كيغالي- انتقد الرئيس الرواندي بول كاغامي السبت تقرير خبراء الأمم المتحدة حول الوضع في الكونغو الديمقراطية، وقال إنه كتب من قبل "خبراء يروون القصة بشكل يعكس غياب الخبرة لديهم في هذا الملف".

وأضاف كاغامي في مؤتمر صحفي في العاصمة كيغالي أن هؤلاء الخبراء "يتحدثون عن وجود قوات رواندية في شرق الكونغو ويتغاضون تماما عن وجود قوات المعارضة المسلحة المعروفة باسم القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وعملها بجانب الجيش الكونغولي".

وأشار الرئيس الرواندي إلى أن الحديث عن المشكلة الحالية في شرق الكونغو يجب أن يكون في سياق المشاكل التي تعاني منها الكونغو الديمقراطية وليس بشكل منفصل "فشرق الكونغو جزء لا يتجزأ من جمهورية الكونغو وليست دولة أخرى قائمة بحد ذاتها".

متمردو إم 23 الكونغوليون في كيبومبا بمقاطعة كيفو بالكونغو الديمقراطية (رويترز)

وأرجع كاغامي جذور الاضطرابات في شرق الكونغو الديمقراطية إلى العهد الاستعماري، وقال إن الدول المستعمرة قامت بنقل بعض مكونات المجموعات العرقية في أكثر من مكان.

وأضاف "لدينا هنا في رواندا أقارب يعيشون على جوانب أخرى من الحدود، فلماذا لا ترون رواندا أو أوغندا تطلب من بعض هذه المجموعات ترك أرضها ووطنها والتوجه إلى الجانب الآخر، كما هي الحال مع التوتسي الذين يعانون الاضطهاد والملاحقة والقتل والتهجير في وطنهم في جمهورية الكونغو الديمقراطية".

وشدد على أن حكومة الكونغو تقر بأنهم مواطنون لكنها تستمر بدعم جماعات مسلحة لا سيما القوات الديمقراطية لتحرير رواندا التي تتبنى أيديولوجيا التطهير العرقي، متهما كينشاسا بدمج أعداد من هذه المجموعة في الجيش الكونغولي وتقديم الدعم بالمال والسلاح لهم.

وفي مؤتمره الصحفي قال كاغامي إن لدى بلاده معلومات موثقة "عن وجود 20 شخصية على الأقل ممن خططوا ودعموا ونشروا فكر الإبادة في رواندا عام 1994 في الكونغو الديمقراطية، وإنهم يلعبون أدوارا في استدامة فكر الإبادة الذي لا يزال يهدد بمجازر في المنطقة".

التقرير الأممي

وكانت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة أصدرت تقريرا في الرابع من يوليو/تموز الحالي حول جمهورية الكونغو الديمقراطية، ركز على جزئيتين الأولى الجانب الميداني العسكري في شرق الكونغو، والجزء الثاني انصب على ثروات شرق الكونغو والمناجم.

لاجئون كونغوليون في مخيم نكاميرا شمال غرب رواندا (الجزيرة)

ويتهم التقرير كلا من الجيشين الرواندي والأوغندي بدعم حركة إم 23، وأن الجيش الرواندي "يسيطر على عمليات هذه الحركة، ويقوم بتوجيهها".

وتعليقا على هذا الاتهام قال كاغامي إن "هذه السردية يتم العمل عليها لإعطاء انطباع أن مشكلة شرق الكونغو هي مشكلة سببتها رواندا"، وأضاف أن "تصوير رواندا بوصفها مصدر المتاعب في المنطقة والقارة مسألة لا تحدث صدفة، بل يتم التخطيط لها، لتحويل الجناة الحقيقيين إلى ضحايا" حسب تعبيره.

ودعا كاغامي إلى النظر في الأسباب الحقيقية لنشأة حركة إم 23 عام 2012، ثم عودتها إلى المشهد بعد أكثر من عقد على إلقائها السلاح.

وردا على سؤال للجزيرة نت، قال الرئيس الرواندي إنه أبلغ الأمم المتحدة والولايات المتحدة بأنهم جميعا "أصبحوا جزءًا من المشكلة، وأنهم لا يقتربون من أن يكونوا جزءًا من الحل"، وأضاف "كنا نعتقد أنه يجب علينا جميعا العمل لإيجاد حلول لهذه الأزمة، لكن ما يجري هو أنهم لا يبحثون عن حلول بل باتوا بموقع يفاقم الوضع ويزيد من تعقيداته" على حد قوله.

وفي معرض رده أيضا، قال كاغامي إنه لا يفهم سبب تغاضي تقرير خبراء الأمم المتحدة وبيان الخارجية الأميركية عن الجذور السياسية للصراع في شرق الكونغو الديمقراطية، وأكد "أن صمت الجانبين قد يفسر إما عن أن كل ما تحدثوا عنه غير قائم على أرض الواقع، وإما أنها أزمة غير ذات أهمية لذلك تم التغاضي عن الأمر"، وختم قائلا "يبقى هناك احتمال ثالث، وهو أنهم يريدون التستر على الجذور الرئيسية للأزمة".

وكانت الخارجية الأميركية أصدرت بيانا -بعد 4 أيام من تقرير الأمم المتحدة- قالت فيه إنه يأتي "استجابة لطلبات شركات القطاع الخاص"، وأبدت "قلقا شديدا من تأثير النزاع في شرق الكونغو على التجارة غير المشروعة واستغلال بعض المعادن في تمويل النزاعات، وتصدير بعض التجار كميات من المعادن في بعض الأحيان بدعم من جماعات مسلحة".

جذور الأزمة

وتتهم رواندا الحكومة الكونغولية بإيواء بقايا مجموعات مسلحة متورطة بالإبادة الجماعية ضد التوتسي التي شهدتها البلاد عام 1994 وأدت إلى مقتل قرابة مليون رواندي.

منظر عام للعاصمة كمبالا في أوغندا (رويترز)

ويقول كيغالي إن ما تبقى من الجيش آنذاك، انسحب داخل الأراضي الكونغولية مع سلاحه الثقيل، وانبثقت عنه ما باتت تعرف بالقوات الديمقراطية لتحرير رواندا، التي تقول رواندا إنها تتلقى دعما بالمال والسلاح والتدريب من قبل جمهورية الكونغو الديمقراطية، ودول أخرى لم يسمها كاغامي.

ويوجه التقرير الأممي أيضا اتهاما لأوغندا بتقديم الدعم لحركة الـ23 من مارس، حيث قال إن "الجيش الأوغندي قدم الدعم للحركة، ومنذ تجدد أزمة الحركة لم تمنع أوغندا وجود قوات الحركة على أراضيها أو المرور عبرها".

وسارعت أوغندا لنفي الاتهامات، حيث قال ديو أكيكي نائب المتحدث باسم القوات المسلحة الأوغندية لوكالة رويترز "إن مثل هذه الاتهامات كاذبة، لا سميا عندما تكون علاقتنا مع قوات الحكومة الكونغولية في أفضل حالاتها"، وأضاف "سيكون من الجنون بالنسبة لنا أن نزعزع الاستقرار، إننا نضحي بكل شيء من أجل استقرارها [الكونغو الديمقراطية]".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الکونغو الدیمقراطیة جمهوریة الکونغو فی شرق الکونغو الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

معتقلون سوريون سابقون يروون تفاصيل وحشية عاشوها في سجن صيدنايا

#سواليف

في شهادتين صادمتين، روى #معتقلان #سوريان سابقان للجزيرة مباشر #تفاصيل مروعة عن ظروف #الاعتقال و #التعذيب داخل #سجن_صيدنايا في عهد نظام الرئيس المخلوع #بشار_الأسد، إلى جانب الآثار النفسية والجسدية التي ما زالت تلاحقهما بعد خروجهما من السجن السيء السمعة.

وكشف المعتقل السابق عمر البدوي تفاصيل عن أنواع التعذيب التي تعرض لها داخل سجن صيدنايا، مؤكدا أن التعذيب كان مستمرا وبأبشع الأشكال طيلة مدة حبسه.

وأوضح البدوي أنه كان مدنيا يعمل على إيصال المساعدات والأدوية إلى الغوطة الشرقية، لكنه اعتقل بتهمة قيادة “مجموعة إرهابية” لا تمت له بأي صلة.

مقالات ذات صلة إعلام عبري: إسرائيل ترفض فتح معبر رفح 2025/10/16

وبعد جولات في فروع أمنية عدة، استقر به المطاف في “السجن الأحمر” بصيدنايا، ووصف البدوي وضعه قائلا: “طعام قليل يقابله تعذيب كثير”.

وروى البدوي حادثة مؤلمة حين توسل للجلاد خلال تعذيبه قائلا: “كرمة لله كفى!”، فرد عليه رئيس السجن منهل سليمان قائلا: “من طلبني؟ أنا إلهكم، أطعمكم وأحييكم وأميتكم”.

وعن لحظة الإفراج عنه عام 2022، تحدث البدوي عن التوجيهات التي وُجهت له ولزملائه بعدم البوح بما عايشوه داخل السجن، فضلا عن إخضاعهم للمراقبة لمدة 5 سنوات.

وأكد البدوي أن الآثار النفسية لتجربة الاعتقال ما زالت تلاحقه، إذ أكد أنه يعاني من رهاب التجمعات والقلق من سيارات الأمن والشرطة. أما الآثار الجسدية، فيشير إلى وجود علامات أشبه بالحروق على ساقيه نتيجة التعذيب بالسجن.

في شهادة أخرى، يروي عمار دغمش، وهو معتقل سابق قضى 7 سنوات في سجن صيدنايا، تفاصيل وحشية عن الحياة داخل الجحيم الذي عاشه هناك.

وقال دغمش: “كانت أيام الأسبوع مقسمة بين فترات التعذيب وجنزير الإعدام، إذ يُقتاد أكثر من 50 معتقلا يوم الاثنين إلى سجن تحت الأرض يُمنع عنهم الطعام والشراب حتى يوم الأربعاء، وهو اليوم الذي يُنفذ فيه حكم الإعدام بحقهم”.

كما تحدث عن تعذيب السجناء كبار السن، مشيرا إلى أن أقسى أنواع التعذيب في صيدنايا كان “الخنق بالماء”، حيث كان المعتقل يُوضع مقلوبا داخل برميل مملوء بالماء، ثم يُصعق بالكهرباء.

وكشف دغمش أيضا عن انتشار مرض السل داخل السجن، ما أدى إلى وفاة عدد كبير من المعتقلين بسبب هذا المرض.

أما الآثار النفسية التي ما زالت تلازمه، فأشار إلى كرهه الشديد لصوت العصافير الذي يذكره بصوت المنبه اليومي داخل السجن، والذي كان دلالة على بداية يوم جديد من الألم والجوع والخوف.

وعلى الصعيد الجسدي، يعاني دغمش من آلام في الفقرات القطنية للعمود الفقري، جراء التعذيب الذي تعرض له.

وتشير تقارير منظمتي “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” إلى أن سجن صيدنايا شهد مئات الإعدامات والتعذيب منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.

مقالات مشابهة

  • معتقلون سوريون سابقون يروون تفاصيل وحشية عاشوها في سجن صيدنايا
  • محافظ شمال سيناء: اكتسبنا خبرة كبيرة فيما يتعلق باستقبال الجرحى والمرضى الفلسطينيين
  • خاص- أسرى محرّرون من غزة يروون يومياتهم في السجون الإسرائيلية (صور)
  • أميركا ترحل دفعة جديدة إلى غانا
  • رئيس وزراء باكستان يرحب بانتخاب بلاده لعضوية مجلس حقوق الإنسان
  • أول تعليق من أمير قطر بعد تأهل منتخب بلاده إلى كأس العالم 2026
  • مقتل 19 شخصًا في هجومٍ لمسلحين شرقي الكونغو الديمقراطية
  • منتخب السودان يواجه الكونغو الديمقراطية في ختام تصفيات كأس العالم
  • إيران: نداء ترامب للسلام يتعارض مع أفعال بلاده
  • مبعوث أممي: هناك أمل حقيقي لوقف إطلاق النار في شرق الكونغو الديمقراطية