صفقة بايدن تراوح مكانها ونتنياهو يناور
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
لم تنجح الضغوط الأمريكية على حكومة بنيامين نتنياهو الالتزام العلني بوقف الحرب، ولم تنجح في إحداث اختراق في مسار التوصل إلى اتفاق حول غزة، وفق ما كان يتمنى الرئيس بايدن لتسجل اختراقا لصالح حملته الانتخابية والمتتبع لمسار المفاوضات التي تقودها الدوحة والقاهرة يجد أن مناورات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، السياسية والتفاوضية، لن تنتهي في وقت قريب.
ففي كل مرة تقترب فيها المفاوضات غير المباشرة من تسجيل اختراق لصالح إتمام صفقة تبادل للأسرى ووقف لإطلاق النار ، يخرج نتني اهو بمواقف ذات سقف مرتفع، أو شروط جديدة لم تكن في أي مسوّدات أو محادثات، أو حتى في الحسبان.
لكن، رغم ذلك، ليس ثمة إجماع في "إسرائيل " على أن نهج وسلوك نتني اهو قد يعطل إجراءات إتمام الصفقة، أو سلوكه قد يفضي لنسف المفاوضات بشكل كامل ، وعلى الرغم من التباين في المواقف فان قيادة جيش الاحتلال معنية بإتمام صفقة التبادل والتوصل لاتفاق ينهي الحرب .
إذ إن بعض الأطراف الإسرائيلية ترى في ذلك السلوك لرئيس حكومة الاحتلال نتني اهو ليست إلا "مناورات" تفاوضية، لا تعبّر عن حقيقة موقف الرجل.
وبحسب مراسل "واللا العبري، باراك رافيد، فإن بعض أعضاء الفريق المفاوض يرون أن مطلب نتنياهو تكتيكي لأغراض التفاوض فقط، ضمن محاولة الحصول على تنازلات إضافية من حماس على خلفية رغبة الحركة في وقف إطلاق النار".
هذا في الوقت الذي أبدى فيه مسئول إسرائيلي كبير مشارك في المفاوضات بشأن صفقة التبادل، خشيته من أن طلب نتنياهو بخصوص منع عودة المسلحين إلى شمال قطاع غزة، يمكن أن يعرقل المفاوضات.
وكان نتنياهو قد طرح هذا الشرط خلال المشاورات التي أجراها حول الصفقة أول من أمس، عقب عودة الوفد التفاوضي من قطر، فيما أبدى بعض أعضاء الوفد تحفّظاً على هذا المطلب، وقالوا إنه غير قابل للتنفيذ بحسب رافيد، الذي أضاف أن "نتنياهو أبلغ المفاوضين بأنه متمسّك بمطلبه".
وبحسب التقارير لوسائل الإعلام الإسرائيلية ، فإن رئيس الحكومة يقود المفاوضات بنفسه هذه الأيام، ويتدخّل في أدق التفاصيل؛ إذ وفقاً لما نقلته قناة "كان" العبرية عن مسئول سياسي كبير، فإن نتنياهو يعقّد المفاوضات ويريد إدارتها بنفسه، ويتابع كل صغيرة وكبيرة، ويمضي ساعات أكثر من ذي قبل فيها، وقد اتّخذ قراراً بالتصدّي للجميع، والخروج علناً لتأكيد مواقفه المتعنتة.
وعلى الرغم من أن بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت، عن مصادرها أن رئيس «الموساد» ، ديفيد برنياع، أيّد شروط نتنياهو الذي أعاد طرحها أول من أمس، عادت وسائل إعلام أخرى لتنقض هذه الأخبار، وتقدّم تفاصيل مغايرة؛ إذ أفادت صحيفة "ديعوت أحرونوت" ، نقلا عن مصادر حضرت اجتماع "الكابنيت"، أكدت بأن "رئيس الموساد عبّر فقط عن تأييده للبند الأول من البنود الأربعة التي وضعها نتنياهو، والمتمثّل في حفاظ إسرائيل على إمكانية استئناف الحرب إذا خرقت حماس بنود الصفقة أو تباطأت في الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية"، بينما "لم يؤيّد البنود الثلاثة الأخرى، والتي يعتبر أنها قد تؤدّي إلى عرقلة المفاوضات".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأخبار التي نشرتها حاشية نتنياهو حول تصريحات رئيس الموساد، كاذبة، مؤكدة في الوقت ذاته أن هناك توتراً واضحاً بين نتنياهو ورئيسي جهازي الموساد والشاباك، وأن « تصريحات رئيس الحكومة وما يخرج عن مكتبه آخر 24 ساعة تثير حقيقة واحدة، وهي أنه يريد عرقلة الصفقة بأي ثمن».
نتنياهو غير راغب بالتوصل لاتفاق حول إتمام صفقة التبادل
ما يتسرب من مصادر على علم بفحوى المفاوضات جميعها مجمعه على أن نتنياهو غير راغب بالتوصل لاتفاق حول إتمام صفقة التبادل ويتمسّك بفرض شروط لم تكن موجودة أصلا في خطة بايدن ، مدّعياً أن الظروف التي دفعت حماس إلى التراجع عن مواقفها السابقة، يجب استغلالها لإجبارها على مزيد من التنازلات.
