مشاريع أممية وجهود حكومية لاستعادة مسار التعليم في اليمن
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
تسعى الحكومة اليمنية، بتعاون وتمويل منظمات وجهات دولية وأممية، إلى البدء في مسار تصاعدي لإعادة تأهيل المنشآت التعليمية، وإلحاق الأطفال والشباب النازحين والمتسربين بالمدارس والجامعات، وذلك بعد نحو عقد من الصراع أخذ التعليم خلاله مساراً منحدراً.
وحدد «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» عشرات الخطوات من أجل تحويل النظام التعليمي في اليمن وجعله أكثر مرونة بعد أكثر من 9 أعوام من الحرب الدائرة، في حين توقّعت «اليونيسيف» استفادة نحو 10250 طفلاً و150 معلماً ومعلمة في اليمن من الاستجابة متعددة القطاعات لدعم التعليم في حالات الطوارئ بفضل مساهمة المساعدات الإنسانية المقدمة من الاتحاد الأوروبي.
وبَيّن البرنامج الإنمائي في تقرير حديث له أن أكثر من 4.5 مليون طفل يمني لم يلتحقوا بالمدارس في عام 2023، مع تضرر أكثر من 2426 مدرسة، لتصبح غير قادرة على استقبال الطلاب لاستخدامها مأوى للنازحين أو لأغراض أخرى غير تعليمية، بينما طالت فترة انقطاع الطلاب عن التعليم، لتزيد من صعوبة تعويض خسارة التعلم.
وذكر التقرير أن المعلمين يواجهون مسألة اكتظاظ الطلاب في الفصول الدراسية مع محدودية فرص التطوير المهني بما يعوق قدرتهم على ممارسة مهنتهم، في حال استمرار التحديات التي يواجهونها، التي تزيد من احتمالية فقدان أعمالهم، وما سيترتب على ذلك من انعدام إمكانية تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، المتعلق بالتعليم الجيد والشامل للجميع.
ونوه إلى أن التعليم يلعب دوراً محورياً في توفير الاستقرار والشعور بالحياة الطبيعية للأطفال والشباب في أوقات الأزمات والنزوح، وهو في الوقت ذاته شرط أساسي للتعافي والسلام، مشدداً على أنه يعزز من صمود المجتمعات، ما يستدعي جعله قادراً على الصمود في وجه التغيير والأزمات؛ من أجل صياغة مستقبل مستدام.
ويقول التربوي عبد الإله المقطري لـ«الشرق الأوسط» إن مهنة التعليم لم تعد مجدية أو مجزية لكثير من المعلمين؛ بسبب تردي أوضاعهم المعيشية وانهيار العملة المحلية، ويتوجه معظمهم إلى مهن أخرى أكثر جدوى مالياً، وهو ما يتطلب تغييراً عميقاً في سياسات التعليم، وزيادات كبيرة في رواتب العاملين في القطاع التربوي، إلى جانب محفّزات أخرى، منها الرعاية الاجتماعية لعائلاتهم، وضمان مستقبل تعليمي جيد لأبنائهم.
ويتلقى نحو 1.3 مليون طفل تعليمهم في فصول دراسية مكتظة، وعلى أيادي معلمين مثقلين بالأعباء.
إعادة تأهيل
تسعى الحكومة اليمنية إلى استعادة قطاع التعليم من خلال مشروع «تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن»، الممول من الاتحاد الأوروبي، وتم إطلاق مشروعات ترميم الفصول الدراسية ومرافق المياه والصرف الصحي والنظافة وبناء فصول ومرافق جديدة.
وجرت إعادة تأهيل وتوفير الأثاث وأنظمة الطاقة الشمسية لأكثر من 70 مؤسسة تعليمية في جميع أنحاء اليمن، مع التركيز على المدارس والمنشآت التعليمية المخصصة للبنات؛ لتسهيل الوصول إلى التعليم، وتعزيز تجربة التعلم لمئات الآلاف من الطلاب والمعلمين.
وحدّدت السلطات المحلية في مديرية تريم، التابعة لمحافظة حضرموت (شرق)، حاجتها إلى إعادة تأهيل وتجهيز وتأثيث فرع المعهد الصحي في المديرية بوصفها إحدى الأولويات الملحة ضمن خططها التنموية لعام 2021؛ بهدف تسهيل وصول الشباب إلى فرص التعليم العالي.
وتمكّنت السلطات المحلية من ترجمة هدفها إلى واقع ملموس، التي نتج عنها بدء المجمع التعليمي هناك تقديم دورات في الرعاية الصحية مثل التمريض والتوليد لنحو 60 شاباً وشابة من مختلف أنحاء المديرية.
وفي محافظة مأرب (شرق العاصمة صنعاء)، التي يدرس معظم الأطفال فيها داخل الخيام، تم تدريب 24 معلماً على استخدام المحتوى التعليمي المتخصص، وطرق التدريس المبتكرة؛ لتلبية احتياجات 960 طالباً وطالبة من الطلاب النازحين في مدرستين، وتلقى هؤلاء المعلمون إرشادات من خبراء تعليم.
تحفيز الطلاب والمعلمين
يتزامن تأهيل المعلمين في مأرب مع تجهيز 12 فصلاً مؤقتاً بالطاولات والكراسي والسبورات، وتوزيع 960 حقيبة مدرسية مع الكتب للطلاب الدارسين في المدرستين، وحصل المعلمون المشاركون في المشروع، الذي تنفذه «اليونيسيف»، بتمويل من «صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ»، على التأهيل اللازم.
