جدل الأصالة والموهبة.. الذكاء الاصطناعي يسهّل الكتابة لكنه يؤدي إلى تشابه القصص
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
قد تصبح الكتب والأفلام في المستقبل متشابهة إذا اعتمد المؤلفون الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في كتابة القصص، وفق ما نبهت إليه دراسة نشرت أمس الجمعة.
وقال المعد المشارك للدراسة أنيل دوشي من جامعة "يونيفرسيتي كوليدج" في لندن "كان هدفنا دراسة مدى قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على مساعدة البشر على الإبداع".
وتأتي الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أدفانسز" وسط مخاوف بشأن تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي المزدهرة التي يمكنها تحويل رسائل بسيطة إلى مؤلفات موسيقية أو أعمال فنية.
واستعان دوشي وشريكه في إعداد الدراسة أوليفر هاوزر من جامعة "إكستر" بنحو 300 متطوع ليكونوا "مؤلفين".
هؤلاء المتطوعون لم يكونوا كتّابا محترفين، وقد قيست قدراتهم الإبداعية بواسطة اختبار نفسي يطلب منهم إعطاء 10 كلمات مختلفة تماما.
وقسّمهم العالمان إلى 3 مجموعات بشكل عشوائي لكتابة قصة من 8 جمل حول واحد من 3 مواضيع: مغامرة في أعالي البحار، أو مغامرة في الغابة، أو مغامرة على كوكب آخر.
كذلك قُسّم هؤلاء المشاركون بشكل عشوائي إلى 3 مجموعات تلقت مستويات مساعدة مختلفة من الذكاء الاصطناعي.
ولم تتلق المجموعة الأولى أي مساعدة، في حين حصلت المجموعة الثانية على فكرة قصة من 3 جمل باستخدام أداة "شات جي بي تي"، وتلقت المجموعة الثالثة ما يصل إلى 5 أفكار أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي لقصة.
وبعد انتهاء المشاركين من كتابة قصصهم كان عليهم قياس مدى الابتكار فيها باستخدام معايير عدة.
كذلك تولت مجموعة أخرى مكونة من 600 شخص تقييم القصص باستخدام المعايير نفسها.
وتبين لمعدَّي الدراسة أن الذكاء الاصطناعي أدى في المتوسط إلى تحسين الإبداع الفردي للمؤلف بنسبة تصل إلى 10%، وإلى تعزيز الاستمتاع بالقصة بنسبة 22%، خصوصا في ما يتعلق بعناصر مثل بنية القصة أو تقلباتها.
وكانت هذه التأثيرات أكبر بالنسبة لأولئك الذين اعتبروا الأقل إبداعا.
لكن على المستوى الجماعي فإن القصص المكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي أكثر تشابها مع بعضها البعض مقارنة بتلك المكتوبة من دون الذكاء الاصطناعي، لأن مؤلفيها انغمسوا كثيرا في الأفكار المقترحة.
أدب الروبوتاتوأفاد دوشي لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الدراسة أظهرت أيضا أن الخطر يكمن في اعتماد الناس كثيرا على أدوات الذكاء الاصطناعي قبل تطوير مواهبهم الخاصة في الكتابة أو الموسيقى.
ورأى أن الناس يحتاجون إلى البدء بسؤال أنفسهم "أين يمكنني إدراج هذه الأداة في عملي لتحقيق أقصى استفادة منها، مع الحفاظ على طابعي الشخصي في المشروع أو في نتيجته؟".
وأدى ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي سهلة الاستخدام والمتاحة على نطاق واسع إلى خلق نوع جديد من "الأدب الروبوتي"، وحاليا تقدم شركة أمازون أكثر من 200 كتاب من تأليف الروبوتات باستخدام برنامج (شات جي بي تي) كمؤلف أو مؤلف مشارك، وهذا الرقم في ازدياد كل يوم.
وتختلف أسباب لجوء عدد من "الكتّاب" أو حتى الناس العاديين لهذا النوع من الكتابة، ولكن لنتذكر أن عملية الكتابة عملية مضنية ومنهكة ومتعبة وتحتاج للكثير من الوقت والطاقة والخيال الخلاق، ما يثبط عزيمة كثير من البشر الذين يحلمون بكتابة قصيدة أو قصة أو تأليف كتاب مهما كان نوعه.
قدمت هذه الأدوات فرصة حقيقية لـ"أنصاف الكتّاب" وبعض الهواة كي ينتجوا كتبا خاصة بهم، ويضعوا عليها أسماءهم كمؤلفين بغض النظر عن مدى مساهمتهم في تأليف وإبداع هذه الكتب.
مواجهة حول المحتوىومنذ أكثر من عام بدأ مؤلفون رفع دعاوى لحماية حقوقهم لمواجهة الذكاء الاصطناعي الذي يستخدم أعمالهم لتوليد محتوى، لكن معاركهم القضائية لن تكون سهلة، ففي أوروبا وأميركا الشمالية يميل القانون إلى تأييد الذكاء الاصطناعي مع أن الوضع قد يتغير، وفق قانونيين.