يمكن القول أن العقد التفاوضية التي يجري حللتها تتمثل في اثنتين أساسيتين هما: الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، سواء من نتساريم أو من فيلادلفيا؛ وعودة النازحين إلى شمال غزة، ومطالبة نتنياهو بمنع عودة من يسمّيهم "المسلحين" .
وفي ما يتعلق بالأولى خلافا لتصريحات نتنياهو، فإن "إسرائيل "وافقت سابقاً على إخلاء جميع قواتها من كل مناطق القطاع، بما في ذلك محورا نتساريم وفيلادلفيا ضمن المرحلة الثانية من الصفقة» ، بحسب قناة كان.
أما الثانية، فهي متعلّقة بالأولى، إذ كيف سيضمن نتنياهو - في حال انسحبت قواته من «نتساريم» - أن لا تعود حماس إلى الشمال؟ والجواب هو إما أنه سيرفض الانسحاب وسيُبقي على قوات في محور نتساريم لضمان شرطه، أو سيبحث آلية أخرى تضمن له تنفيذ ذلك وتحت مراقبة قوات الاحتلال وإشرافها.
الدستور الأردنية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال صفقة التبادل حماس حماس غزة الاحتلال صفقة التبادل مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صفقة التبادل إتمام صفقة
إقرأ أيضاً:
«إسرائيل على صفيح ساخن»| احتجاجات عارمة ضد قرار نتنياهو باستئناف الحرب.. ومطالبات بإبرام صفقة للإفراج عن الرهائن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد إسرائيل موجة احتجاجات واسعة ضد سياسات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتزامن مع استئناف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى.
وتجمّع عشرات الآلاف من المحتجين في "ساحة هبيما" وسط تل أبيب، في مظاهرات امتدت إلى شوارع رئيسية مثل روتشيلد وبن تسيون، متسببة في اختناقات مرورية خانقة.
كما شهدت مدن أخرى، من بينها القدس وبئر السبع وحيفا، احتجاجات مماثلة، رفع خلالها المتظاهرون شعارات تندد بإقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) واستمرار الحرب.
واتهم المحتجون نتنياهو بإدارة الحرب وفق "حسابات سياسية" لضمان بقائه في السلطة، مطالبين بإبرام صفقة شاملة للإفراج عن الأسرى، والتراجع عن قرار إقالة رئيس "الشاباك".
قادة أمنيون في مواجهة نتنياهووشارك في الاحتجاجات عدد من القادة الأمنيين السابقين، أبرزهم المفوض الأسبق للشرطة روني ألشيخ، ورئيس "الموساد" الأسبق تامير باردو، إلى جانب عائلات الأسرى المحتجزين في غزة.
وفي خطاب أمام المحتجين، هاجم ألشيخ سياسات نتنياهو، قائلًا: "هناك محاولة ممنهجة لتقويض عمل المؤسسات الأمنية، ولم يعد بالإمكان إنكار أن رئيس الوزراء مستعد للمساس بالأمن القومي لأسباب غير وطنية".
أما باردو، فوجه انتقادات لاذعة، واصفًا يوم 18 مارس بأنه "يوم أسود في حملة الدمار التي يقودها نتنياهو"، مضيفًا: "هذه ليست حرب إسرائيل، بل حرب نتنياهو من أجل بقائه السياسي".
بدورها، دعت عيناف تسنغاوكر، والدة أحد الأسرى المحتجزين في غزة، إلى تصعيد الاحتجاجات، مؤكدة أن "الحرب لن تعيد الأسرى، بل ستقتلهم"، مشددة على ضرورة نصب آلاف الخيام أمام مقر وزارة الأمن للضغط على الحكومة لإنهاء الحرب.
نتنياهو يتمسك بالتصعيد ويتهم الإعلامفي المقابل، أكد نتنياهو في خطاب تليفزيوني أن إسرائيل "ستواصل القتال حتى تحقيق جميع أهداف الحرب في غزة، والتي تشمل استعادة جميع الرهائن، وتدمير حماس، وضمان عدم تشكيل القطاع أي تهديد مستقبلي".
وقال نتنياهو إن إسرائيل ستستخدم "قوة متزايدة باستمرار" ضد حماس، مشددًا على أن المفاوضات ستُجرى "تحت النيران"، وأن العمليات العسكرية جاءت بعد "أسابيع من الجهود الفاشلة لدفع حماس إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن".
وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن حماس رفضت كافة المبادرات، مضيفًا: "أرسلنا وفودًا إلى الدوحة والقاهرة، وقدمنا مقترحاتنا بالتعاون مع الوسطاء، بل وقبلنا العرض الأمريكي، لكن حماس رفضت".
وردًا على اعتراضات عائلات الرهائن على استئناف الحرب، قال نتنياهو: "الرهائن في غزة يعيشون كابوسًا لا إنسانيًا كل يوم"، مؤكدًا أن "الضغط العسكري شرط ضروري" لإطلاق سراحهم.
واتهم نتنياهو وسائل الإعلام بنشر "أكاذيب"، قائلًا: "الإعلام يردد دعاية حماس، لكن لا شيء سيمنعنا من تحقيق جميع أهداف الحرب".
واستأنفت إسرائيل قبل فجر الثلاثاء غاراتها المكثفة على قطاع غزة، مخترقة الهدنة التي استمرت نحو شهرين بوساطة مصرية قطرية أمريكية. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن استشهاد أكثر من 400 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 560 آخرين خلال الساعات الأولى من القصف.