«هلالية» فتحي عبد السميع.. تراث خفي لم نعرفه من قبل عن سيرة بني هلال
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
السيرة الهلالية هي إحدى أشهر السير الشعبية العربية، تلك الملحمة الطويلة التي سَجلت في نحو مليون بيت من الشعر هجرة بني هلال وخروجهم من نجد إلى تونس، وتقص علينا في سرد شعبي قصة الأمير أبو زيد الهلالي وأخته شيحة، وسيرة الأمير دياب بن غانم، وقصة زهرة ومرعي. ظلت هذه السيرة هي الأقرب إلى ذاكرة الناس، والأكثر رسوخًا في الذاكرة الجمعية.
وفي تلك الدراسة يسعى "عبد السميع" إلى تحرير الهلالية من قبيلة بني هلال، الكتاب يعيد النظر في المسلمات التي ترتبط بالهلالية، من خلال قراءة حضارية ثقافية تحاول الوصول إلى هوية المبدع المجهول للسيرة الهلالية لا عن طريق التاريخ الذي لم يتوصل إليه نهائيا، ولكن عن طريق ثقافة ذلك المبدع التي تنعكس على الهلالية، ثم رد هذه الثقافة إلى هويتها الدينية أو المكانية، وقد ذهب الكاتب إلى أن ثقافة المبدع الأصلي ترتبط بعقائد الخصب التي كانت سائدة في الشرق القديم، أي أن ثقافته سابقة على ظهور الإسلام أو ما يعرف بالعصر الجاهلي في جزيرة العرب.
يتكون الكتاب من قسمين متداخلين، ويبدأ بمقدمة عن التراث الخفي الذي يتم نقله من منطقة تراثية قديمة، إلى منطقة تراثية أحدثَ منها بقرونٍ طويلة، وبشكلٍ تختفي فيه ملامح المنطقة الأولى أو تذوب في المنطقة الجديدة، وتعيش بشكلٍ خفي في ظل مناخٍ سياسي وديني واجتماعي مختلف.
القسم الأول بعنوان "الرواية الخليجية للسيرة الهلالية"، وينطلق من ملاحظة عدم توثيق الرواية الخليجية للسيرة الهلالية، رغم انطلاق السيرة منها، ووجود أحداثٍ كثيرة وقعت في نجد وبلاد السرو وعبادة، ورغم وجود روايات كثيرة للسيرة في الشام وشمال إفريقيا وجنوبها. ويذهب الكاتب إلى وجود رواية خليجية للسيرة، لكنها مفقودة، ويمكن اقتفاؤها في الحكايات الشعبية الصغيرة من خلال قراءة تلك الحكايات قراءةً فنية تقدّر الرموز وترصد التلميح قبل التصريح. ويقدّم الكتاب نموذجًا تطبيقيا يكشف مِن خلاله كيفية اختفاء الهلالية في الحكايات الشعبية.
أمّا القسم الآخر "الأسطورة السومرية في السيرة الهلالية"، فيذهب إلى أن الأسطورة السومرية تعيش في طيات السيرة بشكلٍ خفي، ويقوم الكاتب بذِكر الشواهد التي تؤكد ذلك، وتثير الكثير من الأسئلة الجديدة حول السيرة الهلالية التي يعتبرها الكاتب عملاً إبداعيًا إنسانيًا رفيع المستوى، وينادي بتحريرها من بني هلال وتاريخِهم.
يذهب الكاتب إلى أن الهلالية لا تجسد سيرة قبيلة بني هلال بل تجسد أزمة إنسانية عامة، وهي أزمة عنف الطبيعة، ومعاناة الناس من ضعف الموارد الطبيعية التي تكفل لهم الحياة، وتقلبات المناخ ومواجهة تحديات القحط والجدب والتصحر، وتعرضهم لمخاطر الموت جوعا والفناء الجماعي.
عنف الطبيعة الذي يهدد الخصوبة أو يسحقها معروف، كما يقول الكاتب بامتداد التاريخ، و لو قمنا بحصر المجاعات التي عرفها الإنسان في شتى بلدان العالم لاحتجنا إلى مجلدات، و خطر هذا العنف ماثل حتى الآن، بل وبتنا نتحدث كثيرا عن تغيرات المناخ وتداعياتها، وعجز موارد الأرض عن استيعاب الزيادات السكانية، أي أن الهلالية تتناول موضوعا قديما وجديدا في نفس الوقت، وهو موضوع إنساني عام لا يصح ربطه بقبيلة معينة.
