رئيس البرلمان العربي... المجتمع الدولي مازال يقف عاجزا أمام عربدة كيان الاحتلال الغاشم في فلسطين
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
قال عادل بن عبد الرحمن العسومي، رئيس البرلمان العربي، في كلمة له حول ما يقع في الأراضي الفلسطينية، إن الشعب الفلسطيني لايزال يتعرض لأبشع صور حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي حركت ضمير شعوب الكثير من دول العالم الحر، ولكنها للأسف لم تنعكس على إرادة المجتمع الدولي، الذي ما زال يقف عاجزاً أمام عربدة كيان الاحتلال الغاشم، وضربه بعرض الحائط كافة قيم ومبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، خاصة مع وجود قوى دولية كبرى توفر له الغطاء السياسي، وتبرر له الممارسات الإرهابية التي يقوم بها بكل وقاحة.
وأضاف العسومي: « أكدنا مراراً وما زلنا نؤكد أن الموقف الدولي المخزي والمتخاذل من المجازر والجرائم التي يرتكبها كيان الاحتلال الغاشم بحق الشعب الفلسطيني وآلية تعامل مجلس الأمن الدولي معها على مدار تسعة أشهر، يجب أن تكون نقطة تحول فاصلة في إعادة النظر في القواعد الحاكمة للنظام الدولي الحالي، الذي يسير بنا نحو مصير مجهول، إذا لم تتوقف سياسة المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين، وإذا لم تتم إعادة الهيبة والاحترام لمباديء وقيم القانون الدولي، والتي ألقى بها كيان الاحتلال الغاشم إلى مزبلة التاريخ، مشيرا إلى أن الصور البشعة لهذه الجرائم أثبتت أن من يقوم بها هي عصابات مُجرمة لا يمكن أن ترقى لوصف الدولة.
وتابع العسومي خلال كلمته اليوم بالقاهرة، أن التطورات الخطيرة التي يمر بها السودان الشقيق تنطوي على مخاطر كبيرة ليس فقط على مقدرات الشعب السوداني وأمنه واستقراره وسلامة ووحدة أراضيه، بل على منظومة الأمن القومي العربي في مفهومه الشامل.
كلمات دلالية اسرائيل الاحتلال البرلمان العربي العسومي المجتمع الدوليالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: اسرائيل الاحتلال البرلمان العربي العسومي المجتمع الدولي
إقرأ أيضاً:
فلسطين دولة.. والكيان كيان!
الصّورة التي ظهر فيها القائد الشهيد يحيى السينوار يتقدم صفوف الجهاد، سلاحه على كتفه يقارع عدوا ركن دبّابته بالقرب منه..
والصّورة التي ظهر فيها رفاقه وهم يقومون، في انضباط تام، بتسليم أسرى العدو، أقدامهم على رموز قادة الصهيونية…
والصّورة التي بدت فيها الرّاية الفلسطينية شامخة ترفرف أعلى تلك البناية، شاهدة على صمود غزة وتحدّيها لكل حمم القصف الصهيوني طيلة أكثر من 15 شهرا..
والصّورة التي ظهرت فيها تلك المرأة السيّدة على أرضها، تنثر أوراق الورد على رؤوس المقاومة الباسلة، معبّرة عن حب الناس ودعمهم اللاّمحدود لكل عنصر منهم..
والصورة التي تبرز الجماهير الفلسطينية وهي تلَوّح بالرّاية الفلسطينية وأعلام جميع فصائل المقاومة، في مشهد مهيب يؤكد وحدة الشعب في الدفاع عن قضيته..
والصّورة التي استقبلت بها العائلات الفلسطينية أبناءها وبناتها واضعة على رؤوسهم أكاليل الغار، رافعة رياهم على الأكتاف، مثمّنة تضحياتهم العظيمة بسنوات وبعقود وأحيانا بكل أعمارهم في الأسر…
والصّورة التي لوّحت فيها أسيرات العدو بأيديهن لكل الحضور، مبتسمات، لم يؤذيهن أحد، ولا حرمهن من غذاء أو لباس أو دواء أو رعاية رغم الحصار والتدمير…
تبيّن هذه الصور جميعها للعالم، بلا مجال للشك، أن الدولة الفلسطينية دولة بحق، بشعب منسجم مع قيادته، وبقيادة تتقدم صفوف الدفاع عن الشعب، وبقيم وأخلاق ووفاء بالعهود والعقود واحترام لحقوق الأسرى والتزام بقواعد الحرب وشروط السّلم…
وهذه الدولة، وإن كانت محاصرة اليوم، وإن كان معظم إقليمها محتلا من قبل الأعداء، وإن تم شن حرب إبادة ضدها، وإن مازال الآلاف من أبنائها يقبعون في سجون الاحتلال، وإن كان الغرب بالتحديد يرفض قيامها ويناور بكافة الوسائل لكي لا تكون، هذه الدولة موجودة بالفعل، في قلوب الناس وفي الميدان، تحميها مقاومة بطلة ويحميها قادة صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقبل ذلك، يحميها شعب قدّم المثال في التضحية والصبر على كافة المصائب…
في المقابل، في الجهة الأخرى، قادة كيان صهيوني دمويون متناحرون من أجل السلطة، تدعمهم قوى أجنبية كانت هي الأخرى مستعمرة للشعوب الإفريقية والآسيوية وفي أمريكا اللاتينية، ومنها من بنى أمجاده على إفناء شعب بأكمله مثلما فعل الأمريكيون بالهنود الحمر، أو إفناء قرابة نصف شعب بأكمله مثلما فعل الفرنسيون بالجزائريين، أو على ملايين من غير مواطنيه مثلما فعل الإنجليز بالهنود، أو على حروب عالمية حصدت هي الأخرى ملايين البشر مثلما فعل الألمان مع شعوب العالم ومع اليهود بالذات…
في المقابل، كيان عسكري، لم يتوقف عن فرض وجوده بالقوة، ولا يملك غير لغة القوة العسكرية والجوية بالتحديد يهدّد بها، لا يتردّد حلفاؤه من الغربيين على مدّه بما يحتاج من الذخيرة والعتاد والتكنولوجية العسكرية، لأجل مواصلة إبادته للشعب الفلسطيني، بل لا يتردّدون في شن العمليات العسكرية المشتركة معه للقيام بكل الأعمال الوحشية ضد أي شعب يتطلع إلى استعادة حريته أو يكافح لكي يبقى حرا…
في المقابل، كيان ينكّل بالأسرى تنكيلا، يجهر مفتخرا بأنه يمنع عنهم الماء والغذاء والدواء وحتى ضوء الشمس، يتلاعب بقوائم المفرج عنهم ليضاعف عذابهم، يؤخّر ساعة الإفراج عنهم قدر ما استطاع، يهدّد أهاليهم إن هم فرحوا لعودة أبنائهم، يفرض إبعاد بعضهم خارج فلسطين ليمنعهم من رؤية أبنائهم وأهاليهم، لا يكتفي بحكم المؤبّد على الواحد منهم بل يجعلها مؤبدات تصل إلى مئات السنين حقدا وتنكيلا، يهدّد بأنه سينكث عهده ويجدّد اعتقالهم متى رأى ذلك، في تعبير واضح عن مرض يسكنه وشعور باللاّأمن لا يفارقه…
في المقابل أيضا، قيادة جيش إبادة منبوذة حتى ممّن تزعم الدفاع عنهم، متناحرة فيما بينها يطيح بعضها ببعض، تلاحقها الجنائية الدولية عبر العالم، وعساكر بالآلاف يعانون كافة الأمراض الجسدية والنفسية نتيجة الظلم الذي ارتكبوه، ومدنيين بعشرات الآلاف يعارضون هذا الكيان المرعب القائم على تخويف الآخرين وإبادتهم، بل ويرفضون العودة إلى مساكنهم بعد أن فرّوا منها وقد فقدوا الأمن والأمان الذي وعدوا به…
أليست فلسطين دولة بمعنى الكلمة؟ أو أليس الكيان كيانا مصطنعا، مهما زعم أنه دولة؟
الشروق الجزائرية