ديمقراطيون وجمهوريون يسارعون إلى إدانة إطلاق النار على ترامب
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
سارعت شخصيات كبيرة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، إلى إدانة إطلاق النار الذي وقع خلال تجمع انتخابي حاشد للمرشح الرئاسي، دونالد ترامب، في ولاية بنسلفانيا، وفقا لما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي.
ودان الرئيس الأميركي الديمقراطي، جو بايدن، بشكل سريع، الواقعة، داعيا إلى "نبذ العنف السياسي".
وأضاف بايدن في بيان: "ممتن لسماع أنه (ترامب) بخير وبصحة جيدة. أنا أصلي من أجله ومن أجل أسرته ومن أجل من كانوا في التجمع، ونحن بانتظار المزيد من المعلومات".
وتابع: "أنا وجيل (زوجة بايدن) نشعر بالامتنان لجهاز الخدمة السرية لتوفير الحماية له.. لا مكان لهذا النوع من العنف في الولايات المتحدة، وعلينا أن نتحد كأمة واحدة لإدانة هذا الأمر".
وذكرت وكالة رويترز أن بايدن أجرى لاحقا اتصالا هاتفيا مع ترامب، بالإضافة إلى تحدثه مع حاكم ولاية بنسلفانيا، جوش شابيرو، ورئيس بلدية باتلر، بوب داندوي.
وقالت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، في بيان: "علينا جميعا أن ندين هذا العمل البغيض".
كما دان الرئيس الديمقراطي الأسبق، باراك أوباما، الواقعة، وكتب على منصة "إكس": "لا مكان للعنف السياسي في ديمقراطيتنا، وأشعر بارتياح لعدم تعرض ترامب لأذى خطير".
وعبّر أيضا عن أمله في "أن نغتنم هذه اللحظة لإعادة إلزام أنفسنا بالكياسة والاحترام في سياساتنا"، مضيفا: "أنا و(زوجتي) ميشيل نتمنى له الشفاء العاجل".
وفي نفس السياق، قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، في بيان: "لا مكان للعنف السياسي في بلادنا".
واستطرد شومر: "أشعر بالرعب مما حدث في تجمع ترامب بولاية بنسلفانيا، وأشعر بالارتياح لأن الرئيس السابق ترامب في أمان".
ودان كذلك حاكم ولاية بنسلفانيا، الديمقراطي جوش شابيرو، العنف السياسي، وقال إنه تم إطلاعه على الحادث في تجمع ترامب.
وعلى ذات المنوال، أصدر الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وهما من الحزب الديمقراطي، بيانا دانا فيه العنف.
وقالا في البيان: "ليس للعنف مكان في أميركا، وخاصة في عمليتنا السياسية. أنا وهيلاري نشعر بالامتنان لأن الرئيس ترامب آمن".
وتابعا: "نشعر بالحزن تجاه جميع المتضررين من الهجوم الذي وقع خلال تجمع حاشد اليوم في بنسلفانيا، ونشعر بالامتنان للتحرك السريع الذي قام به جهاز الخدمة السرية الأميركي".
ودان أيضا وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، حادث إطلاق النار الذي تعرض له ترامب.
وأكد أوستن في بيان، أن "لا مكان على الإطلاق للعنف في ديمقراطية الولايات المتحدة"، مشددا على أن "هذه ليست الطريقة التي تحل بها الاختلافات في أميركا ولا ينبغي أن تكون كذلك".
وأعرب أوستن عن ارتياحه بأن ترامب بخير، مشيرا إلى أنه يصلي من أجله و من أجل عائلته وجميع المتضررين من هذا الحادث المروع.
كما ندد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بما حدث، وقال في تغريدة عبر منصة "إكس": "شعرت بالصدمة والحزن بسبب إطلاق النار على تجمع حاشد للرئيس السابق ترامب، وأشعر بالامتنان لأنه بخير".
وزاد: "كما قال الرئيس بايدن، لا يوجد مكان للعنف السياسي في أميركا وعلينا جميعا إدانته".
ردود فعل "جمهورية"ولم تختلف ردود قادة فعل الحزب الجمهوري عن نظرائهم الديمقراطيين لجهة إدانة الحادثة والمطالبة بنبذ العنف السياسي.
وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس النواب، مايك جونسون (وهو جمهوري من لوس أنجلوس)، أنه جرى إطلاعه على واقعة إطلاق النار من قبل سلطات إنفاذ القانون، وإنه يتابع التطورات.
أما النائب الجمهوري، مايك كولينز، فقد طالب في منشور عبر "إكس"، المدعي العام لمقاطعة بتلر في بنسلفانيا، بـ"توجيه اتهامات ضد بايدن بتهمة التحريض على الاغتيال"، وفق أكسيوس.
