هدايا ربانية .. حالات صيام يوم عاشوراء وأحكامه
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
يوم عاشوراء: مع قرب الاحتفال بـ صيام يوم عاشوراء ، والموافق الثلاثاء القادم 16 من يوليو الجاري، والمستحب به الصيام فقد وورد حديث نبوي يؤكد أن صيام عاشوراء يكفر ذنوب السنة الماضية، نستعرض فضل صيام عاشوراء والمعجزات المرتبطة بهذا اليوم.
فضل صيام يوم عاشوراءيوم عاشوراءوعن أبي قَتادة رضي الله تعالى عنه، عن الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - قال: "صوم عاشوراء يكفِّر السّنة الماضية، وصوم عرفة يكفر سنتين: الماضية والمستقبَلة" رواه النَّسائي، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: "ما رأيت النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يتحرّى صيام يومٍ فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني شهر رمضان" رواه البخاري، ومسلم، والنَّسائي، وأحمد.
ويوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرّم على الصّحيح، وهذا هو ما ذهب إليه جمهور العلماء، وهو ليس اليوم التّاسع كما يقول البعض منهم، وذلك أنّ كلمة عاشوراء جاءت بمعنى اليوم العاشر، وهذا هو مقتضى الاشتقاق والتّسمية، وأنَّ اليوم التاسع يسمى تاسوعاء.
وعن جزاء صيام يوم عاشوراء حيث جاء جاء في صحيح مسلم: "أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفر السنة الماضية".
أحاديث حول صيام يوم عاشوراءصيام يوم عاشوراء
وردت الكثير من الأحاديث والأقوال التي تذكر فضل صيام يوم عاشوراء، وهي كالآتي:
عن عبد الله بن أبي يزيد، أنه سمع ابنَ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما، وسئل عن صيام يوم عاشوراءَ، فقال: «ما علمتُ أنَّ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - صام يومًا، يطلُبُ فضلُه على الأيّامِ، إلا هذا اليومَ. ولا شهرًا إلا هذا الشهرَ، يعني رمضانَ» رواه مسلم، وفي لفظ: "ما رأيت النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يتحرّى صيام يوم فضّله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء.." أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي، وأحمد.
عن أبي قتادة رضي الله عنه، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال: "صيام يوم عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفر السّنة التي قبله" أخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وأحمد، والبيهقي .
وقال النّووي: "يكفّر كلّ الذّنوب الصّغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر"، ثم قال: "صوم يوم عرفة كفارة سنتين، ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.. كلّ واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفّره، وإن لم يصادف صغيرةً ولا كبيرةً كتبت به حسنات، ورفعت له به درجات، وإن صادف كبيرةً أو كبائر، ولم يصادف صغائر، رجونا أن تخفّف من الكبائر" من كتاب المجموع.
ويعرف يوم عاشوراء بأنه اليوم أنجى اللهُ تعالى فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه؛ فصامه موسى ثم صامه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: "قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، فوجد اليهودَ يصومون يومَ عاشوراءَ، فسُئِلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليومُ الذي أظهر اللهُ فيه موسى وبني إسرائيلَ على فِرعونَ؛ فنحن نصومُه تعظيمًا له، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "نحن أَولى بموسى منكم، فأمَرَ بصيامِه»، وفي روايةٍ لمسلمٍ: «فصامه موسى شُكرًا، فنحن نصومُه…»، وللنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في صيامِ عاشوراءَ 4 حالاتٍ:
الحالة الأولى:
أنه كان يصومه بمكة ولا يأمر الناس بالصور، ففي الصحيحين عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: "كانت عاشوراءُ يومًا تصومُه قُرَيشٌ في الجاهليةِ، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصومُه، فلمَّا قَدِمَ المدينةَ صامه وأمر الناسَ بصيامِه، فلمَّا نزلت فريضةُ شهرِ رمضانَ كان رمضانُ هو الذي يصومُه، فترك صومَ عاشوراءَ، فمن شاء صامه، ومن شاء أفطر". وفي روايةٍ للبخاري: وقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «من شاء فليصُمْ، ومن شاء أفطر".
