فتيات إيرانيات تحدين نظام حكم رجال الدين
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
في عام 2022 شهدت إيران احتجاجات حاشدة اعترضت خلالها نساء على فرض الحجاب على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني، سرعان ما اجتاحت معظم مدن البلاد، وقابلتها السلطات بالقمع والاعتقالات، ومع ذلك استمرت النساء الإيرانيات في تحدي حكم رجال الدين بشتى الوسائل.
في تقرير نشرته، السبت، سلطت مجلة "تايم" الضوء على مجموعة من الفتيات الإيرانيات اللواتي تحولن لأيقونات في مجتمعهن على الرغم من استمرار حملات التضييق التي تمارسها السلطات ضد النساء منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وثق التقرير، الذي أعدته المصورة الصحافية الإيرانية البارزة فروغ علائي، على مدار عامين، النساء اللاتي رفضن ببساطة سلطة رجال الدين وكسرن المحظورات في العديد من المجالات.
كيانا ونيلوفر تعلمتا تصليح السيارات بجهودهما الذاتية (@kiana_yarahmadi) نیلوفر فرهمند وکیانا یار أحمديكيانا ونيلوفر، وكلتاهما بعمر 33 عاما، صديقتان منذ أكثر من 10 سنوات، وتعدان من بين أوائل النساء اللواتي عملن في مجال تصليح السيارات في إيران.
تقول نيلوفر "لم نعتقد أبدا أن هناك مكانا للنساء في مجال ميكانيكا السيارات في إيران.. كلما ذهبنا إلى مؤسسات ميكانيكا السيارات، قالوا إنه ليس لديهم أي برامج للنساء".
اختارت المرأتان البدء بتعليم نفسيهما في عام 2019، وتوثيق أعملالهن على منصة إنستغرام، حيث جمعتا آلاف المتابعين والمشاركات التي انتشرت بسرعة.
تقول نيلوفر: "على الرغم من أنه لم يكن مسموحا لي أن أفعل أشياء كثيرة، إلا أنني فعلتها أخيرا وأثبتت نفسي أمام النقاد".
الناز اكتسبت اهتماما دوليا في عام 2022 لمنافستها بدون حجاب في بطولة آسيا للاتحاد الدولي لكرة القدم في سيول إلناز ركابيشاركت إلناز، البالغة من العمر 34 عاما، في بطولة العالم للتسلق في موسكو عام 2021، وحصلت حينها على الميدالية البرونزية.
سبق لإلناز أن فازت أيضا بميداليتين فضية وبرونزيتين في البطولة الآسيوية للتسلق.
لكن الناز اكتسبت اهتماما دوليا في عام 2022 لمنافستها بدون حجاب في بطولة آسيا للاتحاد الدولي لكرة القدم في سيول.
واعتبر معظم الإيرانيين ذلك بمثابة إشارة لدعم الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اجتاحت البلاد على خلفية وفاة مهسا أميني.
وعندما عادت إلناز إلى طهران، استقبلها مئات الأشخاص، بما في ذلك نساء غير محجبات، وسط هتافات "إلناز البطلة".
سنایي هي قائدة ومساعد مدرب فريق هوكي الجليد الإيراني للسيدات أعظم سنایيسنایي هي قائدة ومساعد مدرب فريق هوكي الجليد الإيراني للسيدات، الذي تمكن من الحصول على المركز الثاني في بطولة آسيا وأوقيانوسيا للسيدات التابعة للاتحاد الدولي لهوكي الجليد لعام 2023.
وكذلك نجح الفريق، على الرغم من أنه أنشئ في عام 2020، من الفوز بالمركز الأول في عام 2024.
كانت سنايي تبلغ من العمر 14 عاما عندما بدأت لعب الهوكي، واليوم في سن الـ34 رفعت كأس آسيا وأوقيانوسيا للاتحاد الدولي لكرة القدم فوق رأسها.
في صالات العرض، غالبا ما تُجبر بروا على تغطية أعمالها بالورق أو القماش (@parvakarkhaneh) بروا کارخانهترسم بروا، البالغة من العمر 36 عاما، بشكل احترافي منذ 15 عاما، مع التركيز على النساء والصور الشخصية.
تتحدر بروا من مدينة كرمانشاه، وهي منطقة كردية في شمال غرب إيران، ومن عائلة محافظة.
تقول بروا: "لعملي جذور شرقية وإيرانية.. لم أحاول إظهار العنف أو الاحتجاجات في لوحاتي. ومع ذلك، فإن النساء المعزولات والحساسات والعاريات في بعض المواقف يجذبن الكثير من الاهتمام".