وسيقدم المشروع الأممي، الذي يستهدف أيضاً مدارس في محافظتي الحديدة (غرب) وتعز (جنوبي غرب)، دعماً واسع النطاق بما في ذلك إعادة تأهيل المدارس، وتوفير المواد التعليمية، وتقديم حوافز للمعلمين، ودعم أنشطة التدريب.
ويأمل التربوي محمد صالح حسين في حديثه لـ"الشرق الأوسط" أن تسهم التمويلات الدولية في تكوين بيئة محفّزة للطلاب المنقطعين عن التعليم، وأن تتضمن المشروعات الموجهة خططاً واستراتيجيات مبنية على تشخيص مستوى تحصيل الطلاب وتعويض ما فاتهم.
واستبعد التربوي اليمني أن يكون للحوافز المالية أثر كبير، إلا إذا كان في إطار التخفيف من معاناة عائلات الطلاب المعيشية، ودعماً لها لمنح أبنائها الفرصة الكافية للتحصيل بعيداً عن الضغوط.
ويشمل المشروع التدريب على المهارات الحياتية، وخدمات الإحالة للأطفال في الأوضاع الهشة، وتقديم المساعدة النقدية غير المشروطة للأسر التي لديها أطفال يواجهون تحديات اقتصادية وتحديات النزوح والإعاقة، وإعادة تأهيل، أو إنشاء أماكن للتعلم داخل المدارس وخارجها، بما في ذلك تجهيز المراحيض ومرافق غسل الأيدي التي تراعي الفوارق بين الجنسين والموجهة نحو الإعاقة.
وطبقاً لبيتر هوكينز، ممثل «اليونيسيف» في اليمن، فإن هذا المشروع سيساعد عشرات الآلاف من الأطفال على صياغة مستقبل أفضل، وتحقيق إمكاناتهم من خلال التعليم، الذي يمثل العمود الفقري لتنمية البلد.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن التعليم الأمم المتحدة أطفال الأزمة اليمنية إعادة تأهیل فی الیمن أکثر من
إقرأ أيضاً:
عاجل | التعليم: اشتراطات لاستخدام الآلة الحاسبة في اختبارات المتوسط والثانوي
أعلنت وزارة التعليم عن السماح لطلاب الصف الثالث المتوسط وطلاب المرحلة الثانوية باستخدام الآلة الحاسبة خلال الاختبارات، وذلك بهدف توفير بعض المساعدة للطلاب في أثناء أداء الاختبارات في المواد التي تحتاج إلى العمليات الحسابية.
وقد اشترطت الوزارة أن تكون الآلة الحاسبة غير قابلة للبرمجة، وألا تحتوي على خاصية تخزين المعلومات، أو إجراء العمليات الإحصائية المتقدمة أو الرسم البياني، وكذلك ألا تكون مهيأة لإيجاد التفاضل والتكامل.اختبارات المتوسط والثانويوأكدت وزارة التعليم في دليل أنظمة وإجراءات الاختبارات، أنه يُمنع بشكلٍ قطعي دخول أجهزة الهاتف الجوال إلى قاعات الاختبار، وأن استخدام الجوال في أثناء أداء الاختبار يُعد مخالفة واضحة تؤدي إلى تحرير محضر رسمي بالواقعة.
أخبار متعلقة التعليم: إيقاف إضافة ساعات التطوع في نظام نور واعتماد المنصة الوطنية للعمل التطوعي رسمياً/عاجلالتعليم: منع تصوير إجابات الطلاب واشتراطات جديدة للتصحيح الآليالتعليم: بدء الاختبارات الشفهية والعملية للفصل الدراسي الأول.. الأحد المقبلويتولى ملاحظ القاعة إعداد المحضر بالتنسيق مع المشرف المختص، ويشمل المحضر شهود الواقعة والأدلة اللازمة، على أن يتم تسليمه إلى رئيس لجنة الاختبارات في المدرسة أو نائبه لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
وتدعو الوزارة إلى تنفيذ هذه التعليمات بصرامة لضمان الشفافية والعدالة في تطبيق النظام بما يحقق مصلحة الطلاب.
مساعد مدير #تعليم_مكة للشؤون التعليمية يؤكد على أهمية العمل المشترك لتحقيق مستهدفات #وزارة_التعليم في تمكين المدرسة من خلال قيادتها وفريق عملها#اليوم@moe_gov_sa@MOE_MHChttps://t.co/HNl4sn7oJh— صحيفة اليوم (@alyaum) October 30, 2024التأكد من هوية الطالب قبل بدء الاختباروحرصًا على تنظيم سير الاختبارات، شددت الوزارة على ضرورة التأكد من هوية الطالب قبل بدء الاختبار، والتأكد من تدوينه لاسمه وصفه الدراسي على ورقة الإجابة بوضوح، مع توقيعه على كشف تسليم الأوراق بعد الانتهاء من الاختبار.
ودعت الملاحظين في كل لجنة إلى التأكد من عدد أوراق الإجابة وعدّها بعناية، وتسجيل أسمائهم بشكل واضح على كشف التسليم، إلى جانب توقيعهم لضمان الدقة والشفافية في العملية.
وقد استعدت المدارس لانطلاق الاختبارات يوم الأحد القادم بتجهيز القاعات وتكوين اللجان التنظيمية التي ستتولى الإشراف المباشر على سير الاختبارات، بما في ذلك لجان المراقبة والتصحيح، والتي ستعمل على التصحيح اليومي والمتابعة المستمرة للرد على الاستفسارات الواردة.
ويأتي ذلك ضمن إطار حرص وزارة التعليم على توفير بيئة متكاملة تعزز من تجربة الطلاب وتضمن تحقيق العدالة والمساواة بينهم، ما يسهم في تحقيق أفضل النتائج وتوفير مناخ مريح ومرتب لأداء الاختبارات.