطة بإضافة 40 ميجاوات بنفس موقع المحطة لتصبح 160 ميجاوات.

وفق المختصين فإن مشروع المحطة والطاقة التي تولدها نهاراً بقوة 120ميجاوات، يوفر على خزينة الدولة نحو 138 مليون دولار سنوياً كانت ستدفع لتوليد هذه الرقم بوقود الديزل، الذي بات يُوصف بأنه "الثقب الأسود" الذي يلتهم موارد الخزينة العامة.

موضحين بأن محطات الكهرباء العاملة في عدن تستهلك في اليوم الواحد نحو الف طن من وقود الديزل لتوليد 100ميجاوات فقط ، وهو ما يُكلف الخزينة نحو 275مليون دولار سنوياً وفق الأسعار الحالية للديزل عالمياً، في حين انه يمكن استغلال هذا المبلغ في توسعة محطة الطاقة الشمسية واضافة 500ميجاوات لمدة لا تقل عن 25 عاماً وهو العمر الافتراضي لمحطات الطاقة الشمسية.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: محطة الطاقة الشمسیة فی عدن

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يبحث مع سفيرة البحرين سبل دعم وتعزيز التعاون ومجالات الاستثمار

استقبل الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة،السيدة فوزية بنت عبد الله زينل سفيرة مملكة البحرين لدى جمهورية مصر العربية المندوبة الدائمة لدى جامعة الدول العربية، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية.


‏‎رحب الدكتور محمود عصمت بسفيرة مملكة البحرين، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين جمهورية مصر العربية والمملكة على كافة المستويات، والحرص على تنمية مسارات التعاون في مجال الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة، بالروابط العميقة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، والتى تعد نموذجًا مثاليًا للتعاون البناء بين الدول العربية بما يعزز العمل العربي المشترك ويخدم مصالح الشعوب العربية.


تطرق اللقاء إلى رؤية وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة حول تنويع مصادر الطاقة واستراتيجية مزيج الطاقة والاعتماد على الطاقات الجديدة والمتجددة والفرص الاستثمارية المتاحة فى هذا المجال ودعم ومساندة القطاع الخاص لإقامة مشروعات الطاقة النظيفة فى اطار السياسة العامة لخفض استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات الكربونية.


قال الدكتور محمود عصمت ان الدولة وضعت قضية الطاقة الكهربائية على رأس أولوياتها باعتبارها الركيزة الأساسية للتنمية في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا ان مصر تتمتع بثراء كبير فى مصادرها الطبيعية والتي تشمل بشكل أساسى طاقة الرياح والطاقة الشمسية وقد كانت الخطوة الأكثر أهمية هي التعديلات التشريعية التى تمت لتسهيل الاستثمار في هذا المجال وتعكس التزام الدولة تجاه مشروعات الطاقة المتجددة والذى نتج عنه تقدم عدد كبير من المستثمرين من القطاع الخاص الأجنبى والمحلى للدخول فى مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.


من جانبها اعربت السفيرة فوزية بنت عبد الله زينل عن سعادتها بتواجدها فى بلدها الثانى مصر مؤكدةً على عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين الشقيقين، مشيرةً إلى أهمية مواصلة العمل علي زيادة التعاون والتنسيق لتعزيز  التكامل بين البلدين في ظل العلاقات المتميزة، موضحةً التطلع إلى تعزيز سبل التعاون الثنائى فى كل المجالات وخاصة فى مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة.
 

مقالات مشابهة

  • مدبولي يناقش خطط التوسع في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة
  • «معلومات الوزراء»: 600 ألف مشترك جديد في شبكة الكهرباء خلال 2023
  • وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يبحث مع سفيرة البحرين سبل دعم وتعزيز التعاون ومجالات الاستثمار
  • الطاقة الشمسية في العراق.. انتشار ضعيف وتحديات جمة
  • اتهامات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا عقب حريق في محطة زاباروجيا للطاقة النووية
  • عاجل.. وزارة الكهرباء تعلن تفاصيل حريق محطة محولات ايتاى البارود
  • محدود.. وزارة الكهرباء تكشف تفاصيل حريق محطة محولات إيتاى البارود
  • اتفاقية لإنشاء محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في المنطقة الحرة بصلالة
  • وزير الكهرباء يبحث مع "كوبولوزيس اليونانية " مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان
  • وزير الكهرباء يبحث مستجدات مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان