في ضوء الأزمة الأمريكية "الإسرائيلية" الأخيرة حول وقف إرسال المزيد من شحنات الأسلحة للاحتلال لمواصلة عدوانه على غزة، ظهرت دعوات داخل الاحتلال لتبني استراتيجيات استباقية بزعم استعادة الاستقلال الاستراتيجي، وتحسين الأمن القومي، ومنها عدم الاعتماد الكلي على واشنطن في الأسلحة والوسائل القتالية.

وأقر يوئيل فيشمان الضابط السابق في جيش الاحتلال، والباحث في "الحركة الأمنية- بيتخونيستيم"،  ومعهد القدس للشؤون العامة والدولة، بأنه "في الوقت الحالي، تواجه إسرائيل بعض المشاكل الصعبة التي يتعين عليها حلها، بعد أن وضع صناع القرار فيها أنفسهم في حالة اعتماد على الولايات المتحدة في الإمدادات الأساسية من الأسلحة والذخائر، رغم أن ذلك يتجاوز مشكلة سلسلة التوريد، لأن هناك مشكلة أكبر تتمثل في علاقتنا بالولايات المتحدة".


وأضاف فيشمان الحاصل على الدكتوراه في التاريخ الأوروبي الحديث من جامعة كولومبيا، ورئيس تحرير مجلة الدراسات السياسية اليهودية، ومؤلف كتاب "الحرب الشعبية لمنظمة التحرير الفلسطينية"، في مقال ترجمته "عربي21" أن "من الواضح أن بعض صناع السياسة الأميركيين يشعرون بعدم الارتياح تجاه الدولة الإسرائيلية المستقلة، ولذلك عادت عواقب سوء اتخاذ القرار لتصفعنا على الوجه، وتجلت على سبيل المثال في كارثة السابع من أكتوبر 2023 التي نتجت عن تراكم القرارات الخاطئة، وبعضها من سنوات سابقة".

وأوضح أن "الأزمة التي نشأن خلال حرب غزة بين واشنطن وتل أبيب أفسحت المجال لطرح السؤال الأساسي: كيف أصبحت إسرائيل معتمدة لهذا الحد على الولايات المتحدة؟ ولعل الإجابة على هذا السؤال تستدعي العودة الى الوراء عدة سنوات حين طالبت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما بعدم استثمار أموال المساعدات الأمريكية في دولة الاحتلال، ولم يرغب بتمويل صناعاتها العسكرية، بل أقنعوها بقبول حزمة مساعدات مالية أكبر بدلاً من ذلك".

وأشار أنه "بهذه الطريقة ضحّت دولة الاحتلال بحريتها في إنتاج أنواع معينة من الأسلحة، وأصبحت تابعة للولايات المتحدة، كما استنفد المخزون الموجود فيها عندما تم نقله لأوكرانيا، دون أن يتجدد، مما يدفع للتساؤل: كيف وصلنا إلى هنا، ومن المسؤول عن وضع إسرائيل في حالة من التبعية الاستراتيجية، والافتقار لمثل هذه اليقينيات، التي أوصلتنا أخيرا إلى أن تُبطئ إدارة الرئيس جو بايدن إرسال شحنات الذخيرة لإسرائيل كي لا تستخدمها في اجتياح مدينة رفح، وكان دافعها الحقيقي هو إبقاء حليفتها "مقيدة".



وأوضح أن "حزب الله أقوى قوة عسكرية ذات تهديد مباشر على دولة الاحتلال، ومن شأن مواجهة واسعة النطاق معه أن تحرق كمية هائلة من المعدات والذخيرة في فترة زمنية قصيرة للغاية، ويمكن أن تجرّ إيران بشكل مباشر إلى الحرب".

وتابع، "لذلك جاء المسئولون الإسرائيليون إلى واشنطن لتجهيز أنفسهم، والاستعداد لنشوب مثل هذا الصراع، لكن الأميركيين يسعون لكبح جماحهم، وإجبارهم على الاعتماد على الولايات المتحدة، لمنعهم من التخطيط لخطط عسكرية طويلة المدى تتعلق بحزب الله وإيران".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الأسلحة غزة الاحتلال الولايات المتحدة الولايات المتحدة غزة أسلحة الاحتلال ذخائر أمريكية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تقرير: واشنطن تدعم إسرائيل لشراء أسلحة بـ 3.5 مليار دولار

كشفت شبكة "سي إن إن"، اليوم الجمعة، أن إسرائيل ستحصل على 3.5 مليار دولار من الولايات المتحدة الأميركية لإنفاقها على الأسلحة والمعدات العسكرية.

وقالت الشبكة نقلا عن مسؤولين مطلعين إنه "من المقرر أن تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل 3.5 مليار دولار لإنفاقها على الأسلحة والمعدات العسكرية الأمريكية، وستفرج عن الأموال بعد أشهر من تخصيص الكونجرس لها مع استمرار التوترات بين إسرائيل وإيران".

وقال أحد المصادر إن وزارة الخارجية أخطرت المشرعين مساء الخميس، بأن إدارة بايدن تعتزم الإفراج عن تمويل عسكري أجنبي بمليارات الدولارات لإسرائيل.

وأضافت المصادر أن الأموال تأتي من مشروع قانون التمويل الإضافي لإسرائيل بقيمة 14.1 مليار دولار والذي أقره الكونغرس في أبريل.

ويمكن هذا التمويل إسرائيل من شراء أنظمة أسلحة متقدمة ومعدات أخرى من الولايات المتحدة من خلال برنامج التمويل العسكري الأجنبي، وكذلك شراء الأنظمة التي يتم بناؤها الآن ومن المحتمل ألا يتم تسليمها لعدة سنوات.

كما خصص التمويل الإضافي أيضا معدات بقيمة مليارات الدولارات يمكن للبنتاغون سحبها من مخزوناته الخاصة لإرسالها مباشرة إلى إسرائيل في جدول زمني أسرع بكثير.

وأوضحت مصادر إنه "ليس من غير المعتاد أن يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتم تحرير الأموال من هذه الطرود. لكن تم إطلاق التمويل هذا الأسبوع في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل والمنطقة الأوسع لهجوم من قبل إيران وحزب الله في أعقاب اغتيال إسرائيل لكبار قادة حماس وحزب الله في بيروت وطهران".

 

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة ترفع حظر بيع الأسلحة الهجومية للسعودية: ما هي الدوافع الحقيقية؟
  • مسؤولون أمريكيون: واشنطن ستمنح تل أبيب 3.5 مليار دولار لإنفاقها على الأسلحة
  • واشنطن تدعم إسرائيل لشراء أسلحة بـ 3.5 مليار دولار
  • لإنفاقها على الأسلحة.. كم مليارا قدّمت واشنطن للاحتلال الإسرائيلي؟
  • بأكثر من 3 مليارات دولار.. واشنطن تمنح إسرائيل وأوكرانيا مساعدات عسكرية جديدة
  • الولايات المتحدة تخصص حزمة جديدة من الأسلحة لأوكرانيا بقيمة 125 مليون دولار
  • واشنطن تعلن عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا
  • تقرير: واشنطن تدعم إسرائيل لشراء أسلحة بـ 3.5 مليار دولار
  • السفارة الأمريكية في بيروت لمواطنيها .. غادروا فوراً فلا إجلاء على نفقة واشنطن
  • هل تنوي هاريس حظر توريد الأسلحة إلى إسرائيل؟