قصة يوم عاشوراء في حياة موسى عليه السلام
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
يوم عاشوراء، الذي يوافق العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري، يحمل في طياته تاريخًا عريقًا ومعاني دينية عظيمة.
هذه القصة تجمع بين أحداث تاريخية ودينية أثرت بشكل كبير على مسيرة الأمة الإسلامية وتعمق من فهمنا للعبرة والتقوى.
قصة يوم عاشوراء في حياة النبي موسى عليه السلامأحد أبرز الأحداث التي تُروى عن يوم عاشوراء هو نجاة النبي موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده.
حسب الروايات الإسلامية، كان فرعون ملكًا ظالمًا طغى وتجبر في الأرض، واستعبد بني إسرائيل. أوحى الله إلى موسى عليه السلام أن يقود قومه للخروج من مصر.
عندما وصل موسى وقومه إلى البحر الأحمر، أرسل الله معجزة حيث انشق البحر ليعبر موسى وقومه بأمان.
ثم عاد البحر إلى طبيعته وأغرق فرعون وجنوده. هذا الحدث العظيم وقع في يوم عاشوراء، وصام موسى عليه السلام هذا اليوم شكرًا لله.
صيام يوم عاشوراء في الإسلامعندما وصل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم عن سبب صيامهم، فقالوا: "هذا يوم نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من فرعون، فصامه موسى شكرًا لله". فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "نحن أحق بموسى منكم"، وصامه وأمر المسلمين بصيامه.
فضل صيام يوم عاشوراءصيام يوم عاشوراء يُعد من السنن المؤكدة في الإسلام، وله فضل كبير حيث يكفر ذنوب السنة الماضية. في الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" (رواه مسلم).
ذكرى استشهاد الإمام الحسينيوم عاشوراء يحمل أيضًا ذكرى حزينة عند المسلمين الشيعة، حيث استشهد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما في معركة كربلاء عام 61 هـ. كان الإمام الحسين يقف ضد الظلم والفساد، ورفض مبايعة يزيد بن معاوية، مما أدى إلى استشهاده مع أهل بيته وأنصاره في هذا اليوم. هذه الواقعة تذكر المسلمين بضرورة الوقوف ضد الظلم والتمسك بالحق، مهما كانت التضحيات.
الدروس والعبر من يوم عاشوراءيوم عاشوراء يحمل العديد من الدروس والعبر التي يمكن للمسلمين أن يتعلموا منها:
1. الإيمان والتوكل على الله: قصة نجاة موسى عليه السلام تُظهر قوة الإيمان والتوكل على الله، وأن الله ينصر عباده المؤمنين مهما كانت الصعوبات.
2. الصبر والثبات على الحق: استشهاد الإمام الحسين يذكرنا بأهمية الصبر والثبات في وجه الظلم والطغيان، والتمسك بالقيم والمبادئ الإسلامية.
3. الشكر والاعتراف بنعم الله: صيام يوم عاشوراء تعبير عن شكرنا لله على نعمه الكثيرة، ويُعد فرصة لتجديد التوبة والاستغفار.
من الأعمال المستحبة في يوم عاشوراء، بالإضافة إلى الصيام، تشمل:
- التصدق والإحسان: مساعدة الفقراء والمحتاجين.
- الإكثار من الدعاء والاستغفار: طلب المغفرة والرحمة من الله.
- قراءة القرآن الكريم: تعمق في معاني كتاب الله.
- صلة الرحم: زيارة الأهل والأقارب وتقوية العلاقات الأسرية.
بإجمال، يوم عاشوراء يمثل فرصة عظيمة للتقرب إلى الله، والتفكر في دروس التاريخ الإسلامي، والاستفادة من العبر التي يحملها هذا اليوم. يجمع هذا اليوم بين الشكر والتوبة، وبين الصبر والثبات، مما يجعله يومًا مميزًا في حياة المسلمين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قصة يوم عاشوراء يوم عاشوراء موسى عليه السلام قصة موسى عليه السلام الفجر بوابة الفجر موسى علیه السلام صیام یوم عاشوراء هذا الیوم
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: تعظيم النبي أمر إلهي وليس اختراعا بشريا
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، إن تعظيم النبي محمد ليس اختراعًا بشريًا، ولا بدعة أحدثها الناس، بل هو تعظيم أمر الله به، بل إن الله تعالى هو الذي عظّم نبيه قبل أن يأمرنا بتوقيره، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾، وكلمة "على" تفيد التمكن والتمكين، مما يؤكد أن مكانة النبي من الله تعالى مكانةٌ عظيمةٌ رفيعة.
وأضاف علي جمعة، في تصريح له، أن حقيقة تعظيم النبي تتمثل أولًا وأساسًا في تعظيم ما جاء به من أوامر ونواهٍ، مؤكدًا أن الإسلام ربط المحبة بالطاعة، حيث قال تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾، مشددًا على أن تعظيم النبي لا يكون بالكلمات فقط، بل بالاتباع الكامل والاقتداء الصادق.
وأشار إلى أن القرآن الكريم يفيض بآيات تعزز هذا المعنى، ومنها قول الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، وأمره جل وعلا: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾، وأيضًا قوله: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾.
وأوضح أن النبي كان قمةً في التواضع رغم علو مقامه، حتى إنه قال: "لا تفضلوني على يونس بن متى" [رواه البخاري]، مع أن الله هو الذي فضله وجعله خاتم النبيين، وأمرنا باتباعه واتباع سنته، مؤكدًا أن هذا التواضع من النبي لا ينفي أن الله رفعه واصطفاه، فقال له: ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ ﴾، وقال: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾، وأعطاه الكوثر، واختاره إمامًا للأنبياء يوم الإسراء والمعراج.
وتابع: "نحن لا نعظم النبي من أنفسنا بل الله هو الذي أمرنا بذلك، وهو الذي رفع مقامه، وجعله رحمةً للعالمين، وأسوةً حسنةً لكل من أراد سلوك طريق الحق والنجاة".
ولفت إلى أن العرب قديمًا كانت إذا أحبت شيئًا أو خافته أكثرت من ذكر أسمائه، فكان للأسد نحو سبعمئة اسم، وللخمر نحو تسعين اسمًا، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى أكثر من أسمائه الحسنى وصفاته العلى ليعرّف عباده بنفسه، وليبني في قلوبهم عقيدةً راسخةً قائمةً على الجلال والجمال والكمال.
وأكد أن تعظيم النبي تعظيمٌ للرسالة، وإحياءٌ للدين، ومظهرٌ من مظاهر الإيمان الحقيقي، وأن الأمة لا تصلح ولا تستقيم إلا بتعظيم رسولها الكريم واتباعه ظاهرًا وباطنًا.