في صالات العرض، غالبا ما تُجبر على تغطية أعمالها بالورق أو القماش.
وتضيف بروا أن "هناك دائما بعض الجدران التي تقيدنا.. وأحيانا أغطي عملي حتى في المنزل لإخفائه عن أنظار جيراني، وكأننا نعيش بهذه الطريقة ونغطي أشياء كثيرة دون وعي".
زهرة حصلت على ميداليات برونزية عام 2019 في دورة الألعاب الآسيوية للصالات والفنون القتالية (@zahra.yazdanii_cherati) زهرة یزدانيزهرة هي رياضية إيرانية بارعة تتنافس في مصارعة "آليش" التقليدية التي تحظى بشعبية في ايران ومنطقة آسيا الوسطى وتسمي أيضا مصارعة الحزام، حيث يحمل المتنافسون أحزمة بعضهم البعض بهدف رمي خصمهم على السجادة.
تخضع الرياضيات مثل زهرة للرقابة الدقيقة في إيران، حيث يتم فرض عقوبات على أولئك اللواتي لا يتبعن القواعد الإسلامية الصارمة أثناء المنافسات.
حصلت زهرة على ميداليات برونزية عام 2019 في دورة الألعاب الآسيوية للصالات والفنون القتالية وبطولة العالم لمصارعة الحزام، بالإضافة إلى الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية للصالات والفنون القتالية 2017.
النساء تُمنع عموما من الغناء علنا في إيران (@ behinbolouri) بهین وثمین بلوريبدأت بهين (28 عاما)، وأختها ثمين (21 عاما) العمل كموسيقيتين ومغنيتين منذ ثماني سنوات.
وتُمنع النساء عموما من الغناء علنا في إيران، لكن الأختين تبثان أغانيهن لآلاف المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي.
بمجرد بدء احتجاجات مهسا أميني في جميع أنحاء البلاد، أطلقتا نسخة فارسية من الأغنية الشعبية الإيطالية المناهضة للفاشية "بيلا تشاو".
وقالتا إن نسختهن تحمل أفكارا تسعى إلى الحرية والأمل.
نسرين تيمورينسرين (31 عاما) هي المشرفة على أول فريق مشاهد خطرة نسائي في إيران، وتتضمن أعمالها السقوط على الدرج إلى محاكاة حوادث السيارات، وأحيانا تنطوي على إشعال النار.
تقول نسرين: "أقترح على الفتيات اللاتي يتبعن رغباتهن أن لا شيء مستحيلا... لقد آمنت بنفسي وفعلت ذلك".
نسرين هي أيضا عضوة في دار السينما الإيرانية، حيث تقوم بتوجيه الرجال والنساء على حد سواء.
سوغول خيرانديشتمارس سوغول (30 عاما) أعمالا تشتمل على الرقص وألعاب الخفة، والدوران بالنار وغيرها من الفعاليات القائمة على الحركة.
في السنوات الأخيرة، اجتذبت هذه الأنشطة الشباب في المدن الكبرى مثل طهران، حيث يرتدون ملابس غربية ويصففون شعرهم بتسريحات عصرية ويضعون الوشم.
لكن الرقص في الأماكن العامة محظور على النساء في إيران.
تقول سوغول إن "أقوى عائق أمام الفتاة في مجتمع مغلق هو الأشخاص ذوي العقول الضحلة.. وهذا ما يجعل معظمنا مكتئبا".
هاستي رضائيهاستي (17 عاما) هي أصغر متسابقة موتوكروس في إيران، حيث بدأت بممارستها في سن التاسعة، وكانت بطلة موتوكروس إيران في الفترة 2021-2022، وبطلة موتوكروس وطنية وإقليمية عدة مرات.
تذهب هاستي إلى المضمار في نهاية كل أسبوع. وتقول: "يعتقد البعض أنها رياضة ذكورية وأنها تشكل خطرا على النساء. ويسألونني: ألا تخافين؟" ماذا لو أصبت؟ لكن الإصابة ليست سوى جزء من الخطر".
العداء ضد المرأةوترى ناشطات إيرانيات معارضات أن نظام حكم رجال الدين في إيران استهدف النساء الإيرانيات بالتضييق مرة وبالاعتقال والقتل في محاولة منه للحد من مشاركتهن في المجتمع.