ماذا تفعل الجماعات الإنسانية عندما تهاجمها الطبيعة ويسقط أهلها صرعى الجوع، لا يوجد سوى طريق واحد هو الهرب من الأماكن التي ضربها القحط، والهجرة إلى الأماكن الخصبة وهذا ما فعله الهلاليون، لقد كانت رحلتهم من أجل الهرب من أنياب الجوع، ولم تكن غايتهم الانتصار على أحد من الناس، بل كانت من أجل مقاومة الجوع والانتصار على الفناء.
تقدم الهلالية كما يقول الكاتب نوعين من الهجرة عرفتهما الشعوب منذ القدم ونجدهما تحت يومنا هذا، وهما الهجرة المسالمة والهجرة الدامية التي تراق فيها الدماء وتنهمر خلالها المآسي، والهلالية في الأذهان ترتبط غالبا بالنوع الثاني، ولا أعرف لماذا يتم تجاهل النوع الأول.
ظهرت الهجرة السلمية عندما كان الهلاليون في بلاد "السرو وعبادة" حيث عرفت البلاد عنف الطبيعة، وحلت المجاعة، فرحلوا إلى بلاد نجد، وهناك تم استقبالهم استقبالا رائعا بسبب العلاقات الطيبة التي تربطهم بأهالي نجد.
وظهرت الهجرة الدامية عندما ظهر عنف الطبيعة في بلاد نجد التي تمدحها السيرة وتقول أنها كانت "من أخصب بلاد العرب، كثيرة المياه الغدران والسهول والوديان، حتى كانت تذكرها شعراء الزمان بالأشعار الحسان، وتفضلها على كل البلدان نظرا لحسن هواها وكثرة خيرها، وما زالت على رونقها الأول حتى تغير قطرها وانقطع عنها الحشيش والنبات وعم البلاء من جميع الجهات، ولم يعد فيها شيء من المأكولات حتى صارت أهلها تأكل الحيوانات، ولما عظمت الأهوال واشتدت المجاعة على بني هلال اجتمعت منهم المشايخ والشبان وقصدوا مضارب الأمير حسن وقالوا إن طال علينا الحال نموت من عدم وجود القوت فإن لم نتدارك الأمر في الحال انقرضت جميع بني هلال وفقدت المواشي والأموال، واجتمع كبار القوم واتفقوا على الرحيل إلى تونس الخضراء.
لم تسمح السلطة في البلاد التي قصدتها جموع الهلالية باستضافتهم في أراضيهم الخصبة، و كان الهلاليون بين خيارين: الخيار الأول هو أنياب القحط التي لا ترحم ولا يمكن مبارزتها، والخيار الآخر هو مواجهة السيوف التي يمكن التغلب عليها وقد اختاروا الحرب.
المتحكم في كون الهجرة سلمية أو دامية هم واضعوا اليد على الأراضي الخصبة لا الهلاليون، فالهجرة التي تسمح بها السلطات شرعية لا ينتج عنها العنف، والهجرات غير الشرعية هي التي تسيل فيها الدماء، ويظهر فيها الموت، وهذا يحدث الآن.
الهلالية كما يقول الكاتب هم البشر جميعا، وهي سيرة الآن لا الماضي. حروب الهلالية في رأي الكاتب كانت من أجل الهرب من القحط إلى الخصب، وكانت تدور مع السلطات لا مع الشعوب، وكانت تلك السلطات تصل إلى العرش بقوة السيف، وكانت منفصلة عن الناس في الغالب، وكثيرا ما نجح الهلاليون أثناء الرحلة في إزاحة الملوك الاشرار وتسليم العرش إلى ملوك أخيار، وكان مجرد العبور في الممالك الممتدة من نجد إلى تونس، يستدعي دفع عشر أموالهم من جمال وخيول وغيرهما وأحيانا عشر نسائهم، الأمر الذي كان يتم رفضه، فتنشب الحرب، وهكذا لم يجدوا بدا من الحرب من أجل العبور بمواشيهم مع استثناءات نادرة، عرفوا فيها الهجرة السلمية بسبب كرم الحاكم مثلما حدث مع عامر الخفاجي ملك العراق الذي استضافهم في أرضه الخصبة سنتين.
يذهب الكاتب إلى أن الهلالية نجحت شعبيا بسبب أزمة القحط والجوع التي يتصدى لها الهلاليون وصراعهم مع النخب الحاكمة في الممالك التي عبروها لا مع الشعوب، وبعض الشعوب قدموا لها خدمة كبيرة بتخليصها من حاكمها المستبد وتنصيب حاكم عادل، أي أن قضيتهم هي قضية كل إنسان في الشرق المنكوب والذي عانى على مدار القرون من القحط الناتج من عنف الطبيعة، والقحط الناتج من عنف الحكام المستبدين.