الحالة الثانية:
أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لما قدم المدينة ورأى صيام أهل الكتاب، وكان يحب موافقته فيما لم يؤمر به، صامه وأمر الناس بصيامه بصيامِه، وحث الناس عليه حتى كان يصونه أطفالهم.
الحالة الثالثة:
أنه لما فرض صيام شهر رمضان، ترك النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمر أصحابِه بصيام يوم عاشوراء؛ لِما رواه مسلمٌ في صحيحِه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "إنَّ عاشوراءَ يومٌ من أيَّامِ اللهِ، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه". وفي روايةٍ لمسلمٍ أيضًا: "فمن أحَبَّ منكم أن يصومَه فلْيَصُمْه، ومن كَرِه فلْيَدَعْه".
الحالة الرابعة:
أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عزم في آخر عمره على ألا يصومه منفردًا، بل يضم إليه يوم التاسع؛ مخالفة لأهلِ الكتاب في صيامه؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنَّه قال: حين صام رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عاشوراءَ، وأمر بصيامِه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، إنَّه يومٌ تُعَظِّمُه اليهودُ والنَّصارى، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "فإذا كان العامُ المُقبِلُ إن شاء الله صُمْنا التاسِعَ"، قال: فلم يأتِ العامُ المقبِلُ حتى توفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يوم عاشوراء صيام يوم عاشوراء تاسوعاء رمضان صیام یوم عاشوراء م یوم عاشوراء هذا الیوم م عاشوراء رضی الله بصیام ه إلا هذا الله صل من شاء
إقرأ أيضاً:
هل يجب صيام الست من شوال بشكل متواصل؟.. اعرف آراء الفقهاء
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه: “هل لا بُدّ في صيام الستة أيام من شوال أن تكون متتابعة بعد يوم العيد؟، أم أنَّ هناك سعة في ذلك ويمكن تفريق صيامها على مدار شهر شوال؟”.
قالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن صيام 6 أيام من شوال فيه توسعة؛ فيجوز تفريق صيامها على مدار الشهر، ولا يجب التتابع فيها، وإن كان التتابع في صومهم بعد عيد الفطر أفضل وأولى، إلَّا إذا عارضه ما هو أرجح منه من المصالح؛ مثل: صلة الرحم، وإكرام الضيف.
وورد في السنة المشرفة، الحثّ على صيام 6 أيام من شوال عقب إتمام صوم رمضان، وأنَّ ذلك يعدلُ في الثواب صيام سنة كاملة؛ فروى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنَّ رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر».
التتابع في صيام الست من شوالاختلف الفقهاء في الأفضل في صيامها هل هو التتابع أو التفريق؟، على النحو التالي:
ذهب الحنفية إلى أفضلية التفريق؛ قال الإمام الحصكفي الحنفي في "الدر المختار" (ص: 151، ط. دار الكتب العلمية): [(وندب تفريق صوم الستّ من شوال)، ولا يُكْرَه التتابع على المختار] اهـ.
وذهب الشافعية والحنابلة إلى أفضلية التتابع؛ قال العلامة الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (2/ 184، ط. دار الكتب العلمية): [يُسْتحبُّ لمَن صام رمضان أن يتبعه بستٍّ من شوال كلفظ الحديث، وتحصل السنّةُ بصومها متفرقةً، (و) لكن (تتابعها أفضل) عقب العيد؛ مبادرةً إلى العبادة، ولما في التأخير من الآفات] اهـ.
وذكرت دار الإفتاء أن هذه الأفضلية عند هؤلاء الفقهاء يمكن أن تنتفي إذا عارضها ما هو أرجح؛ كتطييب خواطر الناس؛ إذا كان الإنسان يجتمع مع أقاربه مثلًا على وليمة يُدْعَى إليها، فمثل هذه الأمور من مراعاة صلة الرحم وإدخال السرور على القرابة لا شكّ أنَّها أرجحُ من المبادرة إلى الصيام عقب العيد أو التتابع بين أيامه، وقد نصّ علماء الشافعية والحنابلة على أنَّ الكراهة تنتفي بالحاجة.