ويجيز القانون الأميركي التنقيب عن البيانات ضمن ما تسمى "سياسة الاستخدام العادل"، وهو ما كرسته دعوى قضائية ضد شركة "غوغل" مرتبطة بالتحويل الرقمي للكتب، وهي الدعوى التي ربحتها المجموعة الأميركية العملاقة التي تملك أكبر محرك بحث على الإنترنت.
وبالنسبة للمحتوى الذي تم إنشاؤه أو توليده بواسطة الذكاء الصناعي فإن الوضع القانوني صعب، فهل يمكن تصنيف هذا العمل ضمن خانة عمليات التزييف، خصوصا إذا طلب مستخدم برمجية الذكاء الاصطناعي عملا يحاكي "أسلوب" المؤلف أو يقلد شعارا معينا؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
تحديث جديد لـ Meta AI يجعل التوصيات أكثر تخصيصًا باستخدام بياناتك الشخصية
أعلنت Meta عن تحديث جديد لمساعدها الذكي، Meta AI، يمنحه قدرة محسنة على التذكر واستغلال بيانات المستخدم الشخصية بشكل أعمق لتقديم توصيات أكثر تخصيصًا.
يسمح التحديث الجديد للمساعد بتذكر التفاصيل التي يشاركها المستخدمون أثناء الدردشة الفردية، بالإضافة إلى استخدام نشاطهم السابق على Facebook وInstagram لتخصيص تفاعلاته واقتراحاته.
كيف يعمل تحديث Meta AI الجديد؟
التغيير، الذي سيكون متاحًا مبدئيًا في الولايات المتحدة وكندا، يمكّن Meta AI من تتبع المعلومات التي يشاركها المستخدمون معه، فعلى سبيل المثال، إذا أبلغت المساعد عن حساسيتك تجاه أطعمة معينة أو قيود غذائية أخرى، سيتذكرها لتقديم وصفات تلائم احتياجاتك.
لكن الأمر لا يقتصر على المعلومات الغذائية؛ فالمساعد سيكون قادرًا على تتبع تفاصيل عن حياتك الشخصية وعلاقاتك لتخصيص التفاعلات بشكل أفضل. وفقًا للشركة، يمكن للمستخدمين الاطلاع على الذكريات التي يحتفظ بها Meta AI عنهم وحذف أي تفاصيل غير مرغوبة.
استخدام بيانات النشاط عبر منصات Meta
أحد أبرز جوانب التحديث هو قدرة Meta AI على استخدام بيانات نشاطك عبر Facebook وInstagram، وفقًا لـ Meta، يمكن للمساعد الآن الاستفادة من المعلومات الموجودة في ملفك الشخصي، مثل موقعك واهتماماتك ومقاطع الفيديو التي شاهدتها، لتقديم اقتراحات دقيقة. على سبيل المثال، قد يقترح المساعد أنشطة نهاية الأسبوع بناءً على موقعك أو اهتماماتك المحددة.
توضح Meta أن البيانات التي يتم جمعها تشمل معلومات مثل العمر والجنس والأنشطة السابقة عبر منصاتها، وأشار متحدث باسم Meta إلى أن هذه البيانات تُستخدم لتحسين تجربة الذكاء الاصطناعي وتخصيصها، بما في ذلك استنادًا إلى أنواع الإعلانات والمحتوى الذي يتفاعل معه المستخدم.
تأثيرات أوسع وتنافس عالمي
تأتي هذه التحديثات وسط منافسة محتدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أثارت شعبية DeepSeek، المساعد الصيني الذي يتصدر متجر تطبيقات Apple، ضجة كبيرة في الصناعة. ومع ذلك، اعتبر يان لو كون، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في Meta، أن ردود أفعال السوق تجاه DeepSeek "غير مبررة على الإطلاق"، مؤكدًا ثقة الشركة في استراتيجياتها الخاصة.
الخصوصية والتفاعل
تضمن Meta للمستخدمين الشفافية بشأن كيفية استخدام بياناتهم، مع توفير أدوات للتحكم في ما يتذكره Meta AI، يأتي هذا التحديث كجزء من جهود أوسع لتحسين تفاعلات المستخدمين مع الذكاء الاصطناعي وجعلها أكثر فائدة وشخصية.
كيفية تجربة التحديث
يمكن للمستخدمين في الولايات المتحدة وكندا البدء باستخدام هذه الميزات الجديدة على Meta AI، مع إتاحة خيارات التحكم في الخصوصية من خلال إعدادات التطبيقات.
تهدف Meta إلى تعزيز اعتماد مساعدها الذكي في الحياة اليومية للمستخدمين، مما يضعها في موقع منافسة قوي في عالم الذكاء الاصطناعي.