الهلالية في رأي الكاتب أنشودة إنسانية لا تخص بني هلال بل تخص معظم البشر، لأن حياة كل إنسان مرهونة بالهرب من الجوع ومقاومة القحط بأشكاله المختلفة، وهي تجسد رحلة كل إنسان فوق كوكب الأرض، وهي على المستوى الباطني أنشودة كل إنسان يسعى إلى تجاوز قحط الدنيا والهجرة إلى فردوس الآخرة عبر المجاهدة والانتصار في حروبه اليومية ضد الشيطان أو قوى الشر التي لا يخلو منها مكان أو إنسان.
هذا في تقديره سبب ولع الناس بالهلالية حيث حلم الهجرة في المستوى الحياتي من ظروف الحياة القاسية إلى الفردوس الأرضي، وحلم الهجرة في المستوى الديني من الدنيا الغرورة الغادرة إلى الفردوس السماوي.
الشاعر والباحث فتحي عبد السميع
فتحي عبد السميع، شاعر وباحث مصري، رئيس تحرير سلسلة الإبداع الشعري (سلسلة كتب تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب)، حصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية 2015، وجائزة الدولة للتفوق في الآداب 2023، صدرت له ثمانية أعمال شعرية، هي: الخيط في يدي، تقطيبة المحارب، تمثال رملي، فراشة في الدخان، خازنة الماء، الموتى يقفزون من النافذة، أحد عشر ظلا لحجر، عظامي شفافة وهذا يكفي، كما صدرت له عدة كتب نقدية وفكرية من أهمها، القربان البديل: طقوس المصالحات الثأرية في الصعيد، الجميلة والمقدس، وجوه شهريار، شعرية الحدث، وله سيرة ذاتية صدرت عن هيئة الكتاب بعنوان "الشاعر والطفل والحجر".
.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السیرة الهلالیة الهلالیة فی عبد السمیع الکاتب إلى بنی هلال کل إنسان إلى أن من أجل
إقرأ أيضاً:
ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: غزوة بدر نموذج عملي للأخذ بأسباب النصر
عقد الجامع الأزهر، اللقاء الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية، اليوم الأربعاء، تحت عنوان "النبي صلى الله عليه وسلم بين براعة التخطيط والثقة في نصر الله غزوة بدر نموذجًا".
يأتي ذلك بحضور كل من د. السيد بلاط، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سابقًا، ود. خالد عبد النبي عبد الرازق، أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بالقاهرة، وأدار الحوار الشيخ وائل رجب، الباحث بالجامع الأزهر الشريف.
في بداية الملتقى قال الدكتور السيد بلاط، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سابقًا، إن غزوة بدر تعد نموذجًا عمليًا على براعة النبي صلى الله عليه وسلم في التخطيط، وتجلى ذلك بوضوح من خلال عدة أمور، أولها: تطبيقه صلى الله عليه وسلم لمبدأ الشورى مع صحابته الكرام، ليعطي درسًا لكل من تولى أمرًا من أمور المسلمين بضرورة البحث عن الرأي الصواب واعتماد مبدأ الشورى في إدارة شؤون المسلمين.
وأضاف أن الأمر الثاني: جمع المعلومات الدقيقة عن العدو الذي يوجهه، وفي هذا درس هام بضرورة تقدير الأمور تقديرًا صحيحًا من خلال جمع المعلومات الموثوقة التي تقدر لنا الأمور بقدرها دون تهويل أو تهوين، الأمر الثالث: بناء "عريش لقائد الجيش" أي ظلة في وسط الجيش، لتكون حصنًا للقائد ومظلة القيادة للمعركة، ليكون القائد قادرا على توجيه المعركة بفاعلية، واستعادة زمام الأمور في حالة تعثر الجيش. الأمر الرابع: اتباع الرسول صلى الله وسلم استراتيجية جديدة في القتال وهي استراتيجية الصفوف المنظمة، كبديل لأسلوب "الكر والفر" والذي كان هو الأسلوب المتبع في الحرب عند العرب، الأمر الخامس: التزام الجيش بالأوامر التي يصدرها قائد الجيش وخطة القتال وتنفيذها حرفيًا سواء كان ذلك في بدء المعركة أو في أثناء المعركة، ليكون جيش المسلمين موحدًا في بطشه وفي دفاعه.
وأوضح الدكتور سيد بلاط، أن النصر كان حليف المسلمين في غزوة بدر بفضل قدرة وبراعة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم بفضل التزام جيش المسلمين بأوامر النبي صلى الله عليه وسلم، وتنفيذها على الوجه الأكمل، والتي أظهرت عبقرية النبي صلى الله وسلم في كل شيء حتى في الجوانب العسكرية، وقدرته على تدبير أمرها ببراعة لا مثيل لها، من خلال تحديد أهداف المعركة وتحديد التوقيت المناسب لها، وحث الجنود على الاستخدام المحكم لكل أدوات المعركة في وقتها المناسب الذي يحقق الهدف بأقل الخسائر الممكنة، مبينًا أن لجوء المسلمين إلى الله وكونهم أصحاب حق، إضافة إلى براعة النبي في التخطيط، جعل النصر حليفًا للمسلمين، رغم أن قوانين الحرب لم تكن لتمنحهم النصر وبخاصة أن عددهم أقل بكثير من جيش عدوهم.
توفاه الله.. جامعة الأزهر تناقش رسالة دكتوراه وتترك كرسي المشرف فارغا.. صور
إنجاز غير مسبوق.. أستاذ بعلوم الأزهر يكتشف مستخلصات فعالة لعلاج السرطان والبكتيريا
مدير الجامع الأزهر: تطلعات جديدة لتعزيز دور الرواق الأزهري في الأقصر
وكيل الأزهر يستقبل رئيس المجلس الفقهي الأسترالي لبحث سبل التعاون المشترك
من جانبه، قال الدكتور خالد عبد النبي، أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بالقاهرة: تعطينا غزوة بدر مثلا أعلى في التوكل على الله، فمنذ التخطيط على الحرب وحتى تحقيق النصر، وتظهر ثقة النبي وتوكله الكامل على الحق جل وعلا، رغم قلة عدد جيش المسلمين مقارنة بجيش عدوهم، لكن توكل النبي صلى الله وسلم على ربه جعله متيقن أن النصر سيكون له ولأصحابه، كما أن التوكل على الله هو الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم يتجاوز كل المحن والتحديات التي واجهها طوال حياته، لكنه صلى الله عليه وسلم أراد من خلال التخطيط والإعداد الدقيق للمعركة، وحساب كل خطواتها خطوة خطوة، أن يعلمنا أن نأخذ بالأسباب وأن نجتهد في الوصول إلى الهدف.
وذكر فضيلة الدكتور خالد عبد النبي، أن النصر لا بد له من أسباب، فلا يمكن أن تنتصر الأمة الإسلامية على عدوها رغم كونها صاحبة حق وعلى صواب مالم تأخذ بالأسباب، وهو ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤسس له في غزوة بدر، فإذا توكل المسلمون على ربهم حق التوكل وأخذوا بالأسباب كان النصر حليفهم على أعدائهم، فلا يمكن أن يأتي النصر دون الأخذ بالأسباب، وعلى الأمة اليوم أن تستلهم من صفوف غزوة بدر روح الوحدة والتماسك والثقة، والتي كانت دافعًا قويا لهم في تحقيق النصر على عدو الله وعدوهم، وما أحوج الأمة اليوم أن تكون على هذه الحالة التي أظهرت جلد المسلمين وصدق إيمانهم، مشيرًا إلى أن المسلمين في غزوة بدر عندما كانوا على قلب رجل واحد أرهب الله عدوهم وقذف في قلبه الرعب.
من جانبه قال الشيخ وائل رجب: كان النبي صلى الله وسلم في كل أموره يأخذ بالأسباب التي تؤدي إلى نصر الأمة الإسلامية وتقوية دعائمها، ففي غزوة بدر حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الأخذ بكل أسباب النصر، سواء كان ذلك في تقصى المعلومات عن العدو، بالإضافة إلى دراسة ظروف المكان الذي تدور فيه المعركة، والاعتماد على الشخص المناسب في كل مرحلة من مراحل هذه المعركة، معتمدًا أسلوب الشورى والنقاش بينه وبين صحابته الكرام ليصل إلى الرأي الصائب الذي يحقق النصر والعزة للمسلمين.
يُذكر أن ملتقى "السيرة النبوية" الأسبوعي يُعقد الأربعاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، بهدف استعراض حياة النبي محمد ﷺ، وإلقاء الضوء على المعالم الشريفة في هذه السيرة العطرة، وبيان كيفية نشأته وكيف كان يتعامل مع الناس وكيف كان يدبر شؤون الأمة، للوقوف على هذه المعاني الشريف لنستفيد بها في حياتنا.