وفي سياق متصل، قال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، ستيف سكاليز، الذي أصيب بجروح خطيرة في حادث إطلاق النار في الكونغرس عام 2017، عبر منصة "إكس": نصلي من أجل الرئيس دونالد ترامب، ولا يوجد مكان على الإطلاق للعنف السياسي".
وأعلن ترامب لاحقا على منصته "تروث سوشال"، أنه أصيب بطلق ناري، حيث كتب: "لقد أصابتني رصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذني اليمنى".
وأضاف: "من غير المعقول أن يحدث عمل كهذا في بلدنا"، مشيرًا إلى أنه نزف كثيرًا وأدرك ما كان يحدث.
كما أعلنت حملة ترامب الانتخابية أنه سيحضر المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الأسبوع المقبل، مؤكدة أن "الرئيس ترامب يتطلع إلى الانضمام إليكم جميعًا في ميلووكي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: دونالد ترامب إطلاق النار لا مکان من أجل
إقرأ أيضاً:
سقوط تهديدات ترامب بشأن وقف إطلاق النار في غزة يبرهن حتميةَ فشل مؤامرة التهجير
يمانيون../
أظهر سُقُوطُ تهديدات ترامب بشأن إنهاء وقف إطلاق النار في غزة يوم السبت، خواءَ استراتيجية الإدارة الأمريكية الجديدة الرامية لفرض مخطّطاتها بواسطة العنتريات والتلويحِ بالقوة، في مقابل نجاح المقاومة الفلسطينية في فرض شروطها وإجبار العدوّ الصهيوني على الالتزام بها، وهو مشهد ينطبق أَيْـضًا على مؤامرة التهجير التي تسعى إدارة ترامب إلى فرضها كأمر واقع من خلال نفس الاستراتيجية.
إتمام عملية تبادل الأسرى، يوم السبت، مثَّل محطةً جديدةً من محطات انتصار المقاومة الفلسطينية على إرادَة العدوّ وداعميه وعلى رأسهم الولايات المتحدة، حَيثُ كان العدوُّ قد حاول أن يضعَ المقاومة تحتَ الضغطِ، من خلال رفض تنفيذ التزاماته المتعلقة بدخول معدات الإسكان والمساعدات إلى قطاع غزة، وهو الأمر الذي ردَّت عليه المقاومةُ وبشجاعة واضحة بالإعلان عن تعليق عمليات التبادل، لتصنع بذلك ضغطًا معاكسًا حاول الرئيسُ الأمريكي ترامب أن يتجاوَزَه، من خلال التهديد بإنهاء وقف إطلاق النار إذَا لم يتم التبادل في موعده، لكن ذلك لم يزعزع إرادَة المقاومة التي أفضت في النهاية إلى إجبار العدوّ على تنفيذ الالتزامات ليتم إجراء التبادل؛ ما عكس بوضوح عجز التهديدات الأمريكية عن إخراج العدوّ من حالة الهزيمة والخضوع لشروط المقاومة.
هذه الجولة المقتضبة من الصدام والتي أثبتت فيها المقاومة الفلسطينية استمرار قدرتها على فرض الشروط وإجبار العدوّ الصهيوني على النزول عن الشجرة في النهاية، عكست أَيْـضًا مصير مؤامرة التهجير التي يحاول العدوّ برعاية الولايات المتحدة الأمريكية فرضها كأمر واقع من خلال نفس الأساليب، وهي التهديد والضغط والتلويح بالقوة، وقد وجَّهت المقاومةُ هذه الرسالةَ بوضوح من خلال مراسمِ عملية التبادل يوم السبت، والتي برز فيها عنوانُ “لا هجرة إلا إلى القدس”.
وفي الوقت الذي يعلق فيه العدوّ آماله على “البلطجة” الأمريكية في فرض مخطّط التهجير على الدول العربية التي لم ترق مواقفها حتى الآن إلى المستوى المطلوب من القوة والفاعلية، برغم الرفض الواضح للمخطّط، فَــإنَّ “الهشاشة” العربية في هذه المسألة لا تعطي في الواقع أي دليل حقيقي على إمْكَانية تطبيق مؤامرة التهجير، فحتى لو وافقت هذه الدول، وهو أمر لا يزال متعسرًا، فَــإنَّ المضي في تنفيذ الخطة سيصطدم بصلابة موقف الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة، بالإضافة إلى موقف جبهات الإسناد، والتي تقدمتها اليمن في تأكيد استعدادها للتدخل العسكري الفوري ضد العدوّ والولايات المتحدة معًا؛ الأمر الذي سيعيد العدوّ إلى نفس المربع الذي لم يجد منه مخرجًا إلا بالموافقة على شروط المقاومة، وبالتالي فَــإنَّ كُـلّ ما تفعله جبهة العدوّ الآن في سياق خطة التهجير لا يتضمن في الواقع أي أمل حقيقي للنجاح.
وفيما تعلق تحليلات العدوّ الآمال على أنه سيكون أكثر قدرة على التصرف بعدوانية أكبر ضد غزة بعد إنهاء تبادل الأسرى، وبالتالي سيتمكن من تحقيق أهدافه في تهجير الفلسطينيين، فَــإنَّ هذا الآمال في الحقيقة ليست معلقة إلا على كذبة أن العدوّ لم يتصرف بعدوانية كافية خلال الجولة الماضية وأنه كان “مقيَّدًا” بالحرص على حياة الأسرى، وهو أمر لا يشير إلا خواء جعبة آمال العدوّ إلى حَــدّ التعلق بأوهام واضحة لتجاوز الشعور المرير بالهزيمة، فجيش العدوّ لم يدخر في الحقيقة أي جهد لإبادة الفلسطينيين وتحويل غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة بالمطلق، وهو أقصى ما يمكن الذهاب إليه في خيارات العدوان، وقد تضمن ذلك تعمد قتل العديد من الأسرى الصهاينة بغارات جوية، وفق اعتراف وزير الحرب السابق غالانت نفسه، وبالتالي فَــإنَّ التعويل على تطبيق خطة التهجير من خلال القوة، ليس إلا نسخة جديدة من الأهداف التي وضعها العدوّ لنفسه في بداية معركة طوفان الأقصى، والمتمثلة في القضاء على المقاومة الفلسطينية وتحرير الأسرى بالقوة، والتي لم تكن غير قابلة للتحقّق فحسب، بل تحولت مع مرور الوقت إلى عبء على جيش العدوّ وقيادته السياسية، بفعل صمود المقاومة وحاضنتها الشعبيّة وفاعلية جبهات الإسناد الإقليمية.
وبالتالي فَــإنَّ الجهودَ الأمريكيةَ التي يعوِّلُ عليها العدوُّ لا تزالُ تدورُ خارجَ المساحة الأَسَاسية للهدف؛ لأَنَّ إقناع الدول العربية أَو ابتزازها والضغط عليها لقبول مخطّط التهجير، على خطورته، لن يشكل فرقًا عندما يتعلق الأمر بالتنفيذ، إذ لن تستطيع الأنظمة العربية الضغط على المقاومة الفلسطينية لقبول الجريمة مهما فعلت، وَإذَا حاولت أن تتمادى في مساعيها فستجد نفسها في مواجهة مع الشعب الفلسطيني ومع شعوبها، وهو وضع تعرف هذه الأنظمة جيِّدًا أن الدعم الأمريكي لن ينقذها منه، بل إنه سيجعلها أكثر عرضة للابتزاز بما يساهم في زيادة حدة الاصطدام مع القضية الفلسطينية وتوسيع تأثيراته.
وبالإضافة إلى ذلك، فَــإنَّ الفلسطينيين لن يكونوا وحدهم في مواجهة جريمة التهجير، والإعلان الحازم من جانب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي مؤخّرًا عن الجاهزية للتدخل العسكري بكل ما هو متاح، لم يكن مُجَـرّد دعم معنوي، بل دفعٌ حقيقيٌّ للجبهة اليمنية إلى قلب الصراع مع العدوّ بما يتجاوز حتى مستويات الإسناد خلال الجولة السابقة التي أثبتت فيها هذه الجبهة قدرتها على فرض معادلات استراتيجية مؤثرة تواكب كُـلّ التفاصيل وتضاعف قوة موقف المقاومة الفلسطينية في الميدان وعلى طاولة التفاوض معًا.
وسيكونُ العدوُّ مخطئًا إن عَوَّلَ على “تحجيم” تأثير تدخل الجبهة اليمنية في مواجهة جريمة التهجير، وإبقائه عن مستوى معين، فقد فشلت هذه الاستراتيجية بشكل فاضح خلال الجولة السابقة وكان من نتائجها الصادمة هزيمة تأريخية غير مسبوقة للبحرية الأمريكية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل استمر تصاعد شدة وكثافة العمليات اليمنية حتى أصبحت مأزقًا استراتيجيًّا خانقًا للمؤسّسة الأمنية والدفاعية والاقتصادية في كيان العدوّ، وكابوسًا يوميًّا لأكثَرَ من 5 ملايين مستوطن، وَإذَا كان التدخل الجديد سيبدأ من حَيثُ انتهت عمليات الإسناد في الجولة السابقة فَــإنَّ التحدِّيَّ سيكونُ أكثَرَ صُعوبةً وتعقيدًا وخطورةً مما يظن العدوّ.
ولا يمكن للعدو أن يضمَنَ أن الهزةَ التي ستُحدِثُها محاولتَه لتنفيذ جريمة التهجير، والتدخل اليمني المساند لمواجهتها، لن تسفر عن توسع نطاق النيران إلى جبهات إسناد أُخرى، بالنظر إلى خطورة الجريمة وتداعياتها على المنطقة بأكملها.