تقول رئيسة رابطة النساء الأنغلو-إيرانيات في المملكة المتحدة ليلى جزائري إن النساء كن الهدف الرئيسي للنظام الثيوقراطي الإيراني منذ عام 1979.
وتضيف جزائري لموقع "الحرة" أنه "سرعان ما تم إضفاء الطابع المؤسسي على كراهية النساء في القانون من قبل المرشد الأعلى آنذاك آية الله الخميني، مما أدى إلى حرمان المرأة من حقوقها الأساسية".
وتبين جزائري أن "الحجاب الإلزامي وجلد النساء بسبب الحجاب غير المناسب، والهجمات بالأسيد حصلت في تلك الفترة ومستمرة حتى يومنا هذا".
تقول جزائري إن "العداء ضد المرأة هو جوهر جرائم النظام، حيث يقوم بترهيب المجتمع الإيراني بأكمله من خلال قمع المرأة للبقاء في السلطة".
"ومع ذلك، لم تلتزم المرأة الإيرانية الصمت منذ أكثر من 40 عاما، على الرغم من أنها دفعت ثمناً باهظا من أجل الحرية والمساواة والعدالة"، بحسب جزائري.
بدورها تقول الناشطة والباحثة في الشأن الإيراني منى السيلاوي إن "الجيل الإيراني الحالي من الفتيات المتمردات هو نتاج لجيل عانى من ظلم وتسلط حكم رجل الدين خلال لـ40 عاما القائم على قمع النساء".
وتضيف السيلاوي لموقع "الحرة" إن "التمرد يظهر بطرق مختلفة مثلا في قضية الحجاب كانت النساء اللواتي يجبرن على لبسه كن يظهرن أجزاء من شعرهن أو يلبسن ملابس على الموضة".
تعتقد السيلاوي أن "الجيل زي (Z) من النساء في إيران فاجأ الجميع، حيث كان الكثيرون يعتقدون أنه جيل غير مهتم بالسياسة، لكن العكس كان صحيحا".
وتبين السيلاوي أن "التحكم بهذا الجيل سيكون صعبا جدا على النظام، وهو ما سيؤدي بالنهاية لإجبار السلطة الدينية على تغيير تعاملها مع الشباب، أو ربما أكثر من ذلك، عبر إسقاط النظام".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: للاتحاد الدولی على الرغم من رجال الدین فی إیران فی بطولة فی عام
إقرأ أيضاً:
لجلب الزبائن إلى محلها.. كوافيرة بمصر تحذر من عصابة تخطف فتيات
ألقت الأجهزة الأمنية المصرية القبض على سيدة بسبب ترويج شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ادعت فيها وجود عصابة متخصصة في خطف الفتيات والشباب وقتلهم بهدف الاتجار بأعضائهم البشرية.
وانتشرت الاخبار المتداولة بسرعة كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأثارت حالة من الذعر في العديد من الأحياء بالقاهرة، ما دفع السلطات إلى القبض على السيدة صاحب المنشورات.
وكثفت الأجهزة الأمنية من تحرياتها للتأكد من صحة الخبر، وبعد جمع المعلومات اللازمة، تم تحديد هوية السيدة التي نشرت الخبر وقد تبين أنها تعمل كوافيرة في مجال تصفيف الشعر والمكياج للسيدات، وتقيم في منطقة البساتين بالقاهرة.
View this post on Instagram A post shared by وزارة الداخلية المصرية (@moiegy)
واعترفت السيدة اثناء التحقيقات بأنها هي من قامت بنشر الشائعة بهدف زيادة عدد المتابعين على صفحتها الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يساعدها في الترويج لخدماتها في مجال تصفيف الشعر والمكياج.
وأضافت السيدة أنها كانت تأمل في تحقيق مكاسب مادية من خلال زيادة عدد المتابعين لصفحتها، إذ يساهم التفاعل الكبير في رفع مستوى الاهتمام بخدماتها، وبالتالي تحسين دخلها. واعتبرت أن نشر مثل هذه الشائعات المثيرة للذعر قد يساهم في جذب الانتباه إلى حساباتها وتحقيق أهدافها الشخصية.
وبناء على اعتراف السيدة بنشر هذه الشائعات الكاذبة، فإنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها بتهمة نشر أخبار كاذبة من شأنها ترويع المواطنين وإحداث حالة من الذعر بين أفراد المجتمع. وقد تولت النيابة العامة التحقيق في الواقعة.
أصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانا أكدت فيه أن الشائعة التي تم تداولها عبر الإنترنت لا صحة لها على الإطلاق.