تلاشت سريعاً الآمال التي علّقها المسؤولون اللبنانيون على وقف لاطلاق النار في غزّة سينسحب تلقائيا تبريداً بل وقفاً للمواجهات في الجنوب اللبناني. وكانت هذه الآمال قد ارتفعت مجدداً في ظل تقديرات بدأ تعميمها من أنّ تبريداً لحرب غزة لا بد من أن يسبق زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن وإلقائه كلمته أمام الكونغرس الأميركي في 24 تمور الحالي.

ولكن المجزرة الإسرائيلية أمس في غزة أحبطت مجدداً هذه الآمال ولا ينتظر أن تتبلور في الساعات والأيام القليلة المقبلة أي اتجاهات او تحرّكات مختلفة يمكن أن تقود الى انتعاش جدي وعملي من شانه ان يحيي جديا الامال اللبنانية أيا كانت الجهة التي تراهن على هذا التطور. وتواصلت معالم الاهتمام الغربي بالوضع القائم في جنوب لبنان وتجنب تمدد الحرب الواسعة اليه، اذ تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إتصالاً من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي تم خلاله البحث في العلاقات بين لبنان وبريطانيا والوضع في المنطقة. وشدد الوزير البريطاني على السعي لمعالجة الاوضاع المتوترة في جنوب لبنان وغزة، والعمل معاً من أجل السلام والأمن في الشرق الأوسط"، مشيراً الى "انه سيقوم بزيارة للبنان في وقت قريب"، وقال: "لقد أثرت مخاوفي بشأن تصاعد التوترات على حدود لبنان وتزايد احتمال سوء التقدير". واعتبر أن "توسيع الصراع ليس في مصلحة أحد، وتريد المملكة المتحدة أن ترى هذا الأمر يتم حله سلميا من خلال تسوية تفاوضية". وفي هذا السياق، كتبت "الديار": "أظهرت اللقاءات الديبلوماسية الأخيرة ومواقف العديد من الدول الأجنبية أن المخاوف الدولية من نتائج توسيع الجبة الجنوبية كبيرة لدرجة أنها بدأت تُرسل موفديها للضغط على العدو الإسرائيلي من جهة والضغط على لبنان من جهة أخرى، لمنع الانجرار إلى مواجهة مفتوحة قد تجرّ كل دول المنطقة، وحتى بعض الدول الكبيرة، إلى حرب ليست في الحسبان". والجانب الأميركي يأخذ على محمل الجدّ التهديدات الإيرانية التي قد تجرّ الولايات المتحدة الأميركية ومعها حلفاؤها، إلى مواجهة مع إيران دفاعًا عن الكيان الإسرائيلي، وهي مواجهة سيدفع نتائجها حتمًا الرئيس الأميركي والمرشحّ الرئاسي جو بايدن.   أضف إلى ذلك المخاوف الدولية، وخصوصًا الأوروبية، من نقص كبير في إمدادات الطاقة، قد يؤدّي إلى ضربة كبيرة على اقتصادات هذه الدول.   ويبقى الأهم أن الغرب يعلم جيدًا أن حزب الله لم يُخرج كل ما عنده بعد، بحكم أنه يتعاطى حتى الساعة مع المواجهات وفقا لمقتضيات الميدان.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

خلافات أميركية فرنسية بشأن بقاء اسرائيل في النقاط الـ 5 في الجنوب

كتبت" الديار": تزامن إصرار اسرائيل على البقاء في 5 تلال استراتيجية في جنوب لبنان بعد 18 شباط هي: جبل بلاط، وتلال اللبونة والعزية والعويضة والحمامص، مع تسريبات عن تفهم اميركي للطرح الاسرائيلي الذي ستحاول مندوبة ترامب الى لبنان مورغان اوناغوس تسويقه مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارتها منتصف الاسبوع المقبل الى بيروت  وحضورها اجتماع لجنة مراقبة وقف النار في الناقورة.
وفي معلومات مؤكدة، ان الخلافات بين أعضاء لجنة وقف اطلاق النار حول هذه المسألة، تفاقمت وتشعبت مؤخرا  في ظل إصرار فرنسي ـ لبناني مع مندوب اليونيفيل على ضرورة التزام اسرائيل بالاتفاق وتنفيذ لانسحاب الشامل من كل الاراضي اللبنانية قبل 18 شباط، لان بقاء القوات الإسرائيلية في 5 نقاط سيعرض الاستقرار للخطر وبالتالي انهيار وقف النار.
وبرز تباين اميركي فرنسي واسع حول هذه المسألة التي قد تعرقل عمل لجنة وقف النار. وهنا يطرح السؤال الكبير: كيف سيتعامل لبنان مع الضغوطات الاميركية لتشريع بقاء اسرائيل في 5 نقاط، في ظل معلومات عن انتفاضة شعبية متواصلة يستعد لها أهالي الجنوب في الايام المقبلة والدخول إلى القرى التي ما زالت تحتلها اسرائيل مهما كانت النتائج؟ هذا بالاضافة الى موقف حاسم لرئيس الجمهورية اذا لم تلتزم اسرائيل بالاتفاق، وابلغ وزير الخارجية المصري رفضه تمديد وقف النار بعد 18شباط، فيما طالب الوزير المصري اسرائيل بالانسحاب الكامل من لبنان.

مقالات مشابهة

  • الجيش اللبناني يواصل الانتشار في الجنوب بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي
  • حيدر يتفقد الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي في صور والقرى الحدودية
  • في الجنوب.. الجيش الإسرائيلي يُشعل النيران في المنازل
  • بهدف تحقيق نهضة مستدامة.. الحاج حسن يُطلق توزيع بطاقة المزارع في الجنوب
  • حماس تسلم الرهينة الإسرائيلي الأميركي كيث سيغال للصليب الأحمر
  • خلافات أميركية فرنسية بشأن بقاء اسرائيل في النقاط الـ 5 في الجنوب
  • هذا ما فعله أبناء جنوب لبنان.. رسالة!
  • الصحة اللبنانية: مقتل اثنين بالغارة الإسرائيلية الأخيرة على البقاع
  • شاهد | مشهد عودة النازحين إلى الجنوب اللبناني لا يتوقف
  • لبنان .. الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على قرى الجنوب