تراجع المواجهات العسكرية جنوباً.. و حزب اللهيرى أن احتمال الحرب الواسعة صار ضعيفاً
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
سجل الوضع في الجنوب تراجعاً للعمليات المتبادلة بين "حزب الله" وإسرائيل التي تعتمد في الفترة الأخيرة سياسة "الاغتيالات المركزة". واستهدفت مسيّرة اسرائيلية من نوع كواد كابتر سيّارة على طريق الخردلي محلة عين القصب، تبيّن لاحقاً أن في داخلها محمد حلاوي (نجيب حسين حلاوي) وعضو بلدية كفركلا ممثل حركة "امل" موسى سليمان، اللذين قضيا في الاستهداف، بينما كانا يقومان بتعبئة المياه من عين القصبة لأخذها إلى المواشي في بلدة كفركلا.
من جهته، أعلن "حزب الله" أنّه استهدف تجمّعًا للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة ميتات بالأسلحة الصاروخية وإنتشاراً للجنود في محيط موقع معيان بصواريخ فلق والتجهيزات التجسسيّة في موقع راميا ومبان يستخدمها الجنود في مستعمرة مرغليوت وانتشاراً للجنود في محيط ثكنة بيت هلل بصواريخ فلق. ومساء أعلن الحزب أنّه قصف مستوطنة كريات شمونه بعشرات صواريخ الكاتيوشا. وأفادت وسائل إعلام إسرائيليّة أنّ أربعة إسرائيليين أصيبوا بجروح جراء إطلاق صواريخ من لبنان على كريات شمونه . وجاءفي" الانباء الكويتية": برز موقف لافت قد يؤشر لما بعده، وهو الإعلان عن ان "السرايا اللبنانية" نفذت أول هجوم لها على القوات الإسرائيلية، في دخول جديد على خط المواجهات. وتناول مصدر مطلع لـ"الأنباء" هذا الموضوع، فقال: "هذا الأمر يطرح تساؤلات لجهة فتح الباب أمام عدم حصرية المقاومة وكذلك الكثير من التأويلات والتفسيرات حول الهدف من قيام هذه السرايا، وهل هي واحدة من الرسائل العديدة التي يتم تبادلها للتأثير في المفاوضات وعليها، ام انها خطوة لما بعد الاتفاق على وقف النار، وسيكون لها الدور المكمل لما يمكن ان تتنازل عنه المقاومة بموجب اي تسوية مقبلة؟". ورأى المصدر أن "المفاوضات تسير في الطريق الصحيح بفعل الضغوط الدولية من جهة، والقناعة بأن الحرب لن تستمر إلى ما لا نهاية، مادام أي من الأفرقاء لم يستطع حسم الأمور لصالحه، وبالتالي لا بد من الرضوخ للتسوية على الرغم من جهود بنيامين نتنياهو لعرقلة المحادثات من خلال فرض شروط جديدة حول غزة ما بعد عملية طوفان الأقصى، وأن الصيغة الجديدة لإدارة القطاع يجب ان تحظى بموافقة إسرائيل، وذلك بعد ما قدمت حركة "حماس" تنازلات مشروطة بضمانات من الدول الراعية لهذه المفاوضات". وكان نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش قال امس : "إن الرسائل الميدانية التي بعثت بها المقاومة خلال الأسابيع الماضية أفهمت العدو أنها (المقاومة) لا تأبه بكل تهديداته، ولا تخاف الحرب ولا تخشاها، ولكنها لا تستخف بها، بل تستعد لها وتتجهز لها تجهيزاً كاملاً، لتصنع من أي حرب واسعة يفرضها العدو نصراً تاريخياً جديداً للبنان". وبينما عدّ أن "المقاومة تردع إسرائيل من شن حرب واسعة وشاملة" رأى أن "خيار الحرب الواسعة تراجع وأصبح احتمالاً ضعيفاً ومستبعداً، لكننا في المقاومة الإسلامية وعلى المستوى العسكري والاستعداد والجاهزية، نتعامل مع هذا الاحتمال بكل جدية"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
غزة وسوريا محور التقرير السنوي لمركز الجزيرة للدراسات
أصدر مركز الجزيرة للدراسات يوم الأحد 16 فبراير/شباط الجاري تقريره السنوي لعام 2024-2025، والذي حمل عنوان "مراجعة الاستراتيجية المتصارعة في ضوء الحرب على غزة والتغيير في سوريا"، وتضمن عددا من التقارير التي أعدها باحثو المركز.
وكتب في التقرير الباحث شفيق شقير عن المقاومة الفلسطينية وإستراتيجية إسرائيل للقضاء عليها، كما تناول خروج حزب الله من تداعيات الحرب، فيما تناولت الدكتورة فاطمة الصمادي أولويات إيران و"محور المقاومة"، بينما كتب الباحث محمد عبد العاطي عن دعم أنصار الله لغزة وانخراطهم في حربها، وتطرق الدكتور لقاء مكي للعراق ومواجهته تداعيات الحرب على غزة وتغيير النظام في سوريا، في حين كتب الباحث الحواس تقية عن سوريا الجديدة بعد تغير النظام فيها وعن إستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أبعاد الصراع في السودانExternal Linkسيتم فتح هذه المقالة في علامة تبويب جديدةlist 2 of 2أبعاد الصراع في السودانExternal Linkسيتم فتح هذه المقالة في علامة تبويب جديدةend of list المقاومة الفلسطينية وإستراتيجية إسرائيلوافتتح التقرير السنوي للمركز بمقال عن "المقاومة الفلسطينية: العودة إلى إستراتيجية الصمود"، ناقش فيه الباحث شفيق شقير سياق عملية طوفان الأقصى وأهدافها القريبة والبعيدة وما بعد وقف إطلاق النار، وذهب إلى أنها جاءت في ظرف صعب باتت معه غزة والمقاومة أمام تهديد وشيك، خاصة مع اتفاقيات أبرهام وانشغال عدد من الدول العربية بأوضاعها الداخلية، ثم توسعت أهدافها لتلمس أبعادا استراتيجية متمثلة في "إعادة الحياة إلى العمل المقاوم المنظم".
إعلانوناقش شقير في مقال آخر "إستراتيجية إسرائيل: القضاء على المقاومة وإعادة تشكيل النظام الإقليمي"، متسائلا عن مدى تحقيق تل أبيب أهدافها من الحرب في ضوء الاتفاق الذي فاوضت فيه حماسا وأقرت فيه باستعادة الأسرى عبر عملية تبادل، بدل استعادتهم بالقوة، وهو ما كانت أعلنته سابقا.
ورأى الباحث أن توسع الحرب من قطاع غزة وتعدد جبهاتها مثلت ساحة اختبار لإستراتيجية إسرائيل في إخضاع أعدائها الخارجيين، الذين شارك جزء منهم في "حرب إسناد" ضمن محور تقوده إيران، مما جعل من قدرة إسرائيل محدودة على إحداث تغيير عميق في المنطقة.
وفي مقال ثالث للباحث نفسه بعنوان "حزب الله: الخروج من تداعيات الحرب والتكيف مع التحولات الداخلية والخارجية"، ناقش إستراتيجيات الحزب في المواجهة مع إسرائيل والخروج منها، والتغيرات الطارئة على بيئته المحلية والإقليمية، وسيناريوهات تعافيه وعودته للمواجهة. وأوضح أنها 3 إستراتيجيات مختلفة: الأولى في سياق محور المقاومة التي تقوده إيران، والثانية تعلقت بتوسيع إسرائيل عملياتها في لبنان، فيما تعلقت الثالثة بكيفية الخروج من الحرب.
وتناولت الباحثة فاطمة الصمادي في مقالها: "إيران ومحور المقاومة: إعادة ترتيب الصفوف والأولويات"، شبكة الحلفاء والفسيفساء الدفاعية الإيرانية والأثمان التي دفعتها إيران بعد طوفان الأقصى، معرّجة على سوريا بوصفها "حلقة القوة والضعف" ومآلات الإستراتيجية الدفاعية الإيرانية الجديدة وإعادة تعريف محور المقاومة.
وحللت الصمادي إستراتيجية إيران الدفاعية على ضوء مفهوم "تصدير الثورة" بعد نهاية حربها مع العراق، فقد سعت طهران إلى بناء تحالف إقليمي يكون بمنزلة قوة ردع تبعد أعداءها في الخارج قبل وصولهم إلى حدودها، فيما جاء طوفان الأقصى ليعصف بكل الإستراتيجيات الدفاعية في المنطقة بما فيها الإستراتيجية الإيرانية، ويجد محور المقاومة نفسه أمام اختبار وجودي.
إعلان سوريا في مرحلة التغييروكتب الحواس تقية عن "سوريا الجديدة: إعادة رسم خريطة القوى الإقليمية والدولية"، معرّجا على تغيير المعادلة الداخلية في سوريا والرابحين والخاسرين من ورائها، كما ناقش الفرص والمخاطر المحتملة التي تواجهها القيادة الجديدة.
وأكد تقية على حقيقة أن الرابح الأكبر من سقوط نظام بشار الأسد هو عموم الشعب السوري، بغض النظر عن المستفيدين الإقليميين مثل تركيا وقطر والسعودية، فتركيا أصبحت محل ثقة لدى الإدارة الجديدة بعد أن كانت غير مرغوب فيها لدى النظام السابق، فيما استغلت الدوحة رصيدها مع قوى الثورة لإطلاق مشاريع الطاقة وإعادة الإعمار في البلاد، ولم تتأخر السعودية عن قطف ثمار التغيير باعتباره دحرا للمشروع الإيراني في المنطقة.
وفي مقال آخر بعنوان "الولايات المتحدة في الشرق الأوسط: تفرق الحلفاء وتقارب الخصوم"، تناول الباحث نفسه مكاسب الولايات المتحدة في المنطقة رغم الخسائر المتعددة على أكثر من صعيد، مما يجعل 2025 عاما للفرص والمخاطر معا.
ويرى تقية أن الولايات المتحدة في عام 2024 حافظت على تحالفها الوثيق مع إسرائيل، ووفرت لها الحماية وساهمت في خفض خسائرها، كما نجحت في إضعاف نفوذ إيران في المنطقة دون جرّها إلى حرب إقليمية، لكن إخفاق إسرائيل في تحقيق أهدافها في غزة يعني بالضرورة إخفاق الولايات المتحدة.
وكتب الباحث محمد عبد العاطي عن "أنصار الله وحرب غزة: دعم مؤثر وانخراط غير مسبوق"، متناولا ملامح وأبعاد انخراط جماعة أنصار الله (الحوثيين) في حرب غزة، وإطار الدعم والمساندة الذي انخرطت فيه الجماعة منذ الأيام الأولى، من خلال الضغط الأمني والعسكري على إسرائيل لتوقف عدوانها على قطاع غزة.
وأشار الباحث إلى تعدد الأدوات التي استخدمتها الجماعة، وكيف تدرّجت في التصعيد، كما تطرق لأهم التحديات والعقبات الداخلية والخارجية وجعلها في ثلاثة مستويات: الأول يتعلق بإيران، واحتمال تغير أولوياتها، والثاني يتمثل في الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة وحلفاؤها على الجماعة، أما الثالث فهو التحدي الذي يأتي من إسرائيل التي شنت بدورها عمليات عسكرية في اليمن.
إعلانوعن تأثيرات حزب غزة والتغيير في سوريا على العراق، جاء مقال الدكتور لقاء مكي الذي حمل عنوان "العراق في مواجهة تداعيات الحرب على غزة وتغيير النظام في سوريا"، وتناول فيه ما وصفه بجدل الإسناد وانشغال الطبقة السياسية في العراق به، والانقسامات الحادة التي رافقته، مشيرا إلى أن هذا الجدل لم يؤثر كثيرا في انخراط المجاميع المسلحة في حرب الإسناد.
كما عالج مكي تداعيات سقوط نظام الأسد على الساحة العراقية، مشيرا إلى تغير صيغة الخطاب السياسي العراقي باتجاه التأكيد على ضرورة احترام الإرادة الحرة للسوريين، كما أشار إلى الضغوط الدولية لحل الجماعات المسلحة حتى أن رئيس الوزراء العراقي أكد في تصريح متلفز أنه "لا توجد أية شروط لحل الحشد الشعبي".
وختم الباحث بأن العراق يواجه تحديات متعددة، من أبرزها انهيار نظام الأسد في سوريا، وانتشار السلاح لدى جماعات ذات تأثير قوي في الوضع السياسي والأمني، والتهديدات الإسرائيلية المستمرة بتوجيه ضربات لهذه الجماعات وحتى لإيران عبر، فضلا عن تحدي التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة؛ مبينا أن مقاربات بغداد السياسية للتعامل مع هذه التحديات غير